(إسكات المفتري عن الإمام البوصيري)
صفحة 1 من اصل 1
(إسكات المفتري عن الإمام البوصيري)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فهذا رد على فتوى لأحدهم في موقع (الاسلام سؤال وجواب) استفسرني عليها أحد الإخوة، جعلته رسالة ليستفيد منه الجميع، وسميته (إسكات المفتري عن الإمام البوصيري) .
ونص الفتوى كما يلي :
"بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سمعت أغنية ! تسمَّى " قصيدة البردة " ، وسمعت على موقعكم أن بها شيئاً من الشرك ، ولكنني فيما سمعت لم أر ما يدعو للشرك . وسؤالي هو : إذا ما قمنا بحذف هذه الجمل التي تدعو للشرك : فهل تكون حلالاً في سماعها وقراءتها أم أنني أشرك بقراءتها ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
قصيدة " البردة " هي للبوصيري أبي عبد الله محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي ، مصري النشأة ، مغربي الأصل ، شاذلي الطريقة ، توفي سنة 696 هـ ، وهو ليس من أهل العلم ، ويخلط كثيرون بينه وبين بوصيري آخر من أهل العلم وهو المحدِّث المشهور صاحب " زوائد ابن ماجه " ، وهو أحمد بن أبي بكر الكناني ، وقد توفي سنة 840 هـ ، وكان مِن تلامذة الحافظيْن العراقي وابن حجر رحمهما الله ، وانظر ترجمته في " شذرات الذهب " (9 / 340 ).
ثانياً:
والقصيدة المذكورة فيها مخالفات في كثير من أبياتها – وتبلغ 16- بيتاً – وأعظمها الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وكنَّا قد ذكرنا شيئاً مما احتوته بعض أبياتها من غلو ومخالفات للشرع ، وذلك في جواب السؤال رقم ( 115502 ) ، فلينظر .
وقد نقد مخالفات تلك القصيدة علماء وطلبة علم أفاضل ، بعضهم في كتب مستقلة ، وآخرون ضمنوا الرد عليها بعض كتبهم ، وطائفة تولت ذلك النقد في مقالات خاصة ، ومن هؤلاء :
1. الإمام الشوكاني ، ضِمن " الدرّ النضيد في إخلاص كلمة التوحيد " .
2. شرّاح كتاب " التوحيد " للإمام محمد بن عبد الوهاب ، كالشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في " تيسير العزيز الحميد " ، والشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب في " فتح المجيد " ، الشيخ العثيمين في " القول المفيد " ، والشيخ صالح آل الشيخ في " التمهيد في شرح كتاب التوحيد " ، وغيرهم .
3. الشيخ الإمام عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين ، وقد ألَّف رسالة خاصَّة في الردّ عليها بعنوان " الرد على البردة " ، وهي مطبوعة في آخر كتاب " الشيخ العلاّمة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين مفتي الديار النجدية " للدكتور علي بن محمد العجلان .
4. الشيخ محمود شكري الألوسي ضِمن كتابه " غاية الأماني في الرد على النبهاني " .
5. الشيخ صالح الفوزان ضمن كتابه " إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد " .
6. للشيخ عبد البديع صقر ، في كتاب خاص بعنوان " نقد البردة مع الرد والتصحيح " .
7. الشيخ محمد جميل زينو ، ضمن كتابه " معلومات مهمة عن الدين " .
8. مقال للشيخ الدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف نُشِر في مجلّة " البيان " عدد رقم 139 ، بعنوان " قوادح عقدية في بردة البوصيري " .
9. عبد الرءوف محمد عثمان ضمن كتابه " محبة الرسول بين الاتباع والابتداع " .
10. مقال للأستاذ سليمان بن عبد العزيز الفريجي نُشِر في مجلّة " البيان " عدد رقم 139 ، بعنوان " مظاهر الغلو في قصائد المديح النبوي " .
11. مقال للشيخ علوي السقاف ، بعنوان " قراءة في بردة البوصيري وشعره " .
وفي هذا المقال أبان كاتبه – وفقه الله – عن حال البوصيري الذي جعله أهل الطرق إماماً ، فكان مما ذكر من حاله أن قال :
والبوصيري كان ممقوتاً ؛ لإطلاق لسانه في الناس بكل قبيح وذكره لهم بالسوء في مجالس الأمراء والوزراء ، سيء الخلق مع زوجته وغيرها ، شحَّاذاً ، مضطرباً في شخصيته ، فتارة يمدحُ النصارى ويذُمُّ اليهود ، وتارة يمدح اليهود إرضاءً للنصارى ، وتارة يذم الاثنين معاً ، وكان كثير المدح للسلاطين طمعاً فيما عندهم ، وهذا ليس غريباً على الشعراء لكنه ليس من صنيع العلماء ، أضف إلى ذلك أنَّ له أبياتاً كثيرة في " البردة " و " الهمزية " وبقية قصائده الواردة في ديوانه فيها من الغلو ما يصدِّق قول منتقديه فيه ... .
ثم ذكر أمثلة من شعره على ما سبق ذِكره من حاله .
انظر البحث بكامله هنا :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
ثالثاً:
ولما سبق ذِكره من حال قائل القصيدة ، ولما فيها نفسها من غلو ومخالفات شرعية كثيرة متفرقة في أنحائها ، ولما في نشرها من تزكية لقائلها ، ولعدم تفريق الناس بين الصواب والخطأ فيما يطرق سمعهم : نرى أنه لا يجوز نشر تلك القصيدة ، ولا الثناء عليها ، ولا إنشادها ، ولا الترويج لها ، وما فيها من أبيات خلت من مخالفات شرعية لا يشفع لكي تُنشر على الناس .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
نحن نرى أنه يجب على المؤمنين تجنب قراءة هذه المنظومة ؛ لما فيها من الأمور الشركية العظيمة ، وإن كان فيها أبيات معانيها جيدة وصحيحة ، فالحق مقبول ممن جاء به أيّاً كان ، والباطل مردود ممن جاء به أيّاً كان .
" فتاوى نور على الدرب " ( شريط 335 ) .
وسئل الشيخ عبد المحسن العباد – حفظه الله - :
بعض المكتبات في المولد تصور وتطبع المدائح التي قيلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم كالبردة فهل لي أن أبلغ عنهم الجهات المختصة ؟ .
فأجاب :
نعم ، بلِّغ عنهم الجهات المختصة .
" شرح سنن الترمذي " ( شريط 304 ) .
هذا بخصوص طبعها ونشرها ، أما بخصوص اختيار أبيات من الشعر منها ليس فيها مخالفة للشرع من غلو أو غيره لإنشادها : فينبغي ترك ذلك ؛ بسبب الهالة العظيمة التي جُعلت للقصيدة وقائلها حتى تُليت على المنابر ، وأمام الجنائز ، وفي الأفراح والأحزان والموالد ، وقد شُرحت بأكثر مما شرحت به كتب الحديث النبوي ! ، ولولا تلك الهالة وذلك الحال الذي للقصيدة وقائلها لما منعنا من اختيار أبيات موافقة للشرع لتُنشد .
والله أعلم. (موقع الإسلام سؤال وجواب)"اهـ
فقلت ردا على هذه الفرية:
قوله: "وهو ليس من أهل العلم "اهـ
سبحان الله، من أين أتيت بهذا القول يا هذا؟ وأين سلفك فيه ؟ اسمع ماذا قال الإمام المحدث ابن حجر الهيثمي والذي لم تبلغ ولو معشاره في العلم:
"الشيخ الإمام، العارف الكامل الهمام، المتفنن المحقق، البليغ الأديب المدقق، إمام الشعراء، وأشعر العلماء، وبليغ الفصحاء، وأفصح الحكماء، الشيخ شرف الدين أبو عبد الله محمد بن حماد بن محسن بن عبد الله بن صنهاج بن هلال الصنهاجي...البوصيري، .أخذ عنه الإمام أبو حيان، والإمام اليعمري أبو الفتح ابن سيد الناس، ومحقق عصره العز ابن جماعة...وغيرهم"اهـ
فوصفه بالامام، والشيخ، ولا أبلغ من هذا، وقد أخذ عنه الجهابذة من العلماء، فكيف يتجرأ من لم تسري روح العلوم في كيانه من وصفه بأنه غير عالم ...
قوله:"والقصيدة المذكورة فيها مخالفات في كثير من أبياتها – وتبلغ 16- بيتاً "
يا أخي؛ لو كان في البردة أو الهمزية بعض الأبيات التي قد تستنكر، فإن بقية أبيات البردة نحو مائة وسبعين، والهمزية نحو خمسمائة، كلها من عظيم الشعر، ورقيق المعاني، وجزيل الألفاظ، وبالغ العلوم .
وشيخ الإسلام ابن تيمية ذكر في المجلد الأول من كتاب "الاستغاثة" بأنه لا يكاد يخلو شعر من شعر المداحين في النبي صلى الله عليه وسلم، من تجاوزات، ولم يكفرهم أو يشتمهم، بل سمى الصرصري وشعره فيه من الاشتغاثات أكثر من البوصيري ب"حسان السنة"..فتنبه، واعلم كيف يعامل العلماء.
ثم يا أخي؛ يقبل في الشعر ما لا يقبل في غيره، فالشعر مبني على المبالغة في الوصف والتشبيه، وليس تقريرا لعقائد كما لا يخفى على مطلع، فها هي عائشة الصديقة رضي الله عنها تقول عن النبي صلى الله عليه وسلم:
خلقتَ مبرّأً من كل عيب === كأنك قد خلقت كما تشاء
فكأنها فضلت مشيئته على مشيئة الحق تعالى، ومشيئة الحق أبلغ وأحكم وأرقى كما لا يخفى، ولم يلمها أحد على ذلك .
ويكفي الرجل فضلا أن تفرغ لمدح سيد الثقلين صلى الله عليه وسلم، فكان حريا أن يشفع لنا ذلك فيه، ونتأدب في الحديث عنه، كيف وقد تورط حسان بن ثابت رضي الله عنه في مسألة الإفك، فلم تطعن فيه عائشة، وغفرت له، ونهت عن الطعن فيه قائلة: لا أشتمه وهو القائل:
فإن أبي ومالي ثم عرضي==== لعرض محمد منكم وقاء
قوله:"والبوصيري كان ممقوتاً .... إلخ"
يذكر المستشرق الألماني بروكلمان أن البوصيري: "سكن المقدس لفترة استغرقت عشر سنوات وبعد ذلك انتقل للمدينة المنورة ومن ثَــمّ انتقل لمكة المكرمة ومكث فيها ثلاث عشرة سنة يدرس فيها القرآن ولقد قضى زمن طفولته كما يقضيه أترابه في تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم وتلقي مبادئ العلوم فنشأ نزيه النفس عالي الهمة بعيدًا عن الدنايا راضيًا بالكفاف من الرزق ثُـمّ ترعرع في ممارسة الأدب والكتابة فبرز في الشعر والنثر تبريزًا حـبَّـبه إلى حكام عصره فولوه بعض الأعمال الكتابية في مديرية الشرقية ببلبيس وكان ذلك سنة 659 هـ فبقي في خدمة الدولة أربعة أعوام آثر بعدها أن ينشئ كتابًا لتعليم القرآن وفي هذه الأثناء كان يتردد عى الإسكندرية حيث الشيخ أبو العباس قد استقر فيها فلازمه وأخذ من تعاليمه".
وكفى بها شهادة من أعداء للإسلام،
قوله: "ولما سبق ذِكره من حال قائل القصيدة ، ولما فيها نفسها من غلو ومخالفات شرعية كثيرة متفرقة في أنحائها"اهـ
انظر إلى المتضلعين في علوم العربية ماذا قالوا أيها المتعالم.
قال الشيخ العلامة النحوي خالد الأزهري في شرحه للبردة:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي ... إذا الكريم تجلى باسم منتقم
"يا أكرم كل مخلوق مالي غيرك ألتجئ إليه يوم القيامة من هوله العميم، والخلق متطلعون إلى جاهك الرفيع، وجنابك المنيع، ولن يضيق بي جاهك يا رسول الله إذا اشتد الأمر وعيل الصبر وانتقم الله تعالى ممن عصاه …"اهـ.
والناظم هنا يتحدث عن موقف المقام المحمود الذي يقفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما تدنو الشمس من الخلائق، ويطول الأمر بالناس وهم في خوف وضجر وقلق شديد، حتى يتمنى الكفار أن يُذهب بهم ولو إلى النار، فيلجأون إلى الأنبياء بدءاً من آدم ثم نوح فإبراهيم فموسى فعيسى عليهم الصلاة والسلام، وكلهم يعتذر، ويأبى الشفاعة، ولا تهمه إلا نفسه في ذلك الموقف ثم يلجأون إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيقول : أنا لها.
والشاعر يذكر رسول الله بهذه الخصوصية الجليلة العظيمة التي دلت عليها الأحاديث الصحيحة وفي الحديث:"فيلهمني الله محامد لا أقدر عليها الآن فأحمده بتلك المحامد، ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك، وسل تعطه واشفع تشفع…" الحديث.
والشاعر البوصيري رحمه الله يذكر الشفاعة الكبرى التي دلت عليها الأحاديث الصحيحة وهي خاصة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وهناك أنواع أخرى من الشفاعات الخاصة لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم غير هذه الشفاعة لا مجال هنا للحديث عنها، فهل في هذا ما يمس العقيدة في شيء؟.
بل هل هذا إلا محض الإيمان؟ والإيمان بالشفاعة من الأمور التي يتميز بها أهل السنة والجماعة بخلاف بعض المبتدعة الذين أنكروا شفاعته صلوات الله وسلامه عليه.
ولا أدري إن كان بعض الناس يثيره أن يوصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أكرم الخلق …؟؟! علماً بأن هذه الخصوصية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المسَلَّمات عند المسلمين، والأحاديث التي تؤكد هذا المعنى كثيرة جداً مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم:"أنا أكرم ولد آدم على ربي" أخرجه الترمذي والدارمي.
ومثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم :"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة"
وأما قوله :
مالي من ألوذ به، فهو من الأمور المسلمة عند من يقرأ أو قرأ حديث الشفاعة العامة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد تقدمت الإشارة إليه، وهذا المقام الكريم ثابت لرسول الله في القرآن قبل السنة، قال الله تعالى:] ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً{(الإسراء). وسميت الشفاعة العظمى بالمقام المحمود، لأن جميع الخلق المؤمنين، والكافرين، الأتقياء والفجار يحمدون له هذا الموقف.
وكونه صلى الله عليه وآله وسلم (الملاذ الوحيد) يومئذ واضح جلي، فكل الأنبياء والمرسلين يعتذرون عن الشفاعة في ذلك المقام وكلهم يقول: نفسي نفسي.
وقد يسأل متحذلق: لم لا يلجأ الإنسان إلى الله تعالى مباشرة في ذلك اليوم؟ والجواب كما بينه الناظم بقوله : (…… إذا الكريم تجلى باسم منتقم).
ففي ذلك المقام لا يجرؤ أحد من الناس بمن فيهم الأنبياء على طلب أي شيء فيه تخفيف أو رحمة من الله تعالى لشدة غضبه الذي يصفه الأنبياء جميعاً بقولهم:"إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله"( ) كما هو في حديث الشفاعة.
إذاً لابد من شافع، وهذا الشافع هو الحبيب الأعظم والسيد المكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وتأمل حديث الشفاعة تجد هذا بيناً واضحاً لا ريب فيه ولا شك ولا لبس.
وأما قول الناظم رحمه الله تعالى:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم.
1) ضرة الدنيا : هي الآخرة.
2) اللوح : جسم نوراني، كتب فيه القلم بإذن الله تعالى ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.
3) القلم : هو جسم نوراني خلقه الله تعالى، وأمره أن يكتب ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.
4) الجود: إفاضة ما ينبغي لا لعوض ولا لغرض.
شرح البيت:
قال الشيخ خالد الأزهري:"وإِنّ خيري الدنيا والآخرة من جودك، وعلمي اللوح والقلم من علمك، وأنت الحقيق بذلك، والمعول في الشفاعة عليك".
وقال الشيخ إبراهيم الباجوري أحد شراح البردة وهو ممن ولي مشيخة الأزهر في القرن الثالث عشر من الهجرة: والمراد من الدنيا ما قابل الأخرى، ولذلك جعلها الناظم ضرتها، وفي كلامه تقدير مضاف إي خيري الدنيا هدايته صلى الله عليه وآله وسلم للناس، ومن خير الآخرة شفاعته صلى الله عليه وآله وسلم فيهم".
فأي إشكال في هذا الفهم يا عباد الله؟ بل إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رفض الدنيا بما فيها زاهداً فيها فضلاً عن تملكها ثم الجود بها، والأحاديث في هذا متوافرة.
أخرج أبو يعلى بإسناد حسَّنه الهيثمي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب"
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:"أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير" فرفض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الدنيا واختار أن يكون عبداً يأكل يوماً ويجوع يوماً…
ثم إقدامه عليه الصلاة والسلام على الشفاعة يوم القيامة عندما يحجم الأنبياء كلهم لا تهمهم إلا أنفسهم، فيتصدى أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم - بأبي هو وأمي – للشفاعة حتى يرضى الله سبحانه بعد غضبه وتزول الأهوال والشدائد عن الناس، فأي جود يريده الناس بعد ذلك؟! بل إن رتبة الجود لتنزل عن هذه الرتبة العظيمة.
ثم إن الدنيا والآخرة وجدتا من أجل رسالة الإسلام، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يمثل هذا الإسلام، بل هو الإسلام الفعلي الواقع والدليل عليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر: اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم فلن تعبد في الأرض .
وقد قال الله تعالى: ] والأرض وضعها للأنام[(الرحمن10) والأنام هم الخلق وأفضلهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن باب أولى أنها له صلى الله عليه وآله وسلم وقال تعالى:] هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً{(البقرة 29).
ثم إن الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة، كما جاء في الحديث الشريف، فلا يرضى الله عز وجل أن تكون الدنيا كل ما أعطي لحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم.
ولابد من الإشارة في شرح بيت البوصيري أيضاً:
فإن من جودك الدنيا وضرتها… إلى أن العرب استعملوا المجاز، وهو أسلوب من أساليب العربية المتفق عليه، ومن نفاه فقد نفى عن العربية بعضاً من الفصاحة.
وفي كلام الشاعر البوصيري رحمه الله تعالى في هذا البيت نجد استعماله للقرينة السببية في علاقة المجاز المرسل، فكأنه أراد: إن من جودك هداية الناس في الدنيا، وهذه الهداية موصولة لرب العالمين وهي سبب الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، ومن جودك أيضاً الشفاعة في الآخرة، وهي علاقة مجاز على القرينة السببية وفي القرآن الكريم :] وينزل لكم من السماء رزقاً[(غافر13) أي ما ينزل هو الماء الذي هو سبب الرزق المتنوع الأشكال.( )
قال الشيخ العلامة السلفي محمد ولد حسن الددو (حفظه الله وأيده):
"بالنسبة للمدح التي مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم كذلك قد ألف فيها بعض الكتب المختصة، مثل كتاب المنح في المدح لابن سيد الناس، وذكر فيه مدح الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم فقط، ما مدح به الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ألف بعد ذلك كثير من المدائح النبوية، بعضها دواوين شعر كاملة، مثل ديوان البرعي، كثير من القصائد التي فيه في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، البرعي الإمام، كثير من قصائده في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.
كذلك اشتهرت قصائد البوصيري، وذلك لإجادته للشعر وإتقانه له حتى لم يكن في عصره من هو مثله، ولهذا قال هو في نفسه:
أنا حسان مدحكم فإذا مافي همزيته، أنا حسان مدحكم، قاس نفسه بحسان بن ثابت في المدح، فإذا ما نحت فيكم فإنني الخنساء، قاس نفسه في الرثاء بالخنساء، وقد شرحت قصائده أيضا فزادها ذلك شهرة بين الناس، شرحت البردة وشرحت الهمزية، دليس شرح الهمزية شرحا مطولا.
بالنسبة لهذه الشطحات التي قد تقع، هو له ملتمس فيها، هو أن الضمائر التي قد يظن بعض الناس إذا قرأها وبالأخص من ليس من أهل البلاغة أنها تعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما قصد إعادتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أراد إعادتها على الله تعالى، وتداخل الضمائر في هذا النوع مقبول في اللغة، مثل قول الله تعالى: {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا}، فالضمير في قوله: وتسبحوه بكرة وأصيلا ليس للنبي صلى الله عليه وسلم الذي ترجع عليه الضمائر السابقة وإنما هو لله عز وجل.
وكذلك قصد هو في بعض المواقع من بردته، لكن يفهم بعض الناس ذلك على وجه غلط أنه يقصد به النبي صلى الله عليه وسلم.
نعم هذا يقصد به الله عز وجل:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ..، هذا ثناء على الله عز وجل، لكن هذا يقع في البلاغة كثيرا وهو كثير في الشعر وفي القرآن أيضا نظائر منه كثيرة، نعم هو لا شك صوفي لكن ليس مثل ابن الفارض مثلا، وأيضا هو مبدع جدا في الشعر وفي الوصف وفي الثناء، فهو مع هذا قد يكون بسبب محبته للنبي صلى الله عليه وسلم بعض الكرامات التي ظهرت على يديه، وبعض الأحوال التي تحصل لبعض المحبين من قراءة قصائده" اهـ (العلوم الشرعية - الشريط الثاني)
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
فانظروا (رحمكم الله) إلى من تضلع في علوم اللسان كيف أجاب عن بلاغات الامام البوصيري.
ولا كلام لي أمام هذا الشيخ الرعد ذي التحقيق والفهم والتحصيل والتدقيق.
جمع الله القلوب على محبة رسوله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وألهمنا جميعاً حسن الظن بالمسلمين وألف بين المسلمين الذين أصبحوا تائهين حائرين في هذه الليالي الحالكة وألهم العاملين من أجل هذا الدين، الابتعاد عن أسلوب التكفير والتضليل والتبديع، فإن هذا يزيد الجرح عمقاً، والقلوب بغضاً.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فهذا رد على فتوى لأحدهم في موقع (الاسلام سؤال وجواب) استفسرني عليها أحد الإخوة، جعلته رسالة ليستفيد منه الجميع، وسميته (إسكات المفتري عن الإمام البوصيري) .
ونص الفتوى كما يلي :
"بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سمعت أغنية ! تسمَّى " قصيدة البردة " ، وسمعت على موقعكم أن بها شيئاً من الشرك ، ولكنني فيما سمعت لم أر ما يدعو للشرك . وسؤالي هو : إذا ما قمنا بحذف هذه الجمل التي تدعو للشرك : فهل تكون حلالاً في سماعها وقراءتها أم أنني أشرك بقراءتها ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
قصيدة " البردة " هي للبوصيري أبي عبد الله محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي ، مصري النشأة ، مغربي الأصل ، شاذلي الطريقة ، توفي سنة 696 هـ ، وهو ليس من أهل العلم ، ويخلط كثيرون بينه وبين بوصيري آخر من أهل العلم وهو المحدِّث المشهور صاحب " زوائد ابن ماجه " ، وهو أحمد بن أبي بكر الكناني ، وقد توفي سنة 840 هـ ، وكان مِن تلامذة الحافظيْن العراقي وابن حجر رحمهما الله ، وانظر ترجمته في " شذرات الذهب " (9 / 340 ).
ثانياً:
والقصيدة المذكورة فيها مخالفات في كثير من أبياتها – وتبلغ 16- بيتاً – وأعظمها الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وكنَّا قد ذكرنا شيئاً مما احتوته بعض أبياتها من غلو ومخالفات للشرع ، وذلك في جواب السؤال رقم ( 115502 ) ، فلينظر .
وقد نقد مخالفات تلك القصيدة علماء وطلبة علم أفاضل ، بعضهم في كتب مستقلة ، وآخرون ضمنوا الرد عليها بعض كتبهم ، وطائفة تولت ذلك النقد في مقالات خاصة ، ومن هؤلاء :
1. الإمام الشوكاني ، ضِمن " الدرّ النضيد في إخلاص كلمة التوحيد " .
2. شرّاح كتاب " التوحيد " للإمام محمد بن عبد الوهاب ، كالشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في " تيسير العزيز الحميد " ، والشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب في " فتح المجيد " ، الشيخ العثيمين في " القول المفيد " ، والشيخ صالح آل الشيخ في " التمهيد في شرح كتاب التوحيد " ، وغيرهم .
3. الشيخ الإمام عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين ، وقد ألَّف رسالة خاصَّة في الردّ عليها بعنوان " الرد على البردة " ، وهي مطبوعة في آخر كتاب " الشيخ العلاّمة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين مفتي الديار النجدية " للدكتور علي بن محمد العجلان .
4. الشيخ محمود شكري الألوسي ضِمن كتابه " غاية الأماني في الرد على النبهاني " .
5. الشيخ صالح الفوزان ضمن كتابه " إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد " .
6. للشيخ عبد البديع صقر ، في كتاب خاص بعنوان " نقد البردة مع الرد والتصحيح " .
7. الشيخ محمد جميل زينو ، ضمن كتابه " معلومات مهمة عن الدين " .
8. مقال للشيخ الدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف نُشِر في مجلّة " البيان " عدد رقم 139 ، بعنوان " قوادح عقدية في بردة البوصيري " .
9. عبد الرءوف محمد عثمان ضمن كتابه " محبة الرسول بين الاتباع والابتداع " .
10. مقال للأستاذ سليمان بن عبد العزيز الفريجي نُشِر في مجلّة " البيان " عدد رقم 139 ، بعنوان " مظاهر الغلو في قصائد المديح النبوي " .
11. مقال للشيخ علوي السقاف ، بعنوان " قراءة في بردة البوصيري وشعره " .
وفي هذا المقال أبان كاتبه – وفقه الله – عن حال البوصيري الذي جعله أهل الطرق إماماً ، فكان مما ذكر من حاله أن قال :
والبوصيري كان ممقوتاً ؛ لإطلاق لسانه في الناس بكل قبيح وذكره لهم بالسوء في مجالس الأمراء والوزراء ، سيء الخلق مع زوجته وغيرها ، شحَّاذاً ، مضطرباً في شخصيته ، فتارة يمدحُ النصارى ويذُمُّ اليهود ، وتارة يمدح اليهود إرضاءً للنصارى ، وتارة يذم الاثنين معاً ، وكان كثير المدح للسلاطين طمعاً فيما عندهم ، وهذا ليس غريباً على الشعراء لكنه ليس من صنيع العلماء ، أضف إلى ذلك أنَّ له أبياتاً كثيرة في " البردة " و " الهمزية " وبقية قصائده الواردة في ديوانه فيها من الغلو ما يصدِّق قول منتقديه فيه ... .
ثم ذكر أمثلة من شعره على ما سبق ذِكره من حاله .
انظر البحث بكامله هنا :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
ثالثاً:
ولما سبق ذِكره من حال قائل القصيدة ، ولما فيها نفسها من غلو ومخالفات شرعية كثيرة متفرقة في أنحائها ، ولما في نشرها من تزكية لقائلها ، ولعدم تفريق الناس بين الصواب والخطأ فيما يطرق سمعهم : نرى أنه لا يجوز نشر تلك القصيدة ، ولا الثناء عليها ، ولا إنشادها ، ولا الترويج لها ، وما فيها من أبيات خلت من مخالفات شرعية لا يشفع لكي تُنشر على الناس .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
نحن نرى أنه يجب على المؤمنين تجنب قراءة هذه المنظومة ؛ لما فيها من الأمور الشركية العظيمة ، وإن كان فيها أبيات معانيها جيدة وصحيحة ، فالحق مقبول ممن جاء به أيّاً كان ، والباطل مردود ممن جاء به أيّاً كان .
" فتاوى نور على الدرب " ( شريط 335 ) .
وسئل الشيخ عبد المحسن العباد – حفظه الله - :
بعض المكتبات في المولد تصور وتطبع المدائح التي قيلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم كالبردة فهل لي أن أبلغ عنهم الجهات المختصة ؟ .
فأجاب :
نعم ، بلِّغ عنهم الجهات المختصة .
" شرح سنن الترمذي " ( شريط 304 ) .
هذا بخصوص طبعها ونشرها ، أما بخصوص اختيار أبيات من الشعر منها ليس فيها مخالفة للشرع من غلو أو غيره لإنشادها : فينبغي ترك ذلك ؛ بسبب الهالة العظيمة التي جُعلت للقصيدة وقائلها حتى تُليت على المنابر ، وأمام الجنائز ، وفي الأفراح والأحزان والموالد ، وقد شُرحت بأكثر مما شرحت به كتب الحديث النبوي ! ، ولولا تلك الهالة وذلك الحال الذي للقصيدة وقائلها لما منعنا من اختيار أبيات موافقة للشرع لتُنشد .
والله أعلم. (موقع الإسلام سؤال وجواب)"اهـ
فقلت ردا على هذه الفرية:
قوله: "وهو ليس من أهل العلم "اهـ
سبحان الله، من أين أتيت بهذا القول يا هذا؟ وأين سلفك فيه ؟ اسمع ماذا قال الإمام المحدث ابن حجر الهيثمي والذي لم تبلغ ولو معشاره في العلم:
"الشيخ الإمام، العارف الكامل الهمام، المتفنن المحقق، البليغ الأديب المدقق، إمام الشعراء، وأشعر العلماء، وبليغ الفصحاء، وأفصح الحكماء، الشيخ شرف الدين أبو عبد الله محمد بن حماد بن محسن بن عبد الله بن صنهاج بن هلال الصنهاجي...البوصيري، .أخذ عنه الإمام أبو حيان، والإمام اليعمري أبو الفتح ابن سيد الناس، ومحقق عصره العز ابن جماعة...وغيرهم"اهـ
فوصفه بالامام، والشيخ، ولا أبلغ من هذا، وقد أخذ عنه الجهابذة من العلماء، فكيف يتجرأ من لم تسري روح العلوم في كيانه من وصفه بأنه غير عالم ...
قوله:"والقصيدة المذكورة فيها مخالفات في كثير من أبياتها – وتبلغ 16- بيتاً "
يا أخي؛ لو كان في البردة أو الهمزية بعض الأبيات التي قد تستنكر، فإن بقية أبيات البردة نحو مائة وسبعين، والهمزية نحو خمسمائة، كلها من عظيم الشعر، ورقيق المعاني، وجزيل الألفاظ، وبالغ العلوم .
وشيخ الإسلام ابن تيمية ذكر في المجلد الأول من كتاب "الاستغاثة" بأنه لا يكاد يخلو شعر من شعر المداحين في النبي صلى الله عليه وسلم، من تجاوزات، ولم يكفرهم أو يشتمهم، بل سمى الصرصري وشعره فيه من الاشتغاثات أكثر من البوصيري ب"حسان السنة"..فتنبه، واعلم كيف يعامل العلماء.
ثم يا أخي؛ يقبل في الشعر ما لا يقبل في غيره، فالشعر مبني على المبالغة في الوصف والتشبيه، وليس تقريرا لعقائد كما لا يخفى على مطلع، فها هي عائشة الصديقة رضي الله عنها تقول عن النبي صلى الله عليه وسلم:
خلقتَ مبرّأً من كل عيب === كأنك قد خلقت كما تشاء
فكأنها فضلت مشيئته على مشيئة الحق تعالى، ومشيئة الحق أبلغ وأحكم وأرقى كما لا يخفى، ولم يلمها أحد على ذلك .
ويكفي الرجل فضلا أن تفرغ لمدح سيد الثقلين صلى الله عليه وسلم، فكان حريا أن يشفع لنا ذلك فيه، ونتأدب في الحديث عنه، كيف وقد تورط حسان بن ثابت رضي الله عنه في مسألة الإفك، فلم تطعن فيه عائشة، وغفرت له، ونهت عن الطعن فيه قائلة: لا أشتمه وهو القائل:
فإن أبي ومالي ثم عرضي==== لعرض محمد منكم وقاء
قوله:"والبوصيري كان ممقوتاً .... إلخ"
يذكر المستشرق الألماني بروكلمان أن البوصيري: "سكن المقدس لفترة استغرقت عشر سنوات وبعد ذلك انتقل للمدينة المنورة ومن ثَــمّ انتقل لمكة المكرمة ومكث فيها ثلاث عشرة سنة يدرس فيها القرآن ولقد قضى زمن طفولته كما يقضيه أترابه في تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم وتلقي مبادئ العلوم فنشأ نزيه النفس عالي الهمة بعيدًا عن الدنايا راضيًا بالكفاف من الرزق ثُـمّ ترعرع في ممارسة الأدب والكتابة فبرز في الشعر والنثر تبريزًا حـبَّـبه إلى حكام عصره فولوه بعض الأعمال الكتابية في مديرية الشرقية ببلبيس وكان ذلك سنة 659 هـ فبقي في خدمة الدولة أربعة أعوام آثر بعدها أن ينشئ كتابًا لتعليم القرآن وفي هذه الأثناء كان يتردد عى الإسكندرية حيث الشيخ أبو العباس قد استقر فيها فلازمه وأخذ من تعاليمه".
وكفى بها شهادة من أعداء للإسلام،
قوله: "ولما سبق ذِكره من حال قائل القصيدة ، ولما فيها نفسها من غلو ومخالفات شرعية كثيرة متفرقة في أنحائها"اهـ
انظر إلى المتضلعين في علوم العربية ماذا قالوا أيها المتعالم.
قال الشيخ العلامة النحوي خالد الأزهري في شرحه للبردة:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي ... إذا الكريم تجلى باسم منتقم
"يا أكرم كل مخلوق مالي غيرك ألتجئ إليه يوم القيامة من هوله العميم، والخلق متطلعون إلى جاهك الرفيع، وجنابك المنيع، ولن يضيق بي جاهك يا رسول الله إذا اشتد الأمر وعيل الصبر وانتقم الله تعالى ممن عصاه …"اهـ.
والناظم هنا يتحدث عن موقف المقام المحمود الذي يقفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما تدنو الشمس من الخلائق، ويطول الأمر بالناس وهم في خوف وضجر وقلق شديد، حتى يتمنى الكفار أن يُذهب بهم ولو إلى النار، فيلجأون إلى الأنبياء بدءاً من آدم ثم نوح فإبراهيم فموسى فعيسى عليهم الصلاة والسلام، وكلهم يعتذر، ويأبى الشفاعة، ولا تهمه إلا نفسه في ذلك الموقف ثم يلجأون إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيقول : أنا لها.
والشاعر يذكر رسول الله بهذه الخصوصية الجليلة العظيمة التي دلت عليها الأحاديث الصحيحة وفي الحديث:"فيلهمني الله محامد لا أقدر عليها الآن فأحمده بتلك المحامد، ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك، وسل تعطه واشفع تشفع…" الحديث.
والشاعر البوصيري رحمه الله يذكر الشفاعة الكبرى التي دلت عليها الأحاديث الصحيحة وهي خاصة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وهناك أنواع أخرى من الشفاعات الخاصة لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم غير هذه الشفاعة لا مجال هنا للحديث عنها، فهل في هذا ما يمس العقيدة في شيء؟.
بل هل هذا إلا محض الإيمان؟ والإيمان بالشفاعة من الأمور التي يتميز بها أهل السنة والجماعة بخلاف بعض المبتدعة الذين أنكروا شفاعته صلوات الله وسلامه عليه.
ولا أدري إن كان بعض الناس يثيره أن يوصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أكرم الخلق …؟؟! علماً بأن هذه الخصوصية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المسَلَّمات عند المسلمين، والأحاديث التي تؤكد هذا المعنى كثيرة جداً مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم:"أنا أكرم ولد آدم على ربي" أخرجه الترمذي والدارمي.
ومثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم :"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة"
وأما قوله :
مالي من ألوذ به، فهو من الأمور المسلمة عند من يقرأ أو قرأ حديث الشفاعة العامة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد تقدمت الإشارة إليه، وهذا المقام الكريم ثابت لرسول الله في القرآن قبل السنة، قال الله تعالى:] ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً{(الإسراء). وسميت الشفاعة العظمى بالمقام المحمود، لأن جميع الخلق المؤمنين، والكافرين، الأتقياء والفجار يحمدون له هذا الموقف.
وكونه صلى الله عليه وآله وسلم (الملاذ الوحيد) يومئذ واضح جلي، فكل الأنبياء والمرسلين يعتذرون عن الشفاعة في ذلك المقام وكلهم يقول: نفسي نفسي.
وقد يسأل متحذلق: لم لا يلجأ الإنسان إلى الله تعالى مباشرة في ذلك اليوم؟ والجواب كما بينه الناظم بقوله : (…… إذا الكريم تجلى باسم منتقم).
ففي ذلك المقام لا يجرؤ أحد من الناس بمن فيهم الأنبياء على طلب أي شيء فيه تخفيف أو رحمة من الله تعالى لشدة غضبه الذي يصفه الأنبياء جميعاً بقولهم:"إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله"( ) كما هو في حديث الشفاعة.
إذاً لابد من شافع، وهذا الشافع هو الحبيب الأعظم والسيد المكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وتأمل حديث الشفاعة تجد هذا بيناً واضحاً لا ريب فيه ولا شك ولا لبس.
وأما قول الناظم رحمه الله تعالى:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم.
1) ضرة الدنيا : هي الآخرة.
2) اللوح : جسم نوراني، كتب فيه القلم بإذن الله تعالى ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.
3) القلم : هو جسم نوراني خلقه الله تعالى، وأمره أن يكتب ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.
4) الجود: إفاضة ما ينبغي لا لعوض ولا لغرض.
شرح البيت:
قال الشيخ خالد الأزهري:"وإِنّ خيري الدنيا والآخرة من جودك، وعلمي اللوح والقلم من علمك، وأنت الحقيق بذلك، والمعول في الشفاعة عليك".
وقال الشيخ إبراهيم الباجوري أحد شراح البردة وهو ممن ولي مشيخة الأزهر في القرن الثالث عشر من الهجرة: والمراد من الدنيا ما قابل الأخرى، ولذلك جعلها الناظم ضرتها، وفي كلامه تقدير مضاف إي خيري الدنيا هدايته صلى الله عليه وآله وسلم للناس، ومن خير الآخرة شفاعته صلى الله عليه وآله وسلم فيهم".
فأي إشكال في هذا الفهم يا عباد الله؟ بل إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رفض الدنيا بما فيها زاهداً فيها فضلاً عن تملكها ثم الجود بها، والأحاديث في هذا متوافرة.
أخرج أبو يعلى بإسناد حسَّنه الهيثمي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب"
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:"أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير" فرفض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الدنيا واختار أن يكون عبداً يأكل يوماً ويجوع يوماً…
ثم إقدامه عليه الصلاة والسلام على الشفاعة يوم القيامة عندما يحجم الأنبياء كلهم لا تهمهم إلا أنفسهم، فيتصدى أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم - بأبي هو وأمي – للشفاعة حتى يرضى الله سبحانه بعد غضبه وتزول الأهوال والشدائد عن الناس، فأي جود يريده الناس بعد ذلك؟! بل إن رتبة الجود لتنزل عن هذه الرتبة العظيمة.
ثم إن الدنيا والآخرة وجدتا من أجل رسالة الإسلام، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يمثل هذا الإسلام، بل هو الإسلام الفعلي الواقع والدليل عليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر: اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم فلن تعبد في الأرض .
وقد قال الله تعالى: ] والأرض وضعها للأنام[(الرحمن10) والأنام هم الخلق وأفضلهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن باب أولى أنها له صلى الله عليه وآله وسلم وقال تعالى:] هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً{(البقرة 29).
ثم إن الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة، كما جاء في الحديث الشريف، فلا يرضى الله عز وجل أن تكون الدنيا كل ما أعطي لحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم.
ولابد من الإشارة في شرح بيت البوصيري أيضاً:
فإن من جودك الدنيا وضرتها… إلى أن العرب استعملوا المجاز، وهو أسلوب من أساليب العربية المتفق عليه، ومن نفاه فقد نفى عن العربية بعضاً من الفصاحة.
وفي كلام الشاعر البوصيري رحمه الله تعالى في هذا البيت نجد استعماله للقرينة السببية في علاقة المجاز المرسل، فكأنه أراد: إن من جودك هداية الناس في الدنيا، وهذه الهداية موصولة لرب العالمين وهي سبب الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، ومن جودك أيضاً الشفاعة في الآخرة، وهي علاقة مجاز على القرينة السببية وفي القرآن الكريم :] وينزل لكم من السماء رزقاً[(غافر13) أي ما ينزل هو الماء الذي هو سبب الرزق المتنوع الأشكال.( )
قال الشيخ العلامة السلفي محمد ولد حسن الددو (حفظه الله وأيده):
"بالنسبة للمدح التي مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم كذلك قد ألف فيها بعض الكتب المختصة، مثل كتاب المنح في المدح لابن سيد الناس، وذكر فيه مدح الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم فقط، ما مدح به الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ألف بعد ذلك كثير من المدائح النبوية، بعضها دواوين شعر كاملة، مثل ديوان البرعي، كثير من القصائد التي فيه في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، البرعي الإمام، كثير من قصائده في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.
كذلك اشتهرت قصائد البوصيري، وذلك لإجادته للشعر وإتقانه له حتى لم يكن في عصره من هو مثله، ولهذا قال هو في نفسه:
أنا حسان مدحكم فإذا مافي همزيته، أنا حسان مدحكم، قاس نفسه بحسان بن ثابت في المدح، فإذا ما نحت فيكم فإنني الخنساء، قاس نفسه في الرثاء بالخنساء، وقد شرحت قصائده أيضا فزادها ذلك شهرة بين الناس، شرحت البردة وشرحت الهمزية، دليس شرح الهمزية شرحا مطولا.
بالنسبة لهذه الشطحات التي قد تقع، هو له ملتمس فيها، هو أن الضمائر التي قد يظن بعض الناس إذا قرأها وبالأخص من ليس من أهل البلاغة أنها تعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما قصد إعادتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أراد إعادتها على الله تعالى، وتداخل الضمائر في هذا النوع مقبول في اللغة، مثل قول الله تعالى: {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا}، فالضمير في قوله: وتسبحوه بكرة وأصيلا ليس للنبي صلى الله عليه وسلم الذي ترجع عليه الضمائر السابقة وإنما هو لله عز وجل.
وكذلك قصد هو في بعض المواقع من بردته، لكن يفهم بعض الناس ذلك على وجه غلط أنه يقصد به النبي صلى الله عليه وسلم.
نعم هذا يقصد به الله عز وجل:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ..، هذا ثناء على الله عز وجل، لكن هذا يقع في البلاغة كثيرا وهو كثير في الشعر وفي القرآن أيضا نظائر منه كثيرة، نعم هو لا شك صوفي لكن ليس مثل ابن الفارض مثلا، وأيضا هو مبدع جدا في الشعر وفي الوصف وفي الثناء، فهو مع هذا قد يكون بسبب محبته للنبي صلى الله عليه وسلم بعض الكرامات التي ظهرت على يديه، وبعض الأحوال التي تحصل لبعض المحبين من قراءة قصائده" اهـ (العلوم الشرعية - الشريط الثاني)
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
فانظروا (رحمكم الله) إلى من تضلع في علوم اللسان كيف أجاب عن بلاغات الامام البوصيري.
ولا كلام لي أمام هذا الشيخ الرعد ذي التحقيق والفهم والتحصيل والتدقيق.
جمع الله القلوب على محبة رسوله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وألهمنا جميعاً حسن الظن بالمسلمين وألف بين المسلمين الذين أصبحوا تائهين حائرين في هذه الليالي الحالكة وألهم العاملين من أجل هذا الدين، الابتعاد عن أسلوب التكفير والتضليل والتبديع، فإن هذا يزيد الجرح عمقاً، والقلوب بغضاً.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
رد: (إسكات المفتري عن الإمام البوصيري)
اخرج الإمام مسلم عن أبن مسعود
( أنه كان يضرب غلاما فجعل يقول"أعوذ بالله قال:فجعل يضربه فقال:أعوذ برسول الله: فتركه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<والله,لله أقدر عليك منك عليه قال فاعتقه> أخرجه الإمام مسلم ٣\1281 حديث ابن مسعود أعوذ برسول الله منك
المفزع إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عن عمرو ابن العاص قال" كان فزع بالمدينة فأتيت على سالم مولي أبي حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه,فأخذت سيفا فاحتبيت بحمائله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<< يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله-ثم قال- ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان")
أخرجه ابن أبي شيبه ٧\٤٠٠
والطحاوي في شرح معاني الآثار 3\312
وجاء في صحيح البخاري: حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو قتيبة قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه قال سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وقال عمر بن حمزة حدثنا سالم عن أبيه ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب
فتهلل وجه النبى صلى الله عليه وسلم ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله: (يستسقى الغمام بوجهه). ولم يقل هذا من الشرك لانه فقط يستسقي بالله!!!!
الحديث ٩٥٣
أخرجه البخاري (١٠٠٨)
قال الإمام ابن حجر العسقلاني
(استسقاء عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو رضيع : لقد استسقى عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو طفل صغير ، حتى قال ابن حجر : إن أبا طالب يشير بقوله : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال * اليتامى عصمة للأرامل إلى ما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " معه غلام)
فتح الباري : ٢ / ٣٩٨
وجه الاستدلال بالحديث الشريف هو أن ابن عمر رضي الله عنه قد تذكر ذلك البيت وتمثل به جهارا حتى سمعه الجمع فلم ينكره احد فالبيت معناه ثابت ومقبول وغير مردود ولم يعترض النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وأبيض يستسقي الغمام بوجه.
وهذا توسل واضح بذات النبي صلى الله عليه وسلم لان الوجه الشريف جزء من جسد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد فسر الجمهور في القرآن الآية
(ويبقى وجه ربك ذو الجلالة والاكرام)
فسر الوجه بالذات انظر تفسير ابن كثير ج٣ ص ٤٠٣
وقد ذكر الإمام العيني في عمدة القارئ ما نصه
(معني قول أبي طالب هذا في الحقيقه توسل إلي الله عز وجل بنبيه لانه حضر استسقاء عبد المطلب والنبي صلى الله عليه وسلم فيكون استسقاء الناس الغمام في ذلك الوقت ببركه وجهه الكريم وان لم يكن في اللفظ أن احدا ساله) انتهي
عمدة القارئ ج٦ ص ١٠
و(كان ابن المكندر يجلس مع أصحابه، قال: وكان يصيبه الصمات، فكان يقوم كما هو ويضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع، فعُوتب في ذلك فقال: إنّه ليصيبني خطرة، فإذا وجدت ذلك استشفيت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يأتي موضعاً من المسجد في الصحن فيتمرّغ فيه ويضطجع، فقيل له في ذلك، فقال: إنّي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع. يعني في النوم
وفاء الوفاء: 2/444
الإمام ابن المقرئ محمد بن إبراهيم الأصبهاني ( (274 هـ) والاستغاثة بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
.ترجمه الذهبي في سير أعلام النبلاء فقال:
أورد الذهبي في ترجمته ما نصه: (وَرُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَلِيٍّ، قَالَ:كَانَ ابْنُ المُقْرِئِ يَقُوْلُ:
كُنْتُ أَنَا وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ بِالمَدِيْنَةِ، فضَاقَ بِنَا الوَقْتُ، فَوَاصَلْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، فَلَمَّا كَانَ وَقتُ العشَاءِ حضَرتُ القَبْرَ، وَقُلْتُ:يَا رَسُوْلَ اللهِ الجُوْع، فَقَالَ لِي الطَّبَرَانِيُّ:اجلسْ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الرِّزْقُ أَوِ المَوْتُ.
فَقُمْتُ أَنَا وَأَبُو الشَّيْخِ، فحضرَ البَابَ عَلَوِيٌّ، فَفَتَحْنَا لَهُ، فَإِذَا مَعَهُ غُلاَمَانِ بِقفَّتَيْنِ فِيْهِمَا شَيْءٌ كَثِيْرٌ، وَقَالَ: شَكَوْتُمُونِي إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟رَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ، فَأَمَرَنِي بِحَمْلِ شَيْءٍ إِلَيْكُمْ).سير أعلام النبلاء (31/473)
طلب الإمام الحافظ ابن المقرئ الطعام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعرض حاجته عليه، وهذا بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمئات السنين.
ولو كان هذا الأمر منكراً بل شركاً فكيف فعله هذا الإمام، وكيف رضي به الإمام الطبراني، والإمام أبو الشيخ ، ثم كيف رضي الإمام الذهبي أن يورد هذا الشرك في كتابه دون أن يعقب عليه.
قال الإمام المحدث الفقيه ابن عساكر الشافعي في تاريخ دمشق:
(أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاووس، أنبأنا طراد بن محمد، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن الحسين، حدثني أبو المصعب مطرف، حدثني المنكدر بن محمد، أن رجلا من أهل اليمن أودع أباه ثمانين ديناراً وخرج يريد الجهاد، وقال له إن احتجت إليها فأنفقها إلى أن آتي إن شاء الله، قال وخرج الرجل وأصاب أهل المدينة سنةٌ وجهدٌ، قال فأخرجها أبي فنفقها، قال فلم يلبث الرجل أن قدم وطلب ماله، فقال له أبي عد إلي غداً، قال وبات في المسجد متلوذا بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة، وبمنبره مرة، حتى كاد يصيح – يؤذن - فإذا شخص في السواد يقول له: دونكها يا محمد، قال فمد يده فإذا صرة فيها ثمانون ديناراً، قال وغدا عليه الرجل فدفعها إليه).
تاريخ مدينة دمشق (56/61)
الشاهد: رجوع الرجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر الإمام المحدث ابن عساكر لهذه الحادثة دون نكير، ولو كان الرجوع إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته شركاً وكفراً لأنكر ذلك هذا الإمام،
قضاء الحاجة عن طريق مسك بنعل النبي صلي الله عليه وسلم من أقوال الحافظ ابن عساكر والحافظ السخاوي فقد ألَّف الحافظ ابن عساكر رحمه الله جزءً سماه ( تمثال النعال ) ، يعني النعال الشريف ..
واجاب بما في كتاب ابن عساكر الحافظ السخاوي علي سؤال ( سئلت عن ما يكتب لمن يتعسر عليه الولاده )
ذكره الحافظ السخاوي في الاجوبة المرضية ( 1 / 384 الناشر دار الراية ، الطبعة الاولى 1418 ، بتحقيق الدكتور محمد اسحاق محمد ابراهيم ) عند سؤاله عن مسألة (1) ، فنقل من هذا الجزء نقلاً ، فقال : ( وروينا في جزء " تمثال النعال " لابن عساكر ؛ ان مثال النعال الشريف إذا امسكته الحامل بيمينها وقد اشتد عليها الطلق تيسر أمرها بحول الله وقوته ) أهـ ..
فماذا سيقول الوهابيةحافظ ابن عساكر الذي افرد مؤلفاً في النعال الشريف وفيه التوسل والاستغاثة وقضاء الحاجات ؟؟ ، فهل سيتهمونه بالغلو ؟؟ ..
وماذا سيقولون في الحافظ السخاوي الذي نقل منه هذا النقل ليُعَلِّم الناس ماذا يُكتب لمن تعسرت ولادتها و؟؟
( 1 ) وهي قوله في المسألة رقم ( 101 ) : ( سئلت عن ما يكتب لمن يتعسر عليه الولاده )
الإمام الحجة أبو الفرج ابن العلامة أبي حاتم الأنصاري القزويني [ت 501 هـ]
قال الامام الذهبي في تاريخ الإسلام ( وفيات 501 - 510 ) وفيات سنة إحدى وخمسمائة ، في ترجمة " محمد بن محمود بن حسن بن محمد بن يوسف " ، مانصه :
( أبو الفرج ابن العلامة أبي حاتم الأنصاري القزويني من آمل طبرستان فقيه ديِّن صالح صاحب معاملة .
حج سنة سبع وتسعين وأملى بمكة مجلسا . وضاع ابن له قبل وصوله المدينة.
قال بعضهم : فرأيناه في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم يتمرغ في التراب ويتشفع بالنبي صلى الله عليه و سلم في لقي ولده والخلق حوله فبينا هو في تلك الحال إذ دخل ابنه من باب المسجد فاعتنقا زمانا.
رواها السمعاني عن أبي بكر بن أبي العباس ...
المروزي أنه حج تلك السنة ورآه يتمرغ في التراب والخلق مجتمعون عليه وهو يقول : يا رسول الله جئتكم من بلد بعيد زائرا وقد ضاع ابني لا أرجع حتى ترد علي ولدي .وردد هذا القول إذ دخل ابنه فصرخ الحاضرون.
سمع : أباه ومنصور بن إسحاق الحافظ وسهل بن ربيعة وأبا علي الحسيني .
روى عنه : ابن ناصر والسِّلفي وابن الخل وشهدة وآخرون .
توفي بآمل في المحرم سنة إحدى ، وكان أبوه من كبار الفقهاء ) انتهى
إمام حجة صالح من الفقهاء يتمرغ في التراب ويتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم
والإمام الذهبي قد شهد لصاحب الترجمة بالدين والصلاح وأنه صاحب معاملة !؟
وشهد لابوه انه كان من كبار الفقهاء!!!
بل لم يعلق الإمام الذهبي على هذه القصة أبداً !؟
مما يدلنا على عدم إنكاره لها ، بقرينه مدحه وشهادته لصاحب الترجمة
قال الإمام أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي.
في شعب الإيمان بسنده قال: (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو محمد بن زياد، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت أبا إسحاق القرشي، يقول: كان عندنا رجل بالمدينة إذا رأى منكرا لا يمكنه أن يغيره أتى القبر، فقال:
أيا قبر النبي وصاحبيه ... ألا يا غوثنا لو تعلمونا).اهـ
( أنه كان يضرب غلاما فجعل يقول"أعوذ بالله قال:فجعل يضربه فقال:أعوذ برسول الله: فتركه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<والله,لله أقدر عليك منك عليه قال فاعتقه> أخرجه الإمام مسلم ٣\1281 حديث ابن مسعود أعوذ برسول الله منك
المفزع إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عن عمرو ابن العاص قال" كان فزع بالمدينة فأتيت على سالم مولي أبي حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه,فأخذت سيفا فاحتبيت بحمائله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<< يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله-ثم قال- ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان")
أخرجه ابن أبي شيبه ٧\٤٠٠
والطحاوي في شرح معاني الآثار 3\312
وجاء في صحيح البخاري: حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو قتيبة قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه قال سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وقال عمر بن حمزة حدثنا سالم عن أبيه ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب
فتهلل وجه النبى صلى الله عليه وسلم ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله: (يستسقى الغمام بوجهه). ولم يقل هذا من الشرك لانه فقط يستسقي بالله!!!!
الحديث ٩٥٣
أخرجه البخاري (١٠٠٨)
قال الإمام ابن حجر العسقلاني
(استسقاء عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو رضيع : لقد استسقى عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو طفل صغير ، حتى قال ابن حجر : إن أبا طالب يشير بقوله : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال * اليتامى عصمة للأرامل إلى ما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " معه غلام)
فتح الباري : ٢ / ٣٩٨
وجه الاستدلال بالحديث الشريف هو أن ابن عمر رضي الله عنه قد تذكر ذلك البيت وتمثل به جهارا حتى سمعه الجمع فلم ينكره احد فالبيت معناه ثابت ومقبول وغير مردود ولم يعترض النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وأبيض يستسقي الغمام بوجه.
وهذا توسل واضح بذات النبي صلى الله عليه وسلم لان الوجه الشريف جزء من جسد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد فسر الجمهور في القرآن الآية
(ويبقى وجه ربك ذو الجلالة والاكرام)
فسر الوجه بالذات انظر تفسير ابن كثير ج٣ ص ٤٠٣
وقد ذكر الإمام العيني في عمدة القارئ ما نصه
(معني قول أبي طالب هذا في الحقيقه توسل إلي الله عز وجل بنبيه لانه حضر استسقاء عبد المطلب والنبي صلى الله عليه وسلم فيكون استسقاء الناس الغمام في ذلك الوقت ببركه وجهه الكريم وان لم يكن في اللفظ أن احدا ساله) انتهي
عمدة القارئ ج٦ ص ١٠
و(كان ابن المكندر يجلس مع أصحابه، قال: وكان يصيبه الصمات، فكان يقوم كما هو ويضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع، فعُوتب في ذلك فقال: إنّه ليصيبني خطرة، فإذا وجدت ذلك استشفيت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يأتي موضعاً من المسجد في الصحن فيتمرّغ فيه ويضطجع، فقيل له في ذلك، فقال: إنّي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع. يعني في النوم
وفاء الوفاء: 2/444
الإمام ابن المقرئ محمد بن إبراهيم الأصبهاني ( (274 هـ) والاستغاثة بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
.ترجمه الذهبي في سير أعلام النبلاء فقال:
أورد الذهبي في ترجمته ما نصه: (وَرُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَلِيٍّ، قَالَ:كَانَ ابْنُ المُقْرِئِ يَقُوْلُ:
كُنْتُ أَنَا وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ بِالمَدِيْنَةِ، فضَاقَ بِنَا الوَقْتُ، فَوَاصَلْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، فَلَمَّا كَانَ وَقتُ العشَاءِ حضَرتُ القَبْرَ، وَقُلْتُ:يَا رَسُوْلَ اللهِ الجُوْع، فَقَالَ لِي الطَّبَرَانِيُّ:اجلسْ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الرِّزْقُ أَوِ المَوْتُ.
فَقُمْتُ أَنَا وَأَبُو الشَّيْخِ، فحضرَ البَابَ عَلَوِيٌّ، فَفَتَحْنَا لَهُ، فَإِذَا مَعَهُ غُلاَمَانِ بِقفَّتَيْنِ فِيْهِمَا شَيْءٌ كَثِيْرٌ، وَقَالَ: شَكَوْتُمُونِي إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟رَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ، فَأَمَرَنِي بِحَمْلِ شَيْءٍ إِلَيْكُمْ).سير أعلام النبلاء (31/473)
طلب الإمام الحافظ ابن المقرئ الطعام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعرض حاجته عليه، وهذا بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمئات السنين.
ولو كان هذا الأمر منكراً بل شركاً فكيف فعله هذا الإمام، وكيف رضي به الإمام الطبراني، والإمام أبو الشيخ ، ثم كيف رضي الإمام الذهبي أن يورد هذا الشرك في كتابه دون أن يعقب عليه.
قال الإمام المحدث الفقيه ابن عساكر الشافعي في تاريخ دمشق:
(أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاووس، أنبأنا طراد بن محمد، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن الحسين، حدثني أبو المصعب مطرف، حدثني المنكدر بن محمد، أن رجلا من أهل اليمن أودع أباه ثمانين ديناراً وخرج يريد الجهاد، وقال له إن احتجت إليها فأنفقها إلى أن آتي إن شاء الله، قال وخرج الرجل وأصاب أهل المدينة سنةٌ وجهدٌ، قال فأخرجها أبي فنفقها، قال فلم يلبث الرجل أن قدم وطلب ماله، فقال له أبي عد إلي غداً، قال وبات في المسجد متلوذا بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة، وبمنبره مرة، حتى كاد يصيح – يؤذن - فإذا شخص في السواد يقول له: دونكها يا محمد، قال فمد يده فإذا صرة فيها ثمانون ديناراً، قال وغدا عليه الرجل فدفعها إليه).
تاريخ مدينة دمشق (56/61)
الشاهد: رجوع الرجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر الإمام المحدث ابن عساكر لهذه الحادثة دون نكير، ولو كان الرجوع إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته شركاً وكفراً لأنكر ذلك هذا الإمام،
قضاء الحاجة عن طريق مسك بنعل النبي صلي الله عليه وسلم من أقوال الحافظ ابن عساكر والحافظ السخاوي فقد ألَّف الحافظ ابن عساكر رحمه الله جزءً سماه ( تمثال النعال ) ، يعني النعال الشريف ..
واجاب بما في كتاب ابن عساكر الحافظ السخاوي علي سؤال ( سئلت عن ما يكتب لمن يتعسر عليه الولاده )
ذكره الحافظ السخاوي في الاجوبة المرضية ( 1 / 384 الناشر دار الراية ، الطبعة الاولى 1418 ، بتحقيق الدكتور محمد اسحاق محمد ابراهيم ) عند سؤاله عن مسألة (1) ، فنقل من هذا الجزء نقلاً ، فقال : ( وروينا في جزء " تمثال النعال " لابن عساكر ؛ ان مثال النعال الشريف إذا امسكته الحامل بيمينها وقد اشتد عليها الطلق تيسر أمرها بحول الله وقوته ) أهـ ..
فماذا سيقول الوهابيةحافظ ابن عساكر الذي افرد مؤلفاً في النعال الشريف وفيه التوسل والاستغاثة وقضاء الحاجات ؟؟ ، فهل سيتهمونه بالغلو ؟؟ ..
وماذا سيقولون في الحافظ السخاوي الذي نقل منه هذا النقل ليُعَلِّم الناس ماذا يُكتب لمن تعسرت ولادتها و؟؟
( 1 ) وهي قوله في المسألة رقم ( 101 ) : ( سئلت عن ما يكتب لمن يتعسر عليه الولاده )
الإمام الحجة أبو الفرج ابن العلامة أبي حاتم الأنصاري القزويني [ت 501 هـ]
قال الامام الذهبي في تاريخ الإسلام ( وفيات 501 - 510 ) وفيات سنة إحدى وخمسمائة ، في ترجمة " محمد بن محمود بن حسن بن محمد بن يوسف " ، مانصه :
( أبو الفرج ابن العلامة أبي حاتم الأنصاري القزويني من آمل طبرستان فقيه ديِّن صالح صاحب معاملة .
حج سنة سبع وتسعين وأملى بمكة مجلسا . وضاع ابن له قبل وصوله المدينة.
قال بعضهم : فرأيناه في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم يتمرغ في التراب ويتشفع بالنبي صلى الله عليه و سلم في لقي ولده والخلق حوله فبينا هو في تلك الحال إذ دخل ابنه من باب المسجد فاعتنقا زمانا.
رواها السمعاني عن أبي بكر بن أبي العباس ...
المروزي أنه حج تلك السنة ورآه يتمرغ في التراب والخلق مجتمعون عليه وهو يقول : يا رسول الله جئتكم من بلد بعيد زائرا وقد ضاع ابني لا أرجع حتى ترد علي ولدي .وردد هذا القول إذ دخل ابنه فصرخ الحاضرون.
سمع : أباه ومنصور بن إسحاق الحافظ وسهل بن ربيعة وأبا علي الحسيني .
روى عنه : ابن ناصر والسِّلفي وابن الخل وشهدة وآخرون .
توفي بآمل في المحرم سنة إحدى ، وكان أبوه من كبار الفقهاء ) انتهى
إمام حجة صالح من الفقهاء يتمرغ في التراب ويتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم
والإمام الذهبي قد شهد لصاحب الترجمة بالدين والصلاح وأنه صاحب معاملة !؟
وشهد لابوه انه كان من كبار الفقهاء!!!
بل لم يعلق الإمام الذهبي على هذه القصة أبداً !؟
مما يدلنا على عدم إنكاره لها ، بقرينه مدحه وشهادته لصاحب الترجمة
قال الإمام أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي.
في شعب الإيمان بسنده قال: (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو محمد بن زياد، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت أبا إسحاق القرشي، يقول: كان عندنا رجل بالمدينة إذا رأى منكرا لا يمكنه أن يغيره أتى القبر، فقال:
أيا قبر النبي وصاحبيه ... ألا يا غوثنا لو تعلمونا).اهـ
رد: (إسكات المفتري عن الإمام البوصيري)
قال الله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَسُول إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)
النساء ٦٤
والآية صريحة في طلب ذهاب المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستغفار الله عند ذاته الشريفة وأن ذلك أرجي في قبول استغفارهم فهذه الآية عامة تشمل حالة الحياة وحالة الوفاة وغير مخصصه ولا يوجد التخصيص عقلا أو نقلا لان الأنبياء في قبورهم أحياء والنبي صلى الله عليه وسلم يرد علينا السلام وتعرض عليه أعمالنا كما سنوضح بعد قليل
قال البعض إن إذ تستخدم للماضي في لغة العرب وإذا فنقول ليست قاعدة على اطلاقها
للماضي لأنها تستخدم في المستقبل أيضا وهذا ما نص عليه اللغويون وسنبين الآتي.
قال الأزهري في تهذيب اللغة (١٥/٤٧) ما نصّه :
(العرب تضع " إذ " للمستقبل و " إذا " للماضي ، قال الله عزّ وجل { ولو ترى إذ فزعوا ) انتهى
ومن استعمال إذ للمستقبل قوله تعالى ( ولو ترى إذ وقفوا على النار)
وقوله تعالى (ولو ترى إذ وقفوا على ربهم )
وقوله تعالى (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت)
وقوله تعالى (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم )
ولها معان أخرى ذكرها ابن هشام في مغني اللبيب ( ١ / ٨٠ _ ٨٣ )
أقوال الائمة في هذه الآية
الأمة تلقت قصة الأعرابي بالقبول ونصوا عليه واتسحسنوا ما بها وعملوا بها وهذا تصحيح لها لان الآثر تقوي بعمل الائمة بالحديث وتلقي الأمة له بالقبول غيرهم الكثير ممن يتعذر حصرهم من جل علماء الامة الاسلامية
فماذا يبقي للمنكرون هل يكفرون جل علماء الامة الذين نقلوا وروا هذه القصه؟؟
كما ان الأبيات التي انشدها العتبي
يا خير من دفنت بالقاع اعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
مكتوبة على الواجهة النبوية الشريفة في العمود الذي بين شباك الحجرة النبوية يراها القاصي والداني منذ مئات السنين..
ولم يعترض احد
واعلم أخي أن من ذكر هذه القصة في تفسير الآية القرآنية ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) وذكر التوسل والاستشفاع بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مستدلاً بهذه الاية هم جل علماء ألامه وذكرها الكثيرون في مناقب خير البشر صلى الله عليه وسلم وبعض كتبهم الأخرى ومنهم على سبيل المثال لا الحصر
1- يقول الشيخ أبو الفرج بن قدامة إمام الحنابلة صاحب الشرح الكبير وهو
الشيخ شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن قدامة الحنبلي :
[ مسألة ] : فإذا فرغ من الحج استحب زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبر صاحبيه رضي الله عنهما.
ثم ذكر الشيخ ابن قدامة صيغة تقال عند السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها أن يقول : (اللهم إنك قلت وقولك الحق : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } وقد أتيتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعاً بك إلى ربي فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته ، اللهم اجعله أول الشافعين ثم قال : ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تقبيله ، قال أحمد رحمه الله : ما أعرف هذا ، قال الأثرم : رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، يقومون من ناحية فيسلمون ، قال أبو عبد الله : وهكذا كان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل ، قال : أما المنبر فقد جاء فيه ما رواه إبراهيم ابن عبد الله بن عبد القارئ إنه نظر إلى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبي - صلى الله عليه وسلم - من المنبر ثم يضعها على وجهه . اهـ . (الشرح الكبير ج3 ص495)
2- وفي مراقي الفلاح
اللهم انك قلت وقولك الحق: (ولو انهم اذ ظلموا انفسهم
جاؤوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول لوجدوا اللّه توابا رحيما) وقد جئناك
سامعين قولك، طائعين امرك، مستشفعين بنبيك، ربنا اغفر لنا
ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين
آمنوا، ربنا انك رؤوفرحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي
الاخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما
يصفون،وسلام على المرسلين، والحمد للّه رب العالمين.
ويدعو بما يحضره من الدعاء.
الشرنبلالي الحنفي في مراقي الفلاح ص152
3- قال الزرقاني في شرح المواهب :
(ونحو هذا في منسك العلا مة خليل، وزاد: وليتوسل به صلى الله عليه وسلم ،ويسال اللّه تعالى بجاهه في التوسل به، اذ هو محط جبال الاوزار واثقال الذنوب، لان بركة شفاعته وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب،ومن اعتقد خلاف ذلك فهو المحروم الذي طمس اللّه بصيرته،اضل سريرته، الم يسمع قوله تعالى: (ولو انهماذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا اللّه) الاية )
شرح المواهب (8/317)
4- القرطبي في تفسيره (٥/٢٦٥،٢٦٦)
" روى أبو صادق عن على قال : قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثا على رأسه من ترابه فقال : قلت يا رسول الله فسمعنا قولك ووعيت عن الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم } الآية وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر أنه قد غفر لك " آه
5- والثعــالــبي (١/٣٨٦)
" وعن العتبى قال كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله تعالى يقول ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئتك مستعفيا من ذنوبي مستغفرا إلى ربي ثم أنشأ يقول
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
قال ثم انصرف فحملتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله تعالى قد غفر له انتهى من حلية النووي وسنن الصالحين للباجي وفيه مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي "آه
6- وابن كثير (١/٥٢٠-٥٢١)
" وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم
جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " آه
7- والنسفي (١/٢٣٠،٢٣١)
" وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو إنهم إذ
ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
( يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
( نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم )
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " آه
8- الإمام النووي أيضا في المجموع (8 / 274) مبينا ما يستحب أن يقوله من يزور النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا وقف أمام القبر الشريف مخاطبا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ما نصه :
ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا - يعني سائر الشافعية - عن العتبي مستحسنين له قال : (كنت جالسا عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله يقول : (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله وأستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي . . . . .) اه كلام النووي
9- والسيوطي في الدر المنثور (١/٥٧٠-٢٣)
" وأخرج البيهقي عن أبي حرب الهلالي قال : حج أعرابي إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ووقف بحذاء وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا مستشفعا بك على ربك لأنه قال في محكم تنزيله ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما
10- قال العدوي الحمزاوي في كنز المطالب ( ص ٢١٦ ) :
ومن أحسن ما يقول بعد تجديد التوبة في ذلك الموقف الشريف، وتلاوة ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول ) الآية: نحن وفدك يا رسول اللّه وزوارك، جئناك لقضاء حقك وللتبرك بزيارتك والاستشفاع بك مما أثقل ظهورنا وأظلم قلوب
11- الإمام النووي كتاب الإيضاح الباب السادس ص ٤٩٨
12- وابن كثير في البداية والنهاية (١٢/١٥٠-١٥١)
13- الكمال بن الهمام في فتح القدير (٣/١٧٩-١٨٠-١٨١)
14- والشرنبلالي في نور الإيضاح (١/١٥٥)
15- وعبد القادر الجيلاني (٥٦١ هـ) في كتاب الغنية
16- وابن الجوزي في المنتظم (من ٢٥٧ هـ) (٩/٩٣)
17- وابن قدامة المقدسي في المغني (٣/٢٩٧-٢٩٩)
18- وابو عبد الله محمد بن عبد الله السمري في المستوعب
19- وابن مفلح في المبدع (٣/٢٥٩)
20- والبهوتي في كشف القناع (٢/٥١٦)
21- شيخ الشافعية في زمنه أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل
22- والبيهقي في شعب الإيمان (٣/٤٩٥)
23- ونقله عن القاضي الماوردي والقاضي أبو الطيب-
24- والسبكي في شفاء السقام
25- وابن الملقن في غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم (١٨٣)
26- وابن حجر الهيتمي في الجوهر المنظم
27- والحصني في دفع شبه (ص ١٥)
28- والجاوي في نهاية الزين (١/٢٢٠-٢٢١)
29- القاضي عياض في الشفاء
30- والشهاب القرافي في الذخيرة (٣/٣٧٥-٣٧٦)
31-ابن الأثير في الكامل (٨/٥٠٦)
32- وابن خلكان في وفيات الأعيان (٥/١٣٦)
33- أبو محمد ابن قدامة في المغني ج٣ ص ٥٥٦
وغيرهم الكثير
فقد قال الشوكاني:-
(ووجه الاستدلال بها أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره بعد موته كما في حديث : الأنبياء أحياء في قبورهم , وقد صححه البيهقي وألف في ذلك جزءا ) اه نيل الأوطار ٣/١٠٥
وفي معجم الطبراني ٩/٢٢٠ : ( عن عبد الله بن مسعود قال: إن في النساء لخمس آيات ما يسرني بهن الدنيا وما فيها , وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها وذكر منها : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما }) اه قال الهيثمي ٧/٧١ : (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) اه ففرح ابن مسعود بهذه الآية ظاهر في أنه عامة
منها قوله تعالى : ( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ... ) الآية
قال الشوكاني : ( والهجرة إليه صلى الله عليه وسلم في حياته الوصول إلى حضرته وكذلك الوصول بعد موته ) اه نيل الأوطار ٣/١٠٥
النساء ٦٤
والآية صريحة في طلب ذهاب المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستغفار الله عند ذاته الشريفة وأن ذلك أرجي في قبول استغفارهم فهذه الآية عامة تشمل حالة الحياة وحالة الوفاة وغير مخصصه ولا يوجد التخصيص عقلا أو نقلا لان الأنبياء في قبورهم أحياء والنبي صلى الله عليه وسلم يرد علينا السلام وتعرض عليه أعمالنا كما سنوضح بعد قليل
قال البعض إن إذ تستخدم للماضي في لغة العرب وإذا فنقول ليست قاعدة على اطلاقها
للماضي لأنها تستخدم في المستقبل أيضا وهذا ما نص عليه اللغويون وسنبين الآتي.
قال الأزهري في تهذيب اللغة (١٥/٤٧) ما نصّه :
(العرب تضع " إذ " للمستقبل و " إذا " للماضي ، قال الله عزّ وجل { ولو ترى إذ فزعوا ) انتهى
ومن استعمال إذ للمستقبل قوله تعالى ( ولو ترى إذ وقفوا على النار)
وقوله تعالى (ولو ترى إذ وقفوا على ربهم )
وقوله تعالى (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت)
وقوله تعالى (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم )
ولها معان أخرى ذكرها ابن هشام في مغني اللبيب ( ١ / ٨٠ _ ٨٣ )
أقوال الائمة في هذه الآية
الأمة تلقت قصة الأعرابي بالقبول ونصوا عليه واتسحسنوا ما بها وعملوا بها وهذا تصحيح لها لان الآثر تقوي بعمل الائمة بالحديث وتلقي الأمة له بالقبول غيرهم الكثير ممن يتعذر حصرهم من جل علماء الامة الاسلامية
فماذا يبقي للمنكرون هل يكفرون جل علماء الامة الذين نقلوا وروا هذه القصه؟؟
كما ان الأبيات التي انشدها العتبي
يا خير من دفنت بالقاع اعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
مكتوبة على الواجهة النبوية الشريفة في العمود الذي بين شباك الحجرة النبوية يراها القاصي والداني منذ مئات السنين..
ولم يعترض احد
واعلم أخي أن من ذكر هذه القصة في تفسير الآية القرآنية ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) وذكر التوسل والاستشفاع بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مستدلاً بهذه الاية هم جل علماء ألامه وذكرها الكثيرون في مناقب خير البشر صلى الله عليه وسلم وبعض كتبهم الأخرى ومنهم على سبيل المثال لا الحصر
1- يقول الشيخ أبو الفرج بن قدامة إمام الحنابلة صاحب الشرح الكبير وهو
الشيخ شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن قدامة الحنبلي :
[ مسألة ] : فإذا فرغ من الحج استحب زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبر صاحبيه رضي الله عنهما.
ثم ذكر الشيخ ابن قدامة صيغة تقال عند السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها أن يقول : (اللهم إنك قلت وقولك الحق : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } وقد أتيتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعاً بك إلى ربي فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته ، اللهم اجعله أول الشافعين ثم قال : ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تقبيله ، قال أحمد رحمه الله : ما أعرف هذا ، قال الأثرم : رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، يقومون من ناحية فيسلمون ، قال أبو عبد الله : وهكذا كان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل ، قال : أما المنبر فقد جاء فيه ما رواه إبراهيم ابن عبد الله بن عبد القارئ إنه نظر إلى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبي - صلى الله عليه وسلم - من المنبر ثم يضعها على وجهه . اهـ . (الشرح الكبير ج3 ص495)
2- وفي مراقي الفلاح
اللهم انك قلت وقولك الحق: (ولو انهم اذ ظلموا انفسهم
جاؤوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول لوجدوا اللّه توابا رحيما) وقد جئناك
سامعين قولك، طائعين امرك، مستشفعين بنبيك، ربنا اغفر لنا
ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين
آمنوا، ربنا انك رؤوفرحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي
الاخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما
يصفون،وسلام على المرسلين، والحمد للّه رب العالمين.
ويدعو بما يحضره من الدعاء.
الشرنبلالي الحنفي في مراقي الفلاح ص152
3- قال الزرقاني في شرح المواهب :
(ونحو هذا في منسك العلا مة خليل، وزاد: وليتوسل به صلى الله عليه وسلم ،ويسال اللّه تعالى بجاهه في التوسل به، اذ هو محط جبال الاوزار واثقال الذنوب، لان بركة شفاعته وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب،ومن اعتقد خلاف ذلك فهو المحروم الذي طمس اللّه بصيرته،اضل سريرته، الم يسمع قوله تعالى: (ولو انهماذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا اللّه) الاية )
شرح المواهب (8/317)
4- القرطبي في تفسيره (٥/٢٦٥،٢٦٦)
" روى أبو صادق عن على قال : قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثا على رأسه من ترابه فقال : قلت يا رسول الله فسمعنا قولك ووعيت عن الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم } الآية وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر أنه قد غفر لك " آه
5- والثعــالــبي (١/٣٨٦)
" وعن العتبى قال كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله تعالى يقول ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئتك مستعفيا من ذنوبي مستغفرا إلى ربي ثم أنشأ يقول
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
قال ثم انصرف فحملتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله تعالى قد غفر له انتهى من حلية النووي وسنن الصالحين للباجي وفيه مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي "آه
6- وابن كثير (١/٥٢٠-٥٢١)
" وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم
جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " آه
7- والنسفي (١/٢٣٠،٢٣١)
" وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو إنهم إذ
ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
( يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
( نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم )
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " آه
8- الإمام النووي أيضا في المجموع (8 / 274) مبينا ما يستحب أن يقوله من يزور النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا وقف أمام القبر الشريف مخاطبا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ما نصه :
ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا - يعني سائر الشافعية - عن العتبي مستحسنين له قال : (كنت جالسا عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله يقول : (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله وأستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي . . . . .) اه كلام النووي
9- والسيوطي في الدر المنثور (١/٥٧٠-٢٣)
" وأخرج البيهقي عن أبي حرب الهلالي قال : حج أعرابي إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ووقف بحذاء وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا مستشفعا بك على ربك لأنه قال في محكم تنزيله ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما
10- قال العدوي الحمزاوي في كنز المطالب ( ص ٢١٦ ) :
ومن أحسن ما يقول بعد تجديد التوبة في ذلك الموقف الشريف، وتلاوة ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول ) الآية: نحن وفدك يا رسول اللّه وزوارك، جئناك لقضاء حقك وللتبرك بزيارتك والاستشفاع بك مما أثقل ظهورنا وأظلم قلوب
11- الإمام النووي كتاب الإيضاح الباب السادس ص ٤٩٨
12- وابن كثير في البداية والنهاية (١٢/١٥٠-١٥١)
13- الكمال بن الهمام في فتح القدير (٣/١٧٩-١٨٠-١٨١)
14- والشرنبلالي في نور الإيضاح (١/١٥٥)
15- وعبد القادر الجيلاني (٥٦١ هـ) في كتاب الغنية
16- وابن الجوزي في المنتظم (من ٢٥٧ هـ) (٩/٩٣)
17- وابن قدامة المقدسي في المغني (٣/٢٩٧-٢٩٩)
18- وابو عبد الله محمد بن عبد الله السمري في المستوعب
19- وابن مفلح في المبدع (٣/٢٥٩)
20- والبهوتي في كشف القناع (٢/٥١٦)
21- شيخ الشافعية في زمنه أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل
22- والبيهقي في شعب الإيمان (٣/٤٩٥)
23- ونقله عن القاضي الماوردي والقاضي أبو الطيب-
24- والسبكي في شفاء السقام
25- وابن الملقن في غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم (١٨٣)
26- وابن حجر الهيتمي في الجوهر المنظم
27- والحصني في دفع شبه (ص ١٥)
28- والجاوي في نهاية الزين (١/٢٢٠-٢٢١)
29- القاضي عياض في الشفاء
30- والشهاب القرافي في الذخيرة (٣/٣٧٥-٣٧٦)
31-ابن الأثير في الكامل (٨/٥٠٦)
32- وابن خلكان في وفيات الأعيان (٥/١٣٦)
33- أبو محمد ابن قدامة في المغني ج٣ ص ٥٥٦
وغيرهم الكثير
فقد قال الشوكاني:-
(ووجه الاستدلال بها أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره بعد موته كما في حديث : الأنبياء أحياء في قبورهم , وقد صححه البيهقي وألف في ذلك جزءا ) اه نيل الأوطار ٣/١٠٥
وفي معجم الطبراني ٩/٢٢٠ : ( عن عبد الله بن مسعود قال: إن في النساء لخمس آيات ما يسرني بهن الدنيا وما فيها , وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها وذكر منها : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما }) اه قال الهيثمي ٧/٧١ : (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) اه ففرح ابن مسعود بهذه الآية ظاهر في أنه عامة
منها قوله تعالى : ( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ... ) الآية
قال الشوكاني : ( والهجرة إليه صلى الله عليه وسلم في حياته الوصول إلى حضرته وكذلك الوصول بعد موته ) اه نيل الأوطار ٣/١٠٥
رد: (إسكات المفتري عن الإمام البوصيري)
عن عثمان بن عبد الله بن موهب -رضي الله عنه- قال:
(أرسلني أهلي إلى أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم- بقدح من ماء... فيه شعر من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مِخضبه).
أوردناه ملخصا من صحيح البخاري ، كتاب اللباس ، باب ما يذكر في الشيب ، ج ٤ / ٢٧
فهذا توسل واستشفاع ببركه شعر النبي صلى الله عليه وسلم للشفاء وقد فرج كربة بعد انتقاله وكان سبباً في الشفاء بابي وامي هو صلى الله عليه وسلم
وهو تعظيم لذات النبي فالتبرك بها هي توسل بجلب البركه من الصادر من ذات النبي صلى الله عليه وسلم
فهل يقال ان شعر النبي الشريف صلى الله عليه وسلم كان تدعوا او تشفع..؟؟
أخرج مسلم في الصحيح عن مولى أسماء بنت أبي بكر قال:
{ أخرجت إلينا جبةً طيالسةً كسروانيةً لها لَبِنَة ديباج وفرجاها مكفوفان, وقالت: هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت عند عائشة, فلما قُبِضَت قبضتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى نستشفي بها}. وفي رواية:{ نغسلها للمريض منا}
٣/١٦٤١) رقم(٢٠٦٩) كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال آنية الذهب والفضة علي الرجل.
فهاذ ما كان إلا توسلا ببركة جبته صلى الله عليه وسلم واستشفاع بها لدفع المرض عن المسلمين لأنها لامست أشرف الذوات سيد الخلق سينا محمد صلى الله عليه وسلم..
فهذا تفريج واضح ولا نعلم لماذا الانكار؟؟
حديث مالك الدار
عن مالك الدار قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ،فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال (ائت عمر فاقرئه مني السلام أخبرهم أنهم مسقون ،وقل له :عليك بالكيس الكيس )،فأتى الرجل فأخبر عمر ،فقال: يا رب ! ما آلو إلا ما عجزت عنه
وهو حديث صحيح صححه الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث قال ما نصه( وروي ابن ابي شيبه بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار قال:
: أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ،فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال (ائت عمر فاقرئه مني السلام أخبرهم أنهم مسقون ،وقل له :عليك بالكيس الكيس )،فأتى الرجل فأخبر عمر ،فقال: يارب ! ما آلو إلا ما عجزت عنه
وقد روي سيف أن الذي راى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني احد الصحابة.
رواه الإمام البخاري في تاريخه بلفظ قريب (٧/٣٠٤
وهذا الحديث اخرجه ابن ابي شيبه في مصتفه ج٦ ص ٣٥٦ ,
وابن عبد البر في الاستيعاب ج ٣ ص ١١٤٩
, فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج٢ ص ٤٩٥ و ٤٩٦
وذكرها ابن كثير في البدايه والنهايه وقال اسناد صحيح ج٧ ص ٩٠
وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره وفي التفسير (١/٩١) وقال إسناده صحيح
والبيهقي في دلائل النبوة (٧/٤٧)
وأقر ابن تيمية بثبوته في اقتضاء الصراط المستقيم (ص٣٧٣)،
والحافظ أبو يعلى الخليلي في الإرشاد ص (٦٣)
والحديث صحيح صححه أكابر العلماء
والحديث فيه الجواز بالطلب من الرسول صلي الله عليه وسلم والتوسل به في الاستسقاء بعد انتقاله الشريف صلى الله عليه وسلم..
والذهاب إلي قبره ايضا وطلب الاستسقاء والتوسل به صلى الله عليه وسلم.
ومالك هو خازن عمر ولا يتخذ عمر خازن الا اذا كان أمينا صادقا!!
ولنعلم أن وقع ذلك على علمٍ من سيدنا عمر بل ويبكي تأثراً وينسب إلى نفسه التقصير ، وهو من علم عنه من محاربة الشرك وأهله بل ما دون ذلك من مكروهات الدين فكيف لو كان هذا الفعل _ أعني التوسل _ شركاً مخرجاً من الملَّة ؟! إلا أن يكون سيدنا عمر رضي الله عنه _ جاهلاً بالتوحيد وما يذاد به عن حوضه وحماه !! وحاشاه.
(أرسلني أهلي إلى أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم- بقدح من ماء... فيه شعر من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مِخضبه).
أوردناه ملخصا من صحيح البخاري ، كتاب اللباس ، باب ما يذكر في الشيب ، ج ٤ / ٢٧
فهذا توسل واستشفاع ببركه شعر النبي صلى الله عليه وسلم للشفاء وقد فرج كربة بعد انتقاله وكان سبباً في الشفاء بابي وامي هو صلى الله عليه وسلم
وهو تعظيم لذات النبي فالتبرك بها هي توسل بجلب البركه من الصادر من ذات النبي صلى الله عليه وسلم
فهل يقال ان شعر النبي الشريف صلى الله عليه وسلم كان تدعوا او تشفع..؟؟
أخرج مسلم في الصحيح عن مولى أسماء بنت أبي بكر قال:
{ أخرجت إلينا جبةً طيالسةً كسروانيةً لها لَبِنَة ديباج وفرجاها مكفوفان, وقالت: هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت عند عائشة, فلما قُبِضَت قبضتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى نستشفي بها}. وفي رواية:{ نغسلها للمريض منا}
٣/١٦٤١) رقم(٢٠٦٩) كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال آنية الذهب والفضة علي الرجل.
فهاذ ما كان إلا توسلا ببركة جبته صلى الله عليه وسلم واستشفاع بها لدفع المرض عن المسلمين لأنها لامست أشرف الذوات سيد الخلق سينا محمد صلى الله عليه وسلم..
فهذا تفريج واضح ولا نعلم لماذا الانكار؟؟
حديث مالك الدار
عن مالك الدار قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ،فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال (ائت عمر فاقرئه مني السلام أخبرهم أنهم مسقون ،وقل له :عليك بالكيس الكيس )،فأتى الرجل فأخبر عمر ،فقال: يا رب ! ما آلو إلا ما عجزت عنه
وهو حديث صحيح صححه الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث قال ما نصه( وروي ابن ابي شيبه بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار قال:
: أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ،فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال (ائت عمر فاقرئه مني السلام أخبرهم أنهم مسقون ،وقل له :عليك بالكيس الكيس )،فأتى الرجل فأخبر عمر ،فقال: يارب ! ما آلو إلا ما عجزت عنه
وقد روي سيف أن الذي راى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني احد الصحابة.
رواه الإمام البخاري في تاريخه بلفظ قريب (٧/٣٠٤
وهذا الحديث اخرجه ابن ابي شيبه في مصتفه ج٦ ص ٣٥٦ ,
وابن عبد البر في الاستيعاب ج ٣ ص ١١٤٩
, فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج٢ ص ٤٩٥ و ٤٩٦
وذكرها ابن كثير في البدايه والنهايه وقال اسناد صحيح ج٧ ص ٩٠
وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره وفي التفسير (١/٩١) وقال إسناده صحيح
والبيهقي في دلائل النبوة (٧/٤٧)
وأقر ابن تيمية بثبوته في اقتضاء الصراط المستقيم (ص٣٧٣)،
والحافظ أبو يعلى الخليلي في الإرشاد ص (٦٣)
والحديث صحيح صححه أكابر العلماء
والحديث فيه الجواز بالطلب من الرسول صلي الله عليه وسلم والتوسل به في الاستسقاء بعد انتقاله الشريف صلى الله عليه وسلم..
والذهاب إلي قبره ايضا وطلب الاستسقاء والتوسل به صلى الله عليه وسلم.
ومالك هو خازن عمر ولا يتخذ عمر خازن الا اذا كان أمينا صادقا!!
ولنعلم أن وقع ذلك على علمٍ من سيدنا عمر بل ويبكي تأثراً وينسب إلى نفسه التقصير ، وهو من علم عنه من محاربة الشرك وأهله بل ما دون ذلك من مكروهات الدين فكيف لو كان هذا الفعل _ أعني التوسل _ شركاً مخرجاً من الملَّة ؟! إلا أن يكون سيدنا عمر رضي الله عنه _ جاهلاً بالتوحيد وما يذاد به عن حوضه وحماه !! وحاشاه.
رد: (إسكات المفتري عن الإمام البوصيري)
ولله در الحافظ ابن حجر الهيتمي إذ يقول
تواترت الأدلة والنقول فما يحصى المصنف مايقول
بأن المصطفى حي طري هلال ليس يطرقه أفول
وأن الجسم منه بقاع لحد كورد لايدنسه الذبول
وأن الهاشمي بكل وصف جميل لا يغيره الحلول
وأن الدود لا يأتي إليه كذا الآفات ليس لها وصول
ولم تأكل الغبراء لحما ولا عظماَ وأثبت ما أقول
وتأتيه الملائك كل وقت تحييه وتسمع مايقول
وتأتيه بأرزاق حسان وبر حيث يأمرها الجليل
وصوم ثم حج كل عام يجوز عليه بل لا يستحيل
ويطهر للصلاة بماء غيب ويقضيها بذا ورد الدليل
يصلى في الضريح صلاة خمس دواماَ لا يمل ولا يميل
كذا الأعمال تعرض كل يوم عليه كي يسر بها الرسول
فإن كانت صلاة قام يدعو إلى المولى ليقبل ما يقول
وإلا غير ذلك فهو يدعو ليغفرها وقد صفح الجليل
وبقعته التي ضمت حقاَ رياض من جنان تستطيل
كذا اللحد الذي ضم الطوايا تشرف حين حل به النزيل
وأفضل من سموات وأرض وأملاك بأفلاك تجول
ومن عرش ومن جنات عدن وفردوس بها خير جزيل
وفى القبر الشريف تراه حيا إلى كل البقاع له وصول
وكل الأنبياء كذاك حقاَ بأجداث لهم ظل ظليل
ولم تعلم مقابرهم بأرض يقيناَ غير ما سكن الرسول
وفي حبرون أيضا ثم غارً به رسل كرام والخليل
ولولا أنه حي حري بإدراك كما نقل الفحول
لما سعت الشموس إليه حقاَ تسلم حين تطلع أو تزول
وما كان الحجيج إليه يسعى ويرجو أن يكون له قبول
كذاك النوق فى البوادي ينادي لها الحادي وطاب لها المقيل
تمد رقابها شوقا إليه وأدمعها كسيل إذ يسيل
ويلقاهم اذا وفدوا عليه وينظرهم إذا ازدحم القفول
ويسمعهم إذا صلوا عليه بأذنيه فقصر ياملول
ومن لم يعتقد هذا بطه يقيناَ فهو زنديق جهول
عبيد هيثمي مستجير بمن حطت بساحته الحمول
عليه الله صلي كل وقت مدي الأيام ماشدت حمول
وال والصحابة ماتدانى من الأقطار سيل إذ يسيل) انتهى
وهذا ما وفقنى الله إلى جمعه وكتابته وهناك الكثير والكثير من الأدلة ولكننا مع التطويل ايضاً قد اختصرنا ولكن كان لابد الرد على الشبهات من جميع الجوانب لان المعترض لا يعرف الاختصار بل يأتي بكل ما هو خارج الموضوع ولذلك وضحنا للقارئ قبل طالب العلم وخاصة في تضعيف الأحاديث لان ما يهمنا هنا هو القارئ العزيز الذي يخدع ببعض الأقوال والفتاوي فكان لابد من التوضيح ويعلم الله أننا مع هذا التطويل اختصرنا الكثير والكثير. اهـ من موقع: التصوف
تنبيه : يوجد بعض الاخطاء اللغوية في المنقول، فليتفطن لها القارئ، لأنه ليس عندي وقت لإصلاحها، والله الموفق
تواترت الأدلة والنقول فما يحصى المصنف مايقول
بأن المصطفى حي طري هلال ليس يطرقه أفول
وأن الجسم منه بقاع لحد كورد لايدنسه الذبول
وأن الهاشمي بكل وصف جميل لا يغيره الحلول
وأن الدود لا يأتي إليه كذا الآفات ليس لها وصول
ولم تأكل الغبراء لحما ولا عظماَ وأثبت ما أقول
وتأتيه الملائك كل وقت تحييه وتسمع مايقول
وتأتيه بأرزاق حسان وبر حيث يأمرها الجليل
وصوم ثم حج كل عام يجوز عليه بل لا يستحيل
ويطهر للصلاة بماء غيب ويقضيها بذا ورد الدليل
يصلى في الضريح صلاة خمس دواماَ لا يمل ولا يميل
كذا الأعمال تعرض كل يوم عليه كي يسر بها الرسول
فإن كانت صلاة قام يدعو إلى المولى ليقبل ما يقول
وإلا غير ذلك فهو يدعو ليغفرها وقد صفح الجليل
وبقعته التي ضمت حقاَ رياض من جنان تستطيل
كذا اللحد الذي ضم الطوايا تشرف حين حل به النزيل
وأفضل من سموات وأرض وأملاك بأفلاك تجول
ومن عرش ومن جنات عدن وفردوس بها خير جزيل
وفى القبر الشريف تراه حيا إلى كل البقاع له وصول
وكل الأنبياء كذاك حقاَ بأجداث لهم ظل ظليل
ولم تعلم مقابرهم بأرض يقيناَ غير ما سكن الرسول
وفي حبرون أيضا ثم غارً به رسل كرام والخليل
ولولا أنه حي حري بإدراك كما نقل الفحول
لما سعت الشموس إليه حقاَ تسلم حين تطلع أو تزول
وما كان الحجيج إليه يسعى ويرجو أن يكون له قبول
كذاك النوق فى البوادي ينادي لها الحادي وطاب لها المقيل
تمد رقابها شوقا إليه وأدمعها كسيل إذ يسيل
ويلقاهم اذا وفدوا عليه وينظرهم إذا ازدحم القفول
ويسمعهم إذا صلوا عليه بأذنيه فقصر ياملول
ومن لم يعتقد هذا بطه يقيناَ فهو زنديق جهول
عبيد هيثمي مستجير بمن حطت بساحته الحمول
عليه الله صلي كل وقت مدي الأيام ماشدت حمول
وال والصحابة ماتدانى من الأقطار سيل إذ يسيل) انتهى
وهذا ما وفقنى الله إلى جمعه وكتابته وهناك الكثير والكثير من الأدلة ولكننا مع التطويل ايضاً قد اختصرنا ولكن كان لابد الرد على الشبهات من جميع الجوانب لان المعترض لا يعرف الاختصار بل يأتي بكل ما هو خارج الموضوع ولذلك وضحنا للقارئ قبل طالب العلم وخاصة في تضعيف الأحاديث لان ما يهمنا هنا هو القارئ العزيز الذي يخدع ببعض الأقوال والفتاوي فكان لابد من التوضيح ويعلم الله أننا مع هذا التطويل اختصرنا الكثير والكثير. اهـ من موقع: التصوف
تنبيه : يوجد بعض الاخطاء اللغوية في المنقول، فليتفطن لها القارئ، لأنه ليس عندي وقت لإصلاحها، والله الموفق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى