منتدى المدرسة العتيقة توبكال هلالة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حديث الوليد في سرد الاسماء الحسنى

اذهب الى الأسفل

حديث الوليد في سرد الاسماء الحسنى Empty حديث الوليد في سرد الاسماء الحسنى

مُساهمة من طرف الشيخ جلال الدين أصياد الأحد أبريل 21, 2013 9:26 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علمنا ما لم نكن نعلم، وصلى الله على سيد الخلق محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
فقد اخرج الترمذي في سننه (5/530) قال - رحمه الله -:
3507 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً غَيْرَ وَاحِدٍ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلَامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الغَفَّارُ القَهَّارُ الوَهَّابُ الرَّزَّاقُ الفَتَّاحُ العَلِيمُ القَابِضُ البَاسِطُ الخَافِضُ الرَّافِعُ المُعِزُّ المُذِلُّ السَّمِيعُ البَصِيرُ الحَكَمُ العَدْلُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الحَلِيمُ العَظِيمُ الغَفُورُ الشَّكُورُ العَلِيُّ الكَبِيرُ الحَفِيظُ المُقِيتُ الحَسِيبُ الجَلِيلُ الكَرِيمُ الرَّقِيبُ المُجِيبُ الوَاسِعُ الحَكِيمُ الوَدُودُ المَجِيدُ البَاعِثُ الشَّهِيدُ الحَقُّ الوَكِيلُ القَوِيُّ المَتِينُ الوَلِيُّ الحَمِيدُ المُحْصِي المُبْدِئُ المُعِيدُ المُحْيِي المُمِيتُ الحَيُّ القَيُّومُ الوَاجِدُ المَاجِدُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ القَادِرُ المُقْتَدِرُ المُقَدِّمُ المُؤَخِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ الوَالِيَ المُتَعَالِي البَرُّ التَّوَّابُ المُنْتَقِمُ العَفُوُّ الرَّءُوفُ مَالِكُ المُلْكِ ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، المُقْسِطُ الجَامِعُ الغَنِيُّ المُغْنِي المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ البَاقِي الوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُورُ»
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَدَّثَنَا بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ، وَلَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ: وَهُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الحَدِيثِ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نَعْلَمُ فِي كَبِيرِ شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ ذِكْرَ الْأَسْمَاءِ إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيثِ. وَقَدْ رَوَى آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، هَذَا الحَدِيثَ بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا عَنْ [ص:532] أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ فِيهِ الأَسْمَاءَ وَلَيْسَ لَهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والحديث رواه ابن حبان ايضا في صحيحه رقم (2382) موارد الظمآن من طريق صفوان به، وأخرجه ابن ماجة رقم (3861) في الدعاء، باب أسماء الله عز وجل، من طريق أخرى عن موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً بنحو مما تقدم بزيادة ونقصان، قال البوصيري في " الزوائد ": لم يخرج أحد من الأئمة الستة عدد أسماء الله الحسنى من هذا الوجه ولا غيره، غير ابن ماجة والترمذي مع تقديم وتأخير، وطريق الترمذي أصح شيء في الباب، وفي إسناد طريق ابن ماجة ضعف لضعف عبد الملك بن محمد الصنعاني، وقال الحافظ في " تخريج الأذكار ": وهذان الطريقان يرجعان إلى رواية الأعرج، وفيهما اختلاف شديد في سرد الأسماء، وزيادة ونقص، ووقع سرد الأسماء في رواية ثالثة أخرجها الحاكم في " المستدرك " وجعفر الفريابي في " الذكر " من طريق عبد العزيز بن الحصين (يعني ابن الترجمان) عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، قال الحاكم بعد تخريج الحديث من طريق صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم الطريق التي أخرجه الترمذي بلفظه سواه: أخرجاه في الصحيح بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسماء فيه، ولعله عندهما أن الوليد بن مسلم تفرد بسياقه وبطوله وذكر الأسماء فيه، ولم يذكره غيره لمسلم، نعم أكثرها في القرآن، ومنها ما ورد فيه الفعل أو المصدر دون الاسم، ومنها ما ليس في القرآن لا بنفسه ولا بورود فعله كالقديم والجميل ونحوهما. اهـ.


الكلام على الحديث
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت: اسناده متصل ورجاله كلهم ثقات
1 - أبو هريرة هو: عبد الرحمن بن صخر الدوسى اليمانى ( حافظ الصحابة ، اختلف فى اسمه و اسم أبيه اختلافا كثيرا ) فهو صحابي جليل.

2 - الأعرج هو: عبد الرحمن بن هرمز ، أبو داود المدنى ، مولى ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، ( و يقال : مولى محمد بن ربيعة ) ثقة ثبت عالم حافظ

3 - ابو الزناد هو: عبد الله بن ذكوان القرشى ، أبو عبد الرحمن المدنى ، المعروف بـ أبى الزناد ، مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة، ثقة فقيه ثبت.

4 - شعيب بن أبى حمزة : دينار ، القرشى الأموى مولاهم ، أبو بشر الحمصى، ثقة عابد ، قال ابن معين : من أثبت الناس فى الزهرى .

5 - الوليد بن مسلم القرشى مولاهم أبو العباس الدمشقى ، مولى بنى أمية ( و قيل مولى العباس بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس ) ثقة كان مدلسا ، فيتقى من حديثه ما قال فيه : عن .

6 - صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار الثقفى مولاهم ، أبو عبد الملك الدمشقى المؤذن ( مؤذن المسجد الجامع بدمشق ) قال أبو داود : حجة.

7 - إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السعدى ، أبو إسحاق الجوزجانى ( سكن دمشق ) ثقة حافظ .

وما في بعض الرواة من التدليس، فقد صرحوا كلهم بالتحديث، فرفع احتمال التدليس، وما أعله به بعضهم من الاضطراب والادراج، فقد رده الحفاظ، قال البيهقي في الاعتقاد(ص: 52):

"وزعم بعض أهل العلم بالحديث أن ذكر الأسامي في هذا الحديث من جهة بعض الرواة، وأن الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر عددها دون تفسير العدد، وهذه الأسامي مذكورة في كتاب الله عز وجل، وفي سائر الأحاديث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مفردة نصا أو دلالة، فذكرناها في كتاب الأسماء والصفات".اهـ
فقوله:"زعم" اشارة الى رد ذلك القول.

وقول البوصيري:"وطريق الترمذي أصح شيء في الباب" وذكر ابن حبان له في صحيحه، دليل على تصحيحهما للحديث، مع ان الحافظ النووي حسنه في أذكاره.

وترجيح ضعف الحديث لا نعترض عليه لانه رأي طائفة من العلماء المحترمين، ولكنه مردود عندنا تبعا لطائفة أخرى من العلماء المحترمين، فالحديث صححه جماعة من الحفاظ الكبار منهم:

1 - إمام الأئمة فقيه الآفاق الحافظ أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري المتوفى :(311هـ)

2 - الحافظ العلامة امام الجرح والتعديل أبو حاتم محمد بن حبان، التميمي، ، الدارمي، البستي (المتوفى: 354هـ)

3 - الحاكم الامام الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري صاحب التّصانيف في علوم الحديث [المتوفى: 405 هـ]

4 - الحافظ، العلم، الإمام، البارع، أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك الترمذي صاحب " الجامع " و غيره من المصنفات، توفي 279 هـ)

5 - حسنه الإمام الحافظ المتفق على امامته أبو زكريا محيي الدين يحيى بن أبي يحيى شرف النووي شارح صحيح مسلم توفي: (676هـ)

6 – الحديث تلقته الامة الاسلامية بالقبول، وعليه العمل، واما الالباني فهو من المتاخرين ولا نقبل تصحيحه ولا تضعيفه لانه ليس من الحفاظ، فقد قرروا في الاصول ان الحافظ هو الذي يؤخذ منه تصحيح او تضعيف الحديث، قال السيوطي في الفية الحديث :
وخذه حيث حافظ عليه نص ... الخ

لذلك لا يلتفت الى هذه الشبهات الواهية.

واما الرضواني خادم الوهابية والمساعد لهم بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد بالسعودية، فقد أتى بقول لم يسبقه اليه أحد من العلماء، وابتدع أمرا يندى له الجبين، وفرح الوهابية بهذا الانجاز العظيم عندهم، وهذا ألفناه واعتدنا عليه منهم، ولايزالون يتربصون بالمسلمين الدوائر، وكلما أخمد الله نار فتنة أوقدوها، إلا وأوقدوا فتنة أعظم من الاخرى، فهم كما قال الله عز وجل:

{كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64] نسال الله ان يهديهم للحق.

فهذا المتعالم يريد أن يحذف 21 اسما من اسماء الله عز وجل المتفق عليها بين السلف قديما والخلف المحققين حديثا، والعجيب انهم يدعون انهم اتباع السلف، مع انهم ليسوا منهم في شيء، وها انا سأكشف لمن يريد الحق ضلالهم وخروجهم عن السواد الاعظم و الطريق الاقوم، بذكر مذهب السلف في هذه الاسماء.

بعض العلماء من السلف وغيرهم ممن اعتمد حديث الترمذي ورجحه على غيره:

1 - الامام المجمع على امامته في الدين الحافظ أبو سَعِيد عثمان الدّارميّ السِّجستانيّ محدث هراة، وأحد أعلام السلف الصالح ولد عام : 200 هـ – وتوفي عام: 280 هـ صاحب كتاب: الرد على الجهمية، و الرَّد على بشر المريسى، والذي كان سببا في طرد مُحَمَّد بن كرام المجسم الذى تنْسب إِلَيْهِ الكرامية من هراة، قال في كتابه الذي رد به على المريسي الجهمي (1/182) بعد أن سرد نفس الاسماء التي في حديث الترمذي:
" فهذه كلها، أسماء الله لم تزل له كما لم تزل، بأيها دعوت فإنما تدعو الله نفسه....".اهـ

2 - الامام المفسر النحوي المعروف أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن السري الزجاج توفي (311هـ)، قال عنه الحافظ البغدادي: من أهل الفضل وَالدين، حسن الاعتقاد، جميل المذهب، له كتاب: " تفسير أسماء الله تعالى التسعة والتسعين " قال فيه:
" هذه تفاسير الأسامي التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدة) .اهـ
ثم ذكر مثل اسناد الترمذي من طريق صفوان بن صالح ... الى ان قال:
" وأنا أذكر كل هذه الأسماء على ما جاءت به الرواية التي قدمنا ذكرها وأفسرها على ما يبلغه علمنا وتتسع له معرفتنا والله نسأل العصمة والتوفيق لما يقربنا منه قولا وفعلا إنه على ما يشاء قدير، هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ... الخ الاسماء المذكورة في حديث الترمذي ثم قال بعد سردها: " فقد عددنا الأسماء كلها على ما جاء به الخبر الذي قدمناه.اهـ ثم بدأ يشرحها.

3 - الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي الحافظ توفي (458 هـ)، في كتابه الاعتقاد(ص: 52) قال:
"وزعم بعض أهل العلم بالحديث أن ذكر الأسامي في هذا الحديث من جهة بعض الرواة، وأن الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر عددها دون تفسير العدد، وهذه الأسامي مذكورة في كتاب الله عز وجل، وفي سائر الأحاديث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مفردة نصا أو دلالة، فذكرناها في كتاب الأسماء والصفات".اهـ
فقوله:"زعم" اشارة الى رد ذلك القول.

4 - الامام العالم حجة الاسلام ابو حامد الغزالي وهو غني عن التعريف توفي (505هـ)، قال: الفصل الأول في شرح معاني أسماء الله التسعة والتسعين وهي التي اشتملت عليها رواية أبي هريرة رضي الله عنه إذ قال قال رسول صلى الله عليه وسلم إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسما مئة إلا واحدا إنه وتر يحب الوتر من أحصاها دخل الجنة هو الله الذي لا إله هو الرحمن الرحيم ... الخ الاسماء المذكورة في حديث الترمذي ثم بدأ يشرحها....، ثم قال: الأظهر وهو الأشهر أن ذلك مما أحصاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمعها قصدا إلى جمعها وتعليمها على ما نقله أبو هريرة رضي الله عنه إذ ظاهر الكلام هو الترغيب في الإحصاء وذلك مما يعسر على الجماهير إذا لم يذكره رسول الله على سبيل الجمع وهذا يدل على صحة رواية أبي هريرة رضي الله عنه وقد قبل الجماهير روايته المشهورة التي أجرينا شرحنا على منوالها.اهـ

5 - الامام الحافظ مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ) قال في جامع الاصول:
" وفي رواية الترمذي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن لله تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنة، هو الله الذي لا إله إلا هو: الرحمن، الرحيم ... ثم سرد الاسماء التي في حديث الترمذي وشرحها.

6 - الامام العالم الشهير ابو عبد الله فخر الدين محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين الرازي المتوفى: (606 هـ) صاحب مفاتيح الغيب، قال في كتابه: لوامع البينات شرح اسماء الله والصفات (ص:56):
"ان كثيرا من العلماء سلموا ان هذه الرواية المشتملة على ذكر الاسماء ليست في غاية القوة، الا ان هذه الاسماء والصفات لما كان اكثرها مما نطق به القرآن والاحاديث الصحيحة، ودل العقل على ثبوت مدلولاتها باسرها في حق الله تعالى، كان الاولى قبول هذا الخبر، واما رعاية الترتيب فقد ذكرنا ان لله تعالى في امثال هذه الامور حكما خفية لا اطلاع لنا عليها فوجب التسليم والتصديق.اهـ

7 - الإمام الحافظ المتفق على امامته أبو زكريا محيي الدين يحيى بن أبي يحيى شرف النووي شارح صحيح مسلم توفي: (676هـ) قال في الاذكار عند ذكر حديث الترمذي:
" هذا حديث [رواه] البخاري [رقم: 6410] ، ومسلم [رقم: 2677] إلى قوله: "يحب الوتر"، وما بعده حديث حسن، رواه الترمذي [رقم: 3507] وغيره [كابن ماجه، رقم: 3861] .
وقال في شرح مسلم:
" واتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه سبحانه وتعالى فليس معناه أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء ولهذا جاء في الحديث الآخر أسألك بكل اسم سميت به نفسك أواستأثرت به في علم الغيب عندك.اهـ

8 - الامام المحدث الفقيه صلاح الدين خليل بن محمد عبد الرحمن الأقفهسي المتوفى عام: (821 هـ) قال في تخريجه لاحاديث كتاب شعار الأبرار في الأدعية والأذكار من حديث الشيخ الإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الشيخة عند تخريج حديث الترمذي:
" هذا حديث حسن، أخرجه الترمذي في الدعوات من جامعه، عن إبراهيم بن يعقوب الجرجاني، عن صفوان بن صالح، فوقع لنا بدلا له عاليا بدرجة".اهـ

9 - الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى:(852هـ) قال في الامالي المطلقة: وأخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي بكر بن إسحاق عن محمد بن أحمد الكرابيسي عن صفوان بن صالح ومن رواية محمد بن إبراهيم عن موسى بن أيوب كلاهما عن الوليد بن مسلم
وقال اتفق الشيخان على إخراج هذا الحديث ولم يخرجان بسياق الأسماء والعلة عندهما فيه تفرد الوليد بن مسلم ولا أعلم عند أهل الحديث اختلافا في أن الوليد أوثق وأحفظ وأجل وأعلم من بشر بن شعيب وعلي بن عياش وغيرهما من أصحاب شعيب بن أبي حمزة
كأنه يريد أن هؤلاء رووه عن شعيب بدون سياق الأسماء بخلاف الوليد ولا شك أن الزيادة من الثقة مقبولة ولا سيما إذا كان حافظا فليس العلة عندهما مطلق التفرد بل احتمال كون السياق مدرجا من بعض الرواة، ويؤيده مخالفة الرواية الأخرى الآتي ذكرها في سياق الأسماء والله أعلم.
وقال ايضا: وأما رواية الوليد عن شعيب وهي أقرب الطرق إلى الصحة وعليها عول غالب من شرح الأسماء الحسنى فسياقها عند الترمذي هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم... الخ الاسماء
وقال ايضا: قال الحافظ ابن حجر واختلف العلماء في سرد الأسماء هل هو مرفوع أو مدرج في الخبر من بعض الرواة فمشى كثير منهم على الأول وذهب آخرون إلى أن التعيين مدرج لخلو أكثر الروايات عنه.اهـ

فكما ترى، الحافظ ابن حجر اجتهد لنفسه ولم يلغ ما اعتمده العلماء من حديث الترمذي ولا حث على ذلك كما فعل المسمى: بالرضواني.

10 - الامام الحافظ نادرة الزمان عبد الرحمن السيوطي امام مشهور غني عن التعريف توفي:(911هـ) قال عند تفسير قوله تعالى: { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } [الاية 110 من سورة الاسراء]: فإنها كما في الحديث الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ... الخ الاسماء المذكورة في حديث الترمذي.
قلت: وجمهور اهل التفسير يقولون أن أسماء الله الحسنى التسع والتسعين هي المذكورة في حديث الترمذي

11 - قال الامام العلامة البارع، والعالم المتقن، شيخ الطريقين وعمدة الفريقين ابو العباس أحمد بن عجيبة الحسنى المغربي المتوفى عام : (1224 هـ). صاحب كتاب: «البحر المديد في تفسير القرآن المجيد»:
قال في شرح المواقف: ورد في الصحيحين: «إنَّ للهِ تِسعَةً وتِسعِينَ اسْمًا، مائَةً إلاَ وَاحِدًا، مَن أحصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» ، وليس فيها تعيين تلك الأسماء. لكن الترمذي والبيهقي عيَّناها. وهي الطريقة المشهورة .اهـ ثم سرد الاسماء التي في حديث الترمذي.

ونختم هذا بالقول الفصل عندنا في المسألة وهو ما رجحه الامام الحافظ المسند المحدث أبو الفيض علم الدين محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي المتوفى: (1411هـ) قال تعليقا على الحاكم في قوله:
" هذا حديث قد خرجاه في الصحيحين بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسامي فيه، والعلة فيه عندهما أن الوليد بن مسلم تفرد بسياقته بطوله، وذكر الأسامي فيه ولم يذكرها غيره، وليس هذا بعلة فإني لا أعلم اختلافا بين أئمة الحديث أن الوليد بن مسلم أوثق وأحفظ وأعلم وأجل من أبي اليمان وبشر بن شعيب وعلي بن عياش وأقرانهم من أصحاب شعيب، ثم نظرنا فوجدنا الحديث قد " رواه عبد العزيز بن الحصين، عن أيوب السختياني وهشام بن حسان جميعا، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بطوله".اهـ

قال ابن الطيب [الفاسي المغربي المتوفى: (1170هـ)] مراد الحاكم أن تفرد الوليد بن مسلم بسياق الأسماء عن بقية أصحاب شعيب لا يصح أن يكون علة لعدم إخراج الشيخين حديث الوليد في الصحيح لأنه أوثق وأحفظ وأجل وأعلم ممن لم يسرد الأسماء والزيادة غير منافية فتفرده غير قادح لأن زيادة الثقة التي لا تنافي الاطلاق مقبولة.

قال ابن حجر وليست العلة عند الشيخين تفرد الوليد فقط بل الاختلاف عليه والاضطراب وتدليسه واحتمال الإدراج.

قال ابن الطيب أما تفرد الوليد فقد مر أنه غير قادح لكونه ثقة وكون الزيادة غير منافية وأما الاختلاف عليه حيث قال ابن حجر واختلف سنده على الوليد فأخرجه عثمان الدارمي في النقض على المريسي عن هشام بن عمار عن الوليد فقال عن خليد بن دعلج عن قتادة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة فذكره بدون التعيين قال الوليد وأنا سعيد بن عبد العزيز مثل ذلك، وقال كلها في القرآن هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم وسرد الأسماء وأخرجه أبو الشيخ ابن حبان من رواية أبي عامر القرشي عن الوليد بن مسلم بسند آخر فقال نا زهير بن محمد عن موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي هريرة وسرد الأسماء وهذه الطريقة أخرجها ابن ماجة وابن أبي عاصم والحاكم من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد قال الحافظ قلت الوليد بن مسلم أوثق من عبد الملك بن محمد الصنعاني انتهى

فذلك اختلاف غير قادح إذ لا يلزم من مجرد الاختلاف اضطراب يوجب الضعف لجواز أن يكون الحديث عن الوليد عنهم جميعا يوضحه أنه صرح بالتحديث في اثنين منهم وهو ثقة وأما الاضطراب الموجب للضعف فإنما يتحقق إذا كان الرواة متعادلين في الحفظ والثقة وهنا ليس كذلك فإن رواية الوليد عن الترمذي إنما هي عن شعيب بن أبي حمزة وهو ثقة وأما روايته عن أبي الشيخ فعن زهير بن محمد وقد قال في التقريب رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها وقال أبو حاتم حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه انتهى

والوليد بن مسلم شامي فمقتضى القواعد ترجيح رواية الترمذي على رواية أبي الشيخ وكذا على رواية ابن ماجه وغيره من طريق عبد الملك الصنعاني لقول ابن حجر إن الوليد أوثق من عبد الملك فلا اضطراب قادحا وأما تدليسه فإنه ثقة وقد صرح بالتحديث في روايته عن سعيد بن عبد العزيز وهو ثقة فهو شاهد للطريق المعنعنة على فرض وقوع التدليس فيها وله تابع من حديث علي بن أبي طالب عن الشيخ أبي عبد الرحمن السلمي في طبقات الصوفية وقد أسندناه عنه.

وأما احتمال الإدراج فإحتمال بعيد لأنه من ذهب إلى أن التعيين مدرج إنما استدل عليه بخلو أكثر الروايات عنه ولا دليل في ذلك إذ غايته ما يلزم فيه تفرد الأوثق الأحفظ بزيادة عمن هو أكثر عددا ومجرد ذلك لا يدل على الإدراج لأنهم صرحوا بأن زيادة الثقة إذا لم تكن منافية مقبولة وإن كان الساكتون عنها أكثر عددا وبأن الأصل عدم الإدراج فلا يصار إليه إلا أن وضح بالدلائل القوية أن تلك الزيادة مدرجة من كلام بعض رواته ولا دليل هنا سوى ما أشار إليه البيهقي من الإختلاف في سرد الأسماء والزيادة والنقص وليس هذا دليلا قويا واضحا إن قول أبي حاتم إن زهيرا حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه يدل على أن وقوع الاختلاف الشديد سببه كثرة غلط زهير وعدم اتقانه في حفظه للحديث المرفوع لا التعيين من بعض الرواة وإذا لم يتضح بالدلائل القوية القوية أن الزيادة مدرجة وصح الرفع بسند صحيح على شرط الشيخين كان الحكم له بل قوة كلامهم دالة على أن لا يحكم بالإدراج إلا إذا علم مدرجه كما في علوم ابن الصلاح وغيرها انتهى كلام ابن الطيب.

الخــــــــــلاصــــــــة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مما تقدم من النقول، يتبين أن الوهابية ليسوا من السلف في شيء، كيف يكونوا وهم مبتدعة أحدثوا في الدين ما ليس منه ؟ ولو فرضنا أن الاسماء في رواية الترمذي مدرجة من كلام الإمام الحافظ، عالم أهل الشام، أبي العباس الوليد بن مسلم القرشى مولاهم الدمشقى، المولود: (119 هـ) والمتوفى: (195هـ) باجتهاد منه، أفيصح أن نترك اجتهاد من هو من أئمة اتباع التابعين والسلف الاخيار أهل القرون المفضلة، ونتبع اجتهاد من جاء في آخر الزمان ببدعة منكرة، خالف بها اجماع جمهور الامة المحمدية التي قبلت الاسماء المذكورة في حديث الترمذي، زيادة على هذا ليس هو من اهل الاجتهاد ولا حتى من العلماء المتفق عليهم، واما الوليد بن مسلم فمتفق على امامته طلب الحديث، وصنف التصانيف، وتصدى للإمامة، واشتهر اسمه. وكان من أوعية العلم، ثقة، حافظا، حجة اذا قال حدثنا كما في حديث الترمذي، ولم ينكر أحد من الائمة الحفاظ الاسماء التي رواها، حتى من اتهمه بالادراج او الاضطراب الا ما كان من ابن حزم الظاهري فلا التفات اليه.

ثم ان ما قام به فيه طعن وتضليل لجميع الامة الاسلامية بما فيها علماءها وائمتها الذين اتفقوا على قبول تلك الاسماء وشرحوها في كتبهم وهي كثيرة، وكيف يصح له هذا مع الحديث الذي رواه ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَجْمَعُ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الْأُمَّةَ عَلَى ضَلَالَةٍ أَبَدًا» وَقَالَ: «أُمَّتِي وَيَدُ اللهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ هَكَذَا وَاتَّبِعُوا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ فَإِنَّهُ مَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ».
رواه الترمذي (٢٠٩٣)، والحاكم (١/١٩٩-٢٠٠).

ولكن هذا ليس غريبا علينا، فالوهابية مشهورون بخرج الاجماع، وإحداث البدع، وترك الاتباع، ولكن الغريب هو سرعة استخفاف عقول الشباب ممن هب ودب، وانسياقهم وراء كل امر جديد دون بحث وتمعن شديد، ويزمرون ويطبلون لاهل البدعة والضلالة كانهم يساندون الصديق او الفاروق ... رضي الله عنهم.

وقد رد على الرضواني مفتي وشيخ الازهر العلامة علي جمعة فكفانا امر هذا المبتدع وكل من تجرأ على تخطئة الامة الاسلامية في اختيارها واعتمادها على حديث الترمذي في سرد الاسماء الحسنى، قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ} [الفتح: 15] وقال: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} [التوبة: 32].

انتهى والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد النبي الأمي وعلى آله الطاهرين وصحابته المرضيين وعلى جميع إخوانه ساداتنا من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين وعلى آلهم وصحبه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا أبدا دائما إلى يوم الدين، آمين.
الشيخ جلال الدين أصياد
الشيخ جلال الدين أصياد
Admin

عدد المساهمات : 248
نقاط : 680
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 43
الموقع : www.toubkal-hilala.roo7.biz

https://toubkal-hilala.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى