منتدى المدرسة العتيقة توبكال هلالة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إفحام المتنطعة بجواز التوسل والاستغاثة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- حيا وميتا في المذاهب الاربعة

اذهب الى الأسفل

إفحام المتنطعة بجواز التوسل والاستغاثة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- حيا وميتا في المذاهب الاربعة Empty إفحام المتنطعة بجواز التوسل والاستغاثة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- حيا وميتا في المذاهب الاربعة

مُساهمة من طرف الشيخ جلال الدين أصياد الإثنين يوليو 16, 2012 11:08 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،حمدا نستمطر به المزيد من النعم،والصلاة والسلام على سيدنا محمد - من أرسله الله تعالى للعالمين بشيرا ونذيرا،ورضي الله تعالى عن أصحابه الكرام،وآل بيته الأطهار،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد:
إن من الخطورة البالغة أن يخوض الناس في أمور الدين دون تحكيم الشرع الشريف،ذلك لأن الأهواء والميولات عند ذلك تسيطر على أحكامهم،وقد يعد البعض أن فهمه للنصوص هو بمثابة هذه النصوص،فيعطي لفهمه قدسية النص .
وقد يتعصب لرأي اقتنع به فيلغي ما عداه،وهذا من خطأ الفكر الذي يسير في اتجاه واحد،والنظرة الأحادية مرض من الأمراض الفكرية المستعصية .
إن هذه النظرة إلى القضايا من زاوية واحدة تسبب بعض الخلافات ،وتتزايد مع مرور الزمن،فتتسع الهوة،وما أروع هذه المقولة ( إن الخلاف على الجزئيات والتنازع عليها،والانقسام على أساسها،والأمة تقتلع من جذورها خيانة عظمى لهذا الدين ) .
فإن موضوع التوسل من الموضوعات الهامة،والتي شغلت حيزا كبيرا ولا سيما عند المتأخرين.
لذلك فقد رأيت أن أنقل أراء فيه ليتبين الحق والصواب، فنقول:
كلنا نعلم أن كثيراً من الشعارات التي يرددها السلفيون مثل مقولة ( كل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف ) ومقولة ( لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ) وغيرها كلها منسوبة للإمام مالك رضي الله عنه , وسوف يكون من الطريف أن نرى أن الامام مالك وعلماء المذهب المالكي الذين تشربوه عنه رضي الله عنه كلهم يقولون بالتوسل , وأن التوسل من أعظم ما صلح به أول هذه الأمة , وأن الفرعنة والنفوس المتمردة لم تظهر إلا حين تم وأد هذا الهدي وما تبعه من التباس الحق بالباطل بشكل غير مسبوق في تاريخ الاسلام حتى أصبح المنكر معروفاً والمعروف منكراً كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام .وهذه هي معالم مذهب الامام مالك في مسألة التوسل .

1- أقوال المالكية:

قال ابن الحاج المالكي في المدخل (1/ 255)
فإن كان الميت المزار ممن ترجى بركته فيتوسل إلى الله تعالى به، وكذلك يتوسل الزائر بمن يراه الميت ممن ترجى بركته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بل يبدأ بالتوسل إلى الله تعالى بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ هو العمدة في التوسل، والأصل في هذا كله، والمشرع له فيتوسل به - صلى الله عليه وسلم - وبمن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وقد روى البخاري عن أنس - رضي الله عنه - (أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان إذا قحطوا استسقى بالعباس فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيك - صلى الله عليه وسلم - فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا فيسقون) انتهى.
ثم يتوسل بأهل تلك المقابر أعني بالصالحين منهم في قضاء حوائجه ومغفرة ذنوبه، ثم يدعو لنفسه ولوالديه ولمشايخه ولأقاربه ولأهل تلك المقابر ولأموات المسلمين ولأحيائهم وذريتهم إلى يوم الدين ولمن غاب عنه من إخوانه ويجأر إلى الله تعالى بالدعاء عندهم ويكثر التوسل بهم إلى الله تعالى؛ لأنه سبحانه وتعالى اجتباهم وشرفهم وكرمهم فكما نفع بهم في الدنيا ففي الآخرة أكثر، فمن أراد حاجة فليذهب إليهم ويتوسل بهم، فإنهم الواسطة بين الله تعالى وخلقه، وقد تقرر في الشرع وعلم ما لله تعالى بهم من الاعتناء، وذلك كثير مشهور، وما زال الناس من العلماء، والأكابر كابرا عن كابر مشرقا ومغربا يتبركون بزيارة قبورهم ويجدون بركة ذلك حسا ومعنى، وقد ذكر الشيخ الإمام أبو عبد الله بن النعمان - رحمه الله - في كتابه المسمى بسفينة النجاء لأهل الالتجاء في كرامات الشيخ أبي النجاء في أثناء كلامه على ذلك ما هذا لفظه: تحقق لذوي البصائر، والاعتبار أن زيارة قبور الصالحين محبوبة لأجل التبرك مع الاعتبار، فإن بركة الصالحين جارية بعد مماتهم كما كانت في حياتهم الجليل أبو حامد الغزالي - رحمه الله تعالى - في كتاب آداب السفر من كتاب الإحياء له ما هذا نصه: القسم الثاني: وهو أن يسافر لأجل العبادة إما لجهاد، أو حج إلى أن قال: ويدخل في جملته زيارة قبور الأنبياء وقبور الصحابة، والتابعين وسائر العلماء، والأولياء، وكل من يتبرك بمشاهدته في حياته يتبرك بزيارته بعد وفاته ويجوز شد الرحال لهذا الغرض، ولا يمنع من هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - «لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدي، والمسجد الأقصى» .
لأن ذلك في المساجد؛ لأنها متماثلة بعد هذه المساجد، وإلا فلا فرق بين زيارة الأنبياء، والأولياء، والعلماء في أصل الفضل، وإن كان يتفاوت في الدرجات تفاوتا عظيما بحسب اختلاف درجاتهم عند الله عز وجل، والله تعالى أعلم.

وفي أنوار البروق في أنواء الفروق للقرافي (3/ 51)
قلت وفي حاشية الشيخ علي العدوي على الخرشي في باب اليمين.
وأما التوسل ببعض مخلوقاته فجائزة وأما الإقسام على الله تعالى في الدعاء ببعض مخلوقاته كقوله يعني الداعي بحق محمد اغفر لنا فخاص به - صلى الله عليه وسلم - اهـ.
يعني إذا لاحظ الداعي جعل الباء للقسم وإلا كان توسلا لا إقساما يشهد لذلك أمران الأول قوله وأما الإقسام إلى آخره الثاني ما ذكره العلامة الشيخ علي الأجهوري في فتاويه من أن العز بن عبد السلام قال إن صح ما جاء في بعض الأحاديث من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علم بعض الناس الدعاء فقال له في أوله قل اللهم إني أقسم عليك بنبيك محمد نبي الرحمة فينبغي أن يكون مقصورا عليه - صلى الله عليه وسلم - لأنه سيد ولد آدم وأن لا يقسم على الله بغيره من الأنبياء وغيرهم لأنهم ليسوا في درجته - صلى الله عليه وسلم - اهـ.
وخالفه ابن عرفة واستدل بما يدل له بل إنما يدل لجواز التوسل ببعض المخلوقات وهو غير الإقسام وقد نبه على ذلك الحطاب اهـ.
كلام الأجهوري وتبع ابن عرفة في قوله بجواز الإقسام بغيره - صلى الله عليه وسلم - العلامة ابن حجر في شرح العباب كما يعلم بالوقوف عليه وعلى ما نقل عن فقهاء الأحناف من تحريم قول الداعي بحق محمد وبحق فلان اهـ. فمحمول إما على ملاحظة الداعي الإقسام أو قصده الحق بمعنى الواجب كما هو ظاهر تعليلهم بقولهم لأنه لا حق لأحد على الله أما إذا لاحظ به التوسل أو قصد الحق بمعنى الرتبة والمنزلة لديه تعالى أو الحق الذي جعله الله له على الخلق وعليه بفضله للخلق كما في الحديث الصحيح قال فما حق العباد على الله فلا يحرم عليه ذلك القول كما هو مقتضى الأدلة الواردة في جواز التوسل.
وما رواه زروق عن مالك من كراهة التوسل فإنما يصح بحمل الكراهة على التحريمية والتوسل على الإقسام إذ لو لم يحمل على ذلك لعارضه ما نقله القاضي عياض في الشفاء عن الإمام مالك - رضي الله تعالى عنه - أنه لما سأله جعفر المنصور عن استقبال القبر حين الدعاء أو استقبال القبلة قال له ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم قبلك بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله فيك قال الله تعالى {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم} [النساء: 64] الآية قال العلامة ابن حجر في الجوهر المنظم رواية ذلك عن الإمام مالك جاءت بالسند الصحيح الذي لا مطعن فيه وقال العلامة الزرقاني في شرح المواهب ورواها ابن فهد بإسناد جيد ورواها القاضي عياض في الشفاء بإسناد صحيح رجاله ثقات ليس في إسنادها وضاع ولا كذاب على أنها قد عضدت بجريان العمل وبالأحاديث الصحيحة الصريحة في جواز التوسل التي يعضد بعضها بعضا وبظاهر استسقاء عمر بالعباس - رضي الله عنهما - بل مما يعين حمل رواية زروق المذكورة على ما ذكروا وبطلانها رأسا أن زروقا نفسه في شرحه لحزب البحر قال بعد ذكر كثير من الأخيار اللهم إنا نتوسل إليك بهم فإنهم أحبوك وما أحبوك حتى أحببتهم فيك إياهم وصلوا إلى حبك ونحن لم نصل إلى حبهم فيك فتمم لنا ذلك مع العافية الكاملة الشاملة حتى نلقاك يا أرحم الراحمين وله في التوسل قصيدة مشهورة فمن هنا قال العلامة الزرقاني على المواهب وقول ابن تيمية: ومالك من أعظم الأئمة كراهية لذلك خطأ قبيح فإن كتب المالكية طافحة باستحباب الدعاء عند القبر مستقبلا له مستدبرا للقبلة وممن نص على ذلك أبو الحسن القابسي وأبو بكر بن عبد الرحمن والعلامة خليل في منسكه ونقله في الشفاء عن ابن وهب عن مالك قال إذا سلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعا يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة ويدنو ويسلم ولا يمس القبر بيده اهـ.
فتأمل ذلك فهذا تحقيق الفرق بين قاعدة ما يجب توحيد الله تعالى به وتوحده وبين قاعدة ما لا يجب والله أعلم.

وقال الصاوي :في حاشته على الشرح الصغير (2/ 71)
قال العلامة السمهودي في كتابه المؤلف في زيارة الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ومن خصائصها - أي المدينة المنورة - وجوب زيارتها كما في حديث الطبراني، وحق على كل مسلم زيارتها، فالرحلة إليها مأمور بها واجبة أي متأكدة على المسلم المستطيع له سبيلا.

وفي حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني (1/ 5)
[قوله: بمحمد وآله] حال كوننا متوسلين بمحمد وآله.اهـ بتصرف.

وفي شرح مختصر خليل للخرشي (3/ 54)
وأما التوسل ببعض مخلوقاته فجائز وأما الإقسام على الله تعالى في الدعاء ببعض مخلوقاته كقوله بحق محمد اغفر لنا فخاص به - صلى الله عليه وسلم -.


أقوال الشافعية:

1 - الإمام النووي , قال في المجموع شرح المهذب :
ثم يأتي القبر الكريم فيستدبر القبلة .. غاض الطرف في مقام الهيبة والاجلال فارغ القلب من علائق الدنيا مستحضرا في قلبه جلالة موقفه ومنزلة من هو بحضرته ثم يسلم ولا يرفع صوته بل يقصد فيقول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا خيرة الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عيك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين ...وذكر السلام على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , ثم قال :

ثم يرجع إلى موقفه الاول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا عن العتبي .. وساق حديث الأعرابي

وقال النووي في كتاب الأذكار في الدعوات التي يستحب أن يدعو بها في المزدلفة والمشعر الحرام :
اللهم إني أستشفع إليك بخواص عبادك ، وأتوسل بك إليك ، أسألك أن ترزقني جوامع الخير كله ، وأن تمن علي بما مننت به على أوليائك ، وأن تصلح حالي في الآخرة والدنيا يا أرحم الراحمين . وقال في آداب زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكارها : فيتوسل به في حق نفسه ، ويتشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ، ويدعو لنفسه ولوالديه وأصحابه وأحبابه ومن أحسن إليه وسائر المسلمين ، وأن يجتهد في إكثار الدعاء ، ويغتنم هذا الموقف الشريف ويحمد الله تعالى ويسبحه ويكبره ويهلله ، ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكثر من كل ذلك

2- الحافظ ابن حجر العسقلاني , قال في فتح الباري 3/66 :

قال الكرماني وقع في هذه المساله ( شد الرحال ) في عصرنا في البلاد الشاميه مناظرات كثيرة وصنف فيها رسائل من الطرفين قلت ( الكلام للحافظ ابن حجر رحمه الله ) :
يشير إلى ما رد به الشيخ تقي الدين السبكي وغيره على الشيخ تقي الدين بن تيميه وما انتصر به الحافظ شمس الدين بن عبد الهادي وغيره لابن تيميه وهي مشهوره في بلادنا والحاصل إنهم ألزموا ابن تيميه بتحريم شد الرحل إلى زيارة قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وانكرنا صورة ذلك وفي شرح ذلك من الطرفين طول وهي من ابشع المسائل المنقوله عن بن تيميه ومن جملة ما استدل به على دفع ما ادعاه غيره من الإجماع على مشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم ما نقل عن مالك أنه كره أن يقول زرت قبر النبي صلى الله عليه و سلم وقد أجاب عنه المحققون من أصحابه بأنه كره اللفظ ادبا لا أصل الزيارة فإنها من أفضل الأعمال واجل القربات الموصلة إلى ذي الجلال وأن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع والله الهادي إلى الصواب .

وقال لحافظ ابن حجر في الفتح 11 /441 ما يحسم الخلاف في هذه المسألة : قال:

وفيه ( أي حديث الشفاعة الطويل ) ان الناس يوم القيامة يستصحبون حالهم في الدنيا من التوسل إلى الله تعالى في حوائجهم بانبيائهم والباعث على ذلك الالهام .

ونقل 2/495 عن ابن المنير قوله : ليس في قول عمر أنهم كانوا يتوسلون به دلالة على أنهم سألوه أن يستسقى لهم إذ يحتمل أن يكونوا في الحالين طلبوا السقيا من الله مستشفعين به صلى الله عليه و سلم اهـ .

3- الإمام أبو بكر الآجُرّي صاحب التصانيف وصاحب كتاب الشريعة , عقد باباً في كتابه تحت عنوان : ذكر الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمة الله تعالى عليهم أجمعين ,وفيه :

قال محمد بن الحسين ( أي الآجري ) رحمه الله : ينبغي لمن تدبر ما رسمناه من فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضائل أهل بيته رضي الله عنهم أجمعين أن يحبهم ويترحم عليهم ويستغفر لهم ، ويتوسل إلى الله الكريم بهم ويشكر الله العظيم إذ وفقه لهذا .

4-حاشية الجمل على المنهج لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري :
وأما إرسال السلام إليه {صلى الله عليه وسلم} فالقصد منه الاستمداد منه وعود البركة على المسلم .
قوله ويستشفع به إلى ربه ومن أحسن ما يقول ما حكاه أصحابنا عن العتبي مستحسنين له ..الخ .

5- قال الشهاب الرملي الملقب بالشافعي الصغير في شرحه على زبد الفقه لابن رسلان :
ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه جل وعلا ثم يستقبل القبلة ويدعو لنفسه ومن شاء من المسلمين (ص 349 )

وقال في نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج :
ونتوسل إلى الله تعالى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبسائر أنبيائه ورسله وملائكته وأخصائه أن يديم لنا رضاه ، وأن يصلح منا ما أفسدناه ، وأن يمن علينا بقربه ، وأن يتحفنا بحقائق حبه ، وأن لا يجعل أعمالنا حسرة علينا وندامة
، وأن يجعلنا مع ساداتنا في أعلى فراديس الكرامة ، وأن يعيننا على إتمام بقية شرح الكتاب كما أعاننا على ابتدائه ، فإنه مجيب الدعاء ، لا يرد من قصده واعتمد عليه ، ولا من عول في جميع أموره عليه

6-وقال في إعانة الطالبين ( المقدمة ) :
بعد تمام القراءة طلب مني جملة من الاصدقاء والخلان، أصلح الله لي ولهم الحال والشان، تجريد تلك الهوامش وجمعها، فامتنعت من ذلك لعلمي بأني لست ممن يرقى تلك المسالك، واعترافي بقلة بضاعتي، وإقراري بعدم أهليتي.
فلما كرروا علي الطلب، توسلت بسيد العجم والعرب، فجاءت البشارة بالاشارة، وشرعت في التجريد والجمع مستعينا بالملك الوهاب وملتمسا منه التوفيق وللصواب، رجاء أن يكون تذكرة لي وللاحباب.
وأن ينفعني به والاصحاب، فالله هو المرجو لتحقيق رجاء الراجين وإنجاح حاجات المحتاجين.وسميته: إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين.

وقال في ختام الجزء الثاني من كتابه :
وأرجو - من الكريم الوهاب، متوسلا بسيدنا محمد: سيد الاحباب - أن يعين على التمام والكمال

ثم قال في الختام :
وأتضرع إلى الله سبحانه وتعالى وأسأله من فضله العميم، متوسلا بنبيه الكريم، أن ينفع بها كما نفع بأصلها الخاص والعام ..

ومثل هذا التوسل كثير مستفيض في كتب كل علماء أمة الإسلام ما خلا المبتدعة الخوارج .


أقوال الحنفية:

1- ابن الهمام قال في ( فتح القدير ) :
وَعَلَى مَا ذَكَرْنَا يَكُونُ الْوَاقِفُ مُسْتَقْبِلًا وَجْهَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَبَصَرَهُ فَيَكُونُ أَوْلَى ، ثُمَّ يَقُولُ فِي مَوْقِفِهِ : السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْك يَا خَيْرَ خَلْقِ اللَّهِ ..اللَّهُمَّ أَعْطِ سَيِّدَنَا عَبْدَك وَرَسُولَك مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ ..
وَيَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى حَاجَتَهُ مُتَوَسِّلًا إلَى اللَّهِ بِحَضْرَةِ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ . وَأَعْظَمُ الْمَسَائِلِ وَأَهَمُّهَا سُؤَالُ حُسْنِ الْخَاتِمَةِ وَالرِّضْوَانِ وَالْمَغْفِرَةِ ، ثُمَّ يَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّفَاعَةَ فَيَقُولُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْأَلُك الشَّفَاعَةَ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْأَلُك الشَّفَاعَةَ وَأَتَوَسَّلُ بِك إلَى اللَّهِ فِي أَنْ أَمُوتَ مُسْلِمًا عَلَى مِلَّتِك وَسُنَّتِك ، وَيَذْكُرُ كُلَّ مَا كَانَ مِنْ قَبِيلِ الِاسْتِعْطَافِ وَالرِّفْقِ بِهِ ، وَيَجْتَنِبُ الْأَلْفَاظَ الدَّالَّةَ عَلَى الْإِدْلَالِ وَالْقُرْبِ مِنْ الْمُخَاطَب فَإِنَّهُ سُوءُ أَدَبٍ .

قلت تأمل العلة التي فهم منها ابن تيمية أنها ذريعة الي الشرك , فالعلة في منع هذه الأفعال كما قال كل علماء الامة هي أنها من سوء الأدب فحسب وليس لها أي علاقة بالأحكام فضلا عن العقيدة , فتأمل ترشد ان شاء الله وتفهم من أين كان زلل ابن تيمية ومن أين أُتي )

وَعَنْ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ : سَمِعْت بَعْضَ مَنْ أَدْرَكْت يَقُولُ : بَلَغَنَا أَنَّهُ مَنْ وَقَفَ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ { إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ } الْآيَةَ ، ثُمَّ قَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مُحَمَّدُ سَبْعِينَ مَرَّةً ، نَادَاهُ مَلَكٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْك يَا فُلَانُ وَلَمْ تَسْقُطْ لَهُ حَاجَةٌ . هَذَا وَلْيُبَلِّغْ سَلَامَ مَنْ أَوْصَاهُ بِتَبْلِيغِ سَلَامِهِ فَيَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ أَوْ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ يُسَلِّمُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ .يُرْوَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ كَانَ يُوصِي بِذَلِكَ وَيُرْسِلُ الْبَرِيدَ مِنْ الشَّامِ إلَى الْمَدِينَةِ الشَّرِيفَةِ بِذَلِكَ .
ثُمَّ يَرْجِعُ إلَى حِيَالِ وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ وَيُصَلِّي وَيُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّهِ وَيَدْعُو وَيَسْتَشْفِعُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلِمَنْ أَحَبَّ ، وَيَخْتِمُ دُعَاءَهُ بِآمِينَ وَالصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ .

2- ابن عابدين , قال في حاشية رد المحتار على الدر المختار 1/84 :
يقول أسير الذنوب جامع هذه الاوراق راجيا من مولاه الكريم، متوسلا بنبيه العظيم وبكل ذي جاه عنده تعالى أن يمن عليه كرما وفضلا بقبول هذا السعي والنفع له للعباد، في عامة البلاد، وبلوغ المرام، بحسن الختام، والاختتام، آمين.
وقال في المقدمة :
في معانيها جمعت بتوفيق الاله مسائلا رقاق الحواشي مثل دمع المتيم وما ضر شمسا أشرقت في علوها جحود حسود وهو عن نورها عمي وإني أسأله تعالى متوسلا إليه بنبيه المكرم (ص) وبأهل طاعته من كل ذي مقام علي معظم،
وبقدوتنا الامام الاعظم، أن يسهل علي ذلك من إنعامه، ويعينني على إكماله وإتمامه، وأن يعفو عن زللي، ويتقبل مني عملي، ويجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم، موجبا للفوز لديه في جنات النعيم .

وقال :
مَا ضَمَّ أَعْضَاءَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَفْضَلُ مُطْلَقًا حَتَّى مِنْ الْكَعْبَةِ وَالْعَرْشِ وَالْكُرْسِيِّ . وَزِيَارَةُ قَبْرِهِ مَنْدُوبَةٌ ، بَلْ قِيلَ وَاجِبَةٌ لِمَنْ لَهُ سَعَةٌ .
فَإِنْ مَرَّ بِالْمَدِينَةِ كَأَهْلِ الشَّامِ بَدَأَ بِالزِّيَارَةِ لَا مَحَالَةَ لِأَنَّ تَرْكَهَا مَعَ قُرْبِهَا يُعَدُّ مِنْ الْقَسَاوَةِ وَالشَّقَاوَةِ ، وَتَكُونُ الزِّيَارَةُ حِينَئِذٍ بِمَنْزِلَةِ الْوَسِيلَةِ وَفِي مَرْتَبَةِ السُّنَّةِ الْقَبْلِيَّةِ لِلصَّلَاةِ .
وقال :
يُسْتَحَبُّ لَهُ إذَا عَزَمَ عَلَى الرُّجُوعِ إلَى أَهْلِهِ أَنْ يُوَدِّعَ الْمَسْجِدَ بِصَلَاةٍ ، وَيَدْعُوَ بَعْدَهَا بِمَا أَحَبَّ ، وَأَنْ يَأْتِيَ الْقَبْرَ الْكَرِيمَ فَيُسَلِّمَ وَيَدْعُوَ وَيَسْأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُوصِلَهُ إلَى أَهْلِهِ سَالِمًا ، وَيَقُولَ غَيْرُ مُوَدَّعٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَيَجْتَهِدَ فِي خُرُوجِ الدَّمْعِ فَإِنَّهُ مِنْ أَمَارَاتِ الْقَبُولِ : وَيَنْبَغِي أَنْ يَتَصَدَّقَ بِشَيْءٍ عَلَى جِيرَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَنْصَرِفَ مُتَبَاكِيًا مُتَحَسِّرًا عَلَى مُفَارَقَةِ الْحَضْرَةِ النَّبَوِيَّةِ

وقال في حاشيته على ( البحر الرائق شرح كنز الدقائق ) :
فيقول محمد أمين المكنى بابن عابدين غفر الله تعالى ذنوبه وملأ من زلال العفو ذنوبه . آمين هذه حواش جعلتها سلكا لدرر البحر الرائق شرح كنز الدقائق فبدت عقود الجيد لمن هو إلى جيد معانيه مسارع ومسابق .. إلى أن قال : وأسأله سبحانه وتعالى متوسلا إليه بمن صلاته عليه تتوالى أن يلهمني الصواب وأن يسلك بي سبيل السداد وأن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم موجبا للفوز العظيم

3- مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر :
ثُمَّ يَنْهَضُ فَيَتَوَجَّهُ إلَى الْقَبْرِ الشَّرِيفِ فَيَقِفُ عِنْدَ رَأْسِهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَيَدْنُو مِنْهُ قَدْرَ ثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ ، أَوْ أَرْبَعَةٍ وَلَا يَدْنُو مِنْهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا يَضَعُ يَدَهُ عَلَى جِدَارِ التُّرْبَةِ الشَّرِيفَةِ فَهُوَ أَهْيَبُ وَأَعْظَمُ لِلْحُرْمَةِ (1)
_____________________
(1) قلت : هذا التعليل مهم جداً لأن القوم يفهمون من هذه الآداب أنها من باب سد الذريعة إلى الشرك , في حين أن تعليل الشيخ على الضد من ذلك تماماً .

وَيَقِفُ كَمَا يَقِفُ فِي الصَّلَاةِ وَيَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ .. ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى حَاجَتَهُ ، وَأَعْظَمُ الْحَاجَاتِ سُؤَالُ حُسْنِ الْخَاتِمَةِ وَطَلَبُ الْمَغْفِرَةِ وَيَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْأَلُكَ الشَّفَاعَةَ الْكُبْرَى وَأَتَوَسَّلُ بِكَ إلَى اللَّهِ تَعَالَى ِي أَنْ أَمُوتَ مُسْلِمًا عَلَى مِلَّتِكَ وَسُنَّتِكَ وَأَنْ أُحْشَرَ فِي زُمْرَةِ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ .. ثُمَّ يَرْجِعُ إلَى حِيَالِهِ وَجْهَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَيَحْمَدُ اللَّهَ تَعَالَى وَيُثْنِي عَلَيْهِ وَيُصَلِّي عَلَى نَبِيِّهِ بِأَفْضَلِ مَا يُمْكِنُ وَيَدْعُو لِنَفْسِهِ وَيَسْتَشْفِعُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلِجَمِيعِ أَهْلِ الْإِيمَانِ ، ثُمَّ يَفْعَلُ مَا شَاءَ مِمَّا تَيَسَّرَ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ.. وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَخْرُجَ إلَى الْبَقِيعِ وَيَزُورَ الْقُبُورَ الَّتِي يُتَبَرَّكُ بِهَا كَقَبْرِ عُثْمَانَ وَعَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَقُبُورِ صَاحِبِ الْأَصْحَابِ الْأَبْرَارِ وَالْآلِ الْأَخْيَارِ رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .

4- مراقي الفلاح :
ثم انهض متوجها إلى القبر الشريف فتقف بمقدار أربعة أذرع بعيدا عن المقصورة الشريفة بغاية الأدب مستدبرا القبلة محاذيا لرأس النبي صلى الله عليه و سلم ووجهه الأكرم ملاحظا نظره السعيد إليك وسماعه كلامك ورده عليك سلامك وتأمينه على دعائك وتقول :
السلام عليك يا سيدي يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا نبي الرحمة السلام عليك يا شفيع الأمة ...إلى قوله : يا رسول الله نحن وفدك وزوار حرمك تشرفنا بالحلول بين يديك وقد جئناك
من بلاد شاسعة وأمكنة بعيدة نقطع السهل والوعر بقصد زيارتك لنفوز بشفاعتك والنظر إلى مآثرك ومعاهدك والقيام بقضاء بعض حقك والاستشفاع بك إلى ربنا فإن الخطايا قد قصمت ظهورنا والأوزار قد أثقلت كواهلنا وأنت الشافع المشفع الموعود بالشفاعة العظمى والمقام المحمود والوسيلة وقد قال الله تعالى { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئناك ظالمين لأنفسنامستغفرين لذنوبنا فاشفع لنا إلى ربك واسأله أن يميتنا على سننك وأن يحشرنا في زمرتك وأن يوردنا حوضك وأن يسقينا بكأسك غير خزايا ولا ندامى الشفاعة الشفاعة الشفاعة يا رسول الله - يقولها ثلاثا - ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا
تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . وتبلغه سلام من أوصاك به فتقول : السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان يتشفع بك إلى ربك فاشفع له وللمسلمين ثم تصلي عليه وتدعو بما شئت عند وجهه الكريم مستدبرا القبلة ثم يدعو لنفسه ولوالديه ولمن أوصاه بالدعاء ولجميع المسلمين
ثم يقف عند رأس النبي صلى الله عليه و سلم كالأول ويقول : اللهم إنك قلت وقولك الحق { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك
مستشفعين بنبيك إليك .
حتي الشيخ أبو الثناء الآلوسي المفسر صاحب روح المعاني مع أنه من المتأثرين نوعا ما بإنكار الشفاعة إلا أنه قال في تفسيره 6/28 :
إن التوسل بجاه غير النبى صلى الله عليه و سلم لابأس به أيضا إن كان المتوسل بجاهه مما علم أن له جاها عند الله تعالى كالمقطوع بصلاحه وولايته . اهـ. مع أن الشيخ رحمه الله متأثر بدعوة نجد بوضوح .

وقال 30/24 : ولذا قيل وليس بحديث كما توهم ( اذا تحيرتم في الأمور فاستعينوا من أصحاب القبور ) أي أصحاب النفوس الفاضلة المتوفين ولا شك في أنه يحصل لزائرهم مدد روحاني ببركتهم وكثيرا ما تنحل عقد الأمور بأنامل التوسل إلى الله تعالى بحرمتهم . اهـ .


أقوال الحنابلة:

1- الموفق بن قدامة رحمه الله , قال في ( المغني ) :
ثم تأتي القبر فتولى ظهره القبلة وتستقبل وتقول : السلام عليك أيها النبي صلى ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أشهد أنك قد بلغت -
إلى قوله :
اللهم إنك قلت وقولك الحق : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد أتيتك مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها
لمن أتاه في حياته اللهم اجعله أول الشافعين وأنجح السائلين وأكرم الآخرين والأولين برحمتك يا أرحم الراحمين ثم يدعوا لوالديه ولإخوانه وللمسلمين أجمعين .اهـ.

2- الامام الحجاوي , قال في الاقناع :
ثم يرجع إلى موقفه الاول قبالة وجه النبي (ص) ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه .

3- قال في كشف القناع :
قَالَ فِي الشَّرْحِ وَشَرْحِ الْمُنْتَهَى : اللَّهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ { وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِرًا مِنْ ذُنُوبِي مُسْتَشْفِعًا بِكَ إلَى رَبِّكَ فَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ تُوجِبَ لِي الْمَغْفِرَةَ كَمَا أَوْجَبْتَهَا لِمَنْ آتَاهُ فِي حَيَاتِهِ . اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَوَّلَ الشَّافِعِينَ ، وَأَنْجَحَ السَّائِلِينَ وَأَكْرَمَ الْأَوَّلِينَ ، وَالْآخِرِينَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ثُمَّ يَدْعُو لِوَالِدَيْهِ وَلِإِخْوَانِهِ وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ .

4- ابن مفلح , قال في الفروع :
وَيَجُوزُ التَّوَسُّلُ بِصَالِحٍ ، وَقِيلَ : يُسْتَحَبُّ ، قَالَ أَحْمَدُ فِي مَنْسَكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ لِلْمَرُّوذِيِّ : إنَّهُ يَتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَائِهِ ، وَجَزَمَ بِهِ فِي الْمُسْتَوْعِبِ وَغَيْرِهِ ، وَجَعَلَهَا شَيْخُنَا ( هو ابن تيمية شيخ ابن مفلح ) كَمَسْأَلَةِ الْيَمِينِ به .

5- قال الإمام المرداوي في الإنصاف :
يَجُوزُ التَّوَسُّلُ بِالرَّجُلِ الصَّالِحِ ، عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ الْمَذْهَبِ ، وَقِيلَ : يُسْتَحَبُّ .
قَالَ ( أي الإمام أحمد ) : وَالتَّوَسُّلُ بِالْإِيمَانِ بِهِ وَطَاعَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ ، وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ ، وَنَحْوِهِ مِمَّا هُوَ مِنْ فِعْلِهِ وَأَفْعَالِ الْعِبَادِ الْمَأْمُورِ بِهَا فِي حَقِّهِ مَشْرُوعٌ ( عِ ) وَهُوَ مِنْ الْوَسِيلَةِ الْمَأْمُورِ بِهَا فِي قَوْله تَعَالَى { اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } قَالَ إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ : الدُّعَاءُ عِنْدَ قَبْرٍ مَعْرُوفٍ التِّرْيَاقُ الْمُجَرَّبُ .

قلت : وهذا كله من أقوال العلماء إنما هو في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لا في حياته إذ أنهم يقررون قواعد الفقه للأمة لتسير عليها بعد وفاة المشرع كما هو سائر مسائل الفقه

قال ابن مفلح : وَقَالَ شَيْخُنَا ( يعني ابن تيمية ): قَصْدُهُ لِلدُّعَاءِ عِنْدَهُ رَجَاءَ الْإِجَابَةِ بِدْعَةٌ لَا قُرْبَةٌ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ ، وَقَالَ أَيْضًا : يَحْرُمُ بِلَا نِزَاعٍ بَيْنَ الْأَئِمَّةِ .

متى يظهر الشذوذ ؟ إذا ذُكر كلام ابن تيمية. فـ( شيخنا ) في كلام ابن مفلح المقصود به ابن تيمية يا سيدي ! والأمر كما ترى ! فهو لا يمل من مقالة : ( باتفاق الأئمة ) و( بلا نزاع بين الأئمة) وقبل سطرين فقط كلام إمامه الإمام أحمد في استحباب التوسل بالنبي وبدعائه وشفاعته , ثم كلام ابراهيم الحربي وما أدراك من ابراهيم الحربي , ارجع لترجمته في سير الذهبي لتعلم من هو , ثم انصح لنفسك وانتبه من غرائب ابن تيمية لأنها كثيرة وادعائه الإجماع على غرائبه كثير فاحذر وقد نصحتك وأوردت لك
نموذجاُ حياً اللهم فاشهد .

وقال ابن مفلح حكاية عن أحد علماء المذهب ( هو ابن عقيل ) :
وَأَكْثَرَ الْمَشْيَ فِيهِ (فِي الْحَرَمِ) وَالصَّلَاةَ ، لِيُصَادِفَ بُقْعَةً فِيهَا أَثَرَ الصَّالِحِينَ ، .. وَتَوَسَّلَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ َلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّعَاءِ

5- أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي ( لم تطبع له مؤلفات فقهية حسب علمي لكنه قال في التبصرة 2/246 :
وإذا وصل الحاج إلى المدينة المشرفة فيجعل على فكره تعظيم من يقصده وليتخايل في مساجدها وطرقاتها نقل أقدام المصطفى هناك وأصحابه وليتأدب في الوقوف وليستشفع بالحبيب وليأسف إذ لم يحظ برؤيته ولم يكن في صحابته .

وقال في التبصرة 2/246 :وإذا وصل الحاج إلى المدينة المشرفة فيجعل على فكره تعظيم من يقصده وليتخايل في مساجدها وطرقاتها نقل أقدام المصطفى هناك وأصحابه وليتأدب في الوقوف وليستشفع بالحبيب وليأسف إذ لم يحظ برؤيته ولم يكن في صحابته .

وقال رحمه الله في التبصرة 1/95 متوسلا في غفران الذنوب :
اللهم إنا نتوسل إليك بالخليل في منزلته والحبيب في رتبته وكل مخلص في طاعته أن تغفر لكل منا زلته يا كريم برحمتك يا أرحم الراحمين .

وقال في صيد الخاطر حاكياً عن نفسه :
كنت في بداية الصبوة قد ألهمت سلوك طريف الزهاد بإدامة الصوم و الصلاة و حببت إلي الخلوة فكنت أجد قلبا طيبا و كانت عين بصيرتي قوية الحدة تتأسف على لحظة تمضي في غير طاعة و تبادر الوقت في اغتنام الطاعات و لى نوع أنس و حلاوة مناجاة ! فانتهى الأمر إلى أن صار بعض ولاة الأمور يستحسن كلامي فأمالني إليه فمال الطبع ففقدت تلك الحلاوة , ثم استمالني آخر فكنت أتقي مخالطته و مطاعمه لخوف الشبهات و كانت حالتي قريبة , ثم جاء التأويل فانبسطت فيما يباح فعدم ما كنت أجد من استنارة و سكينة و صارت المخالطة توجب ظلمة في القلب إلى أن عدم النور كله ..

فكان حنيني إلى ما ضاع مني يوجب انزعاج أهل المجلس فيتوبون و يصلحون و أخرج مفلسا فيما بيني و بين حالي , و كثر ضجيجي من مرضي و عجزت عن طب نفسي .. فلجأت إلى قبور الصالحين و توسلت في صلاحي ( أي في استرداد صلاح قلبه ) فاجتذبني لطف مولاي بي إلى الخلوة على كراهة مني ورد قلبي علي بعد نفور مني .

قلت : ولا يفقه الحكمة من هذا العطاء الرباني لقاصد الصالحين الأكابر إلا من شغله التواضع لله رب العالمين وكان قلبه خالياً من غشاوة كبر النفس وغضبها من الذل في سبيل الله , لأن هذه الغشاوة تحجز عين القلب ونظر العقل عن فهم هذا , ألم تسمع قول الله ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة فهم لا يبصرون ) ؟

وقال :
رأيت نفسي كلما صفا فكرها، أو اتعظت بدارج، أو زارت قبور الصالحين، تتحرك همتها في طلب العزلة والإقبال على معاملة الله تعالى.

وقال :
وينبغي للمنفرد لطاعة الله تعالى عن الخلق أن لا يخرج إلى سوق جهده، فإن خرج ضرورة غض بصره، وأن لا يزور صاحب منصب ولا يلقاه، .. وليكن له وظيفة من زيارة قبور الصالحين والخلوة بها.

قلت : معنى ذلك : أنه يطلب الصلاح من خلال زيارتهم ! وهذا نوع من التوسل , فالزيارة تستلزم القول بجواز التوسل لمن كان له فهم وقلب أو ألقى السمع وهو شهيد لا مكابر ولا مناظر .
وساق في بستان الواعظين 278 شعرا حسناً في التوسل :

صلوا على القمر المنير إذا بدا***في موكب من حسنه وجماله
لم يخلق الرحمن خلقا مثله *** في فضله وبهائه وكماله
إلى أن قال :
إن الصلاة على النبي سلامة *** وتفضل وتوسل بجماله
وتودد وتحنن وتشوق *** وتوسل وتقرب لنواله

وقال في تاريخ بيت المقدس :
فيستجب لمن أراد الزيارة أن يخلص النية، ويسأل الله تعالى التوفيق والمعونة، ويصلى ركعتين ولا يسوء أدبه في زيارته، فإن الأنبياء أحياء في قبورهم ثم يقصد المكان بوقار وسكينة وذكر واستغفار، ثم يدخل المسجد ويبدأ بإدخال رجله اليمني ويقول بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم، اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وفي كل مسجد يقول هذا ويصلي ركعتين تحية المسجد، ثم يدخل إلى قبر الخليل يستقبله من أي نواحيه شاء، ثم يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم هذا وهو واقف، وذكر أن يضع يده على القبر وأن يعاتقه ويقف ويسلم كما يسلم على الحي بوقار وسكينة كأنه يشاهده صلى الله عليه وسلم ويستحب أن يكثر الدعاء عنده ويتوسل فما توسل به أحداً إلا إجابة الله تعالى، فإذا فرغ من ذلك يمضي إلى قبر سيدنا يعقوب ويفعل كما فعل، فإذا فرغ من ذلك يمضي إلى قبر ستني سارة وإلى ربعة، وكذلك عذر ليفة يبدأ بزيارة الرجال قبل النساء ثم يمضي إلى قبر سيدنا يوسف الصديق سلام الله عليه، وهو خارج المغارة في بطن الوادي ويفعل كما فعل.

قلت : وأما قول القائل : بل نستعين بالله وحده ونحوها من الأقوال , فنقول : إذن لايفتك أيضاً أن تستعين به وحده اذا احتجت إلى الأحياء في أحقر الأشياء , إذ لا فرق إذا اتفقنا على أن الأمر بيد الله وأن الأحياء والأموات ما هم إلا وسائط لوصول فضل الله . وهذا هو الحق الذي يظهر لنا ولكل منصف في هذه المسألة , ولو تأمل متأمل لوجد أن المخالف لها يلزمه أن يعتقد تأثير الحي مع الله تعالى , وهذا هو الشرك بعينه .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
الشيخ جلال الدين أصياد
الشيخ جلال الدين أصياد
Admin

عدد المساهمات : 248
نقاط : 680
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 42
الموقع : www.toubkal-hilala.roo7.biz

https://toubkal-hilala.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى