منتدى المدرسة العتيقة توبكال هلالة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ( الدرس الرابع )

اذهب الى الأسفل

 سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ( الدرس الرابع ) Empty سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ( الدرس الرابع )

مُساهمة من طرف الشيخ جلال الدين أصياد الخميس أغسطس 04, 2011 10:09 am

*أعوذ بالله من الشيطان *** ذاك الرجيم عدو الإنسان *
*أول ما نقول بسم اللــه *** وخير ما نذكر حمد اللــه *
*محمد بشر لا كالبشـــر*** بل هو كالياقوت بين الحجر*
*وإنما نسبته من البشــر*** كنسبة بين الياقوت والحجر *
*صلى عليه ربنا وسلما *** والآل والصحب سلاما دائما *

أما بعد :فهذا هوالدرس الرابع من شرح المنظومة البيقونية ،سنتكلم فيه (إن شاء الله) على القسم الاول من اقسام الحديث وهو الحديث الصحيح وشروطه، قال الناظم:

وَذِي مِنْ أَقْسامِ الحدِيثِ عِـدَّه ... وَكُلُّ واحدٍ أَتَى وَحَدَّهْ
أَوَّلُها الصَّحِيْحُ وَهْوَ ما اتَّصَلْ ... إسْنادُه ولمْ يَشُذَّ أو يُعَلْ
يَرْوِيْهِ عَدْلٌ ضابِطٌ عَنْ مِثْلِهِ ... مُعْتَمَدٌ في ضَبْطِهِ ونَقْلِهِ

قوله: (وذي)الواوإستئنافية، وذي مبتدأ وهي: إشارة إلى موجود في الذهن، إن كانت قبل التأليف،وإن كانت بعد التأليف, فالإشارة إلى موجود في الخارج، ثم قال : (من أقسام) ج ،قسم (بكسرالقاف) والقسم في اللغة :جزء الشيء ،وفي الإصطلاح :ما كان مندرجا تحت الشيء وأخص منه ،كالإنسان بالنسبة إلى الحيوان،وقد اضطربت عبارة الشراح هنا ،هل المراد بالأقسام الثلاثة الأولى [أي الصحيح والحسن والضعيف] ،أم هي شاملة للأنواع المندرجة تحت الصحيح والحسن والضعيف،وهو الظاهر لقوله :(وكل واحد أتى وحده) فيشمل الكل، وقوله في أنوع الضعيف :(أقساما) ولم يقل أنواعا،وأظهرمن هذا إذا كانت النسخة التي فيها (فوق الثلاثين بأربع أتت أقسامها) بدل (أبياتها) هي الصحيحة، قوله : (الحديث) أي علم مصطلح الحديث ،والحديث في اللغة : له معان منها :الجديد ،ج حدث ،بضم الحاء والدال ،ومنها مطلق الكلام والخبر ، ج أحاديث ،وهذا هو القريب من التعريف الاصطلاحي ،واصطلاحا: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو وصف .

وعلم مصطلح الحديث : علم بأصول و قواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبو ل والرد ، وكل هذا سبق في المقدمة ،قوله :(عدة) بكسر العين ،الجماعة من الشيء كما في الصحاح، وفي اللسان: مقدارما يعد ومبلغه، والجماعة، وقيل مصدر كالعد (اهـ بتصرف) ،والمراد هنا تلك الأقسام والأنواع وهي اثنان وثلاثون على حسب الإستقراء والتتبع ، وليست أربعة وثلاثين كما قال بعضهم، ولهذا فإن النسخة التي فيها (فوق الثلاثين بأربع أتت أبياتها) بدل (أقسامها) ربما تكون هي الصحيحة، ولهذا شرح عليها الدمياطي والحموي، والله أعلم.

ثم قال: (وكل واحد) أي كل قسم من هذه الأقسام المشتملة على الأنواع (أتى) أي في هذا النظم ، ثم قال: (وحده) بفتح الحاء، والواو بمعنى مع ، وحده منصوب على أنه مفعول معه ، والحد في اللغة :المنع ولذا سميت الحدود الشرعية حدودا ،لأنها سبب في منع المحدود من ارتكاب موجبها ،وكذلك سميت حدود الدار حدودا ،وهو منتهاها من جميع جهاتها،لأنها تمنع ما يجاورها من الدخول فيها، وتمنع ما هو منها أي يحكم له بحكم ما هو خارج عنها ، وهذا المعنى موجود في الإصطلاح أيضا وهو: مايمنع غير أفراد المحدود من الدخول فيه، ويمنع ماهو من أفراد المحدود من الخروج منه، أوبعبارة أخرى: ماكان تعريفا للشيء بذكر تمام ذاتياته ،والرسم في اللغة :الأثر، وفي الإصطلاح :ماكان تعريفا للشيء بذكر جنسه القريب مع خاصته اللازمة الشاملة، والمراد هنا بقول المؤلف (حده) ما يشمل التعريف بالحد والرسم كما سيأتي إن شاء الله .

ثم قال :(أولها)الضمير عائد على الأقسام المشتملة على الأنواع كما سبق،(الصحيح) قدمه لشرفه و لعلو مرتبته، وهوفي اللغة :السالم ، واصطلاحا : عرفه المؤلف بقوله : (وهوما اتصل إسناده) وهذا شرط أول، احترز به عما لم يتصل، وهوالمنقطع والمرسل والمعضل كما سيأتي وهناك المعلق أيضا، ولكن لم يذكر في النظم، والإسناد : حكاية طريق المتن بحيث يكون كل من رجاله سمع ذلك المروي من شيخه، (ولم يشذ) هذ شرط ثان، والشذوذ في اللغة :الإنفراد، و احترز به عن الحديث الشاذ وهو: ما خالف فيه الراوي المقبول الرواية من هو أولى منه إما في العدد أوفي الصدق أوفي العدالة (أويعل) هذا شرط ثالث ،وهو خلو السند من العلة ،وهي في اللغة :المرض، وفي الإصطلاح :وصف خفي يقدح في صحة سند الحديث، مع أن الظاهرسلامته منه، وقد أطلق المؤلف في قوله (أويعل) ولم يقده بالعلة القادحة كما قيده العراقي في الألفية بقوله: (وعلة قادحة فتوذي ) وهذا ربما يكون بسبب ضيق النظم ،لأنه قد تكون في الحديث علة وليست بقادحة،وهذا لا يعرفه إلا من رزقه الله فهما ثاقبا، وحفظا واسعا، ومعرفة تامة بمراتب الرواة، وملكة قوية في الأسانيد والمتون، وهذا الشرط من أغمض شروط الحديث الصحيح.

ثم قال : (يرويه عدل)هذا شرط رابع، والعدل في اللغة : الإستقامة، وفي الإصطلاح : ملكة تحمل على ملازمة التقوى والمروءة، والمراد بالعدل ، عدل الرواية، وهو المسلم العاقل البالغ السالم من الفسق، والفسق: ارتكاب كبيرة، أوإصرار على صغيرة، والمراد بالتقوى هنا، اجتناب الأعمال السيئة، كالشرك، والفسق، والبدعة، والمعصية، وأما المروءة فهي : أن يفعل ما يجمله ويزينه، ويترك ما يدنسه ويشينه، قال بعض الشعراء من الوافر:

مررت على المروءة وهي تبكي ... فقلت على م تنتحب الفتاة
فقالت كيـف لا أبكـي وأهلـي ... جميعا دون خلق الله ماتوا

قال ابن عاصم في تعريف من هو العدل :

والعدل من يجتنب الكبائر... ويتقي في الغالب الصغائـر
وما أبيح وهو في العيان ... يقـدح في مروءة الإنسـان

ثم قال : (ضابط) هذا شرط خامس وهوالأخير، والضابط في اللغة : من ضبط الشيء أي حفظه بالحزم، أي حفظا شديدا، وفي الإصطلاح : قسمان :

الأول ـ ضبط الصدر، وهوأن يثبت ما سمعه في صدره بحيث يذكره متى شاء.
الثاني ـ ضبط كتاب، وهو صيانته لديه منذ أن سمع فيه وصححه، إلى أن يؤدي منه ، وقد أطلق المؤلف في قوله: (ضابط) ولم يقيده بالضبط التام تبعا للعراقي، مع أن الصحيح ، أنه لا بد في الراوي أن يكون تام الضبط ، لئلا يدخل في التعريف، الحسن لذاته، والمراد بتمام الضبط، كماله وكونه في المرتبة العليا، وخرج به ما في سنده راو مغفل كثير الخطأ في روايته، وإن عرف بالصدق والعدالة، ثم قال: (عن مثله) متعلق بيرويه، أي عن مثله في العدالة والضبط، وهكذا من أول السند إلى آخره ، ويشمل المرفوع، والموقوف، وغيرهما، ثم قال : (معتمد) عليه ، وهو بالرفع عطف بيان لعدل، ثم قال :(في ضبطه) هذا بيان لضابط ،والمراد بالضبط هنا، ضبط الصدر، ثم قال: (ونقله) بيان لضابط أيضا، والمراد هنا، ضبط كتاب، أي نقله من كتابه، ثم إن الحكم على الحديث بالصحة والضعف، إنما هو باعتبار الظاهر فقط، لا على نفس الأمر في الواقع، لجواز الخطأوالنسيان على الثقة، ولجواز الصدق والإصابة على الكاذب ومن هو كثير الخطأ، ولكن مع هذا كله، يجب العمل به إن كان صحيحا، عملا بظاهر الإسناد، وكذا الحسن، وإذا قيل: هذا حديث ضعيف، فمعناه أنه لم يصح سنده على الشروط المذكورة، فلا يعمل به، وليس المراد أنه كذلك في نفس الأمر، وهذا هو الصحيح عند أكثر أهل العلم، ولانقطع ولانجزم بصحة الحديث وإن صح في الظاهر إلا ما روي في الصحيحين، فإنه مجمع على صحته، والإجماع دليل قطعي، باستثناء ما انتقد فيهما، وهي أحاديث قليلة، وسوى ما علق ووقف وقطع فيهما، فله حكم آخر.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد ،وءاله وصحبه أجمعين ،سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين .

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الشيخ جلال الدين أصياد
الشيخ جلال الدين أصياد
Admin

عدد المساهمات : 248
نقاط : 680
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 43
الموقع : www.toubkal-hilala.roo7.biz

https://toubkal-hilala.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى