مقدمات في العلوم الروحانية
صفحة 1 من اصل 1
مقدمات في العلوم الروحانية
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف الأعمال الروحانية :
يراد بالأعمال الروحانية : الأعمال التي تفوق قدرة الحواس الطبيعية أو قدرة العقل كجلب النفع أو دفع الضرر ، وهذه الأعمال لها أقسام متعددة فمنها ما هو خير ومنها ما هو شر ويكون مدى استخدام الخير والشر منها على ذات المستخدم فالإنسان الذي يسعى للإصلاح بين الناس ويساعدهم على حل مشاكلهم يكون عمله الروحاني خيراً وبالعكس فالشخص الذي يسعى بهذه الأعمال إلى الإيقاع بالناس وزرع الحقد والضغينة بينهم بأعمال التفرقة أو المرض أو سوء الحظ فإن عمله الروحاني يكون شرا وعامة أعمال الخير تكون أكثر استجابة وسرعة في نجاحها خاصة إذا ابتغى الروحاني خدمة الناس ومساعدتهم لأن خدام الأسماء والأعمال من الروحانيين يحبون تقديم المساعدة للناس ، وبالعكس فإن أعمال الشر والفراق والجنون وما إلى ذلك تكون بطيئة الإستجابة وقد لا تحصل إلا إذا عمد المستخدم إلى الإستعانة بالأعمال السفلية وأقصد بالأعمال السفلية تلك الأعمال التي يستعين بها المستخدم ويعتمد في نجاحها على الشياطين وهذه الأعمال محرمة كما سيجيء عند حديثنا عن الأعمال الروحانية بين الحلال والحرام ـ فالأعمال الروحانية سلاح ذو حدين يمكن أن نستفيد منه في حياتنا وقضاء حوائجنا وحل مشاكلنا ويمكن أن نستخدمه في تدمير مبادئنا وتحطيم قيمنا وإلحاق الضرر والأذى بالآخرين ، ويكون مدى استخدام هذا السلاح في الأوجه المشروعة أو غيرها على أخلاقيات المستخدم ودينه ومبادئه . وأنا أناشد كل مستخدم أن يراعي دينه وضميره في عدم إلحاق الضرر بالآخرين وأُذكره بأن حكماء الجان وروحانييهم يرفضون أي ضرر يكونون هم سبباً في إلحاقه بالآخرين .
العلوم الروحانية بين الحلال والحرام :
يتبادر عند الكثيرين من الناس في بعض الأحيان سؤال حول الحكم الشرعي لاستخدام العلوم الروحانية هل هو حلال أم حرام ؟ ومع الأسف نرى أن العديد من الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية يتسرع في الحكم عليها ويجزم بالتحريم وهو لايعرف معناها وأقسامها بل يبالغ البعض بتكفير مستخدمها وأنا لا أعرف على أي أساس شرعي احتجوا في ادعائهم هذا ـ وأنا متأكد أن الذي يسارع في الحكم في مثل هذه الأمور ليس له دراية بالأحكام الشرعية ولم يدرس بعمق النصوص القرآنية ولم ينظر في أقوال المفسرين والفقهاء بل أجزم أنه لا يفرق بين العلوم الروحانية وأقسامها والسحر الذي يراد به إلحاق الضرر بالناس والذي حرمه القرآن الكريم والسنة النبوية ، ولتوضيح هذه المسألة نقول وبالله التوفيق . لا يمكن لنا أن نذكر حكم شرعي واحد في العلوم الروحانية لأنها تشمل علوماً كثيرة وكل علم له حكمه الخاص به ونحن سنوضح العلوم التي تخص كتابنا هذا ولا نخرج أو نطيل خشية التوسع والاستطراد .
1. الأعمال الروحانية :
تنقسم الأعمال الروحانية إلى خير وشر فإذا كانت أعمال خير وليس فيها ما يدل على الكفر أو التوسل أو التقرب إلى الجان فهذه لا بأس بها والله أعلم ، أما أعمال الشر فإذا كانت كذلك أي ليس فيها صيغ كفرية أو ما يدل على الإستعانة والتقرب إلى الجان فلا بأس بها إن عملت لمستحقها " الإنسان الظالم ، أو المتعدي ، أو الماجن " كعمل الفرقة لأشخاص يجتمعون على الاثم والفساد والعدوان وإن كان الأفضل تركها والإستعانة بالأدعية والأذكار وخواص الأسماء الحسنى والآيات القرآنية فإنها أقوى استجابة وأما إذا كانت الأعمال الروحانية سواء خير أو شر تحتوي على صيغ كفرية أو استعانة بالجان بالتقرب إليهم بأمور غير شرعية فهذا لا يجوز قطعاً، وصرح بذلك أغلب أئمة وعلماء الإسلام والله أعلم .
2. الأقسام والعزائم والمنادل وغيرها :
إن كانت صيغها ومعانيها عربية أو غير عربية مفهومة المعنى وتحتوي على آيات قرآنية أو أذكار نبوية وليس فيها أي شيء يدل على الكفر أو الحرمة فهذه لا بأس بها وقد صرح كثير من علماء الإسلام بجوازها وعدم حرمتها . وأما إذا كان العكس أي فيها ما يدل على الكفر فهذه حرام قطعاً .
3. الطلاسم والأرصاد الفلكية :
ربطت الطلاسم بالأرصاد الفلكية للعلاقة الوثيقة بينهما . والطلاسم قد صرح الكثير من العلماء بحرمتها لأن أصلها غير عربي وغير مفهوم كما أن كاتبها أو عاملها يعتقد بتأثيرها وتأثير الأفلاك على قدرة الله تعالى المؤثرة في كل شيء وهذا الأمر قطعاً محرم ليس في الإسلام فحسب بل في جميع الديانات السماوية. وهنا أود أن أوضح مسألة ولكني أوجهها لذوي العلم والاختصاص وهي أنه إذا قام الروحاني بعمل طلسم واستخرج حروفه أو إعداده من الآيات القرآنية أو الأدعية والأذكار أو أسماء الله ـ تعالى ـ أو ما شابه ذلك وحولها إلى حروف روحانية وكتبها في وقتها الخاص وأراد بها الخير ولم يعتقد بتأثير الكواكب والطلسم بذاته بل اعتقد أن المؤثر هو الله ـ تعالى ـ الذي أودع أسراره في الحياة فهذا الفعل فقط قد صرح بعض علماء الإسلام بجوازه ، وأما غير ذلك كالطلاسم غير مفهومة المعنى أو الطلاسم التي يفعلها الروحاني لإنزال الضرر بالآخرين أو التي تحتوي على معاني كفرية وشركية فهذه قطعا حرام والله أعلم .
4. الاستخدامات والإستحضارات :
هذا القسم كغيره من الأعمال الروحانية منه الحلال ومنه الحرام فالحلال يعتمد على ذات القسم وألفاظه وخدامه من الجن إن كانوا صالحين فحلال أو عكس ذلك فحرام قطعاً .
5. الأوفاق والحروف وخواصها :
هذا العلم المستقل عن الأعمال الروحانية له علاقة بها ولذلك ذكرناه هنا ، وقد اختلف فيه العلماء على قولين فالأغلبية منهم قالوا بحلاله والبعض ممن لم يتعمق بدراسته صرح بتحريمه أو بكراهيته ولكن الصحيح أنه مباح وحلال وقد يثاب مستخدمه إن استخدمه في الخير بعكس ما إذا استخدمه في الشر [راجع تفسير مواهب الرحمن في تفسير القران ، للشيخ عبد الكريم المدرس ، ج1 . وكتاب الفتاوى الحديثة لأبن حجر الهيثمي ، ج1 ، ص 82 ـ 83 . ] .
أقسام الأعمال الروحانية وأنواعها :
يمكن تقسيم الأعمال الروحانية حسب التصرف في استخدامها إلى أقسام متعددة وفيما يلي تفصيل ذلك .
1. أعمال الخير : وهي كل عمل يبغي به المستخدم الإصلاح والخير أو قضاء الحوائج وتسهيل الأمور كأعمال المحبة والتهييج والجلب وزواج البنت البائرة وجلب الزبائن إلى محل التجارة وقضاء الحوائج وغيرها
2. أعمال الشر :
وهي الأعمال التي يبغي بها المستخدم إيذاء الآخرين وإلحاق الضرر بهم لقاء دراهم معدودة وهذا النوع من الأعمال له صور متعددة كأعمال الفرقة والبغضة وأعمال التسليط والإرسال والرجم وأعمال الربط والعقد وأعمال الهلاك والقتل وغيرها
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وآله وصحبه أجمعين.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى