درس مختصر في بحر الطويل
صفحة 1 من اصل 1
درس مختصر في بحر الطويل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.
أما بعد : فهذا درس مختصر في بحر الطويل، وضعته هنا تبصرة للمبتدئ وتذكرة للمنتهي، والله نسال ان ينفع به جميع من قرأه، وان يتقبل منا انه سميع قريب مجيب.
تفاعيل الطويل في دائرته هي:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ... فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
ومفتاحه هو:
طويل له دون البحور فضائل ... فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
عروضه واضربه:
له على المشهور عروض واحدة مقبوضة ابدا إذا لم يصرع وهي: " مفاعلن "، وثلاثة أضرب وهي:
1 - ضرب سالم وهو: " مفاعيلن ".
2 - ضرب مقبوض وهو: " مفاعلن ".
3 - ضرب محذوف معتمد وهو: " فعولن"
زحافاته وعلله:
يجوز في حشو الطويل من الزحافات والعلل:
1 – القبض فتصبح به " مفاعيلن ": " مفاعلن "، وتصبح " فعولن ": " فعول " .
2 - الكف فتصبح به " مفاعيلن ": " مفاعيل " ولا يجوز اجتماع القبض والكف في " مفاعيلن " .
3 - الثلم فتصبح " فعولن " الاولى إذا كانت سالمة " عولن " فتنقل الى " فعلن ".
4 - الثرم، فتصبح " فعول " الاولى اذا كانت مقبوضة " عول " فتنقل الى " فعل".
ففعولن حيثما وقع يجوز قبضه فيصير فعولُ، وإذا وقع أول البيت جاز فيه الثلم فيصير فعلن أوالثرم فيصير فعل. ومفاعيلن يقبض فيصير مفاعلن ويكف فيصير مفاعيل على سبيل المعاقبة، فإن قُبض لم يكف، وإن كف لم يقبض.
وقد جمع صاحب الخزرجية هذا كله في بيت واحد فقال:
أأجرى غروراً أم ستبدي صدوركم ... أسودٌ وأحداجٌ أم المور قد عفا.
شرح البيت بإيجاز:
فالألف الأولى من قوله ((أأجرى)) إشارة إلى أنه الأول من البحور، والألف الثانية إشارة إلى أن له عروضاً واحدة حيث لا تصريع، والجيم إشارة إلى أن له ثلاثة أضرب كما تقدم، والراء والياء ملغاتان، واشار بقوله ((غروراً)) إلى شاهد الضرب الأول السالم مع عروضه المقبوضة، وهو قول طرفة بن العبد:
أبا منذر كانت غروراً صحيفتى ... ولم أعطكمْ في الطوع مالي ولا عرضي
فقوله ((صحيفتي)) هو العروض، ووزنه مفاعلن: وقوله ((ولا عرضي)) هو الضرب، ووزنه مفاعيلن
وبقوله ((ستبدى)) إلى شاهد الضرب الثاني المقبوض مع عروضه المقبوضة ايضا، وهو قول طرفة بن العبد ايضا:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود
فقوله ((تجاهلن)) هو العروض، وقوله ((تزوودي)) هو الضرب. ووزن كل منهما ((مفاعلن)).
وبقوله ((صدوركم)) إلى شاهد الضرب الثالث المحذوف مع عروضه المقبوضة، وهو قول اليزيد بن الحذاق:
أقيموا بني النّعمان عناّ صدوركم ... وإلا تقيموا صاغرين الرّووسا
فقوله ((صدوركم)) هو العروض وقوله ((رؤوسا)) هو الضرب، ووزنه فعولن. أُسقط السبب الخفيف من مفاعيلن فصار مفاعي فنقل إلى فعولن.
وهنا انتهت شواهد ما رمز له أولاً، ثم أخذ في ما ناف على ذلك وهي شواهد الزحاف، وما اجري مجراه، فاشار بقوله ((أسودُ)) الى شاهد القبض وهو قول امرئ القيس:
أتطلب من أسود بيشة دونه ... أبو مطرٍ وعامرٌ وأبو سعدِ
فأجزاؤه كلها مقبوضة إلا الضرب فقط.
واشار بقوله: ((أحداج)) جمع حدج الى شاهد الكف والثلم معا وهو قوله:
شاقتك أحداجُ سُليمى بعاقلٍ ... فعيناك للبين تجودان بالدمع
فجزؤه الأول وهو ((شاقت)) وزنه فعْلنْ، فهو أثلم، وجزؤه الثاني من الشطرين وهو ((كاحداج)) و ((كللبين)) وزنه مفاعيل، فهو مكفوف.
واشار بقوله: ((المور)) الى شاهد الثرم من قوله:
هاجك ربعٌ دارسُ الرسم باللوى ... لأسماء عفى آيه المورُ والقطرُ
فجزؤه الأول أثرم وهو ((هاج)) ووزنه فعلُ.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ،وءاله وصحبه أجمعين ،سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين .
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.
أما بعد : فهذا درس مختصر في بحر الطويل، وضعته هنا تبصرة للمبتدئ وتذكرة للمنتهي، والله نسال ان ينفع به جميع من قرأه، وان يتقبل منا انه سميع قريب مجيب.
تفاعيل الطويل في دائرته هي:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ... فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
ومفتاحه هو:
طويل له دون البحور فضائل ... فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
عروضه واضربه:
له على المشهور عروض واحدة مقبوضة ابدا إذا لم يصرع وهي: " مفاعلن "، وثلاثة أضرب وهي:
1 - ضرب سالم وهو: " مفاعيلن ".
2 - ضرب مقبوض وهو: " مفاعلن ".
3 - ضرب محذوف معتمد وهو: " فعولن"
زحافاته وعلله:
يجوز في حشو الطويل من الزحافات والعلل:
1 – القبض فتصبح به " مفاعيلن ": " مفاعلن "، وتصبح " فعولن ": " فعول " .
2 - الكف فتصبح به " مفاعيلن ": " مفاعيل " ولا يجوز اجتماع القبض والكف في " مفاعيلن " .
3 - الثلم فتصبح " فعولن " الاولى إذا كانت سالمة " عولن " فتنقل الى " فعلن ".
4 - الثرم، فتصبح " فعول " الاولى اذا كانت مقبوضة " عول " فتنقل الى " فعل".
ففعولن حيثما وقع يجوز قبضه فيصير فعولُ، وإذا وقع أول البيت جاز فيه الثلم فيصير فعلن أوالثرم فيصير فعل. ومفاعيلن يقبض فيصير مفاعلن ويكف فيصير مفاعيل على سبيل المعاقبة، فإن قُبض لم يكف، وإن كف لم يقبض.
وقد جمع صاحب الخزرجية هذا كله في بيت واحد فقال:
أأجرى غروراً أم ستبدي صدوركم ... أسودٌ وأحداجٌ أم المور قد عفا.
شرح البيت بإيجاز:
فالألف الأولى من قوله ((أأجرى)) إشارة إلى أنه الأول من البحور، والألف الثانية إشارة إلى أن له عروضاً واحدة حيث لا تصريع، والجيم إشارة إلى أن له ثلاثة أضرب كما تقدم، والراء والياء ملغاتان، واشار بقوله ((غروراً)) إلى شاهد الضرب الأول السالم مع عروضه المقبوضة، وهو قول طرفة بن العبد:
أبا منذر كانت غروراً صحيفتى ... ولم أعطكمْ في الطوع مالي ولا عرضي
فقوله ((صحيفتي)) هو العروض، ووزنه مفاعلن: وقوله ((ولا عرضي)) هو الضرب، ووزنه مفاعيلن
وبقوله ((ستبدى)) إلى شاهد الضرب الثاني المقبوض مع عروضه المقبوضة ايضا، وهو قول طرفة بن العبد ايضا:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود
فقوله ((تجاهلن)) هو العروض، وقوله ((تزوودي)) هو الضرب. ووزن كل منهما ((مفاعلن)).
وبقوله ((صدوركم)) إلى شاهد الضرب الثالث المحذوف مع عروضه المقبوضة، وهو قول اليزيد بن الحذاق:
أقيموا بني النّعمان عناّ صدوركم ... وإلا تقيموا صاغرين الرّووسا
فقوله ((صدوركم)) هو العروض وقوله ((رؤوسا)) هو الضرب، ووزنه فعولن. أُسقط السبب الخفيف من مفاعيلن فصار مفاعي فنقل إلى فعولن.
وهنا انتهت شواهد ما رمز له أولاً، ثم أخذ في ما ناف على ذلك وهي شواهد الزحاف، وما اجري مجراه، فاشار بقوله ((أسودُ)) الى شاهد القبض وهو قول امرئ القيس:
أتطلب من أسود بيشة دونه ... أبو مطرٍ وعامرٌ وأبو سعدِ
فأجزاؤه كلها مقبوضة إلا الضرب فقط.
واشار بقوله: ((أحداج)) جمع حدج الى شاهد الكف والثلم معا وهو قوله:
شاقتك أحداجُ سُليمى بعاقلٍ ... فعيناك للبين تجودان بالدمع
فجزؤه الأول وهو ((شاقت)) وزنه فعْلنْ، فهو أثلم، وجزؤه الثاني من الشطرين وهو ((كاحداج)) و ((كللبين)) وزنه مفاعيل، فهو مكفوف.
واشار بقوله: ((المور)) الى شاهد الثرم من قوله:
هاجك ربعٌ دارسُ الرسم باللوى ... لأسماء عفى آيه المورُ والقطرُ
فجزؤه الأول أثرم وهو ((هاج)) ووزنه فعلُ.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ،وءاله وصحبه أجمعين ،سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين .
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى