منتدى المدرسة العتيقة توبكال هلالة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كشف كذب وتدليس الشيخ الوهابي إسماعيل بن محمد الأنصاري في مسألة المولد

اذهب الى الأسفل

كشف كذب وتدليس الشيخ الوهابي إسماعيل بن محمد الأنصاري في مسألة المولد Empty كشف كذب وتدليس الشيخ الوهابي إسماعيل بن محمد الأنصاري في مسألة المولد

مُساهمة من طرف الشيخ جلال الدين أصياد الخميس يناير 31, 2013 10:32 pm

كشف كذب وتدليس الشيخ الوهابي إسماعيل بن محمد الأنصاري في مسألة المولد Bsbslove-e65f5992e7
كشف كذب وتدليس الشيخ الوهابي إسماعيل بن محمد الأنصاري في مسألة المولد SalatAl-Fatihi
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله ذي الجلال والإكرام بديع السموات والأرض، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي جاء بالسنة والفرض، وبين الحلال والحرام. ورضي الله عن ءاله الكرام، وصحابته الأعلام. أما بعد:

فقد قرأت باب "اثبات ان الاحتفال بالمولد لم يقع من السلف الصالح" من كتاب: " القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل" للشيخ الوهابي: إسماعيل بن محمد الأنصاري، فوجدت فيه جملة من التدليسات والتحريفات والمغالطات، ناهيك على باقي ابواب الكتاب التي لم أتفرغ لمطالعتها وكشف ما فيها، ولكن يكفي أن أنبه على بعض ما في هذا الباب من المغالطات والتدليسات، حتى لا يغتر به من لا بصيرة عنده، ويتبين ما أخطأ فيه عن العلماء .


1 - كشف ما دلس به الوهابي على الامام عمر الفاكهاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أولا - ما ما ذكره عن الامام الفاكهاني من كراهته لعمل المولد صحيح، ولكن رد عليه غير واحد من الحفاظ، وألف السيوطي رسالة خاصة رد عليه فيها وها هو نص رده عليه بعد ان ذكر الرسالة كاملة:

قال الحافظ السيوطي في فتاويه (1/224):
" قوله: لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، فيقال عليه: نفي العلم لا يلزم منه نفي الوجود، وقد استخرج له إمام الحفاظ أبو الفضل ابن حجر أصلا من السنة، واستخرجت له أنا أصلاً ثانياً، وسيأتي ذكرها بعد هذا.

وقوله: بل هو بدعة أحدثها البطالون... إلى قوله: ولا العلماء المتدينون يقال عليه: قد تقدم أنه أحدثه ملك عادل عالم، وقصد به التقرب إلى الله تعالى، وحضر عنده فيه العلماء والصلحاء من غير نكير منهم، وارتضاه ابن دحية، وصنف له من أجله كتاباً، فهؤلاء علماء متدينون رضوه وأقروه ولم ينكروه.

وقوله:ولا مندوبا لأن حقيقة المندوب ما طلبه الشرع يقال عليه: إن الطلب في المندوب تارة يكون بالنص، وتارة يكون بالقياس، وهذا وإن لم يرد فيه نص ففيه القياس على الأصلين الآتي ذكرهما.

وقوله: ولا جائز أن يكون مباحا لأن الابتداع في الدين ليس مباحا بإجماع المسلمين: كلام غير مسلم، لأن البدعة لم تنحصر في الحرام والمكروه، بل قد تكون أيضا: مباحة ومندوبة وواجبة.
قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات:
البدعة في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة.
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في القواعد:
البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة.
قال: والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإذا دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، أو في قواعد التحريم فهي محرمة، أو الندب فمندوبة، أو المكروه فمكروهة، أو المباح فمباحة.
وذكر لكل قسم من هذه الخمسة أمثلة إلى أن قال:
وللبدع المندوبة أمثلة: منها: إحداث الربط والمدارس، وكل إحسان لم يعهد في العصر الأول، ومنها: التراويح، والكلام في دقائق التصوف، وفي الجدل، ومنها: جمع المحافل للاستدلال في المسائل إن قصد بذلك وجه الله تعالى.
وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي قال:
المحدثات من الأمور ضربان:
أحدهما: ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا، فهذه البدعة الضلالة.
والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة.
وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان: (نعمت البدعة هذه) يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى.
هذا آخر كلام الشافعي.
فعرف بذلك منع قول الشيخ تاج الدين: ولا جائز أن يكون مباحا... إلى قوله: وهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة إلى آخره؛ لأن هذا القسم مما أحدث، وليس فيه مخالفة لكتاب ولا سنة ولا أثر ولا إجماع، فهي غير مذمومة كما في عبارة الشافعي، وهو من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان فهو من البدع المندوبة كما في عبارة ابن عبد السلام.

وقوله: والثاني ...إلى آخره، هو كلام صحيح في نفسه غير أن التحريم فيه إنما جاء من قبل هذه الأشياء المحرمة التي ضمت إليه، لا من حيث الاجتماع لإظهار شعار المولد، بل لو وقع مثل هذه الأمور في الاجتماع لصلاة الجمعة مثلا لكانت قبيحة شنيعة، ولا يلزم من ذلك ذم أصل الاجتماع لصلاة الجمعة كما هو واضح، وقد رأينا بعض هذه الأمور يقع في ليالي من رمضان عند اجتماع الناس لصلاة التراويح، فهل يتصور ذم الاجتماع لأجل هذه الأمور التي قرنت بها، كلا، بل نقول: أصل الاجتماع لصلاة التراويح سنة وقربة وما ضم إليها من هذه الأمور قبيح شنيع، وكذلك نقول: أصل الاجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربة وما ضم إليه من هذه الأمور مذموم وممنوع.

وقوله: مع أن الشهر الذي ولد فيه ... إلى آخره جوابه أن يقال:
أولاً: إن ولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم علينا، ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، والصبر والسلوان والكتم عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة، وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح ولا غيره، بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته.
وقد قال ابن رجب في كتاب اللطائف في ذم الرافضة حيث اتخذوا يوم عاشوراء مأتما لأجل قتل الحسين: لم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف ممن هو دونهم. وقد تكلم الإمام أبو عبد الله ابن الحاج في كتابه المدخل على عمل المولد فأتقن الكلام فيه جدا، وحاصله: مدح ما كان فيه من إظهار شعار وشكر، وذم ما احتوى عليه من محرمات ومنكرات.... وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه:
أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة، وإلا فلا. قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم؟ فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما مَنَّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم، وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء، ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر، بل توسع قوم فنقلوه إلى أي يوم من السنة، وفيه ما فيه.
فهذا ما يتعلق بأصل عمله.
وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة.
وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال: ما كان من ذلك مباحاً بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به، وما كان حراما أو مكروهاً فيمنع، وكذا ما كان خلاف الأولى. انتهى.
قلت: وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر، وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلم عقَّ عن نفسه بعد النبوة، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عقَّ عنه في سابع ولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين، وتشريع لأمته كما كان يصلي على نفسه، لذلك فيستحب لنا أيضاً إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات.
ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى (عرف التعريف بالمولد الشريف) ما نصه:
قد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار إلا أنه يخفف عني كلَّ ليلة اثنين، وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا- وأشار لرأس أصبعه -؛ وأن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وبإرضاعها له.
فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى اله عليه وسلم به فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وسلم، لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم.
وقال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي في كتابه المسمى (مورد الصادي في مولد الهادي):
قد صحَّ أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سروراً بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أنشد*:

إذا كان هذا كافراً جاء ذمه ... وتبَّت يداه في الجحيم مخلَّدا
أتى أنه في يوم الاثنين دائما ... يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره ... بأحمدَ مسروراً ومات موحدا .
انتهى ملخصا.


ثانيا - قال الوهابي في كتابه "القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل" (ص:51) طبعة وزارة الاوقاف السعودية:

" اعترف أهل العلم للفاكهاني بالإمامة في العلم فقد قال ابن فرحون في ترجمته في الديباج المذهب في معرفة علماء المذهب (ص 186): (عمر بن أبي اليمن علي بن سالم بن صدقة اللخمي المالكي الشهير بتاج الدين الفاكهاني، يكنى: أبا جعفر الإسكندري، قرأ القرآن بالقراءات على أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد العزيز المازوني وسمع منه وسمع من أبي عبد الله محمد بن طرخان وأبي الحسن علي بن أحمد القرافي وسمع من غيرهما، وكان فقيهاً فاضلاً متفنناً في الحديث والفقه والأصول والعربية والأدب، وكان على حظ وافر من الدين المتين والصلاح العظيم واتباع السلف الصالح، حسن الأخلاق، وذكر أنه ولد سنة أربع وخمسين وستمائة، وقيل: سنة ست وخمسين. وتوفي بالإسكندرية في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، ودفن ظاهر باب البحر)". انتهى نص كلامه بالحرف

كشف تدليساته وشبهاته:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لماذا لم يكمل الوهابي ترجمة ابن فرحون الموجودة في الديباج المذهب في معرفة علماء المذهب (ص 186) وبتر منها جملة ؟
أهذه هي الامانة العلمية ؟ ولكن ذلك كان لحاجة في نفس يعقوب، سنكشفها ليتبين للناس أنهم مدلسون ويكذبون ليروجوا على الناس بدعهم الوهابية.

أقول: بتر الوهابي جملة من ترجمة ابن فرحون لأن فيها ما يفسد مذهبهم ويتناقض مع آرائهم كالكتاب المسمى (التحفة المختارة في الرد على منكر الزيارة) الذي ألفه الفاكهاني نفسه في الرد على شيخهم "ابن تيمية" في مسألة الزيارة التي خالف فيها ابن تيمية إجماع العلماء، وكان الفاكهاني من المعاصرين لشيخهم ابن تيمية الحراني فرد عليه.

وكقول ابن فرحون: صحب [أي: الفاكهاني ] جماعة من الأولياء [أي: الصوفية] وتخلق بأخلاقهم وتأدب بآدابهم".اهـ

وكقوله أيضا:
" وأخبرني جمال الدين: عبد الله بن محمد بن علي بن أحمد بن حديدة الأنصاري المحدث: أحد الصوفية بخانقاه سعيد السعيداء في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة قال:
رحلنا مع شيخنا تاج الدين الفاكهاني إلى دمشق فقصد زيارة نعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بدار الحديث الأشرفية بدمشق وكنت معه فلما رأى النعل المكرمة حسر عن رأسه وجعل يقبله ويمرغ وجهه عليه ودموعه تسيل وأنشد:
[من الطويل]
فلو قيل للمجنون: ليلى ووصلها ... تريد أم الدنيا وما في طواياها؟
لقال: غبار من تراب نعالها ... أحب إلى نفسي وأشفى لبلواها؟اهـ

قلت: فهذا ظاهر أن الفاكهاني كان من الصوفية الذين يقولون: أن التوسل والتبرك جائز، بل إنه قبل النعل الشريفة ومرغ وجهه عليها تبركا بها، فهذا هو السبب الذي جعل الوهابي يخفي باقي ترجمته.

وإذا اعترفت ايها الوهابي ومن تبعك أن العلماء اعترفوا للفاكهاني بالإمامة في العلم، وتستدل بأقواله، فلماذا تخالفونه في هذه المسائل وتقولون: أن ذلك من الشركيات والوثنيات ولا يفعله الا الجهلة كما قال الالباني في كتابه: "الدفاع عن الحديث" (1/95).

أم إنكم كما قال الله عز وجل:
{وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [النور: 48 - 50].اهـ


ثالثا - فعل الوهابي نفس الشيء في ترجمة الحافظ ابن حجر العسقلاني للامام ابي حفص عمر الفاكهاني، قال الوهابي في كتابه: " القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل" (ص:52):
" وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في ترجمة عمر بن سالم اللخمي الإسكندراني تاج الدين الفاكهاني من الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة) (ج 3 ص 254):
"سمع علي بن طرخان والمكين الأسمر وعيق العمري وغيرهم، وتفقه لمالك وأخذ عن ابن المنير وغيره، ومهر في العربية والفنون، وصنف شرح العمدة وغيرها، ومن تصانيفه الإشارة في النحو، والمورد في المولد، واللمعة في وقفه الجمعة، والدرة القمرية في الآيات النظرية، وحج من طريق دمشق سنة سبعمائة وثلاثين ورجع ومات ببلده سنة سبعمائة وإحدى وثلاثين".
انتهى كلام الوهابي.

كشف تدليساته وشبهاته:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قد بتر الوهابي من ترجمة الحافظ ابن حجر العسقلاني جملة أيضا، وها نحن سنذكر ما بتر منها ليتبين للناس تدليسه:

فبعد هذا الذي ذكره بتر قول الحافظ ابن حجر العسقلاني:

" قرأت بخط المحدث بدر الدين حسن النابلسي قال حكى لنا شمس الدين محمد ابن عبد المحسن بن أبي الربيع العباسي الدمنهوري قال قال الشيخ تاج الدين الفاكهاني كان الشيخ أبو العباس الشاطر الدمنهوري يقول: لا يحجبني عن أصحابي التراب، فكان فطلبت من الله تعالى عند قبره ثلاث حوائج تزويج البنات من فقراء صالحين وحفظ كتاب الله كان تعسر علي والحج وكنت أعوز من النفقة ألف درهم فرأيت الشيخ في المنام قبل طلوع الشمس وهو يقول يأتيك فلان التاجر بألف درهم كف بها حالك وما تدخل مكة حتى يفتح عليك بها قال فافترض الألف وسافرت حتى وصلت إلى المعلى ولم يفتح علي شيء فلما طلعت الحدرة وأنا ماش وإذا رجل يسأل عني فأشاروا إلي فناولني ألف درهم وقال رأيت البارحة قائلا يقول خذ معك ألف درهم وألق بها فلانا ففعلت فأخذتها وأتيت إلى الذي اقترضت منه الألف فدفعتها إليه فقال ما أريدها فإنني اشتريت بضاعة بثلاثين ألفا فكسدت فلا تساوي الآن النصف قال فلما كان أمس رأيت رجلا عليه ثياب خضر وطاقية بيضاء فقال الألف التي بعث بها إليك أبوك مع الشيخ تاج الدين لا تأخذها منه وأنت تبيع البضاعة في أيام منى بخمسة وأربعين ألفا فكان كذلك".انتهى كلام الحافظ ابن حجر بتمامه المبتور.

إذا تبين لك هذا ايها القارئ، فقد سقطت عدالة الوهابي لخيانته العلمية في النقل، وإنما لم يذكر الوهابي باقي الترجمة لأن الوهابية يقولون: ببدعية وشرك من عبد الله عند قبر رجل صالح كما في كتاب" التوحيد" لشيخهم محمد بن عبد الوهاب النجدي وشراحه.

فإن الامام الفاكهاني على زعمهم قد وقع في البدعة والشرك لطلبه من الله عند قبر الشيخ أبي العباس الشاطر الدمنهوري ثلاث حوائج: تزويج البنات من فقراء صالحين، وحفظ كتاب الله الذي كان تعسر عليه، والحج وكان يحتاج من النفقة ألف درهم ...

ولا أدري لماذا يستدلون علينا ببعض أقوال من وقع في البدع والشركيات على زعمهم، ويكفرون ببعض أقواله الأخرى ؟ وقد قال الله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ... } [البقرة: 85].


رابعا - فعل نفس الشئ في ترجمة السيوطي له في كتابه: "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة" (ج 1 ص 195) فبتر قوله:
"صحب جماعة من الأولياء، وتخلق بآدابهم. صنف شرح العمدة وشرح الأربعين النووية وغير ذلك. ولد سنة أربع وخمسين وستمائة ومات سنة أربع وثلاثين وسبعمائة".اهـ

خامسا - كذلك فعل في قوله:
"(ووصفه تلميذ السيوطي محمد بن يوسف الصالحي الشامي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) (ج 1 ص 446) بأنه:"الإمام العلامة" وساق نص كتابه المورد في الكلام على عمل المولد)". اهـ

فإنه بتر كلام الامام العالم العلامة شمس الدين محمد بن يوسف الصالحي وذكر ما يوافق هواه، وتمام كلام الامام الصالحي بعد أن ذكر أكثر من عشرة من العلماء والائمة الحفاظ الذين جوزوا عمل المولد الشريف هو كالتالي:

"وزعم الإمام العلامة تاج الدين الفاكهاني المالكي- رحمه الله تعالى- أن عمل المولد بدعة مذمومة وألّف في ذلك كتابا قال فيه: ... فذكر الصالحي نص الكتاب بتمامه، ثم ذكر نص تعقيب شيخه الامام الحافظ جلال الدين السيوطي الموجود في "في فتاويه" وقد ذكرناه سابقا ...


2 - كشف ما دلس به على الامامين العدوي وعليش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قول الوهابي في (ص:51) بعدما ذكر رسالة الفاكهاني:

"وعلى ما تضمنته رسالة الفاكهاني من كراهة عمل المولد اعتمد الشيخ العدوي المالكي في حاشيته على مختصر الشيخ خليل المالكي (ج8/ص168) حيث قال في مبحث الوصية منها:
(وأما الوصية على المولد الشريف فذكر الفاكهاني أن عمل المولد مكروه)
ونقل ذلك عن العدوي وتلقاه بالقبول ابو عبد الله محمد عليش في (فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك) (1/171) قال لما سئل عن رجل عنده بقرة فمرضت والحال أنها حامل فقال إن شفى الله بقرتي فعلي ذبح ما في بطنها في مولد للرسول - صلى الله عليه وسلم - فشفاها الله تعالى وولدت أنثى ثم تراخى عن ذبحها حتى كبرت وحملت فهل يلزمه ذبحها بعينها أو يلزمه ذبح بدلها أو لا يلزمه شيء؟
قال في الجواب عن هذا السؤال: (الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله لا يلزمه شيء؛ لأن عمل مولد للرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس مندوبا خصوصا إن اشتمل على مكروه كقراءة بتلحين أو غناء، ولا يسلم في هذه الأزمان من ذلك وما هو أشد منه، والنذر إنما يلزم به ما ندب والله أعلم. قال العدوي في مبحث الوصية وأما الوصية على المولد الشريف فذكر الفاكهاني أن عمل المولد مكروه).
انتهى كلام الانصاري صاحب الكتاب.


لا أعلم لماذا لم يكمل نقله عنهما فانهما زادا بعد هذا :"والمكروه يلزم الوارث أو من يقوم مقامه إنفاذ الوصية به وقد ذكر ذلك الشامي".

وهذا إما أنه يريد به ترويج مذهبه بالكذب على العلماء والتدليس على العامة، أو أنه لم يفهم كلام الشيخ العدوي، ولم يطلع على رايه في ذلك.
فان قول الفاكهاني لم يعتمده أحد من أئمة المذهب المالكي لشذوذه، وانما نقل عنه العدوي وعليش كراهته لعمل المولد ليمثلا به على أن الوصية بالمكروه يلزم الوارث أو من يقوم مقامه إنفاذ الوصية به،

فهذا ليس فيه ما يدل على انهما يقولان بانه مكروه، بل انهما صرحا وذكرا في مكان آخر ما يدل على انه جائز عندهما

قال العدوي في حاشيته على الشيخ خليل (ج2/ص241) معلقا على شرح الشيخ الخرشي لمختصر خليل عندما قال:

"وكره بعض صوم يوم المولد أي:؛ لأنه من أعياد المسلمين".
قوله: (لأنه من أعياد المسلمين) ينتقض بيوم الجمعة.اهـ

فقول العدوي:"ينتقض بيوم الجمعة" . فيه الاقرار بانه عيد كالجمعة، ومع ذلك فانه يجوز صومه كما يجوز صوم يوم الجمعة، ولا يقاس على العيدين المحرم صومهما.

ومثل قول العدوي قول عليش في منح الجليل شرح مختصر خليل (2/ 123)
"ويكره صوم يوم مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلحاقا له بالعيد في الجملة"اهـ

وقوله: "ليس مندوبا" لا يدل على الكراهة، بل المراد به ما دون ذلك وهو الجواز، ويشهد لذلك، ما تقدم عنه في منح الجليل شرح مختصر خليل (2/ 123).


3 - كشف ما دلس به على الشيخ الحفار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ما نقله في (ص:53) عن الحفار من كراهته لعمل المولد قول ضعيف لا يعتمد عليه عند علماء المذهب، مع أنه أفتى بعد هذا في نفس الكتاب (ج7 / ص 214) بما يفهم منه أنه يجوز عمل المولد إذا خلا من المنكرات، فقد سئل عن امرأة تصدقت بموضع على ليلة المولد, يزرع ذلك الموضع ويؤخذ قمحه, ويعمل به تلك الليلة المذكورة, فيجتمع فقراء هذا الزمان ويذكرون الله عز وجل, فيأخذون في الغناء والرقص, ثم يأكلونه بعد ذلك كما في علمكم: فهل تبقى الوصية على حالها أو تقلب إلى الصدقة في تلك الليلة على المساكين أو ترجع لورثه المتصدقة ؟.

فأجاب: "ما أوصت به المرأة المذكورة يصرف فائد الموضع المذكور في الوجه الذي قصدت, لكن على الوجه الذي يستحب وينعقد قربة, وذلك أن يصرف ذلك للضعفاء والمساكين على جهة الشكر لله عز وجل الذي أنعم به على عباده من ولادة النبي الكريم, عليه أفضل الصلاة والتسليم, الذي كان سبباً في إنقاذهم من النار, فهو محل الشكر, وذلك لا يكون إلا على الوجه المشروع, وهذا المعنى يحتاج إلى بسط تكفي هنا الإشارة إليه بهذا القدر.اهـ

فقوله: " على جهة الشكر لله عز وجل الذي أنعم به على عباده من ولادة النبي الكريم, عليه أفضل الصلاة والتسليم". هو المقصود بعمل المولد عند العلماء، فظهر أنه يقول بالجواز ايضا، ويمكن التوفيق بين تعارض قوليه، أنه كان في الاول لم يتبين له دليل عمل المولد، ولم يطلع على أقوال العلماء، فلما تبين له الامر ، واطلع على فتاوى العلماء، أفتى بجوازه تبعا للعلماء، والله أعلم.

وبهذا يبطل قوله ايضا: أن الأستاذ أبا عبد الله الحفار يرد على فتوى ابن عباد المذكورة في الجزء الحادي عشر من المعيار (ص:278، 279) بإباحة الاحتفال بالمولد النبوي، فقد ظهر مما تقدم أنه يوافقه.


4 - كشف ما دلس به على الامام ابن الحاج
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كما هي طريقة الوهابي، فإنه ذكر عن ابن الحاج ما يؤيد مذهبه وبتر جملة من كلام ابن الحاج الذي يصرح فيه من أن يوم المولد يوم معظم ينبغي ان نشكر الله فيه بالزيادة في الطاعات وفعل الخيرات فقال في المدخل (2/ 2) بعد أن أنكر على مستعملي المغاني و آلات الطرب من الطار المصرصر والشبابة وغير ذلك خصوصا في هذا اليوم:

" فكان يجب أن يزاد فيه من العبادات والخير شكرا للمولى سبحانه وتعالى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة وإن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يزد فيه على غيره من الشهور شيئا من العبادات وما ذاك إلا لرحمته - صلى الله عليه وسلم - بأمته ورفقه بهم لأنه - عليه الصلاة والسلام - كان يترك العمل خشية أن يفرض على أمته رحمة منه بهم كما وصفه المولى سبحانه وتعالى في كتابه حيث قال {بالمؤمنين رءوف رحيم} [التوبة: 128] . لكن أشار - عليه الصلاة والسلام - إلى فضيلة هذا الشهر العظيم «بقوله - عليه الصلاة والسلام - للسائل الذي سأله عن صوم يوم الاثنين فقال له - عليه الصلاة والسلام - ذلك يوم ولدت فيه» فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذي ولد فيه. فينبغي أن نحترمه حق الاحترام ونفضله بما فضل الله به الأشهر الفاضلة وهذا منها لقوله - عليه الصلاة والسلام - «أنا سيد ولد آدم ولا فخر» ولقوله - عليه الصلاة والسلام - «آدم ومن دونه تحت لوائي» انتهى. وفضيلة الأزمنة والأمكنة بما خصها الله تعالى به من العبادات التي تفعل فيها لما قد علم أن الأمكنة والأزمنة لا تتشرف لذاتها وإنما يحصل لها التشريف بما خصت به من المعاني. فانظر رحمنا الله وإياك إلى ما خص الله تعالى به هذا الشهر الشريف ويوم الاثنين.
ألا ترى أن صوم هذا اليوم فيه فضل عظيم لأنه - صلى الله عليه وسلم - ولد فيه. فعلى هذا ينبغي إذا دخل هذا الشهر الكريم أن يكرم ويعظم ويحترم الاحترام اللائق به وذلك بالاتباع له - صلى الله عليه وسلم - في كونه - عليه الصلاة والسلام - كان يخص الأوقات الفاضلة بزيادة فعل البر فيها وكثرة الخيرات. ألا ترى إلى قول البخاري - رحمه الله تعالى - «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان» فنمتثل تعظيم الأوقات الفاضلة بما امتثله - عليه الصلاة والسلام - على قدر استطاعتنا .... فعلى هذا فتعظيم هذا الشهر الشريف إنما يكون بزيادة الأعمال الزاكيات فيه والصدقات إلى غير ذلك من القربات فمن عجز عن ذلك فأقل أحواله أن يجتنب ما يحرم عليه ويكره له تعظيما لهذا الشهر الشريف وإن كان ذلك مطلوبا في غيره إلا أنه في هذا الشهر أكثر احتراما كما يتأكد في شهر رمضان وفي الأشهر الحرم فيترك الحدث في الدين ويجتنب مواضع البدع وما لا ينبغي". انتهى

وبما أن كلام ابن الحاج يوهم تعارض بعضه مع بعض، فقد وفق الحافظ السيوطي بينه فقال في فتاويه (1/224):

"وحاصل ما ذكره أنه لم يذم المولد بل ذم ما يحتوي عليه من المحرمات والمنكرات، وأول كلامه صريح في أنه ينبغي أن يخص هذا الشهر بزيادة فعل البر وكثرة الخيرات والصدقات وغير ذلك من وجوه القربات، وهذا هو عمل المولد الذي استحسناه، فإنه ليس فيه شيء سوى قراءة القرآن وإطعام الطعام، وذلك خير وبر وقربة، وأما قوله آخرا: إنه بدعة، فإما أن يكون مناقضا لما تقدم أو يحمل على أنه بدعة حسنة كما تقدم تقريره في صدر الكتاب أو يحمل على أن فعل ذلك خير، والبدعة منه نية المولد كما أشار إليه بقوله: فهو بدعة بنفس نيته فقط، وبقوله: ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، فظاهر هذا الكلام أنه كره أن ينوي به المولد فقط، ولم يكره عمل الطعام ودعاء الإخوان إليه، وهذا إذا حقق النظر لا يجتمع مع أول كلامه؛ لأنه حث فيه على زيادة فعل البر وما ذكر معه على وجه الشكر لله تعالى؛ إذ أوجد في هذا الشهر الشريف سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وهذا هو معنى نية المولد، فكيف يذم هذا القدر مع الحث عليه أولا ؟ وأما مجرد فعل البر وما ذكر معه من غير نية أصلا، فإنه لا يكاد يتصور، ولو تصور لم يكن عبادة ولا ثواب فيه؛ إذ لا عمل إلا بنية، ولا نية هنا إلا الشكر لله تعالى على ولادة هذا النبي الكريم في هذا الشهر الشريف، وهذا معنى نية المولد، فهي نية مستحسنة بلا شك، فتأمل.
ثم قال ابن الحاج: ومنهم من يفعل المولد لا لمجرد التعظيم، ولكن له فضة عند الناس متفرقة كان قد أعطاها في بعض الأفراح أو المواسم ويريد أن يستردها، ويستحي أن يطلبها بذاته، فيعمل المولد حتى يكون ذلك سببا لأخذ ما اجتمع له عند الناس، هذا فيه وجوه من المفاسد، منها: أنه يتصف بصفة النفاق، وهو أن يظهر خلاف ما يبطن؛ إذ ظاهر حاله أنه عمل المولد يبتغي به الدار الآخرة، وباطنه أنه يجمع به فضة، ومنهم من يعمل المولد لأجل جمع الدراهم أو طلب ثناء الناس عليه ومساعدتهم له، وهذا أيضا فيه من المفاسد ما لا يخفى. انتهى. وهذا أيضا من نمط ما تقدم ذكره، وهو أن الذم فيه إنما حصل من عدم النية الصالحة لا من أصل عمل المولد".اهـ


5 - كشف ما دلس به على الحافظ أبي زرعة العراقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


اعلم أن ما نقله عن الحافظ الإمام الفقيه الأصولي مسند حديث رسول – صلى الله عليه وسلم - أبي زرعة أحمد بن الحافظ العراقي من استحسانه لعمل المولد مع أنه يعلم أن السلف لم يفعلوه، من أقوى الحجج التي تبطل مذهبه، إذ كيف تسمح لنفسك أيها الوهابي أن ترد على هذا الامام الجليل مع أنك لم تبلغ معشار ما بلغه من العلم والحفظ ؟ وتقول: بان دعوى العراقي أن البدعة تكون مستحبة وتكون واجبة يدل على بطلانها عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: {وكل بدعة ضلالة}، هل الامام العراقي غاب عنه هذا الحديث المشهور ؟! أم أنه يلتبس ويشكل عليه أمر العام و الخاص والمخصوص ؟! هذا لا يمكن أن نظنه في هذا الامام الجليل ابدا، خصوصا أنه وافق مذهب جمهور الائمة ، بل الذي لا نشك فيه، أن هذا هو حال الوهابي وأمثاله.

قال الحافظ السيوطي في طبقات الحفاظ (ص: 548) مترجما له:
"هوالحافظ الإمام الفقيه الأصولي المتفنن أبو زرعة أحمد بن الحافظ الكبير أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين ولد في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وسبعمائة واعتنى به والده فأسمعه الكثير من أصحاب الفخر وغيرهم واستملى على أبيه ولازم البلقيني في الفقه وغيره وتخرج به وأخذ عن البرهان الابناسي وابن الملقن والضياء القزويني وغيرهم وبرع في الفنون [ (1) وكان إماما محدثا حافظا فقيها محققا أصوليا صالحا صنف التصانيف الكثيرة الشهيرة النافعة كشرح سند أبي داود ولم يتم شرح البهجة في الفقه مختصر المهمات والنكت على الحاوي والتنبيه والمنهاج وشرح جمع الجوامع في الأصول وشرح نظم البيضاوي لوالده وشرح نظم الاقتراح لأبيه والنكت على منهاج البيضاوي وشرح تقريب الأسانيد لوالده وحاشية على الكشاف ونكت الأطراف والمهمات وأشياء في الحديث وأملى أكثر من ستمائة مجلس وولي قضاء الديار المصرية بعد الجلال البلقيني ] مات في سابع عشري شعبان سنة ست وعشرين وثمانمائة". انتهى
(1) تأمل جيدا ما جعلته بين المعقوفتين تعرف نسبة هذا مع الوهابي.

فحديث :"كل بدعة ضلالة" أيها الوهابي هو من العام المخصوص بأحاديث أخرى وبأفعال وأقوال الصحابة والسلف الصالح.
قال الامام الحافظ النووي شارح صحيح مسلم عند شرح حديث :
"من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء".
"فيه الحث على الابتداء بالخيرات وسن السنن الحسنات والتحذير من الأباطيل والمستقبحات. وفي هذا الحديث تخصيص لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وأن المراد به المحدثات الباطلة والبدع المذمومه" اهـ.
وكذلك حديث :"من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي رواية لمسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" وفي بعض ألفاظه: "من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد".

فهذا الحديث ايضا من أدلة التخصيص، لانه لم يقل: من عمل عملا ليس عليه فعلنا فهو رد". بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرنا" وفي بعض الروايات "ديننا".
قال الحافظ الغماري: هذا الحديث مخصص لحديث كل بدعه ضلالة، ومبين للمراد منها كما هو واضح. إذ لو كانت البدعة ضلالة بدون استثناء، لقال الحديث: من أحدث في أمرنا هذا شيئا. لكن لما قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أفاد أن المحدث نوعان ما ليس من الدين بأن كان مخالفا لقواعده ودلائله، فهو مردود، وهو البدعة الضلالة، وما هو من الدين بأن شهد له أصل، أو أيده دليل، فهو صحيح مقبول، وهو السنة الحسنة. اهـ
وقال الحافظ ابن رجب: هذا الحديث يدل بمنطوقه على أن كل عمل ليس عليه أمر الشارع، فهو مردود، ويدل على أن كل عمل عليه أمره، فهو غير مردود اهـ.
وقال الحافظ في الفتح: هذا الحديث معدود من أُصول الإسلام، وقاعدة من قواعده، فإن معناه: من اخترع في الدين ما لا يشهد له أصل من أُصوله فلا يلتفت إليه.


6 - كشف ما دلس به على الحافظ ابن حجر العسقلاني:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قال الوهابي في (ص:58) من كتابه:

"قال الحافظ أبو الفضل بن حجر العسقلاني في فتواه في عمل المولد التي ساقها السيوطي في حسن المقصد في عمل المولد، قال فيها: (أصل عمل المولد بدعة لم ينقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة)".اهـ

لا أعلم لماذا يورد هذه المغالطات، فإن جميع العلماء بل حتى العامة يعرفون أن السلف لم يعملوا المولد، وقد قررنا مرارا أن ترك السلف لشيء لا يدل على التحريم ولا الكراهة إلا ان تدل قرينة على ذلك.

فكل ما ينقله الوهابي عن هؤلاء الائمة - وهم شيوخ الاسلام وحفاظه – وهو يقر بذلك، من أنهم يصرحون بأن السلف لم يفعلوا المولد مع انهم قالوا : بانه جائز بل منهم من قال بالاستحباب، دليل قاطع على ضلال الوهابي وتدليسه، وقد رأيتَ مرارا ايها الواقف على هذه السطور أنه لا يذكر أنهم يجيزون عمل المولد، بل يبتر نصوصهم ليوهم العامة أنهم يقولون بعدم الجواز كما فعل هنا أيضا مع الحافظ ابن حجر، فإنه لم يذكر كلامه كاملا بل بتره كما هي عادته، وحذف منه قوله بعد ذلك:
" ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة، وإلا فلا. اهـ


فالحافظ ابن حجر متفق على إمامته، وهو غني عن التعريف، ومذهبه وجمهور الائمة جوازه، قال الحافظ ابن حجر في كتابه: إنباء الغمر بأبناء العمر (2/ 21) في احداث عام ثمانمائة من الهجرة:

"وفي يوم الخميس أول يوم من شهر ربيع الأول عمل المولد السلطاني وحضر المشايخ والقضاة على العادة، وجلس شيخنا البلقيني رأس الميمنة وإلى جانبه الشيخ برهان الدين بن زقاعة وإلى جنبه القاضي جلال الدين ابن شيخنا، وجلس رأس الميسرة أبو عبد الله الكركي ودونه القاضي الشافعي وبقية القضاة.اهـ



وقال في نفس المصدر(2/ 449) في احداث عام ثلاث عشرة وثمانمائة:

"وفي سابع عشر منه توجهوا من الريدانية وخرج السلطان في رابع ربيع الأول بالعسكر بعد أن عمل المولد النبوي في أول ليلة من ربيع الأول، وجلس عن يمينه ابن زقاعة ودونه الشيخ نصر الله ودونه بقية المشايخ، وعن يساره القضاة، وأنعم في هذه السنة على قاضي الحنابلة بمائة دينار ليتجهز بها دون بقية القضاة، وقرر في مشيخة التربة التي أكمل عمارتها، وكان أبوه أسسها صدر الدين أحمد ابن العجمي ورتب عنده الصوفية.

وقال ايضا في نفس المصدر (3/ 418) في احداث عام اثنتين وثلاثين وثمانمائة:

وعمل المولد السلطاني على العادة في اليوم الخامس عشر، فحضره البلقيني والتفهني وهما معزولان، وجلس القضاة المسفرون على اليمين وجلسنا على اليسار والمشايخ دونهم، واتفق أن السلطان كان صائماً، فلما مد السماط جلس على العادة مع الناس إلى إن فرغوا، فلما دخل وقت المغرب صلوا ثم أحضرت سفرة لطيفة، فاكل هو ومن كان صائماً من القضاة وغيرهم. اهـ

فماذا سيكون جوابكم أيها الوهابية بعد كل هذا ؟ فالحافظ وجميع مشايخ الاسلام والقضاة كانوا يحضرون المولد السلطاني في ربيع الاول، ولم ينكره أحد منهم، أم أنكم ستقولون أن كل هؤلاء المشايخ أهل بدع وضلال وليسوا من أهل السنة والجماعة ؟ وأنتم فقط من فهم الدين وأحاط بجميع علومه و فنونه، مع أن جلكم لم يبلغ درجة المحدث والفقيه الاصولي فضلا عن أن يكون حافظا أو مجتهدا مطلقا.


7 - كشف ما دلس به على الامام الحافظ السخاوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قال الوهابي في (ص:58) من كتابه:

"وقال السخاوي في فتاويه: (عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد) نقل ذلك عن السخاوي الشيخ محمد بن يوسف الصالحي الشامي في الجزء الأول من سيرته سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (ص:439)، والملا علي القاري في كتابه المورد الروي في المولد النبوي (ص:24).اهـ

كذلك بتر هنا كلام الحافظ السخاوي، ونصه:
" قال الحافظ أبو الخير السخاوي- رحمه الله تعالى- في فتاويه: عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد، ثم لا زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن الكبار يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وسلم بعمل الولائم البديعة المشتملة على الأمور البهجة الرفيعة ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويظهرون السرور ويزيدون في المبرّات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم. انتهى.

هل تعلم لماذا حذف باقي كلامه ؟! لأن فيه ما يقض مضجعه، ويقلق راحته، فالحافظ السخاوي يرى ان الاحتفال في شهر مولد النبي صلى الله عليه وسلم بعمل الولائم البديعة المشتملة على الأمور البهجة الرفيعة والتصدق في لياليه بأنواع الصدقات وإظهار السرور والازدياد في المبرّات والاعتناء بقراءة مولده الكريم هو مما يظهر البركات والفضل العميم.
فالشيخ أبو الخير شمس الدين المعروف "بالسخاوي" من تلاميذ الحافظ ابن حجر، ومن شيوخ الاسلام وأئمته الاعلام، ففي شرح الشمائل" قال عنه ابن روزبهان:
"رحلة الزمان وحافظ العصر فريد مصره، لازم المشايخ وصاحب الحافظ ابن حجر سنين متطاولة، وأثنى عليه الحافظ ابن حجر في كتبه سيما في الطبقات، وله تصانيف تنيف على أربعمائة مجلد كما ذكر وفصل في كثير من إجازته، وكان له مائة وعشرون شيخاً في صحيح البخاري ".اهـ
انظر: فهرس الفهارس للكتاني (2/989)، والضوء اللامع له (8/2).

فهل نترك الائمة والحفاظ، ونقتدي بالدعاة والوعاظ ؟ شتان بين الانوار والظلم، وبين الايقاظ والنيام ...


8 - كشف ما دلس به على الامام الفقيه ابن الطباخ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قال الوهابي في (ص:58) من كتابه:

"وقال الشيخ نصير الدين المبارك الشهير بابن الطباخ في فتوى بخطه: (ليس هذا -أي: عمل المولد- من السنن)".اهـ

كما هي العادة بتر جملة من فتوى الفقيه ابن الطباخ حتى لا ينكشف أمره وينفضح سوء فعله، فقد حذف قوله بعد هذا:

" ولكن إذا أنفق في هذا اليوم وأظهر السرور فرحاً بدخول النبي صلى الله عليه وسلم في الوجود واتخذ السماع الخالي عن اجتماع المردان وإنشاد ما يثير نار الشهوة من العشقيات والمشوّقات للشهوات الدنيويّة كالقدّ والخدّ والعين والحاجب، وإنشاد ما يشوّق إلى الآخرة ويزهد في الدنيا فهذا اجتماع حسن يثاب قاصد ذلك وفاعله عليه، إلا أن سؤال الناس ما في أيديهم بذلك فقط بدون ضرورة وحاجة سؤالٌ مكروه، واجتماع الصّلحاء فقط ليأكلوا ذلك الطعام ويذكروا الله تعالى ويصلّوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاعف لهم القربات والمثوبات". اهـ

فانظر - رحمك الله – كيف لا يستحيي هؤلاء القوم من أنفسهم ؟ فإن قوله: " ليس هذا من السّنن " فليس معناه التحريم أو الكراهة، بل معناه: أنه جائز أو مندوب، وإنما قال ليس من السنن، لأن السنة في تعريف الأصوليين، ما داوم النبي – صلى الله عليه وسلم - على فعله وأظهره في جماعة، وفيه يقول صاحب الالفية:

وسنة ما أحمد قد واظبا ... عليه والظهور فيه وجبا

والدليل على أنه أراد به الجواز او الندب، قوله:" فهذا اجتماع حسن يثاب قاصد ذلك وفاعله عليه" وقد نقل عنه الامام الصالحي الشامي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 363) القول بالجواز وهذا نص كلامه:

"قال الشيخ الإمام العلامة نصير الدين المبارك الشهير بابن الطبّاخ في فتوى بخطه: إذا أنفق المنفق تلك الليلة وجمع جمعاً أطعمهم ما يجوز إطعامه وأسمعهم ما يجوز سماعه ودفع للمسمع المشوّق للآخرة ملبوساً، كلّ ذلك سروراً بمولده صلى الله عليه وسلم فجميع ذلك جائز ويثاب فاعله إذ أحسن القصد، ولا يختص ذلك بالفقراء دون الأغنياء، إلا أن يقصد مواساة الأحوج فالفقراء أكثر ثواباً، نعم إن كان الاجتماع كما يبلغنا عن قرّاء هذا الزمان من أكل الحشيش واجتماع المردان وإبعاد القوّال إن كان بلحية وإنشاد المشوّقات للشهوات الدنيوية وغير ذلك من الخزي والعياذ بالله تعالى فهذا مجمع آثام". انتهى

وقد رأيت كثيرا من المتعصبين المتمسلفين ينقلون نفس العبارة، ويستدلون بها على أن الامام ابن الطباخ يقول بالمنع، وهذا إما جهلا منهم بحقيقة مذهبه، أو تدليسا على العامة، وأقول لهم: اتقوا الله في أنفسكم، ولا تدلسوا على المسلمين، فإنكم والله ستسألون، وان الكذب على الانبياء والعلماء أعظم بكثير من الكذب على غيرهم، فالله تعالى يقول:

{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } [النحل: 105] وقال:
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 75] وقال:
{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 78] وقال:
{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل: 116] وقال: {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [يونس: 60].


9 - كشف ما دلس به على شيخ الشافعية ظهير الدين التزمنتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قال الوهابي في (ص:58) ايضا من كتابه:

"وقال الشيخ ظهير الدين جعفر التزمنتي في عمل المولد: (هذا الفعل لم يقع في الصدر الأول من السلف الصالح مع تعظيمهم وحبهم له -أي: للنبي صلى الله عليه وسلم- إعظاماً ومحبة لا يبلغ جمعنا الواحد منهم ولا ذرة منه). نقل ذلك عن ابن الطباخ والتزمنتي صاحبُ سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 441، 442)". انتهى

قال تعالى:
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72].

و عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة» قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: «إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة»اخرجه البخاري في صحيحه(8/ 104).

أقول: فداك ابي وأمي يا رسول الله صلى الله عليك وآلك وسلم، فقد وصلنا الى الزمن الذي أخبرتنا به، فكم من الامور أسندت الى غير أهلها، فضلوا وأضلوا وفسدوا وأفسدوا، وكم من منتسب لأهل العلم والعلماء وليس له منهم الا الاسم، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

حذف الوهابي ما يتناقض مع هواه كما عرفتم، فقد قال شيخ الشافعية الفقيه المحدث ظهير الدين جعفر التزمنتي بعد ما ذكره الوهابي:

"وهي بدعة حسنة إذا قصد فاعلها جمع الصالحين والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وإطعام الطعام للفقراء والمساكين، وهذا القدر يثاب عليه بهذا الشرط في كل وقت، وأما جمع الرعاع وعمل السّماع والرقص وخلع الثياب على القوّال بمروديّته وحسن صوته فلا يندب بل يقارب أن يذمّ، ولا خير فيما لم يعمله السلف الصالح، فقد، قال صلى الله عليه وسلم: «لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها»" .

فقد نص الامام على أنها بدعة حسنة إذا فعلت بالشروط ويثاب عليها، فتأمل يا أخي فإن القوم لا يهمهم الا ترويج بضاعتهم الكاسدة على من ليس عندهم بصيرة ولا علم، ولكن هيهات هيهات، فإن الله جعل في كل عصر من يكشف تزييفهم وأباطيلهم وتأويلاتهم المنحرفة.

هذا ما وفقني الله الى كشفه، وقد تركت جملة من الشبهات لم أتعرض لها وذلك لضيق الوقت لمثل هذا، ولكن في هذا كفاية لمن يريد الاتعاظ والحذر من وساوسهم بالبعد عن آرائهم المعوجة، وافتراءاتهم الكاذبة ونزع الثقة والعدالة منهم { لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ } [الأنفال: 42].

ولولا ما رأيت من كثرة من اغتر بهذا وأمثاله الذين
الشيخ جلال الدين أصياد
الشيخ جلال الدين أصياد
Admin

عدد المساهمات : 248
نقاط : 680
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 42
الموقع : www.toubkal-hilala.roo7.biz

https://toubkal-hilala.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كشف كذب وتدليس الشيخ الوهابي إسماعيل بن محمد الأنصاري في مسألة المولد Empty رد: كشف كذب وتدليس الشيخ الوهابي إسماعيل بن محمد الأنصاري في مسألة المولد

مُساهمة من طرف الشيخ جلال الدين أصياد الجمعة فبراير 01, 2013 9:04 am

ولولا ما رأيت من كثرة من اغتر بهذا وأمثاله الذين نهجوا نفس النهج، ما شغلت نفسي بمثل هذا، ولكن هذا يتحتم علينا نصحا للمسلمين، ودفاعا عن منهج أهل السنة والجماعة، وإظهارا للحق وإبطالا للباطل.

تنبيه: رأيت أيضا كثيرا من الدعاة والمواقع يتناقلون جهلا أو زورا وكذبا أن المالكية يحذرون من عمل المولد، فإنه لم يحذر منه أحد منهم إذا كان خاليا من المنكرات، إلا ما كان من الامام الفاكهاني، وسوف أكتب رسالة شافية أبين فيها مذهب المالكية في هذا الامر عندما يسعفني الوقت – إن شاء الله- ليرتدع هؤلاء الخونة الكذبة عن أهل العلم، فالحذر الحذر أيها الاخوان من هذه الطائفة الخارجية، هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.
الشيخ جلال الدين أصياد
الشيخ جلال الدين أصياد
Admin

عدد المساهمات : 248
نقاط : 680
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 42
الموقع : www.toubkal-hilala.roo7.biz

https://toubkal-hilala.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى