منتدى المدرسة العتيقة توبكال هلالة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إزالة التهويش والغُبشة عن حديث توسل أمّنا عائشة

اذهب الى الأسفل

إزالة التهويش والغُبشة  عن حديث  توسل أمّنا عائشة  Empty إزالة التهويش والغُبشة عن حديث توسل أمّنا عائشة

مُساهمة من طرف الشيخ جلال الدين أصياد الأحد يونيو 24, 2012 10:58 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فهذا جزء فيه تحقيق القول في حديث توسل أمنا عائشة (رضي الله عنها وأرضاها) والذي أخرجه "عبد الله" بن عبد الرحمن الدارمي في سننه فقال:

(باب ما أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعد موته)

93- حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوْزَاءِ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُحِطَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَحْطًا شَدِيدًا، فَشَكَوْا إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: " انْظُرُوا قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاجْعَلُوا مِنْهُ كِوًى إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ سَقْفٌ. قَالَ: فَفَعَلُوا، فَمُطِرْنَا مَطَرًا حَتَّى نَبَتَ الْعُشْبُ، وَسَمِنَتِ الْإِبِلُ حَتَّى تَفَتَّقَتْ مِنَ الشَّحْمِ، فَسُمِّيَ عَامَ الْفَتْقِ. اهـ سنن الدارمي (1/ 227).اهـ

وكذا في غريب الحديث لإبراهيم الحربي حدثنا ابن أبي الربيع بالاسناد المتقدم . (رقم - 1082 ).

قال الداراني محقق سنن الدارمي في هذا الحديث:
رجاله ثقات وهو موقوف على عائشة (سنن الدارمي (1/ 227)

قلت: إن قصد به موقوف في اللفظ دون الحكم فهو كما قال، وإلا فهذا يعارض ما ثبت في الاصول من كون ما أضيف للصحابي موقوفا، حيث كان للرأي فيه مجال، وإلا فيكون مرفوعا، وقول عائشة هذا ليس مما للرأي فيه مجال، لأنه من العقيدة، فيكون الحديث بذلك مرفوعا وليس موقوفا.

و لا خلاف في أن قول الصحابي فيما لا مجال للإجتهاد فيه حجة، لأنه من قبيل الخبر التوقيفي عن صاحب الرسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا خلاف أيضا فيما أجمع عليه الصحابة صراحة، أو كان مما لا يعرف له مخالف، كما في هذه المسألة التي وقعت أمام جماهير الصحابة ولم ينكر عليها أحد.اهـ

تحرير القول في رواة هذا الحديث:

أولهم :الذي خرج هذا الحديث وهو:
"عبد الله" بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد التميمي الدارمي أبو محمد السمرقندي الحافظ صاحب المسند. اهـ (تهذيب التهذيب لابن حجر(5/ 294).

قال إسحاق بن إبراهيم الوراق :
سمعت عبد الله بن عبد الرحمن، يقول: ولدت في سنة مات ابن المبارك سنة إحدى وثمانين ومئة. اهـ (تهذيب الكمال لأبي الحجاج القضاعي (15/ 216).

قال أحمد بن سيار المروزي : كان حسن المعرفة، قد دون "المسند" و"التفسير". مات في سنة خمس وخمسين ومئتين يوم التروية بعد العصر، ودفن يوم عرفة، وذلك يوم الجمعة، وهو ابن خمس وسبعين سنة. اهـ (تهذيب الكمال (15/ 216).

وقال إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري:
كنا عند محمد بن إسماعيل فورد عليه كتاب فيه نعي عبد الله بن عبد الرحمن فنكس رأسه، ثم رفع واسترجع، وجعل تسيل دموعه على خديه ثم أنشأ يقول:
أن تبق تفجع بالأحبة كلهم • وفناء نفسك لا أبا لك أفجع
(تهذيب الكمال (15/ 217)

قَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد:
قال أبي: كَانَ ثقة وزيادة، وأثنى عَلَيْهِ خيرا . اهـ (تاريخ بغداد: 10 / 29 - 30) .

وَقَال رجاء بن جابر المرجى:
رأيت ابن حنبل، وإسحاق، وابن المديني، والشاذكوني، فما رأيت أحفظ من عَبد الله.
وَقَال أيضا:
ما أعلم أحدًا أعلم بحديث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم من عبد اله بن عبد الرحمن . اهـ (تاريخ بغداد: 10 / 31) .

وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ:
"ثقة مشهور". اهـ (العلل: 1 / الورقة 12) .

وَقَال أبو عبد الله الحاكم:
كان من حفاظ الحديث المبرزين .اهـ (تهذيب التهذيب: 5 / 296) .
وَقَال ابن حجر في "التقريب": ثقة فاضل متقن.

وقال محمد بن بشار بندار:
حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخاري. اهـ (تهذيب الكمال (15/ 214)

قَال محمد بن إِبْرَاهِيمَ بن منصور الشيرازي:
كَانَ على غاية من العقل والديانة من يضرب بِهِ المثل فِي الحلم والدراية، والحفظ والعبادة، والزهادة. أظهر علم الحديث والآثار بسمرقند وذب عنها الكذب، وكان مفسرا كاملا، وفقيها عالما.اهـ

قَال أَبُو حاتم بْن حبان :
كان من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع فِي الدين، ممن حفظ، وجمع، وتفقه، وصنف، وحدث، وأظهر السنة فِي بلده، ودعا إليها، وذب عن حريمها، وقمع من خالفها.اهـ انظر (تهذيب الكمال في أسماء الرجال (15/ 214) وما قبلها.
قلت : قد رأيت أخي الكريم شدة حرص هذا الحافظ على إظهار السنة والذب عن حريمها وتحري الرواية عن الأثبات.
ومن هذه الترجمة يتبين لك ضعف من يقول أنه يروي عن المختلطين دون أن ينبه على ذلك،
خصوصا وأنه بوب هذا الحديث بصيغة تشعر قبوله لهذا الحديث قائلا:
(باب ما أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعد موته)،اهـ

فقد استنبط من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم له كرامات ولو بعد موته، ولو كان ضعيفا عنده لما استخرج منه هذا الحكم، وأهل مكة أدرى بشعابها، فلماذا يهوش بعضهم على الناس على أن الحديث معل ؟؟ الجواب لنصرة مذهبه ولو كان على حساب ليّ أعناق النصوص الصحيحة، والطعن فيها بدون حق، وسنزيل بإذن الله جميع هذه الطعون الواردة على هذا الحديث بما يشفي اللهث، ويدحض العبث.اهـ

الراوي الثاني أبو النعمان هو:
"الحافظ" الثقة "الثبت " محمد بن الفضل السدوسي البصري المعروف (بعارم) .

قال الذهبي:
ولد: سنة نيف وأربعين ومائة. ومات: سنة أربع وعشرين، في صفر. (سير أعلام النبلاء (10/ 265) (10/ 267).

قال الكلاباذي:
محمد بن الفضل أبو النعمان كان يقال له عارم السدوسي البصري سمع جرير بن حازم وأبا عوانة وحماد بن زيد وعبد الواحد بن زياد ومعتمرا روى عنه البخاري في (الإيمان) وغير موضع و (تفسير المائدة) وروى عن عبد الله بن محمد وهو المسندي عنه أيضا في (الأدب) قال البخاري جاءنا نعيه بعد سنة 224 وذكر أبو داود قال نا المقدمي هو عاصم بن عمر قال عارم مات في صفر من هذه السنة قال البخاري تغير عارم بأخرة .(رجال صحيح البخاري (2/ 674)


قال أبو الحجاج القضاعي:
روى عن: أبي زيد ثابت بن يزيد الأحول وجرير بن حازم ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، وداود بن أبي الفرات، وسعيد بن زيد .

روى عنه: البخاري، وأحمد بن سعيد الدارمي ، وأحمد بن محمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد المسندي، وأبو علي محمد ابن أحمد بن خالد الزريقي، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، ومحمد بن مسلم بن وارة الرازي، ومحمد بن يحيى الذهلي ، ويحيى بن مطرف، وغيرهم كثير.اهـ (تهذيب الكمال في أسماء الرجال (26/ 289) بتصرف.

وذكره الامام الذهبي في الثقات قال :
محمد بن الفضل عارم ثقة حجة اختلط بأخرة لكن ما ضر ذلك حديثه فإنه ما حدث حينئذ فيما علمت .(الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم (ص: 162)
وقال أيضا:
محمد بن الفضل أبو النعمان السدوسي الحافظ عارم عن الحمادين وجرير بن حازم وعنه البخاري وعبد وتمتام تغير قبل موته فما حدث مات 224 ع .(وقال أيضا: الكاشف (2/ 210)
وَقَال أيضا في "الميزان ": قال الدارقطني:
"تغير بأخرة، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر، وهو ثقة،" اهـ
قال الذهبي عند هذا الكلام:
فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النَّسَائي مثله، فأين هذا القول من قول ابن حبان الخساف المتهور في عارم. ولم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثًا منكرا، فأين ما زعم. (3 / الترجمة 8057) .
قلت :
جميع من رأيتهم يفسرون (ما) في قول الدارقطني بالنافية كما مر في كلام الذهبي .اهـ
وقد ذكره الذهبي في طبقة عبد الرزاق وعفان،انظر (المعين في طبقات المحدثين (ص: 78)

وَقَال العقيلي:
قال لنا جدي رحمه الله: ما رأيت بالبصرة أحسن صلاة من أبي النعمان.
وَقَال أيضا:
اختلط في آخر عُمَره. فمن سمع من عارم قبل الاختلاط فهو أحد الثقات المسلمين وإنما الكلام فيه بعد الاختلاط. (ضعفاؤه،الورقة 198 – 199).
وقال أيضا:
سماع علي بن عبد العزيز البغوي من عارم سنة سبع عشرة ومائتين. (سير أعلام النبلاء (8/ 373).

قال عنه العجلي:
عارم بن الفضل السدوسي: "بصري"، ثقة رجل صالح خولط قبل أن يموت بسنة أو سنتين، ووصل بخمسمائة درهم فأبى أن يقبلها، وكان خاتمه مرهونًا.لم يسمع من بهز بن أسد العمي شيئًا، وكان أكبر من معلّى، وكان ثقة يعد من أصحاب الحديث، واسمه محمد، وليس يعرف إلا: بعارم. (الثقات للعجلي ط الباز (ص: 239).

قال عنه مسلم:
أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي ويقال له عارم سمع حماد بن زيد وحماد بن سلمة وابن المبارك ووهيبا. (الكنى والأسماء (2/ 845)

قال ابن منجويه:
مُحَمَّد بن الْفضل السدُوسِي أَبُو النُّعْمَان يُقَال لَهُ عَارِم الْبَصْرِيّ قَالَ أَحْمد بن سعيد الدَّارمِيّ مَاتَ سنة ارْبَعْ وَعشْرين يَعْنِي وَمِائَتَيْنِ (رجال صحيح مسلم (2/ 202)

وَقَال ابن محرز: وسمعت يحيى بن مَعِين يقول: عارم كان ما علمت رجلا صدوقا مسلما. (الترجمة 309) .

وقَال البُخارِيُّ: كان تغير، وكان من عباد الله الصالحين. (تاريخه الصغير: 2 / 219) .

وَقَال النَّسَائي:
كان أحد الثقات قبل أن يختلط. وَقَال سُلَيْمان بن حرب إذا وافقني أبو النعمان فلا أبالي من خالفني. (السنن الكبرى: الورقة 128 - أ)

وَقَال الحافظ ابن حجر في "التقريب:
" ثقة ثبت تغير في آخر عُمَره." اهـ

قال زين الدين العراقي:
ومنهم محمد بن الفضل السدوسي، وأبو النعمان ولقبه عارم، أحد الثقات المتفق على تخريج حديثهم. اختلط في آخر عمره. (شرح علل الترمذي (2/ 750).

قال العلامة علاء الدين:
وأما من سمع منه قبل الاختلاط فأحمد بن حنبل وعبد الله بن محمد المسندى وأبو حاتم الرازى وأبو على محمد بن أحمد بن خالد الزريقى وكذلك ينبغى أن يكون من حدث عنه من شيوخ البخارى أو مسلم وروى عنه فى الصحيح شيئا من حديثه ومع كون البخارى روى عنه فى الصحيح فقد روى فى الصحيح أيضا عن عبد الله ابن محمد المسندى عنه، وروى مسلم فى الصحيح عن جماعة عنه وهم أحمد بن سعيد الدارمى وحجاج بن الشاعر وأبو داود سليمان بن سعيد السنجى وعبد بن حميد وهارون بن عبد الله الحمال.

وأما من سمع منه بعد الاختلاط فأبو زرعة الرازى كما قال أبو حاتم وعلى ابن عبد العزيز البغوى على قول أبى داود أنه استحكم به الاختلاط سنة ست عشرة وذلك أن سماع على بن عبد العزيز كان فى سنة سبع عشرة كما قاله العقيلى فأما على قول أبى حاتم المتقدم فسماع على بن عبد العزيز البغوى منه كان قبل اختلاطه والله أعلم". أهـ. (الاغتباط بمن رمي من الرواة بالاختلاط (ص: 335)

قلت : من هذا يتبن خطأ ابن حبان الذي لم يسبق إليه، فكلامه يجب أن يعكس، فيكون جميع ما حدث به "الحافظ الحجة الثبت" أبو النعمان على الأصل وهو: القبول، إلا إذا عُلم بقرينة كتاريخ كما نص العقيلي على أن البغوي سمع منه سنة سبع عشرة ومائتين، أو نصّ إمام على أنه حدث بذلك الحديث عندما اختلط ، كما نص أبو حاتم على أن أبا زرعة لقيه بعدما اختلط .
قال عبد الرحمن المعلمي اليماني مشيرا إلى هذه القاعدة التي قررت: وأما سماع عيسى من عارم بعد اختلاطه فلم يثبته الأستاذ، وقد قال الدارقطني في عارم: «تغير بأخرة وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة» وخالفه ابن حبان فرد عليه الذهبي كما في (الميزان) (التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (2/ 700)

قلت : وإن لم نطبق هذه القاعدة نسفنا ما في الصحيحين وخرقنا الاجماع الذي انعقد على أنهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، وقد رويت عدة أحاديث لهذا الحافظ في الصحيحين، وسنذكر بعضا منها، وهي كما سترى يحتج بها جميع المعارضون في تصحيح حديث عارم هذا، وهم بهذا كما قال الناظم:

وإن يكن نصٌّ على مرادهم ... حكموا به بدون أن يتعارضوا
وإن أتى النصّ’ مخالفاً لهـم ... في موضع لا الأولِ، تناقضوا

بعض أحاديث البخاري عن عارم:

قال: حدثنا محمد بن الفضل أبو النعمان، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: " إن ناسا يزعمون أن هذه الآية نسخت، ولا والله ما نسخت، ولكنها مما تهاون الناس، هما واليان، وال يرث وذاك الذي يرزق، ووال لا يرث، فذاك الذي يقول بالمعروف، يقول: لا أملك لك أن أعطيك " صحيح البخاري (4/ 8)اهـ

حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل، حدثنا جرير بن حازم، حدثنا الحسن، حدثنا عبد الرحمن بن سمرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أعنت عليها
، وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيرا منها، فكفر عن يمينك وأت الذي هو خير» صحيح البخاري (8/ 127)اهـ

حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، قال: أتي علي رضي الله عنه، بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تعذبوا بعذاب الله» ولقتلتهم، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بدل دينه فاقتلوه» صحيح البخاري (9/ 15)اهـ

وفي صحيح الامام مسلم:

وحدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا محمد بن الفضل السدوسي، حدثنا وهيب، أخبرنا أيوب، عن أبي العالية البراء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأربع خلون من العشر، وهم يلبون بالحج، فأمرهم أن يجعلوها عمرة» صحيح مسلم (2/ 911)اهـ

وحدثنا عبد بن حميد، حدثنا محمد بن الفضل لقبه عارم وهو أبو النعمان السدوسي، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا مطر الوراق، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له أرض فليزرعها، فإن لم يزرعها، فليزرعها أخاه» صحيح مسلم (3/ 1176) اهـ

فجميع هذه الاحاديث يحتج بها المخالفون، وجلها في الأحكام وليس في الفضائل، ومعلوم أن الحديث الضعيف لا يحتجون به في الاحكام، وبهذا تندفع العلة المزعومة في عارم، وهي: "الاختلاط" وقد قال غير واحد لم يحدث بحديث منكر منذ اختلط، إلا ما عرف من حديث " اتقوا النار ولو بشق ثمرة " وقد حدث به قبل ذلك.

قال ابن الصلاح:
عارم محمد بن الفضل أبو النعمان: اختلط بأخرة، فما رواه عنه البخاري ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهما من الحفاظ ينبغي أن يكون مأخوذا عنه قبل اختلاطه.اهـ (المقدمة (ص: 396)
وتعقب العراقي قول ابن الصلاح بقوله:
وأما من سمع منه قبل الاختلاط فأحمد بن حنبل وعبد الله بن محمد المسندي وأبو حاتم الرازي وأبو على محمد بن أحمد بن خالد الزر يقي وكذلك ينبغي أن يكون من حدث عنه من شيوخ البخاري أو مسلم وروى عنه في الصحيح شيئا من حديثه ومع كون البخاري روى عنه في الصحيح فقد روى في الصحيح أيضا عن عبد الله بن محمد المسندي عنه.وروى مسلم في الصحيح عن جماعة عنه وهم أحمد بن سعيد الدرامي وحجاج بن الشاعر وأبو داود سليمان بن سعيد السنجي وعبد بن حميد وهارون بن عبد الله الحمال. (التقييد والإيضاح (ص: 462)

فتأمل قول العراقي :
"وكذلك ينبغي أن يكون من حدث عنه من شيوخ البخاري ومسلم".اهـ.
فعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي من شيوخ البخاري ومسلم، فهو أولى منهما بالحديث عنه قبل اختلاطه وهذا ظاهر لمن عنده أدنى معرفة بالحديث، خصوصا أنه لم يتفرد بالرواية عنه بل روى عنه ابن أبي الربيع أيضا، فهذا هو مربط الفرس في هذا الراوي، والله يهدي من يشاء إلى صراطه المستقيم. والله تعالى أعلى وأعلم.اهـ
الشيخ جلال الدين أصياد
الشيخ جلال الدين أصياد
Admin

عدد المساهمات : 248
نقاط : 680
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 42
الموقع : www.toubkal-hilala.roo7.biz

https://toubkal-hilala.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

إزالة التهويش والغُبشة  عن حديث  توسل أمّنا عائشة  Empty رد: إزالة التهويش والغُبشة عن حديث توسل أمّنا عائشة

مُساهمة من طرف الشيخ جلال الدين أصياد الأحد يونيو 24, 2012 11:05 pm

الراوي الثالث سعيد بن زيد وهو:

سعيد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي، أبو الحسن البصري، أخو حماد بن زيد مولى آل جرير بن حازم. (تهذيب الكمال في أسماء الرجال للقضاعي (10/ 441)

قال الامام البخاري:
سعيد بن زيد أبو الحسن صدوق حافظ وهو أخو حماد بن زيد مولى الأزد لآل جرير بن حازم قال بن محجوب مات سنة سبع وستين ومائة قبل حماد بن سلمة. (التاريخ الأوسط (2/ 166)

وقال أبو الحجاج القضاعي:
روى عن: أيوب السختياني، وبشر بن حرب الندبي، وتوبة العنبري، والجعد أبي عثمان، وحاتم بن أبي صغيرة، والزبير بن الخريت ، وعمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، وعمرو بن مالك النكري ، وليث بن أبي سليم، ومجاهد بن سعيد، وواصل مولى أبي عيينة.

روى عنه: إبراهيم بن أبي سويد البصري، وإسحاق بن إدريس، وأسد بن موسى، وسليمان بن حرب، وعبد الله بن المبارك، وعبد العزيز بن أبان، وعبيد الله بن ثور البصري، وعفان بن مسلم، وأبو ياسر عمار بن هارون المستملي، ومحمد بن الفضل عارم ، ومحمد بن أبي نعيم الواسطي، ومسلم بن إبراهيم، وأبو هشام المغيرة بن سلمة المخزومي ، ويزيد بن هارون، [وغيرهم كثير] (تهذيب الكمال (10/ 442)اهـ

وقال الامام مسلم:
أبو الحسن سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد سمع عمرو بن مالك روى عنه مسلم. (الكنى والأسماء (1/ 219).

وقال أبو الحسن بن القطان:
فَأَما سعيد بن زيد، أَخُو حَمَّاد بن زيد " فَثِقَة ". (بيان الوهم والإيهام
(4/ 632).

وقال عنه يحيي بن معين :
" ثِقَة " (تاريخ ابن معين(4/ 184).

وقال الباجي:
سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد أبو الحسن قال أبو عبد الله أخرج البخاري عنه في الجامع قال البخاري حدثنا مسلم حدثنا سعيد بن زيد أبو الحسن صدوق حافظ أخو حماد بن زيد .اهـ التعديل والتجريح , لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح (3/ 1078)

قال ابن أبي حاتم الرازي:
سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد مولى للأزد لآل جرير بن حازم روى عن ليث وشعيب بن الحبحاب والجعد أبي عثمان روى عنه ابن المبارك وعارم بن الفضل وسليمان بن حرب وأبو سلمة وإبراهيم ابن أبي سويد وابن أبي نعيم سمعت أبي يقول ذلك.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي ابن المديني - قال سمعت يحيى - يعني القطان - ضعف سعيد بن زيد أخا حماد بن زيد في الحديث جدا.
حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلى قال سألت أبي عن سعيد بن زيد أخي حماد بن زيد فقال: ليس به بأس [نا عباس الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول: سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد ] ليس بقوي، قلت يحتج بحديثه ؟ قال يكتب حديثه.
حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن سعيد بن زيد فقال: سمعت سليمان بن حرب يقول: حدثنا سعيد بن زيد وكان ثقة. الجرح والتعديل (4/ 21)

قال ابن الجوزي:
سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد أبو الحسن البصري يروي عن عبد العزيز بن صهيب ضعفه يحيى بن سعيد جدا قال السعدي يضعفون حديثه وليس بحجة وقال النسائي ليس بالقوي وقال أحمد ليس به بأس ووثقه ابن معين والبخاري. (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي (1/ 319)

قال ابن المبرد الحنبلي:
سعيد بن زيد بن درهم، أبو الحسن، الازدي مولاهم البصري: قال أحمد: ليس به بأس. (بحر الدم فيمن تكلم فيه الإمام أحمد بمدح أو ذم (ص: 62)

قال عبد الله بن أحمد:
سألت أبي، عن سعيد بن زيد، أخي حماد بن زيد. فقال: ليس به بأس، وكان يحيى بن سعيد لا يستمريه. «العلل» (3461) .

قال العجلي:
سعيد بن زيد ثقة وهو أخو حماد بن زيد وهو مولى جرير بن حازم من أسفل بصرى . (الثقات للعجلي (1/ 399)


قال عنه الحافظ ابن حجر:
" سعيد " بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي مولاهم أبو الحسن البصري " الحافظ " أخو حماد. لسان الميزان (7/ 229)
وقال أيضا:
سعيد ابن زيد ابن درهم الأزدي الجهضمي أبو الحسن البصري أخو حماد صدوق له أوهام من السابعة مات سنة سبع وستين .(تقريب التهذيب (ص: 236)
وقال أيضا: سعيد بن زيد أخو حماد مختلف فيه .(التلخيص الحبير ط قرطبة (3/ 10)

قلت: وقد رمز له الحافظ بـ (م) أي أنه أخرج له مسلم (ولم أجده في صحيحه)، وبـ (خت) أي أخرج له البخاري في التعاليق.
وبهذا يتبين أن من يطعن فيه ، فقد طعن في الصحيحين المجمع على صحتهما، وخالف الاجماع الذي لا يجوز مخالفته بحال من الاحوال، ولم يتكلم فيه بالجرح إلا أبو حاتم بن حبان، وهو ممن لم يدركه، ولم يأت بسلف على قوله كما هي عادته، وكلامه مردود لمخالفته من هو أعلم به منه، ويؤيد هذا أن ابن مهدي كان يروي عنه وهو لا يروي إلا عمن هو ثقة عنده. (فتأمل)
وقد قال فيه البخاري: "صدوق حافظ" وأخرج له في الصحيح ،
ووثقه كل من: "ابن معين" و"ابن سعد" و"سليمان بن حرب" و"العجلي"، ، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي، ولم يضعفه إلا الدارقطني والجوزجاني وجرحه ابن حبان، وهو مردود كما سبق، وقال ابن عدي: "هو في جملة من ينسب إلى الصدق".

وخلاصة الكلام أن الراجح هو الاحتجاج به خصوصا وأن البخاري أخرج له في الصحيح المجمع على صحة ما فيه، وجلالة الذين وثقوه في علم الحديث ، وقد قال الشيخ الأرنؤوط ، مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وهذا هو الحق، والله يعلمنا ويهدينا للقول الصائب.


الراوي الرابع: عمرو مالك النكري :
قال عنه الدارمي:
عمرو بن مالك النكري أبو مالك والد يحيى بن عمرو وقعت المناكير في حديثه من رواية ابنه عنه وهو في نفسه صدوق اللهجة مات سنة تسع وعشرين ومائة. (مشاهير علماء الأمصار (ص: 244).

قلت: كثير ممن لا حظ لهم في علم الحديث يحملون قول الدارمي ("وقعت المناكير في حديثه") على الإطلاق، وهذا جهل بموارد الكلام، أولم يروا أن الشيخ قيده بقوله: (" من رواية ابنه عنه") ومثل هذا ما جاء في قول ابن حبان: " ويعتبر حديثه من غير رواية ابنه" اهـ

قلت : وهذا يعني أن حديثه معتبر إلا إذا رواه عنه ابنه، وهو غير موجود هنا.

قال القضاعي:
عَمْرو بن مالك النكري أبويحيى ، ويُقال: أَبُو مالك البَصْرِيّ.
روى عن: أبي الجوزاء أوس بن عَبد اللَّه الربعي، وأبيه مالك النكري.

رَوَى عَنه: حماد بْن زيد ، وسَعِيد بْن زيد أخو حماد بْن زيد، وأَبُو يحيى صالح ويُقال: صباح بْن عَبد اللَّه العتكي البَصْرِيّ، وعباد بْن عباد المهلبي، ومخلد بْن الحسين، ومهاجر بْن عَبد اللَّه العتكي، ومهدي بْن ميمون ، ونوح بْن قيس الحداني، وهشام الدستوائي، وابنه يحيى بن عَمْرو بن مالك النكري.
ذكره ابنُ حِبَّان فِي كتاب "الثقات "، وَقَال: مات سنة تسع وعشرين ومئة .روى له البخاري في "أفعال العباد "، والأربعة. (تهذيب الكمال في أسماء الرجال (22/ 211).

ذكره ابن أبي حاتم في الجرح ولم يذكره بسوء:
عمرو بن مالك النكرى أبو مالك من عبد القيس روى عن ابى الجوزاء سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد روى عنه عباد بن عباد المهلبى وسعيد بن زيد أخو حماد بن زيد. (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 259)

وكذلك لم يتكلم فيه البخاري بسوء، قال في التاريخ:
عَمْرو بْن مالك أَبُومالك النكري من عَبْد القيس ويقَالَ: من النمر، الْبَصْرِيّ، كناه أَبُو عُبَيْد، سَمِعَ أَبَا الجوزاء، روى عَنْهُ حماد بْن زَيْد وسَعِيد بْن زَيْد وجَعْفَر بْن سُلَيْمَان وابنه يَحْيَى (التاريخ الكبير للبخاري بحواشي المطبوع (6/ 371).

وهذا ما فعله مسلم أيضا فقال:
أبو مالك عمرو بن مالك النكري سمع أبا الجوزاء، روى عنه ابنه يحيى وحماد وسعيد ابنا زيد وجعفر بن سليمان . (الكنى والأسماء للإمام مسلم (2/ 755).

و قال عنه الهيثمي :
"وهو ثقة". مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (8/ 77).

وقال الامام الذهبي:
عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء وغيره وعنه ابنه يحيى وعباد بن عباد وجماعة وُثق . (الكاشف (2/ 87)
وقال أيضا: عمرو بن مالك النكري ، أبو يحيى وقيل أبو مالك. بصري صدوق.( تاريخ الإسلام ت تدمري (8/ 194)

وقال عنه يحيي بن معين:
"ثقة" انظر (سؤالات ابن الجنيد (ص: 445).

وقال عنه ابن حبان في الثقات:
عمرو بن مالك النكري كنيته أبو مالك من أهل البصرة يروي عن أبي الجوزاء روى عنه حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وابنه يحيى بن عمرو ويعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه مات سنة تسع وعشرين ومائة. (الثقات لابن حبان (7/ 228)
وقال أيضا:
"وقعت المناكير في حديثه من رواية ابنه عنه،وهو في نفسه صدوق اللهجة". (مشاهير علماء الأمصار (ص155)
وقال في موضع آخر:
" يغرب ويخطىء" وقد رد الذهبي على الحافظ بن حجر حينما، ألصق كلام ابن حبان الأول بالثاني، وقال: وهذا الكلام فيه جمع بين كلام ابن حبان في موضعين. ورد أيضا على ابن حبان ووهمه في قوله: ("يغرب ويخطيء") عقب عليه بقوله: وصواب هذا: أنه الراسبي لا النكري، ووقع هذا الاشتباه لابن عدي أيضا في " الكامل " 5: 1799.

قال الحافظ ابن حجر:
عمرو" بن مالك النكري أبو يحيى ويقال أبو مالك البصري روى عن أبيه وأبي الجوزاء روى عنه ابنه يحيى ونوح بن قيس ومهدي بن ميمون وسعيد وحماد ابنا زيد ومخلد بن الحسن ويزيد بن كعب العوذي وعباد بن عباد وغيرهم ذكره بن حبان في الثقات وقال مات سنة تسع وعشرين ومائة قلت وقال يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه يخطىء ويغرب . (تهذيب التهذيب (8/ 96)
وقال أيضا:
عمرو ابن مالك النكري بضم النون أبو يحيى أو أبو مالك البصري صدوق له أوهام من السابعة مات سنة تسع وعشرين. (تقريب التهذيب (ص: 426)
قلت وقد علمت ما رد عليه به الذهبي في جمعه بين كلام ابن حبان هذا في موضعين، وكذا التباس النكري عليه بالراسبي.



قال عنه الألباني:
وهو ثقة كما قال في (الميزان) (الثمر المستطاب (ص: 305).
وقال أيضا في إسناد فيه (عمرو بن مالك النكري):
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم، غير عمرو بن مالك النكري، وهو ثقة، كما قال الذهبي في " الميزان ": ذكره فيه تمييزا، ووثقه أيضا من صحح حديثه هذا ممن يأتي ذكرهم. (السلسلة الصحيحة (5/ 608)
وقال أيضا: "وهو ثقة" السلسلة الصحيحة (6/ 591)

ثم عجبت لتناقضه في موضع آخر حيث يقول:" وفيه عندي نظر لأنه من رواية عمرو بن مالك النكري ولم يذكروا توثيقه إلا عن ابن حبان" اهـ الضعيفة (1 /131 / 94 ) وغيرها.
فهو كما ترى يصحح ويضعف ضاربا بقواعد الحديث عرض الحائط ، ولكن هذا ليس غريب على الألباني، وقد صدق من قال:

وإن يكن نصٌّ على مرادهم ... حكموا به بدون أن يتعارضوا
وإن أتى النصّ’ مخالفاً لهـم ... في موضع لا الأولِ، تناقضوا

وقال ابن عدي:
عَمْرو بْن مالك النكري بصري.
منكر الْحَدِيث عَن الثقات، وَيَسْرِقُ الحديث.
سمعت أبا يَعْلَى يَقُولُ عَمْرو بْن مالك النكري كَانَ ضعيفا. (الكامل في ضعفاء الرجال (6/ 258).وتبعه على هذا ابن الجوزي

قال الدَّارَقُطْنِيّ:
"صويلح، يعتبر به". «تهذيب الكمال» 31 (6892)

قال صاحب معجم شيوخ الطبراني:
تمييز أبو مالك، عمرو بن مالك، النكري، توفي سنة ثمان، أو تسع وعشرين ومائة، من السابعة، صدوق، ووقع في روايته مناكير بسبب ابنه يحيى.روى عن: أبي الجوزاء.روى عنه: ابنه يحيى، وحماد بن زيد. ( معجم شيوخ الطبري (ص: 389).

قلت: هذا هو معقل الابل، فقد أنصف "أكرم الفالوجي" صاحب المعجم، فالذين تكلموا فيه إنما تكلموا في رواية ابنه عنه، لأن ابنه ضعيف باتفاق المحدثين، والقاعدة: هي أن ما رواه ابنه عنه فهو مردود، وما لا فهو مقبول، خصوصا وأن ابن حبان اعتبر روايته من غير ابنه، وعده من الثقات، وأقره على هذا أبو الحجاج القضاعي، وابن حجر العسقلاني، ووثقه الذهبي أيضا، والدارمي، والهيثمي، ويحيي بن معين، وسكت عنه البخاري، ومسلم، وكذا لم يذكره ابن أبي حاتم بشيء، وقال الحافظ الدارقطني صويلح، يعتبر به، ولم يتكلم فيه إلا ابن عدي، وتبعه ابن الجوزي على ذلك.

ومما سبق يتبين أن روايته مقبولة إلا إذا روى عنه ابنه، وهو غير موجود هنا ، فتقبل روايته، ولأن الذين وثقوه واعتبروا حديثه هم العمدة في هذا الباب، والله يفهمنا ويعلمنا اهـ

يتبع ...
الشيخ جلال الدين أصياد
الشيخ جلال الدين أصياد
Admin

عدد المساهمات : 248
نقاط : 680
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 42
الموقع : www.toubkal-hilala.roo7.biz

https://toubkal-hilala.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

إزالة التهويش والغُبشة  عن حديث  توسل أمّنا عائشة  Empty رد: إزالة التهويش والغُبشة عن حديث توسل أمّنا عائشة

مُساهمة من طرف الشيخ جلال الدين أصياد الأحد يونيو 24, 2012 11:17 pm

الراوي الخامس أبو الجوزاء وهو:

أوس بن عبد الله بن خالد الربعي أبو الجوزاء البصري يروي عن بن عمرو وابن عباس وكان قد صحب بن عباس اثنتي عشرة سنة روى عنه عمرو بن مالك النكري قتل في الجماجم سنة ثلاث وثمانين وكان عابدا فاضلا وكان يواصل أياما ثم يأخذ على يد الشاب فيكاد يحطمها ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك أن أبا الجوزاء لم يكذب قط .(الثقات لابن حبان (4/ 42).

وقال القضاعي:
أوس بن عَبد اللَّهِ الربعي، أَبُو الجوزاء البَصْرِيّ، من ربعة الأزد، وهُوَ الربعة بْن الغطريف الأصغر بن عَبد اللَّهِ بْن الغطريف الأكبر وهُوَ عامر بْن بكير بْن يشكر بْن بكر بْن مبشر بْن صعب بْن دهمان بْن نصر بْن الأزد.

رَوَى عَن: صفوان بْن عسال المرادي، وعبد اللَّه بْن عباس ، وعبد الله بْن عَمْرو بْن العاص ، وأبي هُرَيْرة ، (و"عائشة" أم المؤمنين.)

رَوَى عَنه: أبان بْن أَبي عياش، وبديل بْن ميسرة ، وأبو الأشهب جعفر بْن حيان العطاردي ، وسُلَيْمان بن علي الربعي، وعقبة بْن أَبي ثبيت الراسبي ، وعَمْرو بْن مالك النكري. (تهذيب الكمال في أسماء الرجال (3/ 392) اهـ بتصرف.

وقال صفي الدين اليمني:
أوس بن عبد الله الربعي بفتح الراء والموحدة أبو الجوزاء بجيم ثم زاي بعد الواو البصري ("عن عائشة") وأبي هريرة وابن عباس وعنه بديل بن ميسرة وقتادة ومحمد بن جحادة وثقه أبو حاتم قال عمرو بن علي مات سنة ثلاث وثمانين له في كل من الصحيحين فرد صحيح (خلاصة تذهيب تهذيب الكمال (ص: 41).

قال العيني:
أوس بن عبد الله الربعى: أبو الجوزاء البصرى، بالجيم، من ربعة الأزد، وهو الربعة بن الغطريف الأصغر بن عبد الله بن الغطريف الأكبر، وهو عامر بن بكير ابن بشكر بن بكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن الأزد، روى عن صفوان ابن عسال المرادى، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبى هريرة، و("عائشة أم المؤمنين")، روى عنه أبان بن أبى عياش، وبديل بن ميسرة، وقتادة، وغالب القطان، وآخرون. (مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار (1/ 79).

قال ابن حجر العسقلاني:
أوس" بن عبد الله الربعي أبو الجوزاء البصري من ربعة الأزد. روى عن أبي هريرة و("عائشة") وابن عباس وعبد الله بن عمرو وصفوان بن عسال. وعنه بديل بن ميسرة وأبو أشهب وعمرو بن مالك وقتادة وغيرهم. ( تهذيب التهذيب (1/ 383).

وقال أبو حاتم:
أوس بن عبد الله الربعي من ربيعة الأزد أبو الجوزاء بصري روى عن ("عائشة") وابن عباس وعبد الله بن عمرو ، وروى عنه بديل ابن ميسرة وعمرو بن مالك النكري سمعت أبي يقول ذلك ويقول: هو ثقة. سئل أبو زرعة عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي فقال: بصري ثقة. اهـ (.الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 304).

و قال عنه مسلم:
أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي، عن ("عايشة") وابن عباس روى عنه بديل ابن ميسرة وعمرو بن مالك. (الكنى والأسماء للإمام مسلم (1/ 197)

وقال عنه الامام الذهبي:
(أبو الجوزاء) أوس بن عبد الله الربعي البصري.
روى عن: عائشة، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو.
روى عنه: أبو الأشهب العطاردي، وعمرو بن مالك النكري ، وبديل بن ميسرة وجماعة.
يقال: قتل في وقعة الجماجم . وكان قويا.
روى نوح بن قيس، عن سليمان الربعي قال: كان أبو الجوزاء يواصل في الصوم سبعة أيام، ويقبض على ذراع الشاب فيكاد يحطمها ، رحمه الله. (تاريخ الإسلام ت تدمري (6/ 232)
وقال أيضا:
أوس بن عبد الله الربعي البصري، من كبار العلماء.
حدث عن: عائشة، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص.
روى عنه: أبو الأشهب العطاردي، وعمرو بن مالك النكري, وبديل بن ميسرة، وجماعة.
وكان أحد العباد الذين قاموا على الحجاج. فقيل: إنه قتل يوم الجماجم.
روى حماد بن زيد، عن عمرو بن مالك، سمع أبا الجوزاء يقول: ما لعنت شيئا قط، ولا أكلت شيئا ملعونا قط، ولا آذيت أحدا قط.
قلت: انظر إلى هذا السيد، واقتد به. (سير أعلام النبلاء ط الحديث (5/ 217).

فأبو الجوزاء:أوس بن عبد الله الربعي، وثقه غير واحد من الأئمة، وأخرج له البخاري حديثا واحدا من رواية ابن عباس، وروى له مسلم وأصحاب السنن وقد أدرك عائشة رضي الله عنها، فقد توفي بعد ست وعشرين سنة من وفاتها، ولا يؤثر عن أحد من الأئمة القدامى التصريح بعدم سماعه منها،

اللهم إلا قول ابن عديّ في "كامله" 1/402 تعليقا على قول البخاري في "تاريخه" 2/16-17: في إسناده نظر، بإثر خبر رواه من طريق جعفر بن سليمان، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ، عَنْ أَبِي الجوزاء قال:
أقمت مع ابن عباس وعائشة اثنتي عشرة سنة، ليس من القرآن آية إلا سألتهم عنها. قال ابن عدي:
يريد أنه لم يسمع من مثل ابن مسعود وعائشة وغيرها لا أنه ضعيف عنده.

قلت: قد رد عليه ابن حجر هذا التفسير لكلام البخاري في كتاب (التهذيب)، وقال بأنه يريد بذلك ضعف من روى عنه، وليس نفي سماعه من عائشة،اهـ

وبذلك يتبين أن القول بأنه لم يسمع من عائشة قول مخترع لا دليل عليه، وقد روى له الجماعة عن عائشة بلفظ (عن) في عدة أحاديث منها :ما رواه الدولابي في الكنى والاسماء
ومنها ما رواه مسلم في صحيحه
ومنها ما رواه عبد الرزاق في مصنفه
ومنها ما رواه السراج في مسنده،
ومنها ما رواه البيهقي في السنن الكبرى
ومنها ما رواه أبو نعيم في الحلية، وقال عنه فيها:
أسند أبو الجوزاء، عن عبد الله بن عباس وعن عائشة، رضي الله تعالى عنهما، وعن الجماعة .اهـ

قلت: من المعلوم في علم أصول الحديث أن الحديث المعنعن من المتصل، وذلك إذا توفر فيه شرطان متفق عليهما دون غيرهما، ومذهب مسلم الإكتفاء بهما، وهو الراجح الصحيح، وهي:
1- ألا يكون المعنعن مدلسا.
2- أن يمكن لقاء بعضهم بعضا. أي لقاء المعنعِن بمن عنعن عنه.
وقد توفرت جميع هذه الشروط فيحمل الحديث على الاتصال.

ثم لنفرض أنه لم يثبت سماعه منها بنص، فيكفينا معاصرته لها كما هو شرط الامام مسلم، وقد ثبتت معاصرته لها بدليل لقيه وسماعه من ابن عباس في أحاديث عدة،
وبدليل رواية مسلم له في الصحيحين:
"عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن (" عائشة ")، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم «يستفتح الصلاة بالتكبير... الحديث.اهـ صحيح مسلم (1/ 357)

وكذلك إذا قلنا بأنه لم يسمع من عائشة، فإننا سننقض الاجماع المنعقد على صحة أحاديث صحيح مسلم.

وقد صرح الذهبي بأنه حدث عن عائشة،
ولا يحتج بقول ابن عبد البر:
إلا أنهم يقولون: إن أبا الجوزاء لا يعرف له سماع من عائشة، وحديثه عنها إرسال.اهـ فكلامه مردود لا دليل عليه، بل الصواب ضده، ولا يحتج كذلك بما رواه جعفر الفريابي في كتاب الصلاة ثنا مزاحم بن سعيد ثنا بن المبارك ثنا إبراهيم بن طهمان ثنا بديل العقيلي عن أبي الجوزاء قال أرسلت رسولا إلى عائشة يسألها فذكر الحديث.
فهذا ظاهره أنه لم يشافهها لكن لا مانع من جواز كونه توجه إليها بعد ذلك فشافهها على مذهب مسلم في إمكان اللقاء،

خصوصا وأنه ورد له حديث رواه عبد الرزاق عن عثمان بن مطر، عن حسين المعلم، عن بديل العقيلي، عن أبي الجوزاء قال: سمعت عائشة، تقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته بالتكبير، ويختمها بالتسليم»
(مصنف عبد الرزاق الصنعاني (2/ 72)

فهذا حديث صريح في سماعه من عائشة، وهو لم يكذب قط كما تقدم، ولم يختلف أحد في ثوتيقه وعدالته، والذي يؤيد ما ذهبنا إليه هو أن ابن أبي حاتم لم يذكر في المراسيل أنه يرسل عن عائشة بل قال: "أبو الجوزاء عن عمر وعلي مرسل" (تهذيب التهذيب (1/ 384).

وقد صحح الألباني عدة أحاديث له عن عائشة كما في سنن أبي دود . وكذا الأرنؤوط وعبد الله بن عبد المحسن التركي في تحقيق: (مسند أحمد ط الرسالة (40/ 33)
وكذا أبو نعيم قال في حديث فيه أبو الجوزاء عن عائشة:
صحيح ثابت من حديث أبي الجوزاء لم نكتبه عاليا إلا من هذا الوجه.
وقال: الأرنؤوط في مثل إسناد جميع هؤلاء الرواة: وهذا إسناد حسن، سعيد بن زيد- وهو ابن دِرْهم البصري أخو حماد بن زيد- مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وعمرو ابن مالك- وهو النكري- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الميزان"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام.وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي.وأبو الجوزاء هو أوس بن عبد الله الرَّبَعي.

وسنختم القول فيه بكلام شارح البخاري بدر الدين العيني قال:
"سمع: عبد الله بن عباَس، وعبد الله بن عمر، وعائشة الصديقة. روى عنه: بديل بن ميسرة، وعمرو بن مالك، وأبو الأشهب، وغالب القطان، وغيرهم. قال أبو زرعة، وأبو حاتم: ثقة. قتل في الجماجم سنة ثلاث وثمانين. روى له: البخاري، ومسلم، وأبو داود" .اهـ (شرح أبي داود للعيني) (3/ 389)
وقال أيضا : "وأبو الجوزاء اسمه: أوس بن عبد الله الربعي، ثقة كبير، لا ينكر سماعه من عائشة، وقد احتج به الجماعة."( شرح أبي داود للعيني) (3/ 406)
وقال في جامع الأصول: أبوالجوزاء سمع من عائشة، فارتفعت العلة رأساً. اهـ

قلت : هذا هو القول الفصل الصحيح الذي لا محيد عنه، وقد انكشفت الغبشة عن حديث توسل عائشة، وبان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فصح الحديث أو حسن، وأرجو من الله العلي القدير أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن أكون من خلاله أسهمت في خدمة السنة المطهرة بخدمة متواضعة، والله يهدي من يشاء إلى صراطه المستقيم.

وكان الفراغ من تحريره ليلة الاثنين
الخامس من شهر شعبان المبارك
عام ثلاث وثلاثين وأربع مائة
بعد الألف من هجرة من له
المجد والمفاخر محمد
عليه أفضل الصلاة
وأفضل التسليم
وعلى آله
وصحبه
الأكابر.
اهـ

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الشيخ جلال الدين أصياد
الشيخ جلال الدين أصياد
Admin

عدد المساهمات : 248
نقاط : 680
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 42
الموقع : www.toubkal-hilala.roo7.biz

https://toubkal-hilala.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

إزالة التهويش والغُبشة  عن حديث  توسل أمّنا عائشة  Empty رد: إزالة التهويش والغُبشة عن حديث توسل أمّنا عائشة

مُساهمة من طرف الشيخ جلال الدين أصياد الأربعاء نوفمبر 28, 2012 6:40 pm

ردود على بعض شبهات المخالفين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قولهم: فهو فرد مطلق ، وهذا الأمر تتوافر الدواعي على نقله،
الجواب: وكم من حديث فرد تستدلون به وتجعلونه حجة لكم في العقائد، وتخالفون به المتواتر القطعي، مع أن مسألتنا هذه من الفروع وليست من العقائد.

قولهم:"فالحديث على هذا شاذ"
الجواب: أين هو المحفوظ إذن ؟ أهو حديث توسل العباس ؟ إن كان هو فسنجيبك بعد قليل

قولهم: أنه علم من أعلام النبوة لو كان ، والغالب في مثل ذلك الانتشار ،
الجواب: هذا باطل، فكم من حديث فرد في أعلام النبوة هو عندكم صحيح، مع انه لم ينتشر بين الصحابة.

قولهم: أن المدينة مرت بقحط في فترات متعددة ، ولم يستعمل الناس ذلك ، فلو كان معروفاً لما تركوه،
الجواب: هذا على حد علمك، فقد روى ابن ابي شيبه في مصتفه (ج٦ ص ٣٥٦) , بإسناد صحيح عن مالك الدار قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ،فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال (ائت عمر فاقرئه مني السلام أخبرهم أنهم مسقون ،وقل له :عليك بالكيس الكيس )،فأتى الرجل فأخبر عمر ،فقال: يا رب ! ما آلو إلا ما عجزت عنه" اهـ. وهذا الرجل هو بلال بن الحرث المزني الصحابي، فهذا الصحابي قد قصد قبر الرسول فطلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستسقي لأمته وهذا بحضرة عمر وغيره من الصحابة ولم ينكر عليه أحد.
وهذا حديث صحح الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني اسناده في الفتح انظر: (ج٢ ص ٤٩٥ و ٤٩٦).
فأنتم لا تعرفون الا حديث توسل العباس رغم أنه حجة عليكم أيضا، لإنكاركم الواسطة مع وجودها في التوسل بالعباس، ولا فرق.

وقولهم: أن فيه تغيير لبناء المسجد ، فلو كان لنقل كما تنقل أخبار ما يفعل ببناء المسج
الجواب: هذا خطأ لأن القبر لم يكن بداخل المسجد في عهد عائشة حتى جاء الوليد بن عبد الملك فكتب الى عمر بن عبد العزيز عامله على المدينة - بعد أن اشترى حجرات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن - بهدمها وتوسيع المسجد بها ، ; وكان للحجرة قبل ذلك كوة تطل على بيت فاطمة رضي الله عنها، ولكن قيل أنها سدت في العهد النبوي، ثم إن غالب ما كانوا يسقفون به البيوت وغيرها أنذاك هو جريد النخل، وهو من أسهل ما تفتح منه الكوى وتغلق، ويدل على أن الكوى كانت تفتح وتغلق على القبر الشريف للتوسل به، أنها موجودة حتى الآن في القبة الخضراء،
قال الزين المراغي ( 727 ـ 816 هـ ): واعلم أن فتح الكوة عند الجدب سنة أهل المدينة حتى الآن، يفتحون كوة في سفل قبة الحجرة: أي القبة الزرقاء المقدسة من جهة القبلة، وإن كان السقف حائلا بين القبر الشريف وبين السماء.
وقال السمهودي (911 هـ) : وسنتهم اليوم فتح الباب المواجه للوجه الشريف من المقصورة المحيطة بالحجرة، والاجتماع هناك، والله أعلم.
قلت: وكان سقف الحجرة الشريفة في عهد عائشة ينال باليد، كما قال الحسن البصري: كنت أدخل بيوت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا غلام مراهق، وأنال السقف بيدي ...

قولهم: وإن قيل لعله قحط آخر ، فهذ ا يحتاج إلى تبيينه تاريخياً .
الجواب: نعم هذا لاشك فيه، فإن هذا كان بعد وفاة سيدنا عمر، لأن أبا الجوزاء لم يدركه فإن عمر توفي عام 23 هـ وأبا الجوزاء عام 83 هـ

قولهم: إضافة إلى أن ذلك لا ينفي النكارة ، فلم سكتت عائشة في القحط الأول ؟
الجواب: سكتت لأن كلا الامرين جائز، ثم إنها لم تكن لتعارض خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كغيرها من الصحابة، لأن سيدنا عمر كان يريد إظهار جواز التوسل بالصالحين أيضا، وأنه غير خاص بالانبياء، وهذه النكتة خفيت على جل المخالفين، فليتنبه لها....

قولهم: وهذا مروي في غريب الحديث للحربي ورجاله فيهم كلام...إلخ
الجواب: قد أبطلنا الشبهات المزعومة فيهم.
الشيخ جلال الدين أصياد
الشيخ جلال الدين أصياد
Admin

عدد المساهمات : 248
نقاط : 680
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 42
الموقع : www.toubkal-hilala.roo7.biz

https://toubkal-hilala.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى