سلسلة شرح منظومة (السلم المنورق) في علم المنطق (الدرس الرابع)

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، قال الناظم (رحمه الله):

قوله: (فصل) وهولغة: الحاجز بين الشيئين، واصطلاحا: قطعة من الباب تشتمل على طائفة من المسائل، (في) حكم (جواز الإشتغال به) أي بعلم المنطق، وقد تقدم الكلام على ذلك في المقدمة، ثم قال: (وَالخُلْفُ). يعني: الاختلاف ( فِي جَوَازِ الاِشْتِغَالِ بِهِ)، أي: وفي عدمه، وفيه اكتفاء، كائن (عَلَى ثَلاَثَةٍ أَقْوَالِ)، إذا كان هذا العلم مشوبا بكلام الفلاسفة الذي فيه الحق وفيه الباطل (فَ) الفاء هذه فاء الفصيحة (ابن الصَّلاَحِ) تقي الدين أبو عمرو عثمان بن الصلاح الشهرزوري توفي سنة إحدى وأربعين وستمائة(ت641 هـ) (وَالنَّوَاوِي) هو: محي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف توفي سنة ستة وسبعين وستمائة (ت 676 هـ) (حرما) الألف فاعل، أي حرم ابن الصلاح والنووي الإشتغال بعلم المنطق المشوب بكلام الفلاسفة، لأنه لا يؤمن على المشتغل به أن يقع في قلبه شبهة من شبه الفلاسفة، فيزل ويضل بذلك، (وَقَالَ قَوْمٌ) منهم الغزالي (يَنْبَغِي) أي الأولى، أو يستحب كما قال المصنف في شرحه، والقول بالوجوب الكفائي ضعيف (أَنْ يُعْلَمَا) الألف للإطلاق، أي علم المنطق، (وَالقَوْلَةُ) أي المقولة (المَشْهُورَةُ). لكثرة قائليها (الصَّحِيحَةْ) أي السليمة بسبب قوة دليلها
(جَوَازُهُ) الظاهر من الجواز هنا استواء الطرفين أو مطلق الإذن (لِكَامِلِ) أي تام (القَرِيحَةْ) أي ذكي الفطنة (ممارس) أي مزاول (السنة) وهي كل ما أضيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير أو صفة (والكتاب) أي القرآن المنزل على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - لأجل الإعجاز والتعبد (لِيَهْتَدِي بِهِ)، أي: بهذا العلم (إِلَى الصَّوَابِ) أي إلى الحق الذي هو ضد الباطل.
وصلى الله وسلم على نبينا، والحمد لله رب العالمين.