سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس العاشر )
صفحة 1 من اصل 1
سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس العاشر )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى ءاله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا إنك أنت العليم الخبير.أما بعد:
في الدرس الماضي بينا الحديث المعنعن والحديث المؤنن والحديث المبهم والحديث المهمل ، وفي هذا الدرس قد قمنا بشرح الحديث العالي الإسناد، والحديث النازل الإسناد، قال الناظم (رحمه الله):
وَكُلُّ مَا قَلَّتْ رِجالُهُ عَلا === وَضِدُّهُ ذاكَ الذي قَدْ نَزَلا
قوله: (وكل ما) أي وكل إسناد (قلت رجاله) في العدد وكان انتهاءه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – بذلك العدد القليل بالنسبة إلى سند آخر يرد به ذلك الحديث بعينه بعدد كثير، أو كان انتهاءه إلى إمام من أئمة الحديث، ذي صفة علية، كالحفظ والفقه والضبط والتصنيف وغير ذلك من الصفات المقتضية للترجيح، وذلك مثل مالك وشعبة والثوري والشافعي والبخاري ومسلم ونحوهم بذلك العدد القليل بالنسبة إلى سند آخر، يرد به ذلك الحديث بعينه بعدد كثير، ولو كان العدد من ذلك الإمام إلى منتهاه كثيرا، قوله (علا) أي ارتفع بسبب القرب من النبي – صلى الله عليه وسلم – والحاصل أن قلة رجال الإسناد في حديث ينتهي إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكذلك الذي ينتهي إلى إمام من أئمة الحديث ذي الصفة العلية، يسمى: إسنادا عاليا، وقد تقدم تعريف الإسناد مفردا، وأما العالي فهو نعت للإسناد وهو لغة: اسم فاعل من العلو، أي الإرتفاع.
والإسناد العالي في الإصطلاح: هو الذي قَلَّ عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر يَردُ به ذلك الحديث بعدد أكثر.
وقد قسم العلماء العلو في الإسناد، إلى قسمين: علو مطلق، وعلو نسبي.
القسم الأول- العلو المطلق: وهو القربُ من رسولِ اللهِ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، مِنْ حيثُ العدد بإسنادٍ نظيفٍ غيرِ ضعيفٍ .
فأمَّا إذا كانَ قربُ الإسنادِ مع ضعفِ بعضِ الرواةِ ، فلا التفاتَ إلى هذا العلوِّ ، لا سِيَّمَا إنْ كانَ فيهِ بعضُ الكذَّابينَ المتأخِّرِينَ ممَّنْ ادَّعَى سماعاً من الصحابةِ ، كإبراهيمَ بنِ هُدْبَةَ ، ودينارِ بنِ عبدِ اللهِ ، وخراشٍ ، ونُعَيمِ بنِ سالمٍ ، ويَعْلَى بنِ الأشْدَقِ وأبي الدنيا الأشجِّ ، ونحوِهم . القسم ثاني- العلوّ النسبي: وهو قلة رجال الإسناد، بالنسبة إلى إمام من أئمة الحديث، أو إلى أحد الكتب المعتمدة في الحديث .
وينقسم العلو النسبي بدوره، إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: القرب من إمام من أئمة الحديث، وإن كثر العدد بعده إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، مع الصحة ونظافة الإسناد أيضاً، مثل القرب من مالك أو الأعمش أو ابن جُرَيْج أو غيرهم،
القسم الثاني: القرب بالنسبة إلى رواية أحد الكتب الستة أو غيرها من الكتب المعتمدة.
وفي هذا القسم تقع الموافقة والإبدال والمساواة والمصافحة. وهو ما كثر اعتناء المتأخرين به.
والموافقة هي: الوصول إلى شيخ أحد المصنفين، من غير طريقه، بعدد أقل مما لو روى من طريقه عنه.
مثاله : ما قاله ابن حجر في شرح النخبة " روى البخاري عن قتيبة عن مالك حديثا، فلو رويناه من طريقه، كان بيننا وبين قتيبة ثمانية، ولو روينا ذلك الحديث بعينه من طريق أبي العباس السراج عن قتيبة مثلا، لكان بيننا وبين قتيبة فيه سبعة، فقد حصلت لنا الموافقة مع البخاري في شيخه بعينه مع علو الإسناد على الإسناد إليه .
والبدل هو: الوصول إلى شيخ شيخ أحد المصنفين من غير طريقه بعدد أقل مما لو روى من طريقه عنه.
مثاله : ما قاله ابن حجر : " كأن يقع لنا ذلك الإسناد بعينه، من طريق أخرى إلى القعنبي عن مالك، فيكون القعنبي فيه بدلا من قتيبة .
والمساواة هي: استواء عدد الإسناد من الراوي إلى آخره مع إسناد أحد المصنفين.
مثاله: ما قاله ابن حجر : " كأن يروي النسائي مثلا حديثا يقع بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه أحد عشر نفسا، فيقع لنا ذلك الحديث بعينه بإسناد آخر، بيننا وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه أحد عشر نفسا، فنساوي النسائي من حيث العدد " .
والمصافحة هي: استواء عدد الإسناد من الراوي إلى آخره مع إسناد تلميذ أحد المصنفين.
وسميت مصافحة لأن العادة جرت في الغالب بالمصافحة بين من تلاقيا.
القسم الثالث من أقسام العلو النسبي: العلو بتقدم وفاة الراوي، وإن تساويا في العدد.
مثاله ما قاله النووي : " فما أرويه عن ثلاثة, عن البيهقي عن الحاكم, أعلى مما أرويه عن ثلاثة، عن أبي بكر بن خلف عن الحاكم, لتقدم وفاة البيهقي عن ابن خلف.
القسم الرابع: العلو بتقدم السماع، أي العلو بتقدم السماع من الشيخ, فمن سمع منه متقدما, كان أعلى ممن سمع منه متأخرا.
مثاله: أن يسمع شخصان من شيخ، وسماع أحدهما منذ ستين سنة مثلا، والآخر منذ أربعين سنة، وتساوى العدد إليهما، فالأول أعلى من الثاني، ويتأكد ذلك في حق من اختلط شيخه أو خرف.
ثم قال الناظم: (وضده) أي عكس الإسناد الذي قلت رجاله، وهو الإسناد الذي كثرت رجاله في العدد، بالنسبة إلى سند آخر، يرد به ذلك الحديث بعدد أقل هو (ذاك الذي قد نزلا) الألف للإطلاق، ونزل من النزول، وهو لغة: الهبوط.
واصطلاحا: كما قال المؤلف، أي الإسناد الذي كثر عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر يرد به ذلك الحديث بعدد أقل.
وأقسام النزول خمسة كذلك، وتعرف من ضدها، فكل قسم من أقسام العلو ضده قسم من أقسام النزول.
وهل العلو أفضل من النزول ؟ قولان، الراجح منهما ما ذهب إليه المحققون، وهو أن العلو أفضل من النزول، لأنه يُبعد كثرة احتمال الخلل عن الحديث، والنزول مرغوب عنه، قال ابن المديني: " النزول شؤم " وهذا إذا تساوى الإسناد في القوة.
ويكون النزول أفضل إذا تميز الإسناد النازل بفائدة .
قال وكيع لأصحابه: الأعمش أحب إليكم عن وائل عن عبد الله, أم سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ؟ فقالوا: الأعمش عن أبي وائل أقرب. فقال: الأعمش شيخ, وأبو وائل شيخ, وسفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة, فقيه عن فقيه عن فقيه عن فقيه.
قال ابن المبارك: ليس جودة الحديث قرب الإسناد, بل جودة الحديث صحة الرجال.
وقال الحافظ السِّلفي –بكسر السين- :
ليس حسن الحديث قرب رجـال ... عند أرباب علمه النقــاد
بل علو الحديث عند أولي الحفـ ... ـظ والإتقان صحة الإسناد
وإذا مـا تجمـعا فـي حديـث ... فاغتنمه فذاك أقصى المراد
فوائد مناسبة لهذا الباب:
قال العلماء: الإسناد خصيصة فاضلة لهذه الأمة ،وليست لغيرها من الأمم السابقة ، وهو سنة بالغة مؤكدة، فعلى المسلم أن يعتمد عليه في نقل الحديث والأخبار،
قال ابن المبارك : " الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء "
وقال الثوري : " الإسناد سلاح المؤمن " .
وطلب العلو في الإسناد سنة، قال أحمد بن حنبل : " طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف ، لأن أصحاب عبد الله ابن مسعود كانوا يرحلون من الكوفة إلى المدينة فيتعلمون من عمر، ويسمعون منه" ،
وقال محمد بن أسلم الطوسي: " قرب الإسناد قربة إلى الله عز وجل "
ولهذا استحبت الرحلة في طلب الحديث، ولقد رحل غير واحد من الصحابة في طلب علو الإسناد، منهم أبو أيوب وجابر رضي الله عنهما وغيرهما .
قال السيوطي في الألفية:
قَدْ خُصَّتِ الأُمَّةُ بِالإِسْنَادِ . . . وَهْوَ مِنَ الدِّينِ بِلا تَـرْدَادِ
وَطَلَبُ الْعُلُوِّ سُنَّةٌ ، وَمَنْ . . . يُفَضِّلُِ النُّزُولَ عَنْهُ مَا فَطَنْ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه الأفراد، والحمد لله الذي هدى من شاء من عباده إلى سلوك صراطه المستقيم، واتباع شرعه القويم، والبعد عن أسباب سخطه العظيم.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى ءاله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا إنك أنت العليم الخبير.أما بعد:
في الدرس الماضي بينا الحديث المعنعن والحديث المؤنن والحديث المبهم والحديث المهمل ، وفي هذا الدرس قد قمنا بشرح الحديث العالي الإسناد، والحديث النازل الإسناد، قال الناظم (رحمه الله):
وَكُلُّ مَا قَلَّتْ رِجالُهُ عَلا === وَضِدُّهُ ذاكَ الذي قَدْ نَزَلا
قوله: (وكل ما) أي وكل إسناد (قلت رجاله) في العدد وكان انتهاءه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – بذلك العدد القليل بالنسبة إلى سند آخر يرد به ذلك الحديث بعينه بعدد كثير، أو كان انتهاءه إلى إمام من أئمة الحديث، ذي صفة علية، كالحفظ والفقه والضبط والتصنيف وغير ذلك من الصفات المقتضية للترجيح، وذلك مثل مالك وشعبة والثوري والشافعي والبخاري ومسلم ونحوهم بذلك العدد القليل بالنسبة إلى سند آخر، يرد به ذلك الحديث بعينه بعدد كثير، ولو كان العدد من ذلك الإمام إلى منتهاه كثيرا، قوله (علا) أي ارتفع بسبب القرب من النبي – صلى الله عليه وسلم – والحاصل أن قلة رجال الإسناد في حديث ينتهي إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكذلك الذي ينتهي إلى إمام من أئمة الحديث ذي الصفة العلية، يسمى: إسنادا عاليا، وقد تقدم تعريف الإسناد مفردا، وأما العالي فهو نعت للإسناد وهو لغة: اسم فاعل من العلو، أي الإرتفاع.
والإسناد العالي في الإصطلاح: هو الذي قَلَّ عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر يَردُ به ذلك الحديث بعدد أكثر.
وقد قسم العلماء العلو في الإسناد، إلى قسمين: علو مطلق، وعلو نسبي.
القسم الأول- العلو المطلق: وهو القربُ من رسولِ اللهِ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، مِنْ حيثُ العدد بإسنادٍ نظيفٍ غيرِ ضعيفٍ .
فأمَّا إذا كانَ قربُ الإسنادِ مع ضعفِ بعضِ الرواةِ ، فلا التفاتَ إلى هذا العلوِّ ، لا سِيَّمَا إنْ كانَ فيهِ بعضُ الكذَّابينَ المتأخِّرِينَ ممَّنْ ادَّعَى سماعاً من الصحابةِ ، كإبراهيمَ بنِ هُدْبَةَ ، ودينارِ بنِ عبدِ اللهِ ، وخراشٍ ، ونُعَيمِ بنِ سالمٍ ، ويَعْلَى بنِ الأشْدَقِ وأبي الدنيا الأشجِّ ، ونحوِهم . القسم ثاني- العلوّ النسبي: وهو قلة رجال الإسناد، بالنسبة إلى إمام من أئمة الحديث، أو إلى أحد الكتب المعتمدة في الحديث .
وينقسم العلو النسبي بدوره، إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: القرب من إمام من أئمة الحديث، وإن كثر العدد بعده إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، مع الصحة ونظافة الإسناد أيضاً، مثل القرب من مالك أو الأعمش أو ابن جُرَيْج أو غيرهم،
القسم الثاني: القرب بالنسبة إلى رواية أحد الكتب الستة أو غيرها من الكتب المعتمدة.
وفي هذا القسم تقع الموافقة والإبدال والمساواة والمصافحة. وهو ما كثر اعتناء المتأخرين به.
والموافقة هي: الوصول إلى شيخ أحد المصنفين، من غير طريقه، بعدد أقل مما لو روى من طريقه عنه.
مثاله : ما قاله ابن حجر في شرح النخبة " روى البخاري عن قتيبة عن مالك حديثا، فلو رويناه من طريقه، كان بيننا وبين قتيبة ثمانية، ولو روينا ذلك الحديث بعينه من طريق أبي العباس السراج عن قتيبة مثلا، لكان بيننا وبين قتيبة فيه سبعة، فقد حصلت لنا الموافقة مع البخاري في شيخه بعينه مع علو الإسناد على الإسناد إليه .
والبدل هو: الوصول إلى شيخ شيخ أحد المصنفين من غير طريقه بعدد أقل مما لو روى من طريقه عنه.
مثاله : ما قاله ابن حجر : " كأن يقع لنا ذلك الإسناد بعينه، من طريق أخرى إلى القعنبي عن مالك، فيكون القعنبي فيه بدلا من قتيبة .
والمساواة هي: استواء عدد الإسناد من الراوي إلى آخره مع إسناد أحد المصنفين.
مثاله: ما قاله ابن حجر : " كأن يروي النسائي مثلا حديثا يقع بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه أحد عشر نفسا، فيقع لنا ذلك الحديث بعينه بإسناد آخر، بيننا وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه أحد عشر نفسا، فنساوي النسائي من حيث العدد " .
والمصافحة هي: استواء عدد الإسناد من الراوي إلى آخره مع إسناد تلميذ أحد المصنفين.
وسميت مصافحة لأن العادة جرت في الغالب بالمصافحة بين من تلاقيا.
القسم الثالث من أقسام العلو النسبي: العلو بتقدم وفاة الراوي، وإن تساويا في العدد.
مثاله ما قاله النووي : " فما أرويه عن ثلاثة, عن البيهقي عن الحاكم, أعلى مما أرويه عن ثلاثة، عن أبي بكر بن خلف عن الحاكم, لتقدم وفاة البيهقي عن ابن خلف.
القسم الرابع: العلو بتقدم السماع، أي العلو بتقدم السماع من الشيخ, فمن سمع منه متقدما, كان أعلى ممن سمع منه متأخرا.
مثاله: أن يسمع شخصان من شيخ، وسماع أحدهما منذ ستين سنة مثلا، والآخر منذ أربعين سنة، وتساوى العدد إليهما، فالأول أعلى من الثاني، ويتأكد ذلك في حق من اختلط شيخه أو خرف.
ثم قال الناظم: (وضده) أي عكس الإسناد الذي قلت رجاله، وهو الإسناد الذي كثرت رجاله في العدد، بالنسبة إلى سند آخر، يرد به ذلك الحديث بعدد أقل هو (ذاك الذي قد نزلا) الألف للإطلاق، ونزل من النزول، وهو لغة: الهبوط.
واصطلاحا: كما قال المؤلف، أي الإسناد الذي كثر عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر يرد به ذلك الحديث بعدد أقل.
وأقسام النزول خمسة كذلك، وتعرف من ضدها، فكل قسم من أقسام العلو ضده قسم من أقسام النزول.
وهل العلو أفضل من النزول ؟ قولان، الراجح منهما ما ذهب إليه المحققون، وهو أن العلو أفضل من النزول، لأنه يُبعد كثرة احتمال الخلل عن الحديث، والنزول مرغوب عنه، قال ابن المديني: " النزول شؤم " وهذا إذا تساوى الإسناد في القوة.
ويكون النزول أفضل إذا تميز الإسناد النازل بفائدة .
قال وكيع لأصحابه: الأعمش أحب إليكم عن وائل عن عبد الله, أم سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ؟ فقالوا: الأعمش عن أبي وائل أقرب. فقال: الأعمش شيخ, وأبو وائل شيخ, وسفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة, فقيه عن فقيه عن فقيه عن فقيه.
قال ابن المبارك: ليس جودة الحديث قرب الإسناد, بل جودة الحديث صحة الرجال.
وقال الحافظ السِّلفي –بكسر السين- :
ليس حسن الحديث قرب رجـال ... عند أرباب علمه النقــاد
بل علو الحديث عند أولي الحفـ ... ـظ والإتقان صحة الإسناد
وإذا مـا تجمـعا فـي حديـث ... فاغتنمه فذاك أقصى المراد
فوائد مناسبة لهذا الباب:
قال العلماء: الإسناد خصيصة فاضلة لهذه الأمة ،وليست لغيرها من الأمم السابقة ، وهو سنة بالغة مؤكدة، فعلى المسلم أن يعتمد عليه في نقل الحديث والأخبار،
قال ابن المبارك : " الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء "
وقال الثوري : " الإسناد سلاح المؤمن " .
وطلب العلو في الإسناد سنة، قال أحمد بن حنبل : " طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف ، لأن أصحاب عبد الله ابن مسعود كانوا يرحلون من الكوفة إلى المدينة فيتعلمون من عمر، ويسمعون منه" ،
وقال محمد بن أسلم الطوسي: " قرب الإسناد قربة إلى الله عز وجل "
ولهذا استحبت الرحلة في طلب الحديث، ولقد رحل غير واحد من الصحابة في طلب علو الإسناد، منهم أبو أيوب وجابر رضي الله عنهما وغيرهما .
قال السيوطي في الألفية:
قَدْ خُصَّتِ الأُمَّةُ بِالإِسْنَادِ . . . وَهْوَ مِنَ الدِّينِ بِلا تَـرْدَادِ
وَطَلَبُ الْعُلُوِّ سُنَّةٌ ، وَمَنْ . . . يُفَضِّلُِ النُّزُولَ عَنْهُ مَا فَطَنْ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه الأفراد، والحمد لله الذي هدى من شاء من عباده إلى سلوك صراطه المستقيم، واتباع شرعه القويم، والبعد عن أسباب سخطه العظيم.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
مواضيع مماثلة
» سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ( الدرس السادس )
» سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس الحادي عشر)
» سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس الثاني عشر)
» سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس الثالث عشر)
» سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (الدرس الأول )
» سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس الحادي عشر)
» سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس الثاني عشر)
» سلسلة شرح (المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث ( الدرس الثالث عشر)
» سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (الدرس الأول )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى