قصيدة في رثاء الفقيه سيدي الحاج محمد بن العربي اليعقوبي الهلالي رحمه الله.

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

إثر المصاب الجلل الذي حل بالساحة العلمية السوسية, بفقدها علما من أعلامها البارزين, وعالما جليلا من علمائها المخلصين, العالم العلامة الفقيه سيدي الحاج محمد بن العربي الهلالي اليعقوبي, قدس الله روحه, وأمطر عليه شآبيب الرحمة والرضوان, كتبت هذه القصيدة المتواضعة تنويها بمقام الفقيد الجليل, و تعزية لطلاب العلم, وللسادة العلماء الأجلاء, وكل من تربطهم بالفقيد صلة مودة أو قرابة.


هل أفل البدر؟! ما للكون في ظلم ؟! أم غاض نبع العلى والحلم والكرم
أم غاب عن مربع العلوم من رويت كل القلــوب بما يمليه من حكــم؟!
قضى الإمام الفقيه الندب, من غرفت من فيض علمه أهل الجد والهمـم
ومن تآليفه أضحــــت لقارئــــــــها زادا لنيــل عظيــم القدر والقيــم
حوت من العلم ما يهدي السبيل إلى نيل مراتــب قد علــت على القمــم
جم المعارف في كل الفنـــون, فقـــد صارت معـــارفه تنهـلّ كالديــــم
شهم كريم, كريم الأصــــل, تغبطــه بمجده الناس من عرب ومن عجـم
غايته الفضـــــل لا تخطــي مواقعَــه همّــتـُـه شــــأن كــل مفـرد علــم
ما مات من خلّف الآثــــار شاهـــدة له بفضـــل جليـــل غير منقســـم
ما غاب من فجّر العيــــون نابعــــة بات يديـــن له بالشكــر كل ظـــم
ما غاب من زود الطلاب معرفـــــة بمــا يهمُّهــــمُ من أمـــر دينهـــــمِ
صبرا ذويـــه, فإن الله يأجركــــــــم على المصاب ثوابـا غير منخــرم
صبرا ذويـــه, فإن الله يمنحــكــــــم إذا صبرتـم عظيم الأجر والنعـــم
صبرا أقاربـــه ومن أكنــــوا لــــــه ودا صميــما وحبا غير منفصـــم
صبرا, فما أحــد إلا وقــد كتبــــــت آجاله, سطـــرت في اللوح بالقلــم
ما خلــف المرء كالذكر الجميـل, إذا ما مات يثني عليه الخير كل فــــم
وما اقتنى كنفيـــس العلــم, ينفعـــــه إذا تحلـى بحسـن الخلـق والشيــم
وليس يبقـــى سوى الإله من أحــــد فمن عليها لـه الحيـــاة لم تــــــدم
تفنى الجســـوم وما الأرواح بائـــدة ولا تـــؤول إلى الفنـــاء والعــــدم
بل ستعــــود إلــى دار الجزاء إلــى رب كريــم تعالى بـارئ النســــــم
نسأله جـل أن يفيض غـيـــث رضا على الفقيد وغيث العفـو والكــــرم
وأن يديـم عليـــه فيـــض رحمتـــه بجاه خير الورى المبعـوث للأمــم
أزكى الصـــلاة من الرحمن دائمــة عليــه والآل والأصحـــــاب كلهــم
ما ناحت الورق في الأفنان صادحة وسحّت السحب في الهضاب والأكم.

بقلم الحسن بن أحمد الأمسروي الإفراني بمدرسة سيدي سعيد الشريف-بيوكرى.
16-09-2007/3رمضان 1428.