سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (الدرس الثالث )
صفحة 1 من اصل 1
سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (الدرس الثالث )
*أعوذ بالله من الشيطان *** ذاك الرجيم عدو الإنسان *
*أول ما نقول بسم اللــه *** وخير ما نذكر حمد اللــه *
*محمد بشر لا كالبشـــر*** بل هو كالياقوت بين الحجر*
*وإنما نسبته من البشــر*** كنسبة بين الياقوت والحجر *
*صلى عليه ربنا وسلما *** والآل والصحب سلاما دائما *
أما بعد :فهذا هوالدرس الثالث من شرح المنظومة البيقونية ،سنتكلم فيه (إن شاء الله) على البيت الأول فنقول :*أول ما نقول بسم اللــه *** وخير ما نذكر حمد اللــه *
*محمد بشر لا كالبشـــر*** بل هو كالياقوت بين الحجر*
*وإنما نسبته من البشــر*** كنسبة بين الياقوت والحجر *
*صلى عليه ربنا وسلما *** والآل والصحب سلاما دائما *
ثم قال : ( أبدأ بالحمد ) أي لله ،وأورده بعد البسملة وإن كان من أفرادها ،لأن المقتصر على التسمية لا يسمى حامدا عرفا .
الحمد لغة :هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل، سواء تعلق بالفضائل أو بالفواضل، والفضائل : جمع فضيلة وهي صفات ذات، والفواضل: جمع فاضلة وهي صفات فعل، وجمعها بعضهم في بيتين فقال:
فضائل صفات ذات يا فتى == فواضل صفات فعل قد أتى
مفرد الأول أتى فضيلــة == والثاني فاضلة خذ الوسيلة
وأما مورده فاللسان فقط، ومتعلقه الإحسان والكمال.
و أركانه خمسة، الصيغة، والحامد، والمحمود، والمحمود به، والمحمود عليه، وقد جمعها سيدي محمد الإلغي في بيتين من البسيط فقال :
*الحمد أركانه المحمود والحامد *** وصيغة ما عليه أو به حصلا *
*وقد يرى ذان ذاتا واحدا كالذي *** جاد فقلت جواد فاضل مثــلا *
وأما الحمد عرفا فهو: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعما، ومورده اللسان والجنان والأركان، ومتعلقه الإحسان فقط، وبين الحمد اللغوي والحمد العرفي عموم وخصوص وجهي لصدقهما بالثناء باللسان في مقابلة الإحسان، وينفرد الحمد العرفي بصدقه بغير اللسان في مقابلة الإحسان، وينفرد الحمد اللغوي بالثناء باللسان لأجل الكمال .
وأما الشكرلغة : مثل الحمد عرفا أي فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعما، فبينه وبين الحمد العرفي الترادف، وبينه وبين الحمد اللغوي، عموم وخصوص وجهي .
والشكر عرفا :صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من سمع وبصر وغير ذلك إلى ما خلق من أجله : وهو إفراد الخالق جل وعلا بالعبادة ، فبين الشكر العرفي و الحمد اللغوي، عموم وخصوص مطلق لشمول متعلق الحمد لله تعالى ولغيره، واختصاص متعلق الشكر بالله تعالى، وبينه وبين الحمد العرفي عموم وخصوص مطلق، وقد جُمعت كل هذه المعاني في أبيات :
الحمد في اللغة لا في العـــرف == الوصف بالجميل دون خلف
لتعظيم الممدوح يا صديـــــق == مورده اللسان بالتحقيـق
علق بالنعمة أو سواهـــــــا == حقيقة العرفي لا تنساها
بتعظيم المنعم فعل يخبــــر == من اللسان والجنان يصـدر
وسائر الأركان مما علــــقا == بنعمة لا غيرها فحقــقا
والشكر في اللغة مثل وذا ومـا == بينهما من الترادف اعلـما
وبين كل منهما وبينــــــما == يدعى بحمد لغة فحتــما
هو العموم والخصوص في النظام == يجتمعان في اللسان والنعام
والحمد في اللغة أفرد باللســان == من دونها وغيره بكالجنـان
بإزاء النعم قل لمن طلــــب == فهذه ثلاثة من النســــب
والشكر في اصطلاح وهو العرف == صرفك للجميع فافهم وصفي
فبينه وبين ما تقدمـــــــا == من الثلاثة عموم وُســـما
كذلك الخصوص بالإطـــلاق == لم ينفرد عنهما بالإتفـــاق
فهذه نسابها الست التـــــي == سألتها فادع لنا بالرحـــمة
ثم قال : ( مصليا على محمد) أي حال كوني مصليا على محمد ،
والصلاة لغة :الدعاء ، واصطلاحا :فإن كانت من الله ، فهي ثناء الله عليه في الملإ الأعلى ،قاله أبوالعالية ،ومن غيرالله عز وجل كالملائكة والجن والإنس طلب الثناء عليه من الله أو الإستغفار.
ثم إن الناظم أفرد الصلاة ولم يذكر السلام مع أنه شافعي المذهب كما مر في الترجمة ،ويكره عند الشافعية إفراد أحدهما عن الآخر،وأجيب بأن الكراهة عندهم تنتفي بالنطق بالسلام وكتب الصلاة ،أو أنه وإن كان شافعيا لا يوافق على كراهة الإفراد مطلقا ،أويرى انتفاءها بالجمع لفظا والله أعلم .
ومحمد اسم من أسماء نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) وهو مشتق من الحمد أو من اسمه تعالى المحمود ولهذا كان أبو طالب يقول كما روى عنه البخاري في تاريخه :
* وشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد *
قال ابن القيم : وهو علم وصفة واجتمعا في حقه ( صلى الله عليه وسلم ) وإن كان علما محضا في حق من تسمى به غيره اهـ . وهو منقول من اسم مفعول حُمِّد بصيغة المبني للمفعول بتشديد الميم ،سماه بهذا الإسم جده عبد المطلب بإلهام من الله ،رجاء أن يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله المحمودة .
ثم قال : (خير) أصله أخير حذفت همزته للتخفيف ،وهو صفة مشبهة ، (نبي) مشتق من النَّبْوة أي الرفعة فيكون فعيل بمعنى مفعول ،وقيل مشتق من النبإ فيكون فعيل بمعنى فاعل
والنبي لغة : من يخبر عن الغيبيات ،واصطلاحا ،إنسان أوحي إليه بشرع ولم يأمر بتبليغه ،على المشهور.
والرسول لغة :المبعوث ، واصطلاحا : إنسان أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه .
قوله (أرسلا) أي بعث، والجملة صفة لنبي أي خير نبي وخير رسول والألف في (أرسلا) للإطلاق .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ،وءاله وصحبه أجمعين ،سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين .
مواضيع مماثلة
» سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس الثالث عشر)
» سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (الدرس الأول )
» سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ( الدرس السابع )
» سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (الدرس الثاني )
» سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس الرابع عشر)
» سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (الدرس الأول )
» سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ( الدرس السابع )
» سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (الدرس الثاني )
» سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس الرابع عشر)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى