منتدى المدرسة العتيقة توبكال هلالة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ( الدرس السابع )

اذهب الى الأسفل

سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ( الدرس السابع ) Empty سلسلة شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ( الدرس السابع )

مُساهمة من طرف الشيخ جلال الدين أصياد الأحد أغسطس 21, 2011 11:02 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل وسلم على المصطفى محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
في الدرس الماضي شرحنا الحديث المرفوع والحديث المقطوع، وفي هذا الدرس إن شاء الله، سنشرح الحديث المسند والمتصل والمسلسل،وبالله التوفيق.
قال الناظم (رحمه الله):
والمسنـد المتصـل الإسنـاد مـن *** راويه حتى المصطفى ولم يبِن
ومـا بسـمـع كــل راوٍ يتـصــل *** إسناده للمصـطــفى فالمتـصــل
مسلسل قل ما على وصفٍ أتى *** مـثـل أمَـا والله أنْبَــانِـيْ الفـتــى
كــذاك قــد حـدثـنِـيـهِ قـائـــمــا *** أو بـعـد أن حـدثـنِــيْ تـبـســــما

قوله: (والمسند) أي الحديث المسند،- بفتح النون – اسم مفعول من الإسناد، يقال أسند الحديث إلى فلان، أي نسبه وأضافه إليه،
واصطلاحا: عرفه المؤلف بقوله: هو (المتصل الإسناد) المتصل: ضد المنقطع، والإسناد: حكاية طريق المتن، (من راويه حتى ) أي إلى (المصطفى) اسم من أسماء النبي – صلى الله عليه وسلم – (ولم يبن) - جملة حالية – أي لم ينقطع، فخرج بهذا الموقوف، والمرسل، والمعضل، والمنقطع، والمدلس، وهذا التعريف هو المشهور عند جمهور أهل العلم، وقطع به الحاكم، وجزم به ابن حجر العسقلاني في النخبة، ومقابل هذا التعريف، ما قاله الخطيب: أنه المتصل إلى المروي عنه، سواء كان إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – أم غيره من الصحابة والتابعين، فيدخل فيه الموقوف والمقطوع، وأبعد ابن عبد البر حيث قال: أنه المرفوع، سواء كان متصلا أم غير متصل، فيدخل فيه المرسل، والمعضل، والمنقطع، وهذان القولان ضعيفان ومرجوحان، وقد جمع السيوطي في الألفية هذه الأقوال بقوله:

الْمُسْنَدُ : الْمَرْفُوعُ ذَا اتِّصَـالِ *** وَقِيلَ : أَوَّلٌ ، وَقِيلَ : التَّالِـي

فعرفه بأنه: المرفوع إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – حال كونه (ذا اتصال) في إسناده، وضعف القولين الآخرين بـ (قيل) التي هي صيغة التمريض .
فائدة:
قال عبد الله بن المبارك: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد، لقال من شاء ما شاء.
وقال سفيان الثوري:الإسناد سلاح المؤمن،وإذا لم يكن معه سلاح،فبأي شيء يقاتل.
والإسناد من خصائص هذه الأمة المحمدية، وبه حفظ الله هذا الدين، بخلاف الأمم السابقة، فلم يكن لهم إسناد، ولذلك كثر التحريف والتبديل والتغيير في شرائعهم، وهذا من فضل الله علينا معاشر المسلمين، ولله الحمد والمنة .
وأما حكم الحديث المسند: فهو على حسب صفات القبول والرد، فقد يكون صحيحا أو حسنا أو ضعيفا
ثم أشار إلى تعريف الحديث المتصل بقوله: (وما) أي الحديث الذي (بسمع) أي مع سمع أو بسبب سمع، فيصح أن تكون الباء للمعية ، ويصح أن تكون للسببية، وعلى كل منهما، فهذا يكون احترازا عن اتصال السند بغير السماع، وذلك كالإجازة، فلا يسمى الحديث المروي كذلك متصلا عند الناظم، وهذا بخلاف ماقاله ابن جماعة، فبسمع يقرأ بالباء الموحدة الجارة للمصدر المضاف إلى فاعله الذي حذف مفعوله، وقوله: ( كل راو) أي للحديث ، بأن كان كل راو قد سمعه ممن فوقه بشرط أن (يتصل إسناده) فخرج به المرسل، والمنقطع، والمعضل، والمعلق، ومعنعن المدلس قبل تعيين سماعه، وأما المقطوع إذا اتصل إسناده فلا يسمى موصولا بالإطلاق للتنافي بين القطع والإتصال، أما مع التقييد فيجوز، بل هو واقع في كلامهم حيث يقولون: هذا متصل إلى سعيد بن المسيب، أو إلى مالك، أو إلى الزهري، ونحو ذلك، وقوله: (للمصطفى) خرج به الموقوف، والمقطوع، وتقدير البيت، والحديث الذي يتصل إسناده بسمع كل راو من رواته بأن كان كل منهم قد سمعه ممن فوقه حتى انتهى إلى المصطفى – صلى الله عليه وسلم – (ف) هو الحديث (المتصل) وهو لغة: اسم فاعل من الإتصال، وهو ضد الإنقطاع، ويقال له أيضا، الموصول، والمؤْتصل، بالفك والهمز، كما هي عبارة الشافعي في الأم،
واصطلاحا: كما قال المؤلف، إلا أن الجمهور يميل إلى تعريف الحافظ العراقي، وهو أن الحديث المتصل: هو ما اتصل إسناده إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – أو إلى واحد من الصحابة حيث كان ذلك موقوفا، قال (رحمه الله) في الألفية:

وإن تصـل بســند منــقولا *** فســمه متصــلا موصــــولا
سواء الموقوف والمرفوع *** ولم يروا إن يدخل المقطوع

وأما حكم الحديث المتصل: فهو على حسب صفات القبول والرد، فقد يكون صحيحا أو حسنا أو ضعيفا
ثم قال المؤلف: (مسلسل) وهو لغة: اسم مفعول من التسلسل وهو اتصال الشيء بعضه ببعض، ومنه سلسلة الحديد، وكأنه سمي بذلك لشبهه بالسِّلْسِلة من ناحية الاتصال والتماثل بين الأجزاء، وهو من صفات الأسانيد ..
واصطلاحا: هو ما توارد رجال إسناده، واحدا فواحدا على حالة واحدة أو صفة واحدة، سواء كانت الصفة للرواة، أو للإ سناد، وساء كان ما وقع منه في الإسناد في صيغ الأداء، أو متعلقا بزمن الرواية، أو بالمكان، وسواء كانت أحوال الرواة أو صفاتهم أقوالا أو أفعالا، أو كليهما .
ويظهر من هذا التعريف، أن الحديث المسلسل ثلاثة أقسام:
- القسم الأول:الحديث المسلسل بأحوال الرواة، وهو ثلاثة أنواع:
النوع الأول - المسلسَلُ بأحوال الرواة القولية : وذلك كحديث معاذ رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال له: { يا معاذ، إني أحبك، فقل في دبر كل صلاة: اللهم أَعِنِّى عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ } رواه أبو داود.
فقد تسلسل بقول كل راو من رواته " وأنا أحبك ، فَقُلْ ... ويسمى المسلسل بالمحبة. أَعِنِّى عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ». وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ الصُّنَابِحِىَّ وَأَوْصَى بِهِ الصُّنَابِحِىُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ
النوع الثاني- المسلسَلُ بأحوال الرواة الفعلية: وذلك كحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: { شَبَّكَ بيدي أبو القاسم – صلى الله عليه وسلم – وقال: " خلق الله الأرض يوم السبت..."} الحديث رواه مسلم بلفظ (التربة) بدل الأرض، وهذا الحديث المسلسل عللوه بعدة علل، قَالَ الْبُخَارِيُّ: وقد وهم بعض الرواة فجعله مرفوعا إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وقَالَ أيضا : الصَّحِيحُ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى كَعْبٍ
والمقصود أن الحديث قد تسلسل بتشبيك كل من رواته بيد من رواه عنه .
النوع الثالث - المسلسل بأحوال الرواة القولية والفعلية معاً : وذلك كحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه – مرفوعا: (( لا يَجِدُ العبدُ حلاوةَ الإيمانِ حَتَّى يُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ ، حُلْوِهِ ومُرِّهِ )) قالَ : وقبضَ رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – على لحيتِهِ ، وقالَ : آمنتُ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ ، حُلْوِهِ ومُرِّهِ ...)) الحديث، أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث برقم (47 )
فقد تسلسل بقبض كل راو على لحيته، وهذا فعل، وقول كل راو ((: آمنتُ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ ، حُلْوِهِ ومُرِّهِ.)) وهذا قول،
- القسم الثاني: الحديث المسلسل بصفات الرواة ، وهو نوعان:
النوع الأول - المسلسل بصفات الرواة القولية : وذلك كالحديث المسلسل بقراءة سورة الصَّفِّ كما في سنن الترمذى، { حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الأَوْزَاعِىِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ قَالَ قَعَدْنَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَتَذَاكَرْنَا فَقُلْنَا لَوْ نَعْلَمُ أَىَّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ لَعَمِلْنَاهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ) قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ أَبُو سَلَمَةَ فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا ابْنُ سَلاَمٍ. قَالَ يَحْيَى فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا أَبُو سَلَمَةَ. قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا الأَوْزَاعِىُّ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا ابْنُ كَثِيرٍ.
قال العراقي : " وأحوالُ الرواةِ القوليَّةُ ، وصفاتهُم القوليةُ ، متقاربةٌ بل متماثلةٌ".
النوع الثاني - المسلسل بصفات الرواة الفعلية : وذلك كالحديثِ المسلسلِ بالفقهاءِ ، كما في صحيح البخارى، حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – « الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ...» ، فقد تسلسلَ بروايةِ الفقهاءِ .
- القسم الثالث: الحديث المسلسل بصفات الرواية، وهو ثلاثة أنواع:
النوع الأول- المسلسل الذي اتفقتْ فيهِ صيغُ الأداءِ بلفظٍ واحدٍ: وذلك كقولِ كُلٍّ من رواتِهِ : سمعتُ فلاناً ، وكذلكَ قولُ جميعِهِمُ حدَّثَنا ، أو قولُهَم : أخبرنا ، وقولهُمُ : شهدتُ على فلانٍ ، قالَ : شهدتُ على فلانٍ ، ونحوُ ذلكَ .
فيتَّحدُ فيه لفظُ الأَدَاءِ عند جميعِ الرواة فيصير مسلسلاً بذلكَ
النوع الثاني – المسلسل الذي تعلق بزمن الرواية: وذلك ك حديثُ ابنِ عباسٍ، قالَ: ((شهدتُ رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – في يومِ عيدِ فِطْرٍ، أَوْ أَضْحَى ، …)) الحديث .
فقد تسلسلَ بروايةِ كُلِّ واحدٍ من الرواةِ له في يومِ عيدٍ
النوع الثالث – المسلسل الذي تعلق بمكان الرواية: وذلك كحديثِ ابن عباس، المسلسلِ بإجابةِ الدعاءِ في الْمُلْتَزمِ، أخرجه الطبراني في الكبير.
فقد تسلسل بقول رواته: وأنا ما دعوت الله فيه بشيء منذ سمعته، إلا استجاب لي.
وأنواعُ التسلسلِ كثيرةٌ كما قال الحافظ العراقي، ولا تنحصر كما قال ابن الصلاح.
وأفضل الحديث المسلسل، ما دل على الإتصال في السماع وعدم التدليس .
ومن فضيلةِ التسلسلِ أيضا اشتمالُه على مزيدِ الضَّبْطِ من الرواةِ، ولا يشترط فيه وجود التسلسل في جميع الإسناد، إذ يوجد من الحديث المسلسلِ ما هو ناقصُ التسلسُلِ بقطعِ السِلسِلةِ في وَسَطِهِ ، أو أوَّلِهِ ، أو آخرِهِ ، كحديثِ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو المسلسلِ بالأَوَّلِيَّةِ ، فإِنَّهُ إنَّمَا يصحُّ التسلسلُ فيهِ إلى سفيانَ بنِ عُيينةَ ، وانقطعَ التسلسلُ بالأَوَّلِيَّةِ في سماعِ سفيانَ من عمرٍو ، وفي سماعِ عمرٍو من أبي قَابُوسَ ، وفي سماعِ أبي قابوسَ من عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو ، وفي سماعِ عبدِ اللهِ من النبيِّ (صلى الله عليه وسلم).
حكم الحديث المسلسل: لا ارتباط بين التسلسل والصحة، فقَلَّمَا يسلم المسلسل من خلل في التسلسل، أو ضعف، وإن كان أصل الحديث صحيحاً من غير طريق التسلسل.
قال السيوطي:
وقلما يسلم في التسلسل *** من خلل وربما لم يُوصَل . اهـ

ومن أصح مسلسل يروى في الدنيا، المسلسل بقراءة سورة الصف، وقد مرَّ.
ثم قال الناظم: (قل) أي في رسم الحديث المسلسل، والرسم قسم من قسمي التعريف، والقسم الآخر هو الحد، وقد مر بيان ذلك في المقدمة، (ما) أي الذي (على وصف أتى) به رواته قوليا كان الوصف، (مثل أما والله أنباني) بإسكان الهمزة الثانية وإبدالها ألفا (الفتى) ثم يقول الآخر مثل ذلك وهكذا ...
أوفعليا كالمسلسل بالقراء، أو الحفاظ ، وقد مثل له الناظم بقوله:
كــذاك قــد حـدثـنِـيـهِ قـائـــمــا *** أو بـعـد أن حـدثـنِــيْ تـبـســــما اهـ .
و (تبسما) بألف الإطلاق
فإن القيام والتبسم، وصف فعلي، وقد تقدم تفصيل كل هذا، والله الموفق.

وصلى الله على نبينا محمدوآله وصحبه، والحمد لله الذي هدى من شاء من عباده .
إلى سلوك صراطه المستقيم، واتباع شرعه القويم، والبعد عن أسباب سخطه العظيم.
الشيخ جلال الدين أصياد
الشيخ جلال الدين أصياد
Admin

عدد المساهمات : 248
نقاط : 680
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 42
الموقع : www.toubkal-hilala.roo7.biz

https://toubkal-hilala.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى