اللغة السريانية، والتعريف بها
صفحة 1 من اصل 1
اللغة السريانية، والتعريف بها
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وآله وصحبه أجمعين، أما بعد: فهذه مقدمة بسيطة، نتعرف من خلالها على حقيقة اللغة السُريانية، فنقول:
اللغة السُريانية (بالسريانية الشرقية: ، لِشانا سُريايا)؛ و (بالسريانية الغربية: لِشونو سُريويو)،وهي لغة سامية مشتقة من اللغة الآرامية ويعتبرها بعض الباحثين تطورًا طبيعيًا لها موحدين بين اللغتين،[4] نشأت اللغة الآرامية، وهي أصل اللغة السريانية، في الألف الأول قبل الميلاد لتكون العائلة الثالثة ضمن عائلة اللغات السامية،[5] وأصبحت من القرن السادس قبل الميلاد لغة التخاطب الوحيدة في الهلال الخصيب إلى ما بعد الميلاد، حيث تحورت تدريجيًا واكتسبت اسمها الجديد “اللغة السريانية” في القرن الرابع تزامنًا مع انتشار المسيحية في بلاد الشام.[6]
تعتبر السريانية اللغة الأم لطوائف الآشوريون/السريان/الكلدان المنتشرة بالعراق وسوريا خاصة، حيث أضحت من أهم العوامل التي تجمعهم. وبالرغم من هذا فالسريانية لم تقتصر عليهم فقد استخدمها العديد من رجال الدين المسيحيين في كتاباتهم كالعرب (إسحاق النينوي وإيليا الحيري) والفرس (أفراهاط الملقب بالحكيم الفارسي) والأرمن (ميسروب ماشدوتس وإسحاق الأرمني) والترك (يشوعداد المروزي)، كما أصبحت اللغة الطقسية لبعض القبائل المنغولية المتنصرة قديما ومسيحيو كيرالا بجنوب غرب الهند. ويشير الباحثون إلى اتصال دائم بين اللغة السريانية واللغة العربية بنتيجة الهجرة والتبادل التجاري والثقافي بين بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية،[7] غير أن التمازج الأعمق بين اللغتين لم يتم إلا في أعقاب قيام الدولة الأموية، فخلال المرحلة الأولى ظلت السريانية لغة الدواوين وهيئات الدولة حتى عهد عبد الملك بن مروان، وإثر تعريب الدواوين ظلت السريانية لغة التخاطب الوحيدة بنسب متفاوتة في القرى والمدن السورية بشكل عام حتى العهد المملوكي في القرن الثاني عشر حينما سيطرت اللغة العربية كلغة تخاطب بين أغلبية السكان.[8] أما في لبنان فقد ظلت السريانية لغة التخاطب بين الموارنة حتى القرن السادس عشر،[8] وكانت العربية قد حلت مكان السريانية كلغة كتابة في مدن العراق الوسطى منذ القرن الثالث عشر.[8]1 في الوقت الراهن لا يوجد في لبنان أي جماعة تستخدم السريانية كلغة تخاطب يومية، بيد أنه هناك عدة محاولات لإحيائها، أما في سوريا فهناك من لا يزال يستخدمها كلغة تخاطب في معلولا وقرى مجاورة لها شمال دمشق رغم أن بعض سكان هذه القرى مسلمون،[9] وتستخدم أيضًا في المناطق ذات الكثافة السريانية في القامشلي والحسكة وغيرها من مناطق الجزيرة الفراتية، أما في العراق لا تزال السريانية لغة التخاطب في المناطق والقرى ذات الغالبية السريانية/الكلدانية في الموصل ودهوك، وكذلك تعتبر لغة النطق في طور عابدين الذي يقع حاليًا جنوب شرق تركيا.[10] سوى ذلك فإن الدول التي هاجر إليها سريان خلال القرن العشرين بشكل أساسي مؤمني الكنيسة السريانية الأرثوذكسية يستخدمون اللغة السريانية في تخاطبهم اليومي في دول المهجر خصوصًا في السويد.[9] وعلى الرغم من عدم استعمالها اليوم كلغة تخاطب بين أغلبية السكان، فإن تأثيرها في اللغة العربية خصوصًا المحكية في بلاد الشام يبدو قويًا وواضحًا، كذلك الحال بالنسبة لأسماء الأماكن والبقاع.[11]
اللغة السريانية تكتسب أهمية دينية خاصة في المسيحية، أولاً لأن يسوع المسيح قد تكلّم بالآرامية، التي تعتبر بمثابة اللغة الأم للسريانية،[12] وثانيًا لأن العديد من كتابات آباء الكنيسة والتراث المسيحي قد حفظ بالسريانية، إلى جانب اللغة اليونانية، وفي الكنائس التي تتبع الطقس السرياني لا تزال تستخدم اللغة السريانية بشكل يومي في القداس الإلهي وعدد من العبادات الأخرى كلغة ليتورجية.[13] وعمومًا فإن هذه الكنائس تفرض، بإلزامية متفاوتة، على أبنائها خصوصًا الإكليروس دراسة اللغة السريانية وتعلمها، كذلك تبدو اللغة السريانية هامة للمنقبين والمؤرخين في الاطلاع على الوثائق والمخطوطات القديمة التي غالبًا ما كتبت بالسريانية أو الآرامية.[14] في الإسلام يشير بعض الفقهاء أن السريانية هي لغة أهل القبور أمثال حافظ السيوطي وعلم الدين البلقيني الذي فسّر سبب ذلك بكون السريانية لغة الأرواح والملائكة، البعض الآخر منهم أمثال العثيمين نفى الرواية، في حين يشير ابن حاتم وابن شيبه أن السريانية هي لغة يوم القيامة على أن يتكلم داخلوا الجنة لاحقًا العربية،[15] غير أن بعض الفقهاء كابن حنبل رووا أن السريانية كانت لغة النبي آدم والنبي نوح.[16]
اعتبرت اللغة السريانية ردحًا طويلاً من الزمن لغة العلوم والفنون والآداب، خصوصًا في مدينة الرها (أورفة حاليًا في تركيا) والتي نشأت بها بنوع خاص، أولى المدارس السريانية، وعمومًا فإن اللغة السريانية تقسم عمومًا إلى لهجتين وأبجديتين متقاربتين، الأولى السريانية الغربية نسبة إلى غرب نهر الفرات والثانية هي السريانية الشرقية نسبة إلى شرق نهر الفرات وبنوع خاص إلى الرها.[17] تكتب اللغة السريانية بالأبجدية السريانية المؤلفة من اثنان وعشرون حرفًا تجمع في خمس كلمات: أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت.[18] وتحوي حركات إعرابية تختلف بين السريانية الغربية والسريانية الشرقية أشهرها خمسة تفيد في المد والقصر وحروف العلة.
كسائر اللغات السامية فإن اللغة السريانية تكتب من اليمين إلى اليسار ومن أعلى الصفحة إلى أسفلها.
1-^ اللغة الآرامية، لهجاتها وفروعها، أخبار السريان، 29 تشرين الثاني 2010. التصنيف يشمل جميع اللهجات اللغة الحية إلى اليوم، دون احتساب اللغة العبرية التي تعتبر لغة مشتقة من اللغة السريانية.
2-^ ASSYRIANS, Armenia Travel, 2 December 2010.
3-^ History of the Maronite community of Cyprus، Maronite community of Cyprus
4-^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، المطران إقيليمس يوسف داوود مطران دمشق وتوابعها للسريان الكاثوليك، مطابع الآباء الدومنيكانيين، دمشق 1896، ص. 9
5-^ اللغة السريانية، تاريخ اللغة السريانية وآدابها، 29 تشرين الثاني 2010.
6-^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.17
7-^ سوريا صنع دولة وودلاة أمة، وديع بشور، دار اليازجي، دمشق 1994، ص.134
8-^ أ ب ت سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص.136
9-^ أ ب اللغة الآرامية لهجاتها وفروعها، أخبار السريان، 29 تشرين الثاني 2010.
10^ طور عابدين وصمود المسيحية، كنائس لبنان، 29 تشرين الثاني 2010. كان طور عابدين مقر بطريركية الكنيسة السريانية الأرثوذكسية حتى مطلع القرن العشرين ما ساهم في الحفاظ على اللغة السريانية فيه.
11^ طريق بيروت - عمان والأسماء السريانية، موقع أولاف، 29 تشرين الثاني 2010. أغلب القرى والمدن في بلاد الشام اشتقت اسمها من اللغة السريانية: حلب مثلاً تعني في السريانية: المثلث الأخضر الخصب.
12^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.20. تذكر الأناجيل عددًا من المواقع التي تفيد بأن المسيح كان يستخدم الآرامية أو السريانية القديمة وليس العبرية، انظر متى 46/27 ومرقس 41/5 ويوحنا 42/1، وهو الأمر الذي كان منتشرًا في المجتمع العبري القديم في فلسطين خصوصًا إثر سبي بابل.
13^ أهمية اللغة السريانية وطنيًا وحضاريًا، المحاضرة التي ألقاها ملفونو أبروهوم نورو في حفلة تكريمه بقاعة مار يعقوب السروجي، البوشرية - جبل لبنان بتاريخ 2 نيسان 1998 من قبل الرابطة السريانية في لبنان، موقع سرياني، 29 تشرين الثاني 2010.
14^ اللغة السريانية وسيط لنقل التراث الأدبي القديم.. د. هبو: تدريس اللغة السريانية ضروري للمهتمين بالدراسات الأدبية المقارنة ، صحيفة الفداء، 29 تشرين الثاني 2010.
15^ جاء في مصنف ابن أبي شيبة (10 / 474): حدثنا جرير، عن بيان، عن الشعبي، قال: كلام الناس يوم القيامة السريانية.. وقال السيوطي في الدر المنثور (6 / 31): وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - قال: ولسان يوم القيامة السريانية، ومن دخل الجنة تكلم بالعربية. وقال أيضا في الدر المنثور (7 / 109): يبعثهم الله يوم القيامة على قامة آدم وجسمه، ولسانه السريانية، عراة حفاة غرلاً كما ولدوا. وفي تفسير ابن أبى حاتم (9 / 15) عن سفيان الثوري رضي الله عنه، قال:"لم ينزل وحي إلى بالعربية، ثم يترجم كل نبي لقومه بالسريانية، قَالَ: ولسان يوم القيامة السريانية، ومن دخل الجنة تكلم العربية".
16^ جاء في الجزء الثامن من كتاب "العلل ومعرفة الرجال" (5822) للإمام أحمد بن حنبل الحديث التالي: حدثني نصر بن علي قال حدثنا نوح بن قيس قال حدثنا الأشعث بن جابر عن الحسن قال خرج آدم من الجنة ولغته السريانية. وفي حديث آخر: أبا ذر، أربعة سريانيون: آدم وشيث ونوح وخنوخ وهو إدريس، وهو أول من خط بقلم، وأربعة من العرب: هود وصالح وشعيب ونبيك ياأبا ذر، وأول نبي من بني أنبياء إسرائيل موسى وآخرهم عيسى وأول النبيين آدم، وآخرهم نبيك، ويعتبر الفقهاء المسلمون الحديث الأول ذو إسناد حسن والحديث الثاني ذو إسناد ضعيف.
17^ الملف الآرامي السرياني، موقع ميزوبوتاميا، 29 تشرين الثاني 2010. يسمي المرجع المذكور اللهجة والأبجدية الشرقية بالعراقية في حين يسمي اللهجة والأبجدية الغربية بالشاميّة.
18^ اللغة السريانية لغة ثقافة وحضارة، قناة عشتار الفضائية، 29 تشرين الثاني 2010. ما يذكر في هذا الخصوص أن اللغة العربية كانت تستخدم الترتيب ذاته قبل أن يقوم نصر بن حارث الليثي بترتيبها الترتيب المعمول به اليوم.
وهذا مقطع صوتي على الرابط أدناه، مثالا على كيفية النطق بها،
وهو عبارة عن قطعة صوتية من زجل شعبي، يذكر فيها بعض الحكم.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وهذا مقطع آخر، يحكي فيها، قصة عن الضبعة والثعلب.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
اللغة السُريانية (بالسريانية الشرقية: ، لِشانا سُريايا)؛ و (بالسريانية الغربية: لِشونو سُريويو)،وهي لغة سامية مشتقة من اللغة الآرامية ويعتبرها بعض الباحثين تطورًا طبيعيًا لها موحدين بين اللغتين،[4] نشأت اللغة الآرامية، وهي أصل اللغة السريانية، في الألف الأول قبل الميلاد لتكون العائلة الثالثة ضمن عائلة اللغات السامية،[5] وأصبحت من القرن السادس قبل الميلاد لغة التخاطب الوحيدة في الهلال الخصيب إلى ما بعد الميلاد، حيث تحورت تدريجيًا واكتسبت اسمها الجديد “اللغة السريانية” في القرن الرابع تزامنًا مع انتشار المسيحية في بلاد الشام.[6]
تعتبر السريانية اللغة الأم لطوائف الآشوريون/السريان/الكلدان المنتشرة بالعراق وسوريا خاصة، حيث أضحت من أهم العوامل التي تجمعهم. وبالرغم من هذا فالسريانية لم تقتصر عليهم فقد استخدمها العديد من رجال الدين المسيحيين في كتاباتهم كالعرب (إسحاق النينوي وإيليا الحيري) والفرس (أفراهاط الملقب بالحكيم الفارسي) والأرمن (ميسروب ماشدوتس وإسحاق الأرمني) والترك (يشوعداد المروزي)، كما أصبحت اللغة الطقسية لبعض القبائل المنغولية المتنصرة قديما ومسيحيو كيرالا بجنوب غرب الهند. ويشير الباحثون إلى اتصال دائم بين اللغة السريانية واللغة العربية بنتيجة الهجرة والتبادل التجاري والثقافي بين بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية،[7] غير أن التمازج الأعمق بين اللغتين لم يتم إلا في أعقاب قيام الدولة الأموية، فخلال المرحلة الأولى ظلت السريانية لغة الدواوين وهيئات الدولة حتى عهد عبد الملك بن مروان، وإثر تعريب الدواوين ظلت السريانية لغة التخاطب الوحيدة بنسب متفاوتة في القرى والمدن السورية بشكل عام حتى العهد المملوكي في القرن الثاني عشر حينما سيطرت اللغة العربية كلغة تخاطب بين أغلبية السكان.[8] أما في لبنان فقد ظلت السريانية لغة التخاطب بين الموارنة حتى القرن السادس عشر،[8] وكانت العربية قد حلت مكان السريانية كلغة كتابة في مدن العراق الوسطى منذ القرن الثالث عشر.[8]1 في الوقت الراهن لا يوجد في لبنان أي جماعة تستخدم السريانية كلغة تخاطب يومية، بيد أنه هناك عدة محاولات لإحيائها، أما في سوريا فهناك من لا يزال يستخدمها كلغة تخاطب في معلولا وقرى مجاورة لها شمال دمشق رغم أن بعض سكان هذه القرى مسلمون،[9] وتستخدم أيضًا في المناطق ذات الكثافة السريانية في القامشلي والحسكة وغيرها من مناطق الجزيرة الفراتية، أما في العراق لا تزال السريانية لغة التخاطب في المناطق والقرى ذات الغالبية السريانية/الكلدانية في الموصل ودهوك، وكذلك تعتبر لغة النطق في طور عابدين الذي يقع حاليًا جنوب شرق تركيا.[10] سوى ذلك فإن الدول التي هاجر إليها سريان خلال القرن العشرين بشكل أساسي مؤمني الكنيسة السريانية الأرثوذكسية يستخدمون اللغة السريانية في تخاطبهم اليومي في دول المهجر خصوصًا في السويد.[9] وعلى الرغم من عدم استعمالها اليوم كلغة تخاطب بين أغلبية السكان، فإن تأثيرها في اللغة العربية خصوصًا المحكية في بلاد الشام يبدو قويًا وواضحًا، كذلك الحال بالنسبة لأسماء الأماكن والبقاع.[11]
اللغة السريانية تكتسب أهمية دينية خاصة في المسيحية، أولاً لأن يسوع المسيح قد تكلّم بالآرامية، التي تعتبر بمثابة اللغة الأم للسريانية،[12] وثانيًا لأن العديد من كتابات آباء الكنيسة والتراث المسيحي قد حفظ بالسريانية، إلى جانب اللغة اليونانية، وفي الكنائس التي تتبع الطقس السرياني لا تزال تستخدم اللغة السريانية بشكل يومي في القداس الإلهي وعدد من العبادات الأخرى كلغة ليتورجية.[13] وعمومًا فإن هذه الكنائس تفرض، بإلزامية متفاوتة، على أبنائها خصوصًا الإكليروس دراسة اللغة السريانية وتعلمها، كذلك تبدو اللغة السريانية هامة للمنقبين والمؤرخين في الاطلاع على الوثائق والمخطوطات القديمة التي غالبًا ما كتبت بالسريانية أو الآرامية.[14] في الإسلام يشير بعض الفقهاء أن السريانية هي لغة أهل القبور أمثال حافظ السيوطي وعلم الدين البلقيني الذي فسّر سبب ذلك بكون السريانية لغة الأرواح والملائكة، البعض الآخر منهم أمثال العثيمين نفى الرواية، في حين يشير ابن حاتم وابن شيبه أن السريانية هي لغة يوم القيامة على أن يتكلم داخلوا الجنة لاحقًا العربية،[15] غير أن بعض الفقهاء كابن حنبل رووا أن السريانية كانت لغة النبي آدم والنبي نوح.[16]
اعتبرت اللغة السريانية ردحًا طويلاً من الزمن لغة العلوم والفنون والآداب، خصوصًا في مدينة الرها (أورفة حاليًا في تركيا) والتي نشأت بها بنوع خاص، أولى المدارس السريانية، وعمومًا فإن اللغة السريانية تقسم عمومًا إلى لهجتين وأبجديتين متقاربتين، الأولى السريانية الغربية نسبة إلى غرب نهر الفرات والثانية هي السريانية الشرقية نسبة إلى شرق نهر الفرات وبنوع خاص إلى الرها.[17] تكتب اللغة السريانية بالأبجدية السريانية المؤلفة من اثنان وعشرون حرفًا تجمع في خمس كلمات: أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت.[18] وتحوي حركات إعرابية تختلف بين السريانية الغربية والسريانية الشرقية أشهرها خمسة تفيد في المد والقصر وحروف العلة.
كسائر اللغات السامية فإن اللغة السريانية تكتب من اليمين إلى اليسار ومن أعلى الصفحة إلى أسفلها.
1-^ اللغة الآرامية، لهجاتها وفروعها، أخبار السريان، 29 تشرين الثاني 2010. التصنيف يشمل جميع اللهجات اللغة الحية إلى اليوم، دون احتساب اللغة العبرية التي تعتبر لغة مشتقة من اللغة السريانية.
2-^ ASSYRIANS, Armenia Travel, 2 December 2010.
3-^ History of the Maronite community of Cyprus، Maronite community of Cyprus
4-^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، المطران إقيليمس يوسف داوود مطران دمشق وتوابعها للسريان الكاثوليك، مطابع الآباء الدومنيكانيين، دمشق 1896، ص. 9
5-^ اللغة السريانية، تاريخ اللغة السريانية وآدابها، 29 تشرين الثاني 2010.
6-^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.17
7-^ سوريا صنع دولة وودلاة أمة، وديع بشور، دار اليازجي، دمشق 1994، ص.134
8-^ أ ب ت سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص.136
9-^ أ ب اللغة الآرامية لهجاتها وفروعها، أخبار السريان، 29 تشرين الثاني 2010.
10^ طور عابدين وصمود المسيحية، كنائس لبنان، 29 تشرين الثاني 2010. كان طور عابدين مقر بطريركية الكنيسة السريانية الأرثوذكسية حتى مطلع القرن العشرين ما ساهم في الحفاظ على اللغة السريانية فيه.
11^ طريق بيروت - عمان والأسماء السريانية، موقع أولاف، 29 تشرين الثاني 2010. أغلب القرى والمدن في بلاد الشام اشتقت اسمها من اللغة السريانية: حلب مثلاً تعني في السريانية: المثلث الأخضر الخصب.
12^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.20. تذكر الأناجيل عددًا من المواقع التي تفيد بأن المسيح كان يستخدم الآرامية أو السريانية القديمة وليس العبرية، انظر متى 46/27 ومرقس 41/5 ويوحنا 42/1، وهو الأمر الذي كان منتشرًا في المجتمع العبري القديم في فلسطين خصوصًا إثر سبي بابل.
13^ أهمية اللغة السريانية وطنيًا وحضاريًا، المحاضرة التي ألقاها ملفونو أبروهوم نورو في حفلة تكريمه بقاعة مار يعقوب السروجي، البوشرية - جبل لبنان بتاريخ 2 نيسان 1998 من قبل الرابطة السريانية في لبنان، موقع سرياني، 29 تشرين الثاني 2010.
14^ اللغة السريانية وسيط لنقل التراث الأدبي القديم.. د. هبو: تدريس اللغة السريانية ضروري للمهتمين بالدراسات الأدبية المقارنة ، صحيفة الفداء، 29 تشرين الثاني 2010.
15^ جاء في مصنف ابن أبي شيبة (10 / 474): حدثنا جرير، عن بيان، عن الشعبي، قال: كلام الناس يوم القيامة السريانية.. وقال السيوطي في الدر المنثور (6 / 31): وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - قال: ولسان يوم القيامة السريانية، ومن دخل الجنة تكلم بالعربية. وقال أيضا في الدر المنثور (7 / 109): يبعثهم الله يوم القيامة على قامة آدم وجسمه، ولسانه السريانية، عراة حفاة غرلاً كما ولدوا. وفي تفسير ابن أبى حاتم (9 / 15) عن سفيان الثوري رضي الله عنه، قال:"لم ينزل وحي إلى بالعربية، ثم يترجم كل نبي لقومه بالسريانية، قَالَ: ولسان يوم القيامة السريانية، ومن دخل الجنة تكلم العربية".
16^ جاء في الجزء الثامن من كتاب "العلل ومعرفة الرجال" (5822) للإمام أحمد بن حنبل الحديث التالي: حدثني نصر بن علي قال حدثنا نوح بن قيس قال حدثنا الأشعث بن جابر عن الحسن قال خرج آدم من الجنة ولغته السريانية. وفي حديث آخر: أبا ذر، أربعة سريانيون: آدم وشيث ونوح وخنوخ وهو إدريس، وهو أول من خط بقلم، وأربعة من العرب: هود وصالح وشعيب ونبيك ياأبا ذر، وأول نبي من بني أنبياء إسرائيل موسى وآخرهم عيسى وأول النبيين آدم، وآخرهم نبيك، ويعتبر الفقهاء المسلمون الحديث الأول ذو إسناد حسن والحديث الثاني ذو إسناد ضعيف.
17^ الملف الآرامي السرياني، موقع ميزوبوتاميا، 29 تشرين الثاني 2010. يسمي المرجع المذكور اللهجة والأبجدية الشرقية بالعراقية في حين يسمي اللهجة والأبجدية الغربية بالشاميّة.
18^ اللغة السريانية لغة ثقافة وحضارة، قناة عشتار الفضائية، 29 تشرين الثاني 2010. ما يذكر في هذا الخصوص أن اللغة العربية كانت تستخدم الترتيب ذاته قبل أن يقوم نصر بن حارث الليثي بترتيبها الترتيب المعمول به اليوم.
وهذا مقطع صوتي على الرابط أدناه، مثالا على كيفية النطق بها،
وهو عبارة عن قطعة صوتية من زجل شعبي، يذكر فيها بعض الحكم.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وهذا مقطع آخر، يحكي فيها، قصة عن الضبعة والثعلب.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
أصل هذه التسمية
تتمة:
يتفق أغلب الأكاديميين أن لفظتي سرياني ( وهي نفسها سوري) اطلقها الإغريق القدماء على الآشوريين[19][20][21] حيث أسقطوا الألف في آشور (Ασσυρία، أسّوريا) لتصبح سوريا (Συρία، سوريا) واستعمل هيرودتوس لفظة سوريا أو "سيريا" في كتاباته للإشارة إلى الأجزاء الغربية من الإمبراطورية الآشورية[22] ثم امتدت التسمية لاحقا لتشمل جميع مناطق أعالي بلاد ما بين النهرين. كان عالم الساميات الألماني ثيودور نولدكه أول من أشار إلى رجوع السريان إلى الآشوريين سنة 1881 حيث استشهد كذلك بأعمال جون سلدون (en) سنة 1617[19] تم إثبات هذه النظرية بشكل قاطع بعد اكتشاف نقوش جينكوي الثنائية اللغة بجنوب تركيا والتي تظهر فيها ترجمة لفظة "آشور" بالفينيقية إلى "سوريا" باللوية.[23]
وبالعودة إلى النظرة التقليدية حسب العهد القديم الذي أخذ به عدد من الباحثين في بدايات عصر التنوير لإثبات أصل مصطلح اللغة الآرامية، فإن هذا يعود لآرام بن سام بن نوح[24] الذي إثر الطوفان استقر وإخوته أولاد سام عمومًا في بلاد الشام ومنه أخذت اسمها.3 أما مصطلح "سريانية" فاختلف الأولون في تحديد أصله، البعض من المؤرخين افترضوا أنه مصطلح يوناني نعت به الإغريق سكان سوريا عمومًا ومنه اشتقت اللغة اسمها تحديدًا عندما فتح الإسكندر المقدوني حوض البحر الأبيض المتوسط، في القرن الرابع قبل الميلاد.[25] حسب هذه النظرية، فإن "سريان" و"سيريا" تعني "بلاد الشمس" أو "البلاد التي تعبد فيها الشمس". يقيم هؤلاء دليلاً على صحة رأيهم بأن لفظة "سريانية" لا ترد أبدًا في العهد القديم، وإنّ ما يشار عوضًا عنها هو آراميون ولغة آرامية، ما يدل أن اللفظ لم يكن معروفًا عند تدوين العهد القديم وترجمته إلى اليونانية، ولو كان لقبًا أطلقه السريان على أنفسهم لكان حريًا بأن يذكر في العهد القديم.[26] هذا الدليل لم يعد يعتبر دليلاً ساطعًا بعد الأخذ بأن السريانية وإن اكتسبت اسمها قبل الميلاد غير أنها لم تشتهر به إلا في القرن الأول الميلادي، أي أنها لم تشتهر بهذا الاسم خلال فترة تدوين العهد القديم ولا الترجمة السبعونية في القرن الثاني قبل الميلاد. عدد آخر من الباحثين القدماء الذين انتقدوا كون الإغريق من أطلق تسمية السريان على سكان سوريا ولغتهم، ومنهم المطران إقليمس يوسف داود مؤلف كتاب: “اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية” عام 1896، استبعدوا أن يسمي قوم على جانب كبير من القوّة، كما كان السريان حينها، اسم لغتهم أو بلادهم باسم "أعجمي غريب".[27] يقول المطران داود ومعه عدد آخر من الباحثين القدامى والمعاصرين: «حينما تسمى الآراميون ولغتهم، سريانًا، في لغة ووثائق الآخرين كاليونان والأكراد فإن هذا يعود لأنهم سمعوا الاسم من الآراميين السريان أنفسهم، إثر مخالطتهم إياهم نتيجة العلاقات التجارية القوية بين سوريا واليونان في ذلك الوقت.»[28]
[img][وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
في مقدمة قاموس (زهريرا عربي-سرياني) للقسين شليمون خوشابا وعمانوئيل بيتو يوخنا، يذكر أن تسمية “السريان” و“السريانية” هي تحريف فارسي يوناني للاسم “آثور” أو “آشور” مستندين في ذلك على ظاهرة تبادل الأصوات (ش - س) أو (ت - ث) بين اللهجتين الشرقية والغربية فتكون التسميتين السريانية والآشورية كمترادفات تعني أحدهما الأخرى. ويعتبران بذلك سريان اليوم ورثة شعوب المنطقة القديمة وورثة اللغة الآرامية، مستندين على كتابات سريانية قديمة لدعم رأيهم كقصيدة للشاعر نرساي (437- 507) يتحدث فيها عن بلبلة الألسنة أثناء بناء برج بابل فيذكر أسماء شعوب مختلفة قريبة وبعيدة مغفلاً ذكر الآشوريين والكلدان والبابليين والآراميين والفينيقيين مكتفياً بذكر السريان ، كذلك في تاريخ البطريرك السرياني ميخائيل الكبير (1126 - 1199) يعدد هذا الأخير الأمم والشعوب المعروفة آنذاك ويقول "وبنو سام الآثوريون، الكلدان، اللوديون، الآراميون، وهم السريان".[29][30]
بكل الأحوال فإن الباحثين من كلا الرأيين اتفقا أنّ اسم "سريان" و"لغة سريانية" حلّ مكان " آرام" و"لغة آرامية" بعد الميلاد وليس قبله، وتحديدًا عقب اعتناقهم المسيحية: «وهكذا عندما تنصّروا اتخذوا الاسم السرياني، لسبب أنهم اختلفوا في العادات والعبادات عن الوثنيين، بل صاروا لاحقًا يشمأزون من اسم "آرام" و"آرامي"، حتى أهمل كلية لدى الآراميين المسيحيين ليحل مكانه اسم "السريان"، أما لفظة "آرام" فقد استخدمت في الأدبيات اللاحقة للإشارة إلى الوثنية التي بقيت في سوريا والعراق وخصوصًا الصابئة الذين قطنوا في حران.»[31]
أقدم وثائق سريانية يذكر بها مصطلح "اللغة السريانية" بدلاً من "اللغة الآرامية" تعود للعام 132 في الرها،[32] حيث تأسست مملكة الرها التي حكمتها عائلة الأباجرة والتي ينسب التقليد الكنسي أنهم راسلوا يسوع المسيح. تعتبر مملكة الرها أول مملكة مسيحية في العالم،[33] وقد اعتبرت اللغة السريانية لغتها الرسمية، ولا يزال الباحثون حتى اليوم يعتبرون أن الرها هي مهد اللغة.[34] هناك عدد من النقوش التي تعود للفترة المبكرة ذاتها والتي تشير إلى انتشار اللغة والأبجدية السريانية بدلاً من الآرامية القديمة، بيد أن اللغة السريانية لن تصبح لغة العموم وبالتالي تطوِر قواعد النحو والصرف واستنباط المفردات قبل القرن الرابع والقرن الخامس، فسريانية القرون الثلاث الأولى أشبه بالآرامية التقليدية منها إلى السريانية الحديثة، ما يؤيد نظرة بعض الباحثين باعتبار اللغة السريانية تطورًا طبيعيًا للغة الآرامية،[35] في حين ينحو البعض الآخر لاعتبارها أحد لهجاتها.[36
19^ أ ب THE TERMS “ASSYRIA” AND “SYRIA” AGAIN، ROBERT ROLLINGER, Leopold-Franzens-Universität, Innsbruck
20^ (2008). Assyria and Syria: Synonyms?. (PDF)
21^ Frye, R. N. (October 1992). "Assyria and Syria: Synonyms" (PDF). Journal of Near Eastern Studies 51 (4): 281–285. doi:10.1086/373570. pp. 281-285
22^ Herodotus. Herodotus VII.63.
23^ Neue Entdeckung erhöht Verbindung zwischen Suroye und Asuroye، موقع حويودو (بالألمانية)
24^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.7
25^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.8
26^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.9-10
27^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.8-11 إضافة إلى الحواشي الملحقة.
28^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.8-9
29^ زهريرا قاموس عربي-سرياني، تأليف الأب شليمون خوشابا والأب عمانوئيل بيتو يوخنا،2000، ص.ج
30^ معنى تسمية آرام، موقع كلاديا، 8 كانون الأول 2010.
31^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.10-11
32^ السريان، نشأتهم وانتشارهم وثراتهم، مجموعة من المؤلفين، مركز الدراسات والأبحاث الرعوية لرعية أنطلياس، لبنان، طبعة أولى 1995، ص.11
33^ مملكة الرها المحبة للمسيح، موقع بوابة تركال، 30 تشرين الثاني 2010.
34^ Journal of Sacred Literature, New Series [Series 4] vol. 2 (1863) pp. 75–87
35^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.7 وص.14
36^ مجلة الشرق المسيحي عدد4 صفحة 363 وعدد1 صفحة 106-108 لعام 1980): اعترفت الموسوعة البريطانية مؤخرًا، أن اللغة السريانية هي لهجة اللغة الآرامية وعينها، رغم أن اللغة الآرامية قد ظهرت قبلها بمئات السنين، والمكتشفات الأخيرة تؤيد هذا القول، خصوصًا كتاب أحيقار وزير سنحاريب ملك آشور.
يتفق أغلب الأكاديميين أن لفظتي سرياني ( وهي نفسها سوري) اطلقها الإغريق القدماء على الآشوريين[19][20][21] حيث أسقطوا الألف في آشور (Ασσυρία، أسّوريا) لتصبح سوريا (Συρία، سوريا) واستعمل هيرودتوس لفظة سوريا أو "سيريا" في كتاباته للإشارة إلى الأجزاء الغربية من الإمبراطورية الآشورية[22] ثم امتدت التسمية لاحقا لتشمل جميع مناطق أعالي بلاد ما بين النهرين. كان عالم الساميات الألماني ثيودور نولدكه أول من أشار إلى رجوع السريان إلى الآشوريين سنة 1881 حيث استشهد كذلك بأعمال جون سلدون (en) سنة 1617[19] تم إثبات هذه النظرية بشكل قاطع بعد اكتشاف نقوش جينكوي الثنائية اللغة بجنوب تركيا والتي تظهر فيها ترجمة لفظة "آشور" بالفينيقية إلى "سوريا" باللوية.[23]
وبالعودة إلى النظرة التقليدية حسب العهد القديم الذي أخذ به عدد من الباحثين في بدايات عصر التنوير لإثبات أصل مصطلح اللغة الآرامية، فإن هذا يعود لآرام بن سام بن نوح[24] الذي إثر الطوفان استقر وإخوته أولاد سام عمومًا في بلاد الشام ومنه أخذت اسمها.3 أما مصطلح "سريانية" فاختلف الأولون في تحديد أصله، البعض من المؤرخين افترضوا أنه مصطلح يوناني نعت به الإغريق سكان سوريا عمومًا ومنه اشتقت اللغة اسمها تحديدًا عندما فتح الإسكندر المقدوني حوض البحر الأبيض المتوسط، في القرن الرابع قبل الميلاد.[25] حسب هذه النظرية، فإن "سريان" و"سيريا" تعني "بلاد الشمس" أو "البلاد التي تعبد فيها الشمس". يقيم هؤلاء دليلاً على صحة رأيهم بأن لفظة "سريانية" لا ترد أبدًا في العهد القديم، وإنّ ما يشار عوضًا عنها هو آراميون ولغة آرامية، ما يدل أن اللفظ لم يكن معروفًا عند تدوين العهد القديم وترجمته إلى اليونانية، ولو كان لقبًا أطلقه السريان على أنفسهم لكان حريًا بأن يذكر في العهد القديم.[26] هذا الدليل لم يعد يعتبر دليلاً ساطعًا بعد الأخذ بأن السريانية وإن اكتسبت اسمها قبل الميلاد غير أنها لم تشتهر به إلا في القرن الأول الميلادي، أي أنها لم تشتهر بهذا الاسم خلال فترة تدوين العهد القديم ولا الترجمة السبعونية في القرن الثاني قبل الميلاد. عدد آخر من الباحثين القدماء الذين انتقدوا كون الإغريق من أطلق تسمية السريان على سكان سوريا ولغتهم، ومنهم المطران إقليمس يوسف داود مؤلف كتاب: “اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية” عام 1896، استبعدوا أن يسمي قوم على جانب كبير من القوّة، كما كان السريان حينها، اسم لغتهم أو بلادهم باسم "أعجمي غريب".[27] يقول المطران داود ومعه عدد آخر من الباحثين القدامى والمعاصرين: «حينما تسمى الآراميون ولغتهم، سريانًا، في لغة ووثائق الآخرين كاليونان والأكراد فإن هذا يعود لأنهم سمعوا الاسم من الآراميين السريان أنفسهم، إثر مخالطتهم إياهم نتيجة العلاقات التجارية القوية بين سوريا واليونان في ذلك الوقت.»[28]
[img][وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
في مقدمة قاموس (زهريرا عربي-سرياني) للقسين شليمون خوشابا وعمانوئيل بيتو يوخنا، يذكر أن تسمية “السريان” و“السريانية” هي تحريف فارسي يوناني للاسم “آثور” أو “آشور” مستندين في ذلك على ظاهرة تبادل الأصوات (ش - س) أو (ت - ث) بين اللهجتين الشرقية والغربية فتكون التسميتين السريانية والآشورية كمترادفات تعني أحدهما الأخرى. ويعتبران بذلك سريان اليوم ورثة شعوب المنطقة القديمة وورثة اللغة الآرامية، مستندين على كتابات سريانية قديمة لدعم رأيهم كقصيدة للشاعر نرساي (437- 507) يتحدث فيها عن بلبلة الألسنة أثناء بناء برج بابل فيذكر أسماء شعوب مختلفة قريبة وبعيدة مغفلاً ذكر الآشوريين والكلدان والبابليين والآراميين والفينيقيين مكتفياً بذكر السريان ، كذلك في تاريخ البطريرك السرياني ميخائيل الكبير (1126 - 1199) يعدد هذا الأخير الأمم والشعوب المعروفة آنذاك ويقول "وبنو سام الآثوريون، الكلدان، اللوديون، الآراميون، وهم السريان".[29][30]
بكل الأحوال فإن الباحثين من كلا الرأيين اتفقا أنّ اسم "سريان" و"لغة سريانية" حلّ مكان " آرام" و"لغة آرامية" بعد الميلاد وليس قبله، وتحديدًا عقب اعتناقهم المسيحية: «وهكذا عندما تنصّروا اتخذوا الاسم السرياني، لسبب أنهم اختلفوا في العادات والعبادات عن الوثنيين، بل صاروا لاحقًا يشمأزون من اسم "آرام" و"آرامي"، حتى أهمل كلية لدى الآراميين المسيحيين ليحل مكانه اسم "السريان"، أما لفظة "آرام" فقد استخدمت في الأدبيات اللاحقة للإشارة إلى الوثنية التي بقيت في سوريا والعراق وخصوصًا الصابئة الذين قطنوا في حران.»[31]
أقدم وثائق سريانية يذكر بها مصطلح "اللغة السريانية" بدلاً من "اللغة الآرامية" تعود للعام 132 في الرها،[32] حيث تأسست مملكة الرها التي حكمتها عائلة الأباجرة والتي ينسب التقليد الكنسي أنهم راسلوا يسوع المسيح. تعتبر مملكة الرها أول مملكة مسيحية في العالم،[33] وقد اعتبرت اللغة السريانية لغتها الرسمية، ولا يزال الباحثون حتى اليوم يعتبرون أن الرها هي مهد اللغة.[34] هناك عدد من النقوش التي تعود للفترة المبكرة ذاتها والتي تشير إلى انتشار اللغة والأبجدية السريانية بدلاً من الآرامية القديمة، بيد أن اللغة السريانية لن تصبح لغة العموم وبالتالي تطوِر قواعد النحو والصرف واستنباط المفردات قبل القرن الرابع والقرن الخامس، فسريانية القرون الثلاث الأولى أشبه بالآرامية التقليدية منها إلى السريانية الحديثة، ما يؤيد نظرة بعض الباحثين باعتبار اللغة السريانية تطورًا طبيعيًا للغة الآرامية،[35] في حين ينحو البعض الآخر لاعتبارها أحد لهجاتها.[36
19^ أ ب THE TERMS “ASSYRIA” AND “SYRIA” AGAIN، ROBERT ROLLINGER, Leopold-Franzens-Universität, Innsbruck
20^ (2008). Assyria and Syria: Synonyms?. (PDF)
21^ Frye, R. N. (October 1992). "Assyria and Syria: Synonyms" (PDF). Journal of Near Eastern Studies 51 (4): 281–285. doi:10.1086/373570. pp. 281-285
22^ Herodotus. Herodotus VII.63.
23^ Neue Entdeckung erhöht Verbindung zwischen Suroye und Asuroye، موقع حويودو (بالألمانية)
24^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.7
25^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.8
26^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.9-10
27^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.8-11 إضافة إلى الحواشي الملحقة.
28^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.8-9
29^ زهريرا قاموس عربي-سرياني، تأليف الأب شليمون خوشابا والأب عمانوئيل بيتو يوخنا،2000، ص.ج
30^ معنى تسمية آرام، موقع كلاديا، 8 كانون الأول 2010.
31^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.10-11
32^ السريان، نشأتهم وانتشارهم وثراتهم، مجموعة من المؤلفين، مركز الدراسات والأبحاث الرعوية لرعية أنطلياس، لبنان، طبعة أولى 1995، ص.11
33^ مملكة الرها المحبة للمسيح، موقع بوابة تركال، 30 تشرين الثاني 2010.
34^ Journal of Sacred Literature, New Series [Series 4] vol. 2 (1863) pp. 75–87
35^ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.7 وص.14
36^ مجلة الشرق المسيحي عدد4 صفحة 363 وعدد1 صفحة 106-108 لعام 1980): اعترفت الموسوعة البريطانية مؤخرًا، أن اللغة السريانية هي لهجة اللغة الآرامية وعينها، رغم أن اللغة الآرامية قد ظهرت قبلها بمئات السنين، والمكتشفات الأخيرة تؤيد هذا القول، خصوصًا كتاب أحيقار وزير سنحاريب ملك آشور.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى