سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (الدرس الأول )
صفحة 1 من اصل 1
سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (الدرس الأول )
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا
عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا
محمد شمس الملة والدين،وعلى آله الأكرمين ،وصحابته أجمعين.
أما بعد ،فهذا شرح بسيط ،وتوضيح وسيط ،على المنظومة البيقونية ،في العلوم
الحديثية ،يحل مشكلها ،ويفتح مقفلها ،ليس بالكثير الممل،ولا بالقليل المخل،وفيه
بعض التحقيقات النادرة،والفرائد الجوهرية العاطرة،وهو زبدة مأخوذة من
عدة شروح،وألفاظه ظاهرة في غاية الوضوح، وقد سميته (الجواهر التبكالية
على المنظومة البيقونية) ،ورغم كُلِّ هذا لا أدعي العصمة من الخطأ،ولا
وصلت إلى درجة طويلب علم فضلا عن ذي اعتلاء،ومع هذا فالمرجوا
ممن رأى خللا أن يصححه ،ويلتمس لصاحبه مخرجا ويناصحه ،وصدق من قال :
وإن تجد عيبا فسُدّ الخللا ـــــــــــ فجل من لا عيب فيه وعلا ***
ثم إنّ علم مصطلح الحديث علم جدير بالإهتمام ،ولولاه لضاعت أكثر
السنة وضلت فيها الأفهام ،وقبل أن نشرع في المقصود ، يحسن بنا أن نعرفه
ونذكر مبادئه العشرة التي درج العلماء بذكرها عند البداية في كل علم
كي يكون الطالب على دراية بما سيدرس وقد نظمها أبو العرفان محمد
الصبان رحمه الله بقوله :
إنّ مبادِيْ كل فنٍ عشره ××× الحدّ والموضوع ثم الثمره**
ونسبة وفضله والواضعْ ××× والْإِسم الِاستمداد حكم الشارعْ**
مسائلٌ و البعض بالبعض اكتفى ××× و من درى الجميع حاز الشرفا**
فأما تعريف علم مصطلح الحديث باعتبار مفرداته ،فهو يتكون من مضاف
ومضاف إليه ومضاف إلى مضاف إليه ،فكلمة (علم) مضاف و هو خبر لمبدإ
محذوف تقديره هذا ،وكلمة (مصطلح) مضاف إليه ، وكلمة (الحديث)
مضاف إلى مضاف إليه
-والعلم لغة هو :إدراك الشيء وحصول صورته في العقل ، ويطلق مجازا على
مجموعة من المسائل في موضوع معين ،
واصطلاحا : إدراك الشيء على حقيقة ماهو عليه في الواقع ، أو هو صفة
ينكشف بها المطلوب انكشافا تاما ،وله حدود أخرى كلها لا تسلم من
الدور ،وهو ممنوع عقلا ،لأنه يتوقف العلم بالتعريف على العلم بالمعرَّف
فيلزم منه الدور ،ولذلك قال بعض العلماء يستحيل حد العلم بحد جامع مانع
،وينقسم العلم إلى :ضروري و مكتسب ،
-فالضروري : ما لا يحتاج إلى النظر والإستدلال ولا يقدر الإنسان أن يدفعه على نفسه بالشك والشبه كالأخبار المتواترة و أن الشمس مشرقة ،
-و المكتسب ويسمى النظري :ما يحتاج إلى النظر والإستدلال ،والنظر :
الفكر في الشيء ،والفكر : حركة النفس في المعقولات ،وأما حركتها في
المحسوسات :فتخييل ،وله أقسام أخرى ليس هذا محل بسطها
-ومصطلح كلمة على وز ن مفتعل ،وأصلها مصتلح بالتاء ،فأبدلت التاء طاء
لوقوعها بعد حرف من حروف الإطباق قال ابن مالك :
طا تا افتعالٍ رُدَّ إثر مُطْبَقِ ××× في اُدََّان واُزْددْ واُدَّكِرْ دالاً بَقِيْ ***
ومعناها لغة : ما تم الإتفاق والتعارف عليه
والحديث لغة له معان منها :الجديد ،ج حدث ،بضم الحاء والدال ،ومنها
مطلق الكلام والخبر ، ج أحاديث ،وهذا هو القريب من التعريف
الاصطلاحي
واصطلاحا : ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو
تقرير أو وصف ،
وأما تعريف علم مصطلح الحديث ،باعتباره لقبا وعلما لهذا الفن ،فهو :
علم بأصول و قواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبو ل والرد ،وهذا هو المبدأ الأول من المبادئ العشرة التي أسلفنا وهو الحد ،
-وأما موضوعه فهو : السند والمتن من حيث القبول والرد ،
-وثمرته : معرفة الصحيح من الضعيف من الأحاديث ،
-ونسبته إلى غيره من العلوم : أنه من العلوم الشرعية ،
-وفضله : أنه من أشرف العلوم وأجلها ،
-و واضعه : هو القاضي أبو محمد الرَّامَهُرْمُزِي في كتابه (المحدث الفاصل)،
-واسمه :علم مصطلح الحديث ،
-واستمداده : من الأسانيد والمتون ،
-وحكم الشارع فيه : أنه فرض عين على من انفرد به ،وإلا فهو فرض
كفاية ، إذا قام به البعض سقط عن الباقين ،
-ومسائله : هي مباحثه التي يتحدث عنها ،كتعريف الصحيح وشروطه،
وأنواع الحديث الضعيف وغير ذلك ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وءاله وصحبه
أبو محمد التبكالي : [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا
محمد شمس الملة والدين،وعلى آله الأكرمين ،وصحابته أجمعين.
أما بعد ،فهذا شرح بسيط ،وتوضيح وسيط ،على المنظومة البيقونية ،في العلوم
الحديثية ،يحل مشكلها ،ويفتح مقفلها ،ليس بالكثير الممل،ولا بالقليل المخل،وفيه
بعض التحقيقات النادرة،والفرائد الجوهرية العاطرة،وهو زبدة مأخوذة من
عدة شروح،وألفاظه ظاهرة في غاية الوضوح، وقد سميته (الجواهر التبكالية
على المنظومة البيقونية) ،ورغم كُلِّ هذا لا أدعي العصمة من الخطأ،ولا
وصلت إلى درجة طويلب علم فضلا عن ذي اعتلاء،ومع هذا فالمرجوا
ممن رأى خللا أن يصححه ،ويلتمس لصاحبه مخرجا ويناصحه ،وصدق من قال :
وإن تجد عيبا فسُدّ الخللا ـــــــــــ فجل من لا عيب فيه وعلا ***
ثم إنّ علم مصطلح الحديث علم جدير بالإهتمام ،ولولاه لضاعت أكثر
السنة وضلت فيها الأفهام ،وقبل أن نشرع في المقصود ، يحسن بنا أن نعرفه
ونذكر مبادئه العشرة التي درج العلماء بذكرها عند البداية في كل علم
كي يكون الطالب على دراية بما سيدرس وقد نظمها أبو العرفان محمد
الصبان رحمه الله بقوله :
إنّ مبادِيْ كل فنٍ عشره ××× الحدّ والموضوع ثم الثمره**
ونسبة وفضله والواضعْ ××× والْإِسم الِاستمداد حكم الشارعْ**
مسائلٌ و البعض بالبعض اكتفى ××× و من درى الجميع حاز الشرفا**
فأما تعريف علم مصطلح الحديث باعتبار مفرداته ،فهو يتكون من مضاف
ومضاف إليه ومضاف إلى مضاف إليه ،فكلمة (علم) مضاف و هو خبر لمبدإ
محذوف تقديره هذا ،وكلمة (مصطلح) مضاف إليه ، وكلمة (الحديث)
مضاف إلى مضاف إليه
-والعلم لغة هو :إدراك الشيء وحصول صورته في العقل ، ويطلق مجازا على
مجموعة من المسائل في موضوع معين ،
واصطلاحا : إدراك الشيء على حقيقة ماهو عليه في الواقع ، أو هو صفة
ينكشف بها المطلوب انكشافا تاما ،وله حدود أخرى كلها لا تسلم من
الدور ،وهو ممنوع عقلا ،لأنه يتوقف العلم بالتعريف على العلم بالمعرَّف
فيلزم منه الدور ،ولذلك قال بعض العلماء يستحيل حد العلم بحد جامع مانع
،وينقسم العلم إلى :ضروري و مكتسب ،
-فالضروري : ما لا يحتاج إلى النظر والإستدلال ولا يقدر الإنسان أن يدفعه على نفسه بالشك والشبه كالأخبار المتواترة و أن الشمس مشرقة ،
-و المكتسب ويسمى النظري :ما يحتاج إلى النظر والإستدلال ،والنظر :
الفكر في الشيء ،والفكر : حركة النفس في المعقولات ،وأما حركتها في
المحسوسات :فتخييل ،وله أقسام أخرى ليس هذا محل بسطها
-ومصطلح كلمة على وز ن مفتعل ،وأصلها مصتلح بالتاء ،فأبدلت التاء طاء
لوقوعها بعد حرف من حروف الإطباق قال ابن مالك :
طا تا افتعالٍ رُدَّ إثر مُطْبَقِ ××× في اُدََّان واُزْددْ واُدَّكِرْ دالاً بَقِيْ ***
ومعناها لغة : ما تم الإتفاق والتعارف عليه
والحديث لغة له معان منها :الجديد ،ج حدث ،بضم الحاء والدال ،ومنها
مطلق الكلام والخبر ، ج أحاديث ،وهذا هو القريب من التعريف
الاصطلاحي
واصطلاحا : ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو
تقرير أو وصف ،
وأما تعريف علم مصطلح الحديث ،باعتباره لقبا وعلما لهذا الفن ،فهو :
علم بأصول و قواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبو ل والرد ،وهذا هو المبدأ الأول من المبادئ العشرة التي أسلفنا وهو الحد ،
-وأما موضوعه فهو : السند والمتن من حيث القبول والرد ،
-وثمرته : معرفة الصحيح من الضعيف من الأحاديث ،
-ونسبته إلى غيره من العلوم : أنه من العلوم الشرعية ،
-وفضله : أنه من أشرف العلوم وأجلها ،
-و واضعه : هو القاضي أبو محمد الرَّامَهُرْمُزِي في كتابه (المحدث الفاصل)،
-واسمه :علم مصطلح الحديث ،
-واستمداده : من الأسانيد والمتون ،
-وحكم الشارع فيه : أنه فرض عين على من انفرد به ،وإلا فهو فرض
كفاية ، إذا قام به البعض سقط عن الباقين ،
-ومسائله : هي مباحثه التي يتحدث عنها ،كتعريف الصحيح وشروطه،
وأنواع الحديث الضعيف وغير ذلك ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وءاله وصحبه
أبو محمد التبكالي : [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
مواضيع مماثلة
» سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (الدرس الثالث )
» سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس الرابع عشر)
» سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ( الدرس الرابع )
» سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس الخامس عشر)
» سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ( الدرس الثامن )
» سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس الرابع عشر)
» سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ( الدرس الرابع )
» سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس الخامس عشر)
» سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ( الدرس الثامن )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى