منتدى المدرسة العتيقة توبكال هلالة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خطبة عيد الفطر لعام 1432 هـ

اذهب الى الأسفل

خطبة عيد الفطر لعام 1432 هـ Empty خطبة عيد الفطر لعام 1432 هـ

مُساهمة من طرف الشيخ جلال الدين أصياد الأربعاء أغسطس 31, 2011 6:11 am

الخطبة الأولى
الله أكبر(7)، الله أكبر كبيراَ، والحمد لله كثيراَ، وسبحان الله بكرةً وأصيلاَ.
الله أكبر جلَّ عن شريك وولد، وعز عن الاحتياج إلى أحد، وتقدس عن نظير وانفرد.. (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ) [الإخلاص:1-4]، ما قام مخلوق بحقه؛ المُولي بفضله على جميع خلقه، أفاض علينا وجاد، وأنعم علينا وزاد، وخصنا بمواسم الأفراح والأعياد.
الله أكبر (3)، وافتنا تباشير الفرح، وأظلتنا العطايا والمِنح .
الحمد لله خالقِ كلِّ موجود، ومفيضِ الخيرِ والجود، أحمده على ما أسال علينا من وابل الآلاء، وعلى ما أزال عنا من وابل الأوباء، وأسبل علينا من جميل العطاء، وأمال من كثير الإحسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من آمن به وأسلم، وفوَّض أمره إليه وسلَّم، وانقاد لأوامره واستسلم، وخضع لعزه القاهر ودان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله.. سيد أصفيائه، وخاتم أنبيائه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يم الدين.
أما بعد: فيا أيها المسلمون: هذا هو يوم العيد قد صدع فجره، وناح ووضح صبحه، وأشرقت بهجته وظهرت فرحته، وحلت روعته وجلالته.. هنيئاً لكم هذا اليوم المجيد، هنيئاً لكم عيد الفطر السعيد، جعله الله مقروناً بالقبول، ودرك البغية وتحقيق المأمول، وعاودتكم السعود ما عاد عيد، واخضر عود، وجعلني الله وإياكم، ممن رُزق العلمَ ووُفِّق للعمل به، وبلغ نهاية السول وغاية الأمل، وفسح له في المدة ونُسِّئَ له في الأجل في حسن دين، وصلاح شأن.
الله أكبر (3)عباد الله: إن حصون النجاة، هي لزومُ الكتاب والسنة على نهج سلف الأمة؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إني ترك فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي" أخرجه الحاكم، وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "لن تضِلَّ ما أخذت بالأثر"..
هذا هو القرآن دستور الهدى *** فيه الصلاح لطارفٍ و تليد
قرآننا حُسر النجاة لنا بما *** يحويه من وعد لنا و وعيد
أيها المسلمون: عظموا الله حق تعظيمه، واقدروه حق قدره، واعبدوه حق عبادته، ووحدوه حق توحيده، ولا تصرفوا خالص حقه لغيره، ولا تعدلوا غيره به.
أيها المسلمون: بالإمامة والسلطان تحفظ البيضة، وتصان الحوزة وتحمى الشريعة، وتؤمن السبل، وينتظم الأمن ويعم الخير والعدل، ويرتدع الظلمة، وتندفع الفوضى، وتسكن الدهنا، ويعيش الناس آمنين مطمئنين.
والطاعة لإمام المسلمين فريضة، وطاعته في غير معصيةٍ من طاعة الله -عز وجل- فلا يجوز الخروج على ولاة أمر المسلمين، ولا قتالهم، ولا منابذتهم، ولا إظهار الشناعة عليهم، ولا تحريك القلوب بالفتنة والسوء ضدهم، ولا إشاعة أراجيف الأخبار عنهم .. ومن فعل ذلك فهو مبتدعٌ على غير السنة، وطريقة سلف الأمة،
فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية" أخرجه مسلم.
وقد خالف هذا المنهج السلفي الأصيل عصبة غاوية، وحفنة شاذة، وسلالة ضالة، شهرت سيوف الفتنة، وجاهرت بالمحادة والمضادة بعقيدةٍ مدخولة، وعقولٍ مغسولة، يقابلون الحجج باللجج، والقواعد بالأغاليط، والمحْكَمَات بشُبهٍ ساقطة لا تزيدهم إلا شكًا وحيرةً واضطرابا.. خالفوا ما درج عليه السلف، وامتهنه بعدهم صالح الخلف، وفارقوا ما نقلته الكافة عن الكافة، ، والجماعة عن الجماعة..
فاحذروا سلَّ الأيدي عن رِبقة الطاعة، واحذروا مُفارقة الجماعة، واحذروا أصحاب الفِكر المقبوح، والتوجُّه المفضوح، دعاةَ الفتنة، وأذنابَ الأعداء، ورؤوس الشر الذين امتلأَت قلوبهم حقدًا على الإسلام وأهله، وحسدًا على بلاد الإسلام وأهلها، فسعوا إلى إقامة ثورات وتظاهرات، ومسيراتٍ وتجمهُرات، وتجمُّعات وإضراباتٍ ؛ خدمةً لأعداء الإسلام وأهدافهم الخبيثة، ونصرة لأهل الباطل ومراميهم المنكشفة.
ونصيحةُ وليِّ الأمر تكونُ بالطرق الشرعية التي تُحقِّقُ المصلحة، وتدفع المفسَدة، ولا تكونُ بالمسيرات والهُتافات، والتظاهرات والإرجافات. فاحفظوا أمنكم ووحدتكم، ووطنكم واستقراركم، وانظروا فيمن حولكم ممن يُعانون الخوفَ والرُّعب والحروب والدمار والشتات والانفلات، يوم ضاعَ أمنُهم، وتفرَّق شملُهم، وتبدَّدَت وحدتهم، واختلفَت كلمتُهم، والسعيدُ من وُعِظ بغيره، والشقيُّ من وُعِظ بنفسه.
لذا فإن تلك التظاهرات والمسيرات التي يُدعَى إليها، تُعدُّ خروجًا على الولاة المسلمة، وتحرمها الشريعة الإسلامية.
فالجماعةُ منَعة، والفُرقة مضيَعة، الجماعة لُبُّ الصواب، والفُرقة أُسُّ الخراب، والفُرقة بادرةُ العِثار، وباعثةُ النِذار، تُحيلُ العمار خرابًا، والأمنَ سرابًا، وهي العاقرةُ والحالقةُ، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من فارقَ الجماعةَ شبرًا فمات ماتَ ميتةً جاهلية". أخرجه البخاري.
الله أكبر (3) أيها المسلمون: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصلٌ عظيمٌ من أصول الشريعة وركنٌ مشيدٌ من أركانها المنيعة .. رفع لوائه وإعلاء بنائه وإعزاز أهله واجبٌ معظّمٌ وفرضٌ محتم.. قال تعالى: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج: 41]..
وإن ظهور المعاصي والمنكرات وفشوها هو الداء العضال والوباء القتال وسبب حلول العقوبات والنقمات.. يقول رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه ، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة " أخرجه أحمد ..
فاحذروا المعاصي التي توجب في الشقاء الخلود، وتستدعي شوي الوجوه ونضج الجلود ، واعلموا أن الدنيا سم الأفاعي، وأهلها ما بين منعيٍّ وناعِ، دجنة ينسخها الصباح، وصفقة يتعاقبها الخسار أو الرباح، ما هي إلا بقاء سفر في قفر، وإعراس في ليلة نفر.. فلا تغتروا فيها بقوةٍ أو فتوة ، فما الصحة إلا مركب الألم وما الفتوة إلا مركب الهرم ، وما بعد المقيل إلا الرحيل، إلى منزلٍ كريم أو منزلٍ وبيل ..
فأدلفوا إلى باب التوبة والإنابة ، واقطعوا حبائل التسويف والإضاعة، وامحوا سوابق العصيان بلواحق الإحسان ، وحافظوا على الصلوات الخمس المفروضة حيث ينادى بهن ، ولا تتخلفوا عن الجماعة إلا عن عذر ؛ فإن من الخيبة والشقاء أن يسمع الرجل النداء فيتخلف في بيته ولا يجيب ..
يقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - (من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن ؛ فإن الله شرع لنبيكم - صلى الله عليه وسلم - سنن الهدى .. وإنهن من سنن الهدى ، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتى به يُهادى بين الرجلين حتى يُقام في الصف ) أخرجه مسلم .
أدوا زكاة أموالكم ، وانفحوا بالعطاء، وانضحوا بالبر والجود ، وأعينوا الضعيف وأغيثوا اللهيف، وارحموا الأرملة والمسكين، واليتيم والفقيروالمسن .. وبادروا بالحج ما استطعتم .. وصلِوا من قطعكم وأعطوا من حرمكم ، واعفوا عمن ظلمكم ؛ فليس الواصل بالمكافئ، وإنما الواصل الذي إذا قُطِعتْ رحمه وصلها .. ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل، ولا تبخسوا الناس أشياءهم، واحذروا جحد الحقوق والتلاعب بأثمان السلع والغش والنجش والتطفيف في المكاييل والموازين .. واحذروا أموال اليتامى والأوقاف والوصايا، ولا تأكلوها ظلما وعدوانا ..
أحسنوا إلى نسائكم وزوجاتكم وبناتكم ، وقوموا على أولادكم بالتربية والتأديب، والتوجيه والتهذيب، والنفقة الشرعية اللازمة. وطهروا بيوتكم من المحرمات وآلات اللهو والطرب، والقنوات المعلنة بالخراب والعطب .. وصونوا ألسنتكم عن الغيبة والنميمة والسب والشتم واللعن والطعن والقذف والزور والبهتان .. وطهروا قلوبكم من الغل والحقد والحسد والكراهية والبغضاء .. وإياكم ومجالس الفسوق والفجور .. واحذروا الخصومات والمشاحنات ، واقبلوا المعذرة وأقيلوا العثرات ، ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ، واعلموا أنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث، فمات دخل النار، والعياذ بالله.
أيها المسلمون .. هذا يوم التسامح والتصافح والتلاحم والتراحم ؛ فتصافحوا يذهب الغل وتسامحوا تذهب الشحناء .. تآلفوا ولا تنافروا .. تقاربوا ولا تباعدوا ، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ..
أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة ؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية
الله أكبر (3) الحمد لله على سوابق نعمائه وسوالف آلائه .. أحمده أبلغ الحمد وأكمله وأتمه وأشمله ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له اعتقاداً لربوبيته وألوهيته وإذعانا لجلاله وعظمته وصمديته .. وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله المصطفى من خليقته والمجتبى من بريته ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً متضاعفةً دائمةً إلى يوم نلقاه .
عباد الله: إن من لطيف حكمة الله - عز وجل - وتمام رحمته وكمال علمه ، وجميل عفوه وإحسانه أن شرع زكاة الفطر عند تمام عدة الصيام ؛ طُهرةً للصائم من الرفث واللغو والمأثم ، وجبراً لما نقص من صومه ، وطُعمة للمساكين ، ومواساةً للفقراء ، ومعونة لذوي الحاجات ، وشكراً لله على بلوغ نهاية الشهر الكريم .. فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : " فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاةَ الفطر ؛ طهرة للصائم من اللغو والرفث ، وطعمة للمساكين .. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " ، أخرجه أبو داود وابن ماجه .
وتلزم الإنسانَ عن نفسه وعلى كل من تجب عليه نفقته ، ومقدارها عن كل شخص صاعٌ من بُر أو شعير ، أو تمر أو زبيب ، أو أقط أو مما يقتاته الناس ، كالأرز والذرة ، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال :" فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر صاعا من تمر ، أو صاعاً من شعير على العبد والحر ، والذكر والأنثى ، والصغير والكبير من المسلمين ، وأمر أن تُؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " متفق عليه ، وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : " كنا نخرج زكاة الفطر إذ كان فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاعاً من تمر ، أو صاعاً من شعير ، أو صاعاً من زبيب ، أو صاعاً من أَقِط " متفق عليه
ومقدار الصاع أربعة أمدادٍ بمد النبي - صلى الله عليه وسلم -، والمد يساوي بالوزن الحالي: (544.غ) فنضربها في أربعة، فتعطينا مقدار الصاع بالوزن وهو: (كيلوان و 175 غ) وكل هذا على حسب الوزن بالقمح ، ويساوي الصاع أيضا ليترين ونصف تقريبا بمقياس الميليلتر.
ويستحب إخراجها عن الجنين وهو الحمل لفعل عثمان - رضي الله عنه - ولا يجب ، ومن أخرجها نقوداً أو قيمة أو كسوة لم تجزئه في أصح قولي العلماء ؛ لعدوله عن المنصوص عليه في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إلا عند الضرورة، قال صاحب الكفاف :
وقيمة الزكاة عنها تكفي ...... لدى الإمام الحنفي والجعفي
وهو الذي به يقول أشهبُ ....... ومثله للعتقيّ ينسبُ
ولكن الأصح عنه المعتبرْ ........ عدمُ الاجزا وعليه المختصرْ
وقال ناظم الرسالة :
وفيه لا يجزئ عرضٌ او ثمنْ ..... طوعا فإن أجبر فالإجزا حسنْ
ويبدأ وقتها من غروب شمس آخر يوم من رمضان ، وينتهي بصلاة العيد ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين ، والأفضل أن تخرج يوم العيد قبل أن يخرج لصلاة العيد - إن أمكنه ذلك - ومن أخرها عن وقتها عامدا أثم وعليه التوبة وإخراجها فورا ، وإن كان ناسياً فلا إثم عليه ويخرجها متى ذكر ، وتعطى فقراء المسلمين، وهم الذين ليس عندهم مايكفيهم من العيش في ذلك اليوم ، لقول النبي –صلى الله عليه وسلم- {{"أغنوهم عن السؤال – وفي رواية:عن الطواف - فى هذا اليوم "}} رواه البيهقي والدارقطني. وقيل من ليس عندهم مايكفيهم من العيش لمدة سنة،وهو المشهور في المذهب، والمسكين دون الفقير، ويكون إخراجها في بلد مخرجيها ، ويجوز نقلها إلى فقراء بلد أخرى أهلها أشد حاجة ، ولا تُدفع لكافر ، ولا حرج في إعطاء الفقير الواحد فطرتين أو أكثر ، وليس لزكاة الفطر أداء معين ولا ذكر معين يُقال عليها ، ومن لم يكن لديه صاعٌ يوم العيد وليلته زائدٌ عن قوته وقوت عياله وضروراته وحاجاته الأصلية لم تجب عليه زكاة الفطر ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - :" لا صدقةَ إلا عن ظهر غنى" متفق عليه .
وإذا أخذ الفقير زكاة الفطر من غيره وفضل عنده منها صاعٌ وجب عليه إخراجه عن نفسه ، فإن فضل عنده منها عدة آصوع أخرجها عمن يمو ن وقدم الأقرب فالأقرب ، فطيبوا بها نفساً وأخرجوها كاملة غير منقوصة ، واختاروا أطيبها وأنفسها وأنفعها للفقراء .
ويشرع التكبير ليلة عيد الفطر وصباح يومها إلى انتهاء خطبة العيد ؛ تعظيماً لله - سبحانه وتعالى - وشكراً له على هدايته وتوفيقه .. قال تعالى .. وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ البقرة 185 فأظهروا هذه الشعيرة العظيمة، ولتكبر النساء سرا ، وليُقصر أهل الغفلة عن آلات الطرب والموسيقى ، والأغاني المحرمة الماجنة ، ولا يُكدِّروا هذه الأوقات الشريفة بمزامر الشياطين وكلام الفاسقين . من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوالٍ كان كصيام الدهر ، ومن لم يخرج زكاة فطره فليبادر إلى إخراجها فوراً ، ومن أتى منكم من طريقٍ فليرجع من طريقٍ أخرى إن تيسر له ذلك اقتداءً بنينا وسيدنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - .
الله أكبر (3) عباد الله .. إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ النحل – 90 .. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر ، والله يعلم ما تصنعون .
بشراكم يامن قمتم وصمتم .. بشراكم يامن تصدقتم واجتهدتم ، هذا يوم الفرح والسرور والفرح والحضور ..
ذهب التعب وزال النصب وثبت الأجر – إن شاء الله تعالى - .
تقبل الله صومكم وقيامكم ، وأعاد الله عليكم هذه الأيام المباركة أعوامًا عديدة وأزمنةً مديدة ونحن في صحةٍ وعافيةٍ وحياةٍ سعيدة ..
اللهم إنا خرجنا إلى هذا المكان المبارك نرجو رحمتك وثوابك ؛ اللهم تقبل مساعينا وزكِّها وارفع درجاتنا وأعلها ، اللهم أعطنا من الآمال منتهاها ومن الخيرات أقصاها ، اللهم تقبل صيامنا وقيامنا ودعاءنا ياأرحم الراحمين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين برحمتك ياقوي ياعزيز يارب العالمين ..
اللهم أدم على بلاد المغرب أمنها ورخاءها، وعزها واستقرارها ، ووفق قادتها لما فيه عز الإسلام والمسلمين .. اللهم من أراد بلادنا أو بلاد المسلمين بسوءٍ اللهم أشغله في نفسه واجعل كيده في نحره وتدبيره في تدميره ، اللهم اكشف أمره وأهتك ستره وافضح سره واكفنا شره واجعله عبرة ، اللهم اقتله بسلاحه وأحرقه بناره ياقوي ياعزيز يارب العالمين .
اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا مولانا الملك / محمد السادس لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، وأصلح له بطانته ، ومتعه بالصحة والعافية ، واحفظه من كل شرٍّ وسوءٍ يارب العالمين ، اللهم أقر عينه بمولاي الحسن، وشد أزره بمولاي رشيد، واحفظهم ووفقهم لكل خيرٍ، وادفع عنهم كل شر ، ومتعهم بالصحة والعافية ،وسائر الأسرة العلوية الشريفة يارب العالمين ..
اللهم انصر بهم دينك وأعلِ بهم كلمتك ، واجعلنا وإياهم من الهداة المهتدين برحمتك ياأرحم الراحمين .
اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ..
وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، السادات المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية العشرة المبشرين بالجنة، وسائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين، وتابعيهم إلى يوم الدين .
اللهم أبعد عن بلاد المسلمين شر الحروب والصراعات والفتن والنزاعات والصدامات والاختلافات .. اللهم عليك بمن زرعها وأشعلها يارب العالمين ..
اللهم أعد إلى جميع بلاد المسلمين الأمن والاستقرار والطمأنينة واجعل ولايتهم فيمن يخافك ويتقيك يارب العالمين
اللهم فرِّجْ هم المهمومين ونفس كرب المكروبين ، واقضِ الدين عن المدينين ، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين ، وفك أسرانا وأسرى المسلمين ، وارحم موتانا وموتى المسلمين ..
اللهم أغفرلنا لآبائنا وأمهاتنا وأزواجنا وأولادنا وإخواننا وقراباتنا وعلمائنا وولاة أمرنا وارحمنا وارحمهم ياأرحم الراحمين .
واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه ، وثنى بملائكته المسبحة بقدسه ، وأيَّه بكم أيها المؤمنون من جِنِّه وإنسه ، فقال قولا كريما : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً الأحزاب }56 ..
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين .
الشيخ جلال الدين أصياد
الشيخ جلال الدين أصياد
Admin

عدد المساهمات : 248
نقاط : 680
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 42
الموقع : www.toubkal-hilala.roo7.biz

https://toubkal-hilala.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى