منتدى المدرسة العتيقة توبكال هلالة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تحقيق وتصحيح لمنظومة "الْمَوْرِثِ لِمُشْكِلِ الْمُثَلَّثِ"

اذهب الى الأسفل

تحقيق وتصحيح لمنظومة "الْمَوْرِثِ لِمُشْكِلِ الْمُثَلَّثِ"  Empty تحقيق وتصحيح لمنظومة "الْمَوْرِثِ لِمُشْكِلِ الْمُثَلَّثِ"

مُساهمة من طرف الشيخ جلال الدين أصياد الجمعة فبراير 15, 2013 10:14 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي جعل اللسان عنوان عقل الانسان، وآلة تظهر سر الجنان، بفصيح العبارة وصريح البيان، وصلاته وسلامه على سيدنا محمد المصطفى من سرة عدنان، المبعوث بجوامع الكلم الشاملة لأنواع البيان، الباهرة بفصاحتها عقول ذوي الفطن والأذهان، والمخصوص بمحاسن الشيم المتممة لمكارم الأخلاق ومزايا الاحسان، والحائز في حلبات الاصطفاء قصبات الرهان، وعلى آله وصحبه فروع شجرته الباسقة الأفنان، وفراقد سماء رسالته أعيان السادات وسادات الأعيان، صلاة وسلاماً دائمين ما دام طرف القلم مقاداً بعنان البنان، وبعد:

فهذا تحقيق وتصحيح لمنظومة "الْمَوْرِثِ لِمُشْكِلِ الْمُثَلَّثِ" لما اعتراها من كثرة التصحيفات والأخطاء في جل ما وجدت من النسخ وشروحاتها، وسوف نتبعها قريبا بشرح ميسر – إن شاء الله تعالى- وهذه المنظومة هي شرح لنظم "مثلث قطرب"، لسديد الدين المهلبي البهنسي، المتوفى عام: (685 هـ) ، شرحها نظما: الامام العلامة الأديب، شيخ القراء بالمدينة المنورة، سيدي عبد العزيز بن عبد الواحد بن محمد بن موسى الميموني المكناسي المغربي المالكي – رحمه الله -، وقد كان فاضلاً، مفنناً، شاعراً، صالحاً، دمث الأخلاق، كثير التواضع له عدة منظومات في علوم شتى منها هذه، ومنها منهج الوصول ومهيع السالك للأصول في أصول الدين، ونظم جواهر السيوطي في علم التفسير، ودرر الأصول في أصول الفقه، ونتائج الأنظار ونحت الأفكار للنظار في الجمل، ونظم العقود في المعاني والبيان، وتحفة الأحباب في الصرف، وغنية الإعراب في النحو، ونزهة الألباب في الحساب، والدر في المنطق، قال العلامة حاجي خليفة:" وله منظومات شتى في: ثمانية وعشرين علما" .اهـ زار القدس وحلب ودمشق سنة 951 هـ وسكن المدينة المنورة إلى أن توفي بها عام: (964 هـ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر ترجمته في: «درّ الحبب» (1/ 2/ 800- 806) و «الكواكب السائرة» (2/ 169- 170) و «الأعلام» (4/ 22) و «معجم المؤلفين» (5/ 252) و شذرات الذهب (8 / 342، 343) و أخبار
مكناس (5: 319)، و كشف الظنون (361، 751، 1156، 1210، 1881، 1924، 1940)، و ايضاح المكنون (1: 463)، و فهرس التميورية (4: 136)، و هدية العارفين (1: 584 539).



ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تـنـبـيـهـات هـامـة:
ــــــــــــــــــــــــــــــ

التنبيه الاول – أن العلامة المؤرخ إسماعيل باشا الباباني البغدادي، صاحب كتابي "إيضاح المكنون و هدية العارفين" نسب فيهما نظم: "المورث لمشكل المثلث" هذا للشيخ العلامة عبد العزيز بن احمد بن سعيد الديريني الدميري المصري الشافعي المتوفى عام: (694 هـ) انظر: "إيضاح المكنون (2/604)" و "هدية العارفين (1/580-581).
قلت: وهذا إما وهم منه - رحمه الله – وسبق قلم، أو هو من تصحيفات النساخ وهي كثيرة، ولعل الذي أوقع في هذا الوهم هو أن للديريني أيضا منظومة شرح فيها مثلث قطرب، عدد أبياتها: ثمانية وخمسون بيتا، وكلماتها المشروحة: تسع وعشرون كلمة، قد أغفل كلمة: [عمر]، وتوجد نسخة منها في: المكتبة الظاهرية برقم: [5644] أولها:

إذا عاينت سيل الخب غَمرا ... وقد ملئت بك الاعداء غِمرا.
فلا تك في الهوى يا صاح غُمرا ... وسر عسفا ودع زيدا وعمرا.

وله منظومة أخرى عدد أبياتها: ثمانية وخمسون بيتا أيضا، يذكر بعد كل مفردة منها بيتين من المنظومة السابقة، توجد نسخة منها في: المكتبة الظاهرية برقم: [206] أولها:

أراعي النبت من أب وحب ... وأشهد في الوجود جمال حبي
وأدهش سكرة من فرط حبي ... وكم أهدى النسيم إلي عطرا

وقد استبعد سيدي عبد الله كنون هذه النسبة فقال: "يبعد أن يكون شارحا له من غير أن تكون بينهما علاقة كالتلمذة او الصداقة تمكنه من الاطلاع على النظم وتبعثه على شرحه، ولم نطلع على شيء من ذلك، فيبقى الاستبعاد حافا بهذه النسبة، ثم ان ترجمته ليس فيها ذكر لهذا الشرح ... ".اهـ
وأكبر دليل على عدم صحة نسبته للديريني؛ ما جاء في آخره من التصريح بان الناظم هو عبد العزيز المغربي، وليس عبد العزيز المصري، وأيضا فإن جميع المخطوطات المتداولة - وهي كثيرة - تنسبه الى عبد العزيز المغربي، وقد صرح بروكلمان بنسبته للمغربي؛ وذكر أنّ له نُسَخ عديدة في مختلف مكتبات الدّنيا.اهـ
ولم أجد في فهارس المخطوطات الموجودة في مكتبات العالم من نسبه الى الديريني الا مكتبة الاسكندرية، ولعل منشأ هذا الوهم منها.
وقد وقفت على عدة مكتبات توجد بها المخطوطة، وكلها نسبتها الى الشيخ عبد العزيز المغربي وهذه المكتبات هي:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مكتبة خزانه ابن يوسف بمراكش في المغرب برقم: [م 229/3] ، ومكتبة فاس في المغرب برقم: [1318] ، ومكتبة دار الكتب المصريه برقم [2/42] ، ويوجد منها ثلاث نسخ في مكتبة المسجد النبوي برقم: [208/ 80 (3)] كتبت بحبر بني اللون، وبخط مغربي جيد، وأخرى برقم [100/ 80 (8)] كتب عنوانها بالحبر الأحمر، بخط: مغربي معتاد ، ويليها بعض أبيات شعرية متفرقة، وأخرى برقم [160/ 80 (12)]نسخها:محمد بن خليفة العبيدي. في عام [1266]هـ بخط: مغربي معتاد، و يليها تكميل المثلث للفقيه محمود الفاسي في 7 أسطر، وتوجد نسخة منها في: المكتبه الوطنيه بباريس برقم: [1057/28] والمكتبة القاسمية بزاوية هامل في الجزائر، ومنها ثلاث نسخ في المكتبة الوطنيّة في الجزائر ضمن مجموع رقمه: [1830] و آخر رقمه: [389] و آخر رقمه: [929].اهـ والله أعلم


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التنبيه الثاني: كثير من الطلبة لا يفرقون بين منظومة "الْمَوْرِثِ لِمُشْكِلِ الْمُثَلَّثِ" و المتن المعروف بـ "مُثَلَّثِ قُطْرُبِ" للإمام النحوي اللغوي أبي علي محمد بن المستنير بن أحمد البصري، مولى سالم بن زيادة، المعروف بـ "قطرب" بضم القاف وسكون الطاء المهملة وضم الراء وبعدها باء موحدة؛ وهو من تلاميذ سيبويه، وأخذ عن جماعة من العلماء البصريين، وكان حريصا على الاشتغال والتعلم، وكان يبكر إلى سيبويه قبل حضور أحد من التلامذة، فقال له يوما: ما أنت إلا قطرب ليل، فبقي عليه هذا اللقب، وقطرب: اسم دويبة لا تزال تدب ولا تفتر.
له تصانيف كثيرة منها: «معاني القرآن» لم يسبق إلى مثله، وعليه احتذى الفراء، و«الاشتقاق»، و«القوافي»، و«المثلث» وهو الذي نظم عليه الشيخ عبد العزيز المغربي، و«النوادر»، و«الصفات»، و«الأصوات»، و«العلل في النحو»، و«الأضداد»، و«الهمز»، و«خلق الإنسان»، و«خلق الفرس»، و«إعراب القرآن»، و«المصنف الغريب» في اللغة، وكتاب «الرد على الملحدين في متشابه القرآن»، وكتاب «غريب الآثار»، وكتاب «فعل وأفعل»، و«الأزمنة» وغير ذلك.
وهو أول من وضع المثلث في اللغة، وكتابه وإن كان صغيرا لكن له فضيلة السبق، وهو نثر ، وليس نظما كما توهم كثير من العلماء، ويوجد عندي صفحة من مخطوطته الصغيرة الحجم، وأما (المثلثات) فمن نظم سديد الدين المهلبي البهنسي، المتوفى عام: (685 هـ) وليس لقطرب، و قد كان قطرب يرى رأي المعتزلة النظامية، ولما صنف كتابه في التفسير أراد أن يقرأه في الجامع فخاف من العامة وانكارهم عليه لأنه ذكر فيه مذهب أهل الاعتزال، فاستعان بجماعة من أصحاب السلطان ليتمكن من قراءته في الجامع، واتصل بأبي دلف العجلي وأدب ولده، وأخذ عنه ابن السكيت وقال: كتبت عنه قمطرا ثم تبينت أنه يكذب في اللغة فلم أذكر عنه شيئا.
واتهمه غير واحد بالكذب في اللغة، قال الحافظ السيوطي في ترجمته في "البغية": "ولم يكن ثقة" .اهـ أي: في اللغة، وهذا ما يظهر من كلام أبي منصور الأزهري، وثعلب، والزجاج، والداودي المالكي، ومع هذا فقد وثقه غير واحد من الحفاظ والائمة، قال الحافظ السيوطي في "المزهر": " كان حافظا كثير النوادر والغرائب".اهـ ووثقه الخطيب البغدادي في التاريخ بقوله: " كان موثقا فيما يحكيه " .اهـ ونحو هذا قال جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي في كتابه: " إنباه الرواة على أنباه النحاة " ومثله الزبيدي، وقال ابن خلكان في "الوفيات" :" كان من أئمة عصره" اهـ وقال العلامة مجد الدين الفيروزآبادي في "البغية": " وكان عالما ثقة، روى عنه الجلة".اهـ وقال الحافظ الذهبي في "التاريخ" : " روى عَنْهُ: محمد بْن الْجَهْم السمري، وغيره، وكان موثقًا فيما ينقله.اهـ

توفي سنة ست ومائتين (206 هـ)، قبل الفراء بسنة.اهـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر ترجمته في: انباه الرواة للقفطي (3/ 219)، البداية والنهاية لابن كثير (10/ 259)، تاريخ الاسلام للذهبي (وفيات 206)، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (3/ 298)، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة (1/ 126)، العبر (1/ 35)، الفهرست لابن النديم (52)، الكامل لابن الأثير (6/ 380)، لسان الميزان لابن حجر العسقلاني (5/ 378)، مرآة الجنان لليافعي (2/ 31)، مراتب النحويين (67)، معجم الأدباء (7/ 105)، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده (1/ 160)، نزهة الألباء (91)، وفيات الأعيان لابن خلكان (3/ 439).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التنبيه الثالث: إن بعض الكتاب الوهابيين ممن ليس عندهم أمانة علمية؛ قد زوروا المنظومة، فبعض بحذف بعض أبياتها كما فعل "عمار الخميسي" صاحب كتاب: " شرح نظم مثلث قطرب" الذي طبع مؤخرا بدار ابن حزم، مع ما فيه من الاخطاء قد ننبه عليها عند شرحنا الذي سيصدر قريبا –إن شاء الله – والابيات المحذوفة هي قوله:

وَسَلْ مِنَ المَوْلَى العَلِيْ ... غُفْرَانَ كُلِّ الزَّلَلِ
ثُمَّ قَبُولَ العَمَلِ ... بِالمُصْطَفَى المُقَرَّبِ.
صَلَّى عَلَيْهِ ذُو العُلا ... مَا هَطَلَتْ مُزْنٌ عَلَى
رَبْعٍ فَأَضْحَى مُبْقِلا ... مِنْ كُلِّ نَوْعٍ طَيِّبِ


ومنهم من يحذف البيت الذي فيه التوسل فقط، ومنهم حرفه وغيره كما فعل بعض تلامذة الشيخ المغراوي زاعمين تصحيحه لما فيه من توسل غير مشروع فقال:

متابعًا في العملِ ... للمصطفى المقرّبِ
بدلا من قول الناظم:
ثُمَّ قَبُولَ العَمَلِ ... بِالمُصْطَفَى المُقَرَّبِ.

ولا شك أن ما يفعله هؤلاء من التزوير حرام وكبيرة من الكبائر المتوعد عليها، بل هو أعظم وأشنع من الكذب وشهادة الزور، لان الكذب وشهادة الزور تتعلق بالاقوال، أما التزوير فيشمل الاقوال والافعال، قال تعالى متوعدا أهل الزور والكذب:
{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج: 30] وقال: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} [المجادلة: 2] وقال: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [النحل: 105] {وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة: 107].
وأخرج البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:
«ألا أنبئكم بأكبر الكبائر» قلنا: بلى يا رسول الله، قال: " الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور، ألا وقول الزور، وشهادة الزور " فما زال يقولها، حتى قلت: لا يسكت.اهـ
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَدَعِ الزُّورَ وَالْجَهْلَ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».اهـ
واخرج مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «... وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا»
واخرج ايضا عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ: " ... أَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا، وَالْخَائِنُ الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ، وَإِنْ دَقَّ إِلَّا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ «وَذَكَرَ» الْبُخْلَ أَوِ الْكَذِبَ وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ " .اهـ
وعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ أُمَّتِي القَرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ـ قَالَ: وَلَا أَعْلَمُ ذَكَرَ الثَّالِثَ أَمْ لَا ـ ثُمَّ يَنْشَأُ أَقْوَامٌ يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَفْشُو فِيهِمُ السِّمَنُ ".اهـ

فهذا الذي ارتكب هؤلاء من التزوير والتحريف والكذب؛ هو اعتداء شرعي وقانوني على آراء وحقوق المؤلفين من علماء السلف الصالح الذين لايستطيعون مقاضاتهم فى الدنيا بل عند الديان فى الآخرة إن لم يتوبوا من جريمتهم هذه، ولا غرو ولا عجب فقد تجرؤوا على أعظم من هذا فزوروا أيضا: كتاب (الأذكار ) للإمام محيى الدين النووي وذلك فى طبعة (دار الهدى ) بالرياض سنة (1409هـ) و حاشية الصاوي على تفسير الجلالين، و (حاشية ابن عابدين الشامي) وغيرها كثير، وما توهموا من عدم مشروعية التوسل بسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؛ قول مردود شاذ عن عمل جمهور العلماء، وهم في إنكارهم التوسل محجوجون بالكتاب ، والسنة والعمل المتوارث والمعقول، وقد ألف كثير من العلماء في بيان جواز التوسل، منهم حافظ العصر الامام عبد الله بن الصديق الغماري، ألف كتاب:" إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم" ومنهم: ابو حامد بن مرزوق ألف كتاب: " التو سل بالنبي وجهلة الوهابيين" ومنهم: الإمام العلامة الفقيه محمد زاهد الكوثري الف كتاب: "محق التقوّل في مسألة التوسل". العلامة محمود سعيد ممدوح الف كتاب: "رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة" وغيرهم كثير، فمن أراد أن يعلم الحق في المسألة؛ فليرجع اليهم، وهناك اشياء أخرى سننبه عليها أثناء شرحنا للمنظومة – ان شاء الله – مثل ذكر الروايات المختلفة في بعض الابيات، وبعض التصحيفات التي في بعض النسخ وغير ذلك، وبالله التوفيق

قال الشيخ سيدي عبد العزيز المكناسي المغربي – رحمه الله تعالى -:


1.حَمْداً لِبَارِئِ الأَنَامْ ... ثُمَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامْ
2.مَا نَاحَ فِي دَوْحٍ حَمَامْ ... عَلَى الرَّسُولِ العَرَبِيْ
3.وَ آلِهِ وَصَحْبِهِ ... ومَنْ تَلَا مِنْ حِزْبِهِ
4.سَبِيلَهُ فِي حُبِّهِ ... علَى مَمَرِّ الحِقَبِ
5.وَبَعْدُ فَالقَصْدُ بِمَا ... نَظَمْتُهُ شَرْحٌ لِمَا
6.قَدْ كَانَ قَبْلُ نُظِمَا ... مُثَلَّثَاً لِقُطْرُبِ
7.مُقَدِّمَاً فَتْحَاً عَلَى ... كَسْرٍ فَضَمٍّ مُسْجَلَا
8.وَهَكَذَا عَلَى الوِلا ... نَظْمَاً عَلَى التَّرَتُّبِ
9.سَمَّيْتُهُ بِالْمَوْرِثِ ... لِمُشْكِلِ المُثَلَّثِ
10.مِنْ غَيْرِ مَا تَرَيُّثِ ... مَنْ لِي بِنَيْلِ الأرَبِ
11.وَسَلْ مِنَ المَوْلَى العَلِيْ ... غُفْرَانَ كُلِّ الزَّلَلِ
12.ثُمَّ قَبُولَ العَمَلِ ... بِالمُصْطَفَى المُقَرَّبِ

13.صَلَّى عَلَيْهِ ذُو العُلا ... مَا هَطَلَتْ مُزْنٌ عَلَى
14.رَبْعٍ فَأَضْحَى مُبْقِلا ... مِنْ كُلِّ نَوْعٍ طَيِّبِ
15.الغَمْرُ مَاءٌ غَزُرَا ... وَالغِمْرُ حِقْدٌ سُتِرَا
16.وَالغُمْرُ ذُو جَهْلٍ سَرَى ... فِيهِ وَلَمْ يُجَرِّبِ
17.تَحِيَّةُ المَرْءِ السَّلامْ ... وَاسْمُ الحِجَارَةِ السِّلَامْ
18.وَالعَرْقُ فِي الكَفِّ السُّلامْ ... رَوَوْهُ فِي لَفْظِ النَّبِيْ
19.أَمَّا الحَدِيثُ فَالكَلامْ ... وَالجُرْحُ فِي المَرْءِ الكِلامْ
20.وَالمَوْضِعُ الصُّلْبُ الكُلامْ ... لِلْيُبْسِ وَالتَّصَلُّبِ
21.والحَرَّةُ الحِجَارَةْ ... وَالحِرَّةُ الحَرَارَة
22.وَالحُرَّةُ المُخْتَارَةْ ... مِنْ مُحْصَنَاتِ العَرَبِ
23.والحَلْمُ ثَقْبٌ فِي الأَدِيمْ ... والحِلْمُ مِنْ خُلْقِ الكَرِيمْ
24.وَالحُلْمُ فِي النَّومِ النَّعِيمْ ... بالصَّدْقِ أَوْ بِالكَذِبِ
25.والسَّبْتُ يَوْمٌ عُهِدَا ... وَالسِّبْتُ نَعْلٌ حُمِدَا
26.وَالسُّبْتُ نَبْتٌ وُجِدَا ... في مَعْمَرٍ أَوْ سَبْسَبِ
27.وَشِدَّةُ الحَرِّ السَّهَامْ ... وَلِلنِّبَالِ قُلْ سِهَامْ
28.وَلِضِيَا الشَّمْسِ السُّهَامْ ... فِي مَشْرِقٍ أَوْ مَغْرِبِ
29.وَدَعْوَةُ العَبْدِ الدُّعَا ... وَدِعْوَةُ المَرْءِ ادِّعَا
30.وَدُعْوَةٌ مَا صُنِعَا ... للأَكْلِ وَقْتَ الطَّلَبِ
31.والشَّرْبُ جَمْعُ النُّدَمَا ... والشِّرْبُ حَظٌّ قُسِمَا
32.وَالشُّرْبُ فِعْلٌ عُلِمَا ... وَقِيلَ: مَاءُ العِنَبِ
33.والخَرْقُ مَا قَدْ عَظُمَا ... والخِرْقُ حُرٌّ كَرُمَا
34.وَالخُرْقُ حُمْقُ اللُّؤَمَا ... فَمِنْهُ كُنْ ذَا هَرَبِ
35.عَذلُكَ للْمَرْءِ اللَّحَا ... وَقِشْرَةُ العُودِ اللِّحَا
36.وَجَمْعُ لِحْيَةٍ لُحَا ... بِالضَّمِّ وَالكَسْرِ حُبِ
37.والقَسْطُ جَوْرٌ رُفِضَا ... وَالقِسْطُ عَدْلٌ فُرِضَا
38.وَالقُسْطُ عُودٌ مُرْتَضَى ... ِلعَرْفِهِ المُطَيَّبِ
39.والعَرْفُ رِيحٌ طَيِّبُ ... والعِرْفُ صَبْرٌ يُنْدَبُ
40.وَالعُرْفُ أَمْرٌ يَجِبُ ... عنْدَ ارْتِكَابِ الرِّيَبِِ
41.لِجِنَّةٍ قُلْ لَمَّهْ ... وشَعْرُ رَأْسٍ لِمَّهْ
42.وَجَمْعُ نَاسٍ لُمَّهْ ... مَا بَيْنَ شَيْخٍ وَصَبِي
43.والمَسْكُ جِلْدٌ يَا غُلاَمْ ... وَالمِسْكُ مِنْ طِيبِ الكِرَامْ
44.وَالمُسْكُ بُلْغَةُ الطَّعَامْ ... تكْفِي الفَتَى مِنْ نَشَبِ
45.والحَجْرُ فِي الثَّوبِ الأمَامْ ... والحِجْرُ بِالبَيتِ الحَرَامْ
46.وحُجْرُ وَالِدُ الهُمَامْ … اِمْرِىءِ قَيْسِ العَرَبِ
47.والسَّقطُ ثَلجٌ قَدْ عَرَا ... وَالسِّقْطُ مَا تَرْمِي المَرَا
48.وَالسُّقط زَنْدٌ قَدْ وَرَى ... فِي ضَوْءِهِ وَالغَيْهَبِ
49.قُلْ ثُلَّةٌ فِي صَرَّهْ ... وقِرَّةٌ فِي صِرَّهْ
50.وَخِرْقَةٌ فِي صُرَّهْ ... مشْدُودَةٌ مِنْ ذَهَبِ
51.والعُشْبُ يُدْعَى بِالكَلاَ ... ولِلْحِرَاسَةِ الكِلاَ
52.وَجَمْعُ كُلْيَةٍ كُلاَ ... مِنْ كُلِّ حَيٍّ ذِي أَبِ
53.والجَدُّ وَالِدُ الأَبِ ... وَالجِدُّ ضِدُّ اللَّعِبِ
54.وَالجُدُّ عِنْدَ العَرَب ... اَلْبِيرُ ذَاتُ الخَرَبِ
55.جَارِيَةٌ إِحْدَى الجَوَارْ ... ومَصْدَرُ الجَارِ الجِوَارْ
56.وَرَفْعُ صَوْتٍ الجُوَارْ ... منْ وَجَعٍ أَوْ كَرَبِ
57.وَدَارُهُ قَدْ عَمَرَتْ ... عِمَارَةً وَعَمِرَتْ
58.نَفْسُ الفَتَى وَعَمُرَتْ ... أرْضُكَ بَعْدَ الخَرَبِ
59.طَيْرٌ شَهِيرٌ الحَمَامْ ... وَالمَوْتُ قُلْ فِيهِ: الحِمَامْ
60.وَعَلَماً جَاءَ الحُمَامْ ... عَلَى فَتَىً مُنْتَسِبِ
61.جَمَاعَةُ النَّاسِ المَلاَ ... وَقُلْ: أَوَانِيهِمْ مِلاَ
62.وَلُبْسُهُمْ هِيَ المُلاَ ... مِنْ عَبْقَرٍ مُذَهَّبِ
63.والشَّكْلُ عَيْنُ المِثْلِ ... وَالشِّكْلُ حُسْنُ الدَّلِّ
64.وَالشُّكْلُ قَيْدُ الغُلِّ ... مَخَافَةَ التَّوَثُّبِ
65.مُتَّصِلُ الرَّمْلِ الرَّقَاقْ ... وَفِي مَسِيلِ المَا الرِّقَاقْ
66.وَالخُبْزُ إِنْ رَقَّ الرُّقَاقْ ... يُقَالُ عِنْدَ العَرَبِ
67.وَسُؤْرُ لَيْثٍ قَمَّهْ ... ورَأسُ طُورٍ قِمَّهْ
68.بِكَسْرِهَا وَالقُمَّهْ ... مَزْبَلَةٌ لِلْقَشَبِ
69.والصَّلُ صَوتٌ بَيِّنُ ... وَالصِّلُ حَنْشٌ لَيِّنُ
70.وَالصُّلُ لَحمٌ مُنتِنُ ... طُبِخَ أو لَمْ يَطِبِ
71.ظَبْيٌ كَحِيلٌ الطَّلاَ ... وَالخَمْرُ قُلْ فِيهِا الطِّلاَ
72.وَطُلْيَةٌ مِنَ الطُّلاَ ... جِيدُ الفَتَى المُذَهَّبِ
73.شَجَّةُ رَأْسٍ أَمَّةْ ... تُدْعَى وَقَالُوا: إِمّهْ
74.لِنِعْمَةٍ وَأُمَّهْ ... مِنْ عَجَمٍ وَعَرَبِ
75.أَمَّا الغَزَالُ فَالرَّشَا ... َوالحَبْلُ لِلدَّلْوِ الرِّشَا
76.وَبذْلُ مَالٍ الرُّشَا ... لحَاكِمٍ مُسْتَكْلِبِ
77.حَبُّ القَرَنْفُلِ الزَّجَاجْ ... وَزُجُّ الاَرْمَاحِ الزِّجَاجْ
78.وَلِلْقَوَارِيرِ الزُّجَاجْ ... وَهُوَ سَرِيعُ العَطَبِ
79.كُنَاسَةُ البَيْتِ اللَّقَا ... والزَّحْفُ لِلحَرْبِ اللِّقَا
80.وَأَنْتَ أَحْرَقْتَ اللُّقَا ... مِنْ عَسَلٍ بِاللَّهَبِ
81.والحُمَّةُ اسْمُ المَنَّهْ ... وَالاِمْتِنَانُ المِنَّةْ
82.وَالقُوَّة ُاسْمُ المُنَّهْ ... وَهْيَ دَلِيلُ الغَلَبِ
83.والمَتْنُ لِلْمَرْءِ القَرَا ... نُزُولُ ضَيْفٍ القِرَا
84.وَجَمْعُ قَرْيَةٍ قُرَى ... كَمَكَّةٍ وَيَثْرِبِ
85.رِيقُ الحَبِيبِ الظَّلْمُ ... وَفِي النَّعَامِ الظِّلْمُ
86.فَحْلٌ وَأَمَّا الظُّلْمُ ... فَالْجَوْرُ مِنْ ذِي غَضَبِ
87.والقَطْرُ غَيْثٌ سَاكِبُ ... وَالقِطْرُ صُفْرٌ ذائِبُ
88.وَالْقُطْرُ عُودٌ جَلبُوا ... مِنْ عَدَنٍ فِي الْمَرْكَبِ
89.هَذَا تَمَامُ شَرْحِ مَا ... نَظَمَ مَنْ تَقَدَّمَا
90.مِنْ أُدَبَاءِ العُلَمَا ... مُثَلَّثَاً لِقُطْرُبِ
91.هَذَّبَهُ بالْحُبِّ ... رَجَاءَ عَفْوِ الرَّبِّ
92.عَمَّا جَنَى مِنْ ذَنْبِ ... عَبْدُ العَزِيزِ المَغْرِبِيْ
93.مُصَلِّياً مُسَلَّمَا ... عَلَى رَسُولِ الكُرَمَا
94.مُحَمَّدٍ مَنْ قَدْ سَمَا * على جميعِ العربِ
95.وَالآلِ وَالأَصْحَابِ مَا ... لاَحَ بَرِيقُ يَثْرِبِ

تحقيق وضبط : أبو محمد جلال الدين أصياد الهلالي الجعفري
ليلة الجمعة 04 من شهر ربيع الثاني 1434 هـ

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الشيخ جلال الدين أصياد
الشيخ جلال الدين أصياد
Admin

عدد المساهمات : 248
نقاط : 680
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 43
الموقع : www.toubkal-hilala.roo7.biz

https://toubkal-hilala.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى