رواية تبرك الشافعي بأبي حنيفة
صفحة 1 من اصل 1
رواية تبرك الشافعي بأبي حنيفة
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته الى يوم الدين، اما بعد:فقد اخرج الخطيبُ البغدادي في " تاريخ بغداد " (1/123) بسنده فقال :
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الصيمري ، قال : أنبأنا عمر بن إبراهيم المقرئ قال : نبأنا مُكرم بن أحمد قال : أنبأنا عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال : نبأنا علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : إني لأتبرك بأبي حنيفة ، وأجيء إلى قبره في كل يوم - يعني زائراً - فإذا عرضت لي حاجة صليتُ ركعتين وجئت إلى قبره ، وسألت الله تعالى عنده ، فما تبعد عني حتى تُقضى .اهـ
وأخرجه ايضا مفتي الحجاز الشيخ أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه ((الخيرات الحسان في مناقب الإمام أبي حنيفة النعمان)) (ص – 72) طبعة السعادة بجوار محافظة مصر
وابوعبد الله الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد الصَّيْمَرِيّ في أخبار أبي حنيفة وأصحابه (ص: 94).
والخوارزمي في مناقب أبي حنيفة ج 2 ص 199،
والكردري في مناقبه 2 ص 112،
وطاش كبرى زادة في مفتاح السعادة 2 ص .
قلت: رجالها كلهم ثقات، الا عمر بن إسحاق بن إبراهيم، فهو غير معروف، ولكن على الطالب أن يعلم أن هذه الرواية قد تلقاها السواد الاعظم من امة محمد –صلى الله عليه وسلم – بالقبول، ولا عبرة بشرذمة ابن تيمية ومن شذ معه وخرج عن جماعة المسلمين، فقد قبل الحفاظ هذه الرواية بالقبول وذكروها في كتبهم واستدلوا بها، حتى جاء ابن تيمية فضعفها لحاجة في نفس يعقوب كما هي عادته في اتباع هواه، وتبعه على ذلك شرذمة قليلة، ولكل ساقطة لاقطة، فكل من اخرجها فانما استدل بها فدل ذلك على قبولها عندهم.
وروى أبو العلاء صاعد بن أحمد بن أبي بكر الرازي ، في كتابه ((الجمع بين الفتوى والتقوى في مهمات الدين والدنيا)) عن الفقيه الشافعي شرف الدين الدمشقي، المدرس بنظامية بغداد، أنه جرَّب هذا المرويَّ عن الإمام الشافعي رضي الله عنه في مهمة أقلقته ، فجاءه الفرج السريع. ص34 من كتاب تانيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الأكاذيب للعلامة
الكوثري.
فانظر الى الفقيه الشافعي شرف الدين الدمشقي كيف أخذ بهذه الرواية وعمل بها، فكان ذلك تصحيحا لها، وكما لا يخفى، فان من عمل برواية فقد قبلها.
وقال الحافظ الشيخ أحمد بن محمد ابن محمد بن علي بن حجر شهاب الدين أبو العباس المشهور بابن حجر الهيتمي في كتابه ((الخيرات الحسان في مناقب الإمام أبي حنيفة النعمان)) (ص – 72) طبعة السعادة بجوار محافظة مصر :
(الفصل الخامس والثلاثون في تأدب الائمة معه [أي ابوحنيفة] في مماته كما هو في حياته وان قبره يزار لقضاء الحوائج)
"اعلم أنه لم يزل العلماء وذوو الحاجات يزورون قبره ويتوسلون عنده في قضاء حوائجهم ويرون نجح ذلك. منهم الإمام الشافعي رحمه الله لما كان ببغداد، فإنه جاء عنه أنه قال: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله عنده فتقضى سريعا.اهـ
فعبارة الحافظ ابن حجر " فإنه جاء عنه" ظاهرة واضحة بصحة الرواية بل انه أكدها بـ (ان) التي لا تحتمل الريب والشك.
وقال الحافظ عبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشي الحنفي في كتابه الجواهر المضية في طبقات الحنفية (2/ 433)
وَلَقَد رَأَيْت فى بعض التواريخ عَن الإِمَام الشَّافِعِي رَحمَه الله أَنه زار الإِمَام أَبَا حنيفَة بِبَغْدَاد قَالَ فأدركتني صَلَاة الصُّبْح وَأَنا عِنْد ضريحه فَصليت الصُّبْح وَلم أَجْهَر بالبسملة ولاقنت حَيَاء من أبي حنيفَة.اهـ
وذكر الحافظ ابن حجر الهيتمي في "الخيرات الحسان" انه لمّا بلغ الشافعي أنّ أهل المغرب يتوسَّلون بما لك لم ينكر عليهم.اهـ
فكل هذا يدل على قبول هذه الرواية رغم جهالة " عمر بن إسحاق بن إبراهيم " فإياك أخي أن تترك الجماعة وتتبع الشواذ، فكل من شذ شذ في النار...
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى