منتدى المدرسة العتيقة توبكال هلالة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حكم قول: اللهم صلي على محمد

اذهب الى الأسفل

حكم قول: اللهم صلي على محمد Empty حكم قول: اللهم صلي على محمد

مُساهمة من طرف الشيخ جلال الدين أصياد السبت ديسمبر 29, 2012 9:18 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ملء القلوب والضمائر، وفوق وسع الحامد والشاكر. أحمده سبحانه كما يجب لجلاله، وأصلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإني وجدت في بعض المواقع فتوى تقول:
بأنه يجوز قول القائل: " اللهم صلي على سيدنا محمد" بإثبات الياء في فعل الامر للدعاء، لأن هذه لغة سمعت من بعض العرب، وكان سؤال السائل هو:
" كثير من الناس ، بل أكثر الناس تقول وتكتب : اللهم صلي على سيدنا محمد ، وهذا خطأ لغوي فاحش ، لأن ماضي الفعل هو( صلى ) وهو منتهي بالألف ، والألف حرف علة ، والقاعدة النحوية تقول : الفعل المعتل الآخر يبنى على حذف حرف العلة ، لذلك فعند فعل الأمر منه ( والمراد من الأمر هنا الدعاء ) يجب حذف حرف العلة فنقول : صلِّ بالتشديد والكسر ، وإنما قلت إنه خطأ فاحش لأنه بإثبات الياء يكون للمخاطبة المؤنثة - حاشا لله - كما نقول : صل يازيد وصلي ياهند ، لذلك فليس من اللائق أن نقول : اللهم صلي . لأن المخاطب هنا هو الله عز وجل، - هل هذا الكلام صحيح؟.انتهى السؤال.

قلت: اعلم أيها الطالب أنه يوجد من العلماء المتقدمين من قال: بأنه يجوز إبقاء حرف العلة في الفعل المضارع أو الامر في حالة الجزم ، واستدلوا بأدلة منها:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – ما جاء في إثبات الالف في حالة الجزم |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أ) – قوله تعالى: {لَا تَخَفْ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى } [طه: 77] في قراءة حمزة "تخشى" بإثبات الالف مع أنه معطوف على مجزوم.

الاعراب: "لا" ناهية جازمة "تخف" فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره، وفاعله ضمير مستتر، تقديره أنت "دركا" مفعول به والجملة استئنافية، "الواو" استئنافية، "لا" نافية "تخشى" فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الالف منع من ظهورها التعذر، والجملة استئنافية أيضا.

الشاهد: قوله: "لا تخشى" زعموا أنه معطوف على "تخف" وهو مجزوم، فيكون "تخشى" أيضا مجزوما.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب ) - قوله: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى} [الأعلى: 6] في قراءة الجمهور بإثبات الالف في "تنسى".

الاعراب: "السين" حرف استقبال و"نقرئك" فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر تقديره نحن و"الكاف" مفعول به و"الفاء" حرف عطف و"لا" نافية و"تنسى" فعل مضارع مرفوع، وقيل: "لا" ناهية و"تنسى" فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وعليه فإن الألف، أتي به دعامة لفتح السين ليوافق رؤوس الآي كقوله: السبيلا.

الشاهد: قوله: "تنسى" زعموا أنه مجزوم بلا الناهية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ج) - قول عبد يغوث الحارثي:
[من الطويل ]

وَتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ ... كَأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي أَسِيرا يَمَانِيَا.

التخريج: البيت لعبد يغوث بن وقاص الحارثي في الأغاني 16/ 258؛ وخزانة الأدب 2/ 196، 202؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 76؛ وشرح اختيارات المفضل ص768؛ وشرح شواهد الإيضاح ص414؛ وشرح شواهد المغني 2/ 675؛ ولسان العرب 3/ 517 "هذذ"؛ 5/ 75 "قدر"، 6/ 115 "شمس"؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 15؛ وشرح المفصل 5/ 97، 10/ 107؛ والمحتسب 1/ 69.

اللغة: شيخة: امرأة عجوز. عبشمية: نحت مشتق من آل عبد شمس, يمانيا: نسبة إلى اليمن.

المعنى: أن امرأة عجوز من بني عبد شمس تضحك ساخرة مني ، وكأنني الأسير الأول من اليمن في قومها، وكان عبد يغوث بن وقاص الحارثي أسر يوم الكلاب، أسرته التيم، وكانوا يطلبونه بدم رجل منهم، فعلم أنه مقتول، فقال هذا الشعر بنوح على نفسه.

الإعراب: "الواو": حسب ما قبلها، و"تضحك": فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. "مني": جار ومجرور متعلقان بالفعل تضحك و"النون": للوقاية. "شيخة": فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. "عبشمية": صفة مرفوعة بالضمة الظاهرة. "كأن": حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه محذوف. "لم": حرف نفي وقلب وجزم. "ترى": فعل مضارع مجزوم بحذف الألف، والالف الموجودة فيه للإشباع، وقيل: مجزوم بالسكون المقدر على الالف، أو السكون بحذف الحركة المقدرة. و"الفاعل": ضمير مستتر جوازا تقديره هي، أو أنت، "قبلي": ظرف زمان منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء لانشغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، متعلق بالفعل "تر" و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أسيرا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. يمانيا: صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة.
وجملة "وتضحك شيخة" ابتدائية لا محل لها. وجملة "كأن لم ترى ... ": حالية محلها النصب. وجملة "لم تر أسيرا": في محل رفع خبر كأن.

الشاهد فيه قوله: "لم ترى" بإثبات الالف مع دخول حرف الجزم عليه، قالوا هذه لغة مسموعة، وهو مجزوم، وعلامة جزمه السكون المقدر على حرف العلة قبل مجيء الجازم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د) - قول الحصين بن قعقاع:
[من الكامل]

ما أنس لا أنساه آخر عيشتي ... ما لاح بالمعزاء ريع سراب

التخريج: البيت نسبه البغدادي في شرح الشواهد إلى الحصين بن قعقاع بن معيد بن زرارة، مع بيت قبله، نقلا عن ابن الأعرابي في نوادره، والبيت الذي قبله:
بَكَرَ النَّعِيُّ بِخَيْرِ خِنْدَفَ كُلِّهَا ... بِعُتَيْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شهاب
ينظر البيت في: المفصل: 388، وشرحه لابن الحاجب 2/ 359 "273"، وابن يعيش: 10/ 107، وشرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية" 1/ 312, وشرح الشواهد للبغدادي: 413 "198".

اللغة: المعزاء بفتح الميم: أرض حزنة ذات حجارة صلبة، و الريع: الرجوع، وريعان الشباب: اوله، والريع أيضاً: الزيادة، ومنه حديث عمر رضي الله عنه: املكوا العجين فإنه أحد الريعين، والسراب: ما يكون نصف النهار على وجه الأرض، يظهر جاريا كأنه الماء، ورَاعَ السَّرَابُ يَريع: أي جاء وذهب، وكذلك تَرَيَّع السَّرَابُ تَرَيُّعاً.

المعنى: مهما أنس من شئ من الأشياء لا أنس هذا الميت أبدا الى آخر عمري .

الاعراب: " ما " اسم شرط يجزم فعلين، "أنس" فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، "لا" ناهية، "أنساه" جواب الشرط مجزوم بحذف حرف العلة، والالف الموجودة فيه للإشباع، وقيل: مجزوم بالسكون المقدر على الالف، أو السكون بحذف الحركة المقدرة، "آخر" منصوب على الظرف وهو مضاف، و"عيشتي" مضاف إليه، "ما" مصدرية دوامية، "لاح" فعل ماض مبني على الفتح، "بالمعزاء" متعلق بلاح، "ريع" فاعل مرفوع وهو مضاف، "سراب" مضاف اليه.

الشاهد: إثباته الألف في "أنساه" وأعربوه كما أعربوا الاول.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هـ) - قول رؤبة بن العجاج:
[من مشطور الرجز]

إِذَا العَجُوزُ غَضِبَتْ فَطَلِّقِ ... وَلاَ تَرَضَّاهَا وَلاَ تَمَلَّقِ

التخريج: ينسب لرؤبة بن العجاج وهو في "ديوانه: 179" والخصائص لابن الجني: 1/ 307، والمنصف: 2/ 115، والإنصاف لابن الأنباري: 16، والمفصل: 388، وشرحه لابن الحاجب: 2/ 460 "274", وشرح الشافية للرضي: 3/ 185 "155"، وشرحه على الكافية (4/ 25)، وشرح الشواهد للبغدادي: 409 "194", والخزانة: 3/ 533 "635" و اللباب في علل البناء (2/ 109)، وسر صناعة الإعراب (1/ 78)، المحكم والمحيط الاعظم (8/244)، والمخصص (4/172و201) تاج العروس (38/158)، لسان العرب (14/324).

اللغة: "لا ترضاها" أصله تترضاها فحذف إحدى التاءين، ومعناه لا تتطلب رضاها، وقوله "لا تملق" أصله لا تتملق، فحذف إحدى التاءين أيضا، ومعناه لا تتكلف المَلَق إليها: والمَلَقُ، الود واللطف الشديد .

المعنى: إذا غضبت العجوز وخاصمتك فطلقها ولا ترفق بها.

الإعراب: "إذا" إذا ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط متعلق بطلق "العجوز" مرفوع بفعل محذوف يفسره الظاهر بعده أي: إذا غضبت العجوز, "غضبت" فعل ماض والتاء للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي, "فطلق" الفاء واقعة في جواب الشرط وطلق: فعل أمر وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت, "ولا ترضاها" جملة من الفعل والفاعل والمفعول عطف على قوله فطلق, مجزوم بحذف حرف العلة، والالف الموجودة فيه للإشباع ضرورة، وقيل: مجزوم بالسكون المقدر على الالف، أو السكون بحذف الحركة المقدرة، "ولا تملق" جملة معطوفة على قوله ولا ترضاها .

الشاهد: قوله: "ولا ترضاها" حيث أثبت الشاعر فيه الألف، وقالوا فيه مثل ما تقدم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 – ما جاء في إثبات الواو في حالة الجزم |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أ) - – قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]

الاعراب: «و» حرف عطف «أَنَّ» حرف مشبّه بالفعل «الْمَساجِدَ» اسم أن «لِلَّهِ» لفظ الجلالة متعلق بمحذوف خبر أن والجملة معطوفة على ما قبلها « الفاء » حرف استئناف، «لا» ناهية جازمة « تدعوا» فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل للجماعة «مَعَ اللَّهِ» ظرف مضاف إلى لفظ الجلالة و «أَحَداً» مفعول به والجملة مستأنفة لا محل لها.

الشاهد: قوله: " تَدْعُوا" زعم الخليل بن أحمد الفراهيدي -رحمه الله- في كتابه الجمل في النحو (ص: 222) أن الفعل المضارع ههنا لمخاطبة الواحد وإثبات الواو فيه مع أنه يحذف في الجزم للإستخفاف، ولكنه قال: "هذا فيما ذكر لي بعض أهل المعرفة".اهـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب) – قول أبي عمرو زبان بن العلاء:
[من البسيط]

هَجَوْتَ زَبَّانَ ثُمَّ جِئْتَ معتذرا * من هجو زبان لَمْ تَهْجُو ولَمْ تَدَعِ

التخريج: البيت لزبان بن العلاء في معجم الأدباء 11/ 158، وبلا نسبة في تاج العروس 3/ 9 "زبب" "زبن"، والإنصاف 1/ 24، وخزانة الأدب 8/ 359، والدرر 1/ 72، وسر صناعة الإعراب 2/ 630، وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 184، وشرح شواهد الشافية ص406، وشرح المفصل 10/ 104، ولسان العرب 15/ 492 "يا"، والمقاصد النحوية 1/ 234، والممتع في التصريف 2/ 537، والمنصف 2/ 115، وهمع الهوامع 1/ 52، ونزهة الألباء ص 31 ، والبيت من شواهد معاني القرآن للفراء (1/ 162)، والأمالي الشجرية (1/ 85)، وضرائر الشعر ص 45، وشرح التسهيل لابن مالك 1/ 59، والارتشاف (3/ 277)، وتوضيح المقاصد (1/ 118)، والعيني (1/ 234)، والتصريح (1/ 87)، وشرح الأشموني (1/ 103).

اللغة: زبان: اسم رجل.

المعنى: لقد شتمت زبان، ثم اعتذرت له، فكأنك لم تشتمه، ولم تتركه سالما.

الاعراب: "هجوت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. "زبان": مفعول به منصوب بالفتحة. "ثم": حرف عطف. "جئت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "معتذرا": حال منصوب بالفتحة. "من هجو": جار ومجرور متعلقان بالفعل "جئت". "زبان": مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. "لم": حرف جزم ونفي وقلب. "تهجو": فعل مضارع مجزوم بـ"لم" وعلامة جزمه حذف حرف العلة، و"الواو" زائدة للضرورة الشعرية. والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت". "ولم": "الواو": للعطف، "لم": حرف جزم ونفي وقلب. "تدع": فعل مضارع مجزوم بـ"لم" وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت".
وجملة "هجوت": ابتدائية لا محل لها. وجملة "جئت": معطوفة على جملة لا محل لها. وجملة "تهجو": في محل نصب حال. وجملة "لم تدع": معطوفة على السابقة فهي مثلها في محل نصب.
الشاهد فيه قوله: "تهجو"، حيث أثبت الشاعر فيه الواو مع انه مجزوم، وقالوا فيه مثل ما تقدم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 - ما جاء في إثبات الياء في حالة الجزم |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أ) – قوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا نَرْتَعِي ونلْعَبْ} [يوسف: 12] في رواية عن قنبل بإثبات الياء في "يرتع" مع سكون الباء في "يلعب".

الاعراب: (أرسله) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت، و (الهاء) مفعول به (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسله) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (غدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أرسله) ، وجملة: «أرسله ... » لا محلّ لها استئنافية، (يرتع) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هو، وجملة: «يرتع..» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. (يلعب) مجزوم معطوف على (يرتع) ، وجملة: «يلعب..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يرتع.

الشاهد: قوله: «نرتعي» بإثبات الياء، مع جزم "نلعب" .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب) – قوله أيضا{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِي وَيَصْبِرْ} [يوسف: 90] في قراءة قنبل "يَتَّقي" بإثبات الياء وصلاً ووقفاً.

الاعراب: (إنّه) حرف مشبّه بالفعل و(الهاء) ضمير الشأن اسم إنّ في محلّ نصب، (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يتّق) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل هو (الواو) عاطفة (يصبر) مثل يتّق معطوف عليه، وأما على إثبات الياء في "يتقي" فإنه يعرب على الرفع، وتعرب "مَنْ" أنها موصولةٌ والفعل صلتُها، فلذلك لم يَحْذف لامَه، وأما "يصبر" بسكون الراء فأجيب عنه بأوجه: أحدها - بأنَّ التسكين لتوالي الحركات. وإنْ كان من كلمتين، ثانيها - جُزِم لمراعاةٌ الشبه اللفظي، ثالثها - أنه سُكِّن للوقف ثم أُجري الوصلُ مجرى الوقفِ. رابعها - أنه إنما جُزم حملاً لـ «مَنْ» الموصولة على «مَنْ» الشرطية؛ لأنها مثلُها في المعنى ولذلك دَخَلَتِ الفاءُ في خبرها، هذا ما أجيب به على هذه الرواية، وجملة: «إنّه من يتّق ... » لا محلّ لها في حكم التعليل، وجملة: «من يتّق ... » في محلّ رفع خبر إنّ، وجملة: «يتّق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من)، وجملة: «يصبر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يتّق ...
الشاهد: قوله: "يتقي" بإثبات الياء، مع جزم "يصبر".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ج) – قول قيس بن زهير بن جذيمة العبسي:
[من الوافر ]

ألَم يأتِيكَ, والأنباءُ تَنمِي ... بِما لاقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيادِ ؟

التخريج: كتاب سيبويه (3/ 316)، شرح شذور الذهب للجوجري (1/ 222)، وسر صناعة الإعراب لابن جني (1/ 78)، (2/ 631)، وشرح الرضي على الكافية (4/ 26)، وشرح شافية ابن الحاجب (3/ 184)، (4/ 408)، ومغني اللبيب لابن هشام (1/ 146، 506)، و شواهد: التصريح: (1/ 87)، والأشموني في (43/ 1/ 46)، وهمع الهوامع: (1/ 52)، والدرر اللوامع: (1/ 28)، ونوادر أبي زيد: ( 203)، وجمل الزجاجي: (373)، والخصائص لابن جني: (1/ 333، 337)، والمحتسب: (1/ 67، 196، 215)، والمنصف: (2/ 81، 114)، وأمالي ابن الشجري: (1/ 84، 215)، والإنصاف: (30) والمقرب: (4، 43)، والخزانة: (3/ 534)، وشرح المفصل: (8/ 24. 10/ 104)، وشرح العيني: (1/ 230)، وشرح شواهد المغني للسيوطي: (113، 173).

اللغة: الأنباء: جمع نبأ، وهو الخبر، وقيل: الخبر أعم منه؛ لأن النبأ خاص بما كان ذا شأن من الأخبار. تنمي: تزيد وتكثر. لبون -بفتح اللام، وضم الباء مخففة: وهي الإبل ذات اللبن. بنو زياد: هم: الربيع، وعمارة، وقيس، وأنس، بنو زياد بن سفيان بن عبد الله العبسي، وأمهم فاطمة بنت الخرشب الأنمارية.

المعنى: ألم يبلغك -والأخبار سرعان ما تنشر وتشيع بين الناس- ما حدث لنياق بني زياد، حيث أخذتها رغما عنهم، وهم الأبطاء الذين يخافهم الناس ويرهبونهم؟!

الإعراب: "ألم" حرف تقرير وجزم، "يأتيك": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، والياء الموجودة فيه للإشباع، وقيل: مجزوم بالسكون المقدر على الياء، أو السكون بحذف الحركة المقدرة، "الكاف" مفعول به، "الواو" للإعتراض، "الانباء" مبتدأ، "تنمي" مضارع مرفوع، "بما": الباء زائدة، وما اسم موصول في محل رفع فاعل لـ "يأتيك" وجملة "الأنباء تنمي" الاسمية معترضة بين الفعل، وفاعله، لا محل لها، "لاقت" فعل ماض، "لبون" فاعل وفي رواية قلوص، "بني زياد" مضاف ومضاف إليه ...

الشاهد: في "يأتيك" ووجه الاستشهاد: مجيء "يأتي" مجزوما بـ "لم" غير أن ياءه ثبتت، ولم تحذف لدخول الجازم عليه.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجواب عما تقدم عند جمهور العلماء |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 - قوله تعالى: {لَا تَخَفْ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى } [طه: 77].
الجواب عليه: على قراءة حمزة، أن "لاَ تخشى" استئاف، أي: وأنت لا تخشى، أو يكون الألف للاطلاق كما هو في قوله: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10] ومثله الرسولا والسبيلا ، فبطل الاحتجاج بهذه الآية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 - قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى} [الأعلى: 6].
الجواب عليه: أن هذا نفي، فإن الله تعالى أخبر أن نبيه عليه السلام لا ينسى، ولو سلمنا أن هذا نهي، فالألف أيضا للإطلاق كما تقدم في الامثلة السابقة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 - قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18].
الجواب عليه: أن هذا نهي للجماعة وليس للواحد، والدليل على ذلك وجود الألف الفارقة بعد الواو في جميع المصاحف، وهي لا تكتب الا في الأفعال الدالة على الجمع إذا اتصل بها واو الجماعة في حالة النصب او الجزم، وذلك للتفريق بين "واو" جمع المذكر السالم، و "واو" الاسماء الخمسة، و "واو" بعض الاسماء، و "واو" العلة في الفعل المضارع ، ولا تثبت في حالة الافراد باتفاق، ولم أر من استدل بهذا الا الخليل بن أحمد الفراهيدي -رحمه الله- في كتابه الجمل في النحو (ص: 222) فقال: أن الفعل المضارع ههنا لمخاطبة الواحد وإثبات الواو فيه مع أنه يحذف في الجزم للإستخفاف، ولكنه قال: "هذا فيما ذكر لي بعض أهل المعرفة".اهـ
وقد تبين لك أن الاستدلال بهذه الآية وحمل الفعل المضارع على انه لخطاب الواحد، باطل مردود.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 - قوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا نَرْتَعِي ونلْعَبْ} [يوسف: 12]
الجواب عليه: أن هذه رواية ضعيفة لم تثبت كما ذكره ابن عطية، وردها مكي بن ابي طالب، وقال: فيه بعد. وإنما يجوز في الشعر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 - قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِي وَيَصْبِرْ} [يوسف: 90]
الجواب عليه: أن "يتقي" على إثبات الياء فعل مضارع مرفوع، وتعرب "مَنْ" أنها موصولةٌ والفعل صلتُها، فلذلك لم يَحْذف لامَه، وأما "يصبر" بسكون الراء فأجيب عنه بأوجه: أحدها - بأنَّ التسكين لتوالي الحركات، الباء والراء والفاء والهمزة، وإنْ كان من كلمتين، ثانيها - جُزِم لمراعاةٌ الشبه اللفظي، ثالثها - أنه سُكِّن للوقف ثم أُجري الوصلُ مجرى الوقفِ. رابعها - أنه إنما جُزم حملاً لـ «مَنْ» الموصولة على «مَنْ» الشرطية؛ لأنها مثلُها في المعنى ولذلك دَخَلَتِ الفاءُ في خبرها، هذا ما أجيب به على هذه الرواية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 - قول عبد يغوث الحارثي:
[من الطويل ]

وَتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ ... كَأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي أَسِيرا يَمَانِيَا.

الجواب عليه من وجوه:
أ) – أن في البيت روايتين:
أحدها – أن "لم تريْ" للمخاطبة، أي: لم تريْ أنت، فيجزم بالسكون على الاصل، فيكون حينئذ لا شاهد فيه.
ثانيها - أن "لم ترى" للغائبة، أي: لم ترى هي، فيكون على لغة من يقول: راء، مقلوباً من رأى على مثال: خاف، فجُزم، فصار لم ترأ، على مثال ثم خففت الهمزة، فقلبت ألفاً لانفتاح ما قبلها، كما يقال في قوله: قرأ: قرا، وراء: لغة مشهورة، منها قول كثير:
وكلُّ خليلٍ رَاءَنِي فَهْوَ قائل: ... مِن أجْلِكَ هَذَا هَامَةٌ اليومَ أوْ غَدَا
ب) – أنه حذف حرف العلة ثم أشبعت الفتحة في "تر" فنشأت من ذلك ألف.
ج) أن ذلك من الضرورات الشعرية.
د) قال ابن عصفور في ضرائر الشعر (ص: 47)
"ينبغي أن يحمل على أن الألف من ترى بدل من الياء التي هي ضمير المخاطبة والأصل: كأن لم تري، على حد قولهم في ييأس: يائس. ويؤيد ذلك قول رواية من روى: كأن لم تري".اهـ
هـ) قال البغدادي في خزانة الأدب (2/ 201):
هذا البيت من أبيات مغني اللبيب قال القالي في ذيل الأمالي: قال الأخفش: رواية أهل الكوفة كأن لم ترى بالألف وهذا عندنا خطأ والصواب ترى بحذف النون علامة للجزم.
وقال ابن السيد: قوله: كأن لم تري رجوع من الإخبار إلى الخطاب ويروى على الإخبار: وفي إثبات الألف وجهان: أحدهما أن يكون ضرورة والثاني أن يكون على لغة من قال راء. مقلوب رأى فجزم فصار ترأ ثم خفف الهمزة فقلبها ألفا لانفتاح ما قبلها وهذه لغة مشهورة وكأن مخففة واسمها مضمر فيها تقديره على الوجه الأول: كأنك لم تري وعلى الوجه الثاني كأنها لم ترأ.اهـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7) - قول الحصين بن قعقاع:
[من الكامل]

ما أنس لا أنساه آخر عيشتي ... ما لاح بالمعزاء ريع سراب

الجواب عليه: أنه مجزوم بحذف حرف العلة، والالف الموجودة فيه للإشباع ضرورة، وقيل: مجزوم بالسكون المقدر على الالف ، وقيل: السكون بحذف الحركة المقدرة، فيكون بذلك شاذا خارجا عن القياس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- . - قول رؤبة بن العجاج:
[من مشطور الرجز]

إِذَا العَجُوزُ غَضِبَتْ فَطَلِّقِ ... وَلاَ تَرَضَّاهَا وَلاَ تَمَلَّقِ

الجواب عليه من وجوه:
أ) – ذكر ابن جني في سر صناعة الإعراب (1/ 93) و ابن سيده في المحكم (8/ 244): أن بعضهم قد رواه على الوجه الأعرف: "ولا ترضها ولا تملق"..اهـ
ب) – أن ذلك من إشباع الفتحة للضرورة، قال ابن سيده في المحكم (8/ 244): "إنما فعل ذلك لئلا يقول ترضها فيلحق الجزء خبن فافهم ".اهـ
ج) – يحتمل أن يكون جملة خبريَّة، في موضع الحال، كأنه قال: فطَلِّقْ وأنت لا تَرضَّاها. ويكون "ولا تَمَلَّقِ" نهيًا معطوفًا على جملة الأمر التي هي: فطلِّقِ، قاله ابن عصفور، وقال أيضا في ضرائر الشعر (ص: 46):
فينبغي أن يجعل فيه (لا) الداخلة على (ترضاها) نافية والواو واو حال، مثلها في: قمت وأصك عينه، فيكون المعنى، إذ ذاك فطلقها غير مترض لها، ويكون قوله: (ولا تملق) جملة نهي معطوفة على جملة الأمر التي هي (طلق). ولا ينبغي أن تجعل (لا) حرف نهي، لأنها لو كانت للنهي لوجب حذف الألف من ترضاها.اهـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9) - قول أبي عمرو زبان بن العلاء:
[من البسيط]

هَجَوْتَ زَبَّانَ ثُمَّ جِئْتَ معتذرا * من هجو زبان لَمْ تَهْجُو ولَمْ تَدَعِ

الجواب عليه: أن ذلك ضرورة، أو انه حذف حرف العلة ثم أشبعت الضمة في "تهج" فنشأ عن ذلك "واو".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10) - قول قيس بن زهير بن جذيمة العبسي:
[من الوافر ]

ألَم يأتِيكَ, والأنباءُ تَنمِي ... بِما لاقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيادِ ؟

الجواب عليه كالذي سبق، أن ذلك ضرورة، أو انه حذف حرف العلة ثم أشبعت الكسرة في "يأتك" فنشأ عن ذلك "ياء".
وقال ابن جني في سر صناعة الإعراب (1/ 92): "ورواه بعض أصحابنا "ألم يأتك" على ظاهر الجزم.".اهـ فيكون حينئذ لا شاهد فيه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخــــــــــــــــــــلاصـــــــــــة : |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أ) – أن المشهور المستعمل هو حذف حروف العلة في الجزم، فما خالف ذلك فهو شاذ مردود لا يقاس عليه.
ب) – جل هذه الشواهد التي خالفت القياس، مؤولة ومنها ما هو ضعيف لا يثبت، ومنها ما كان للاضطرار....
ج) – أن الجمهور من أئمة العربية لم يقبلوا ذلك، ومنهم من بالغ وشنع على من ارتكب ذلك.
قال أحمد بن فارس في كتابه الصاحبي (ص: 213):
ولا معنى لقول من يقول: إن للشاعر عند الضرورة أن يأتي في شعره بما لا يجوز. ولا معنى لقول من قال:
ألم يأتيك والأنباء تنمي
وهذا وإن صح وما أشبهه من قوله:
لما جفا إخوانه مصعبا
وقوله:
قفا عند مما تعرفان ربوع
فكله غلط وخطأ، وما جعل الله الشعراء معصومين يوقون الخطأ والغلط، فما صح من شعرهم فمقبول، وما أبته العربية وأصولها فمردود.اهـ
و قال سيبويه في الكتاب في باب ضرورة الشعر (3/ 316):
ألم يأتيِكَ والأنبَاءُ تَنْمِي ... بمَا لاقَتْ لَبونُ بي زياد
فجعله حين اضطرّ مجزوماً من الأصل.اهـ
وقال الانباري في الإنصاف في مسائل الخلاف (1/ 26):
ألم يأتِيكَ والأنباء تَنْمِي ... بما لَاقَتْ لَبُونُ بني زِيَاد
أراد "ألم يأتِكَ" فأشبع الكسر فنشأت الياء.
وإشباعُ الحركات حتى تنشأ عنها هذه الحروف كثير في كلامهم، فكذلك ههنا.
وهذا القول ظاهر الفساد؛ لأن إشباع الحركات إنما يكون في ضرورة الشعر كما أنشدوه من الأبيات، وأما في حال اختيار الكلام فلا يجوز ذلك بالإجماع.اهـ
وقال ابن السيد البطليوسي في في شرح أبيات الجمل (ص: 78):
"قول أبي القاسم رحمه الله تعالى[أي: الزجاجي]: إنها لغة خطأ، وقد ذكرنا ذلك.اهـ

وأختم الكلام بقول عباس حسن في النحو الوافي (1/ 185):
أن هذه لغة تذكر لمجرد العلم بها؛ لاستخدامها في فهم النصوص القديمة، الواردة بها، لا لتطبيقها في استعمالنا.اهـ
قلت: وعلى هذا فلا يجوز قول القائل: اللهم صلي على سيدنا محمد، بإثبات الياء في فعل الدعاء، لأن كلما ورد بذلك شاذ ولا يقاس عليه، ولا يجوز ذلك الا في ضرورات الشعر، وقد تقدم أن الانباري المتوفى: (577 هـ) نص أن الاجماع منعقد على ذلك، فقال في الإنصاف في مسائل الخلاف (1/ 26): أن إشباع الحركات إنما يكون في ضرورة الشعر [كما أنشدوه من الأبيات]، وأما في حال اختيار الكلام فلا يجوز ذلك بالإجماع.اهـ
فالسؤال الذي ورد من السائل، هو الصحيح، وما أفتى به ذلك الموقع خطأ ظاهر البطلان، وقول السائل في سؤاله: " والقاعدة النحوية تقول : الفعل المعتل الآخر يبنى على حذف حرف العلة" .اهـ فهذا ليس على العموم، إنما هو خاص بفعل الامر في حالة الجزم، وأما المضارع فيجزم بحذف حرف العلة، ولا يبنى لأنه معرب.
وما وضحناه وبيناه هو الذي لا محيد عنه، وما خالفه فلا يلتفت اليه، ولا يفرح به، وقد تم ما أراد الله تعالى ووفق إليه من توضيح هذه المسألة؛ والحمد لله على نعمائه، والشكر له - سبحانه - على توفيقه، وصلاته وسلامه على خاتم أنبيائه، وعلى آله وصحبه وأوليائه.

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الشيخ جلال الدين أصياد
الشيخ جلال الدين أصياد
Admin

عدد المساهمات : 248
نقاط : 680
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 43
الموقع : www.toubkal-hilala.roo7.biz

https://toubkal-hilala.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى