منتدى المدرسة العتيقة توبكال هلالة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدرس الرابع من دروس علم العروض والقافية

اذهب الى الأسفل

الدرس الرابع من دروس علم العروض والقافية Empty الدرس الرابع من دروس علم العروض والقافية

مُساهمة من طرف الشيخ جلال الدين أصياد الإثنين مايو 14, 2012 12:08 am

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:
فهذا هو الدرس الرابع من دروس علم العروض والقافية:

الزحافات والعلل
أولا ـ مدلول الزحاف :
يعرف علماء العروض الزحاف بأنه ( تغيير يلحق بثوانى أسباب الأجزاء للبيت ، أى أنه لا يكون إلا فى السبب الثقيل أو الخفيف من التفعيله ـ وهو يتخذ صورتين من التغيير
( أ ) ـ تغيير الحركة ( ب ) حذف الحرف .
فتغيير الحركه مثل تسكين التاء فى (متَفاعلن) فتصير (متْفاعلن) وحذف الحرف مثل حذف الألف في ( فاعلن) فتصير (فعلن) ويسمى ذلك التغيير فى شكل التفعيله (خبنا)
ومن خصائص الزحاف أنه إذا دخل فى بيت من أبيات القصيده فلا يجب إلتزامه فى باقى الأبيات وأنه يمكن أن يدخل أجزاء البيت كلها (من صدر وعجز، وعروض وضرب وحشو).

ثانيا ـ مدلول العله :
العله هى تغيير فى شكل التفعيله مختص بثوانى الأسباب واقع فى عروض البيت أى فى التفعيله الأخيره من الشطره الأولى ـ والضرب لازم لهم أى أنه إذا لحق هذا التغيير بعروض أو ضرب فى أول بيت من قصيده وجب استعماله فى سائر أبياتها .
فالعله لا تدخل فى حشو البيت ، وانما تختص بالعروض والضرب أما الزحاف فيدخل فى جميع أجزاء البيت .

وهذه التغييرات التى تطرأ على التفعيلات الشعريه فى داخل النسق الإيقاعى للبحر الشعرى ـ الذى ينظم عليه الشاعر قصيدته أو قصائده تتنوع من تغيير حركى الى تغيير يحذف بعض الحروف، الى تغيير بزياده بعض الحروف الى تغيير مزدوج باجتماع زحافين فى تفعيله واحده
كل هذه التنويعات فى شكل التفعيله الشعريه ، لا تسبب اضطرابا فى موسيقى الشعر ، ولا خللا فى ايقاعه . بل عدها النقاد مظهر ثراء للموسيقى الشعريه وبخاصة فى ( الشعر المقفى ) لأنها تقضى على الرتابه الإيقاعيه ، وتدفع الملل عن المتلقى .
فالايقاع فى الشعر المقفى يتمثل فى التفعيله التى تتكون من تكرارها وحدات البيت الموسيقيه ، والوزن يتمثل فى مجموع تفاعيل البيت .
وغير صحيح أن الوحدات الإيقاعيه المتمثله فى تفعيلات البيت الواحد متساويه تماماً لأن التفعيلات تختلف تبعاً للزحافات والعلل العروضيه التى تطرأ عليها .
فمثلاً: (متفاعلن) يمكن أن تصير (متفاعلن) أو (متفاعل) أو (متفاعل) بتسكين التاء أو تحريكها، أو تصير (متفا) أو (متفا) بتسكين التاء أو تحريكها .

و(مستفعلن) يمكن أن تصير (فعلاتن) أو (فالاتن) أو (فاعلا) أو (فعلا) أو (فعلان). فالتفعيلات كلها تتنوع موسيقيا فى البدء والحشو والختام فى الأبيات.
وحروف الكلمات التى تقابل حروف التفعيلات تختلف بعضها عن بعض ، ما بين حروف ساكنه وحروف طويله وحروف لينه ، وهذا الإختلاف الصوتى ينوع الموسيقى وينوع معانى الإيحاء الموسيقى فى الوزن الواحد .
ويقول د / محمد مندور ( وأما شعرنا العربى فمن المعروف أن أساسه الموسيقى أو العناصر الأوليه فى موسيقاه فى الحركه والسكون ، ومن هذه الحركات والسكنات تتكون الفواصل المختلفه ، وكل مجموعه من الفواصل تكون تفعيله تقابل ما يسمى بالقدم عند الغربيين .
وأوزان الشعر العربى تتكون من مجموعات من التفاعيل ( المتساويه ) أو ( المتجاوبه ) مع اختلاف بسيط تسمى ( بالزحافات والعلل) وهى الخلافات التى لا تؤدى الى تغيير النسق الموسيقى العام للبيت الشعرى ، وقد يكون بعضها مما لا تكاد تدركه الأذن ، وانما يكتشف بالتقطيع لا بالترجيع ، وبعضها الآخر يستدرج بعمليات تعويض عند إنشاد الشعر .
ومن أهم وسائل التعويض الصمت الخفيف فى بعض المواضع .

ثالثـا : أنواع الزحافات :
ينقسم الزحاف الى قسمين :
أ ـ مــــفرد
ب ـ مركـــب
أ ـ الزحـــــاف المفـــــرد :
وهو الذى يدخل فى سبب واحد من أجزاء البيت .
والتغييرات فى الزحاف المفرد ثمانيه :
1 ـ الإضمــــار: وهو تسكين الثانى المتحرك فى (متفاعلن) فتصير متفاعلن بإسكان التاء .
2 ـ الخَبـْــــن : وهو حذف الثانى الساكن مثل حذف الألف من فاعلن فتصير (فعلن) ، وحذف (السين) من (مستفعلن) فتصير (متفعلن).
3 ـ الوَقْـــــص : وهو حذف ثانى التفعيله متى كان متحركا وثانى سبب مثل حذف التاء من ( متفاعلن ) فتصير ( مفاعلن ) ويلاحظ أن التغيير شاذ ونادر الوجود فى تفعيلة بحر الكامل ( متفاعلن ) .
4 ـ الطَــــــىّ : وهو حذف رابع التفعيله متى كان ساكنا وثانى سبب مثل حذف الفاء من (مستفعلن) قتصير (مستعلن) أو حذف الألف من ( متفاعلن ) فتصير ( متفعلن )، أو حذف الواو من ( مفعولات ) فتصير ( مفعلات ) .
5 ـ العَصْـــــب : وهو اسكان خامس التفعيله متى كان متحركا وثانى سبب، مثل تسكين اللام فى (مفاعلتن) بتحريك اللام، فتصير ( مفاعلتن ) بتسكين اللام .
6 ـ القَبْـــــض : وهو حذف خامس التفعيله متى كان ساكنا وثانى سبب مثل حذف النون من (فعولن) فتصير (فعول) وحذف الياء من (مفاعلين) فتصير (مفاعلن).
7 ـ العَـقْـــل : وهو حذف خامس التفعيله متى كان متحركا وثانى سبب ، مثل حذف اللام من ( مفاعلتن ) فتصير (مفاعتن) وتنقل الى ( مفاعلن).
ويلاحظ أن هذا التغيير شاذ ونادر الوجود فى تفاعيل بحر الوافر، ومن استقراء معظم القصائد التنى جاءت منظومه فى قالب بحر الوافر لم أعثر على هذا التغيير .
8 ـ الكَـــفّ : وهو حذف سابع التفعيله متى كان ساكنا وثانى سبب مثل حذف النون من (مفاعيلن) فتصير (مفاعيل)، ومثل حذف النون من ( مستفع لن ) فتصير ( مستفع ل) ومثل حذف النون من (فاعلاتن) فتصير (فاعلات) ومثل حذف النون من (فاع لاتن) فتصير (فاع لات) .
** وحين نتأمل تعريفات أنواع الزحاف المفرد نجد أنه لا يتناول من التفعيله الا الحرف الثانى أو الرابع أو الخامس أو السابع فهو لا يدخل الحرف الأول بداهة ، ولا الثالث لأنه لا يكون الا أول سبب أو ثالث وتد ، ولا السادس لأنه . أى الحرف السادس إما أن يكون أول سبب أو ثانى ( وتد ) ، وذلك لأنه لا تتوالى ثلاثة أسباب فى تفعيله واحده ، فان جاء فيها ـ سبب فوتد ـ فمجموعهما خمسة أحرف فيكون السادس أول سبب ، وان توالى سببان كان السادس ثانى وتد.
ب ـ الزحاف المركب :
وهو الذى يلحق بسببين من الأجزاء فى البيت الشعرى ، ويتكون كل نوع منه من نوعين من الزحاف المفرد .
1 ـ الخَبْـل : وهو مركب من الخبن والطى فى تفعيله واحده كحذف سين وفاء من ( مستفعلن ) فتصير ( متعلن ) وحذف الفاء والواو من ( مفعولات ) فتصير ( معلات ) .
2 ـ الخَـذْل : وهو مركب من الإضمار والطى كإسكان التاء وحذف الألف من ( متفاعلن ) فتصير ( متفعلن ) بإسكان التاء وهذا التغيير نادر الإستعمال فى موسيقى بحر الكامل .
3 ـ الشَـكْل : وهو مركب من الخبن والكف كحذف الألف الأولى والنون الأخيره من ( فاعلاتن ) فتصير ( فعلات ) .
4 ـ النَقْـص : وهو مركب من العصب والكف كتسكين الخامس المتحرك وحذف السابع الساكن من (مفاعلتن) فتصير (مفاعلت) .
رابعا ـ أنواع العلل :
وتنقسم العله الى نوعين :
أ ـ الزياده ب ـ النقص
أ ـ أنواع علل الزياده :
1 ـ الترفيل : وهو زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع نحو (فاعلن)، فتقلب النون ألفا وتزيد سببا خفيفا فتصير (فاعلاتن) ونحو ( متفاعلن ) فتصير (متفاعلاتن).
2 ـ التذليل: وهو زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع نحو (مستفعلن) فتصير (مستفعلتن) وتنقل الى (مستفعلان) ونحو (متفاعلن) وتصير (متفاعلان) ونحو (فاعلن) فتصير (فاعلان).
3 ـ التسبيغ : وهو زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف نحو ( فاعلاتن ) تصير ( فاعلاتان)
ب ـ أنواع العلل التى تكون بالنقص ، وهى تسع علل :
1 ـ الحذف: وهو اسقاط السبب الخفيف من آخر التفعيله مثل (مفاعلين) فتصير ( مفاعى ) وتنقل الى ( فعولن ) وهذه العله توجد فى الضرب الثانى لبحر الهزج مثل قول الشاعر :
غــزال ليــــس لى منه سوى الحزن الط طويل
مفاعيلــن مفاعيلــــن مفاعيلـن مفاعــى
2ـ القَطْـف: وهو اسقلط السبب الخفيف واسكان ماقبله فى نحو (مفاعلتن) فتصير ( مفاعل ) وتنقل الى ( فعولن ) وهذه العله لازمه لعروض وضرب الوافر التام، مثل قول أحمد شوقى :
إلام الخلـد بينكمو إلا ما وهذى الضجّة الكبرى علاما
مفاعلتن مفاعلتن فعلولن مفاعلتـن مفاعلتـن فعولن

3 ـ القَصْـر : وهو إسقاط ساكن السبب الخفيف وإسكان متحركه فى نحو (مفاعيلن) فتصير (مفاعيل)، ومثل (متفع لن) فى بحر الخفيف المجزوء تأتى العروض مجزوءه والضرب مخبونا مقصورا مثل قول الشاعر :
كل خطب إن لم تكـو نوا غضِبتــم يسيــرُ
ومنه قول محمود حسن إسماعيل :
أمـكم مصر وفى تاريخـها ما يرد الغرب نديان الجبـينْ
فأسألوها واسمعوا فى تربهما يزعج الآفاق صوت الراقدينْ
* فالضرب هنا على وزن : فاعلات ، والتفعيله أصلها فاعلاتن وحذفت النون وسكنت التاء.
4 ـ القطع: وهو حذف ساكن الوتد المجموع وإسكان ماقبله فى فاعلن فتصير (فاعل) وتنقل الى (فعلن).
وهذه العله كثيرة الورود فى تفعيلة بحر ( المتدارك ) مثل قول صاحب هذه السطور من قصيدة بعنوان (دوائر النهر)
فى نهرك ألقى أحجارى فتمور دوائر أشعارى
تتموج فيها أنفاســـى وتعانق أفْـق الأغوار
ويمكن تقطيع البيت الأول هكذا :
فى نه رك أل قى أحـ جارى
فعلن فعلـن فعلــن فعلـن

فتمـو ردوا ئر أش عـارى
فعلـن فعلن فعلـن فعلــن
5 ـ التشعيث : وهو حذف أول ، أو ثانى الوتد المجموع فى نحو (فاعلن) فتصير (فالن) أو (فاعن)، فينقل الى (فعل)، ونحو (فاعلاتن) تصير (فعلاتن).
ومثل ذلك ضرب بحر الخفيف يدخله (التشعيث) وعروضه صحيحه مثل قول الشاعر :
ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الحيـاء
6 ـ الحَذَذ : وهو حذف الوتد المجموع برمته فى ( مستفعلن )، فتصير ( مستف ) ، وتنقل الى ( فعلن )، وكذلك (متفاعلن) تصير (متفا) بعد حذف ( علن ) وهو الوتد المجموع ، وتكون العروض حذاء والضرب مثلها فى بحر الكامل مثل قول الشاعر :
وحــراء نبع فى تماوجه الأرض بالعلياء تتصل
صخرٌ ومنه تفجرت شُهْب ولها بكل منارة شُعَـل
7 ـ الصَلْم : وهو حذف الوتد المفروق برمته من آخر الجزء فى (مفعولات) فتصير ( مفعو ) فتنقل الى ( فعلن ) .
وتأتى هذه العله فى ضرب بحر السريع ، والعروض مكسوفه، مثل قـول الشاعر:
من لسقيم ماله عائد وميت ليس له ناع
8 ـ الكَسْف : وهو حذف آخر الوتد المفروق فى ( مفعولات ) فتصير ( مفعولا ) وتنقل الى ( مفعولن ) .
ومثال ذلك فى بحر السريع تأتى العروض مطويه مكسوفه ويأتى الضرب مثلها ، مثل قول الشاعر :
لله در البين ما يفعل يَقتل من شاء ولا يُقتل
9 ـ الوَقْف : وهو تسكين متحرك آخر الوتد المفروق فى (مفعولات) فيصير ( مفعولات ) .
وقد يجتمع الحذف والقطع معا فيسمى (بالبتر) نحو (فاعلاتن) فتصير الى (فاعل) وتنقل الى (فعلن)
ومثال ذلك قول الشاعر :
أنضجت نار الهوى كبدى ودموعى تطفئ النارا

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
الشيخ جلال الدين أصياد
الشيخ جلال الدين أصياد
Admin

عدد المساهمات : 248
نقاط : 680
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 42
الموقع : www.toubkal-hilala.roo7.biz

https://toubkal-hilala.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى